خرج الطبراني في المعجم الأوسط [8621]، فقال:
حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ، ثَنَا عِمْرَانُ بْنُ هَارُونَ، نا مَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ هَذِهِ الأَخْلاقَ مِنَ اللَّهِ، فَمَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا مَنَحَهُ خُلُقًا حَسَنًا، وَمَنْ أَرَادَ بِهِ سُوءًا مَنَحَهُ سَيِّئًا ". اهـ.
قال الطبراني: "لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، إلا مَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ، تَفَرَّدَ بِهِ عِمْرَانُ بْنُ هَارُونَ". اهـ.
ومسلمة متروك، وخرج في مكارم الأخلاق [7]، فقال: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأَنْبَارِيُّ،
ثنا أَبِي النَّضْرِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي أَنَسٍ الْمَكِّيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
يَقُولُ اللَّهُ عز وجل: " أَنَا خَلَقْتُ الْعِبَادَ بِعِلْمِي، فَمَنْ أَرَدْتُ بِهِ خَيْرًا مَنَحْتُهُ خُلُقًا حَسَنًا، وَمَنْ أَرَدْتُ بِهِ شَرًّا مَنَحْتُهُ خُلُقًا سَيِّئًا ". اهـ.
قلتُ: يحيى بن أبي أنس المكي تصحيف لعله من الأنباري أو من الناسخ إنما هو عمران بن أنس أبو أنس المكي، وهو منكر الحديث له مناكير بهذا الإسناد.
له شواهد مراسيل فيما خرجه معمر في الجامع [20155]، ومن طريقه البيهقي في الشعب، فقال: عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ:
نَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ ذِي عَكَرٍ مِنَ الإِبِلِ، وَهِيَ سِتُّونَ أَوْ سَبْعُونَ أَوْ تِسْعُونَ إِلَى مِائَةٍ مِنَ الإِبِلِ وَبَقَرٍ وَغَنَمٍ، فَلَمْ يُنْزِلْهُ، وَلَمْ يُضِفْهُ،
وَمَرَّ عَلَى امْرَأَةٍ بِشُوَيْهَاتٍ، فأنْزَلَتْهُ وَذَبَحَتْ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
" انْظُرُوا إِلَى هَذَا الَّذِي لَهُ عَكَرٌ مِنْ إِبِلٍ وَبَقَرٍ وَغَنَمٍ، مَرَرْنَا بِهِ فَلَمْ يُنْزِلْنَا وَلَمْ يُضِفْنَا، وَانْظُرُوا إِلَى هَذِهِ الْمَرْأَةِ إِنَّمَا لَهَا شُوَيْهَاتٌ، أنْزَلَتْنَا وَذَبَحَتْ لَنَا،
إِنَّمَا هَذِهِ الأَخْلاقُ بِيَدِ اللَّهِ، فَمَنْ شَاءَ أَنْ يَمْنَحَهُ مِنْهَا خُلُقًا حَسَنًا مَنَحَهُ ". اهـ.
قال معمر: وقال عمرو: سمعت طاوسا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر، يقول:
"إنما يهدي إلى أحسن الأخلاق الله، وإنما يصرف عن أسوئها هو". اهـ.
زيد في الإسناد فيما خرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق [31]، فقال:
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ قَالَ: فذكره.
والخرائطي في مكارم الأخلاق [561]، فقال: حَدَّثَنَا ابْنُ الدَّوْرَقِيِّ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، به.
وخرج ابن وهب في الجامع [491]، فقَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ كَثِيرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالَ:
" إِنَّ مَحَاسِنَ الأَخْلاقِ مَخْزُونَةٌ عِنْدَ اللَّهِ، فَإِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا مَنَحَهُ مِنْهَا خُلُقًا حَسَنًا، أَوْ خُلُقًا صَالِحًا ". اهـ.
خرجه الحكيم الترمذي في النوادر (1429)، فقال: فحدثنا عمر بن أبي عمر العبدي،
حدثنا أصبغ بن الفرج الأموي، عن ابن وهب، عن عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني، عن العلاء بن كثير، به.

وخرج ابن أبي الدنيا في المكارم (34)، فقال: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ، نا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِهِ رَفَعَهُ، قَالَ: فذكره.
وابن أبي فديك من تلاميذ عبد الرحمن بن شريح، قال ابن أبي عاصم في الأحاد [2326]:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُرَيْحٍ.
وله أصل فيما خرجه مسلم في صحيحه من حديث علي ابن أبي طالب رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في صلاته:
(اللَّهُمَّ لا إلهَ إلّا أنتَ، أنتَ ربِّي، وأنا عبدُكَ، ظلَمْتُ نفْسي، واعتَرَفْتُ بذَنْبي، فاغفِرْ لي ذُنوبي جَميعًا، لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ،
واهْدِني لأَحسَنِ الأخلاقِ، لا يَهْدي لأَحسَنِها إلّا أنتَ، واصرِفْ عنِّي سَيِّئَها، لا يَصرِفُ عنِّي سَيِّئَها إلّا أنتَ،
تَبارَكْتَ وتَعالَيْتَ، أستغفِرُكَ وأَتوبُ إليكَ). اهـ.
والله أعلم.