القنفد وأشواكه (قصة للأطفال)
أيمن الشافعي




استيقظ القنفدُ الصغير مع أول شعاع شمس ظهر في السماء، وأصدقاؤه أيضًا استيقظوا، قام من نومه فتغيَّرت ملامح وجهه، وأصبح حزينًا.
الأم: ما الذي يحزنك لقد كنت تبتسم الآن؟
القنفد: ألا تري يا أمي، لقد استيقظت من النوم، واستيقظت معي تلك الأشواك المزعجة التي تغطِّي ظهري.

الأم: لو علمت ما فائدتها لَمَا حزنت.
القنفد: ما فائدتها يا أمي غير أن أصدقائي لا يستطيعون الاقتراب مني لدرجة كافية عندما نلعب؟

الأم: أصدقاؤك يحبُّونك، حتى ولو لم يستطيعوا الاقتراب منك، ولكن أعداءك يتمنَّون الاقترابَ أكثر وأكثر منك.
القنفد الصغير: أعدائي؟! مَن هُم أعدائي؟

الأم: الحيوانات المفترسة؛ فأنت غذاء ووجبة لذيذة لهم.
القنفد: لا أعلم لهذه الأشواك التي تُغَطِّي ظهري فائدة إلا إنها تجعلني حزينًا.

الأم: ستعرف فائدتها في وقتها.
تركت الأم القنفد يلعب مع أصدقائه، وذهبت تبحث عن الطعام.
وظل القنفد يلعب ويلعب، إلا أن بدأت الشمسُ في الرحيل.

لحظات وظهر فهد بأنيابه الضخمة وصوته القوى، فرأته الحيوانات فهربت مسرعةً، واختبأت؛ فمنها من تسلَّق الأشجارَ، ومنها من اختبأ تحت الأرض، وكانت المفاجأة لم يستطع القنفد الهروب، فصرخت أمُّه: اهرب يا بني، اركض، احذر من الفهد، ولكن لحظات وأسرع الفهد وأصبح في مواجهة القنفد الصغير، وأخذت الحيوانات تراقب ماذا سيفعله الفهد بالقنفد الصغير المسكين!

صرخت أمُّه مرةً أخرى: احمِ نفسك يا صغيري بأشواكك، فقام القنفد الصغير بالتفكير سريعًا، والتفَّ، وقام بتوجيه أشواكه بقوة أمام وجه الفهد، ووثب الفهد لينقض عليه، وما إن فعل حتى جرحت الأشواك الحادَّة المُدبَّبة الفهد في وجهه؛ فتألَّم وأعاد الهجوم على القنفد، وقام القنفد بتوجيه أشواكه مرةً أخرى، وتألَّم الفهد هذه المرَّة بشدة حتى يئس من افتراس القنفد، فتركه وذهب، ففرحت أمُّه وأسرعت إليه: صغيري أنت بخير... أنت بخير.

القنفد: اطمئني يا أمي، لقد نجَّاني الله من الفهد، الحمد لله.

الأم: الآن عرفتَ قيمة أشواكِك التي تُغَطِّي ظهرَك، والتي خلقها الله لك؟
القنفد: أشواكي هي سلاحي لم أعرف قيمتها قبل أن أستخدمها، الحمد لله الذي خلقني على تلك الهيئة، وأنعم عليَّ بأشواكٍ تحميني.. الحمد لله، الحمد لله.



__________________