تعلم وافهم دينك..



- العلم بالدين وأحكامه أمر ضروري، ولا سيما فيما يتعلق بتطبيق الشريعة، وأداء العبادات، وتنفيذ المعاملات على الوجه الصحيح والموافق للشرع.

- وحتى تفهم دينك وتعمل به، يجب أن تعرف أحكامه، وأن توليها اهتمامك وعنايتك، وتبذل جهدك في الإلمام بها، لتكون أعمالك مبنية على أساس صحيح ومتين، وإن وفقت لمعرفة أحكام الدين، فقد وضعت قدمك على صراط الله المستقيم، وحصل لك خير كثير.

- لذا قال -تعالى-: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} (البقرة:269).

- وفسرت الحكمة على عشرة أقوال هي: المعرفة بالقرآن أو تفسير القرآن، أو الإصابة في القول، أو العلم والفقه والقرآن، أو خشية الله، أو الكتاب والفهم، أو الفهم، أو السنة، أو العقل، أو الفقه في دين الله.


- ولأهمية الفقه في دين الله نجد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين». ويقول - صلى الله عليه وسلم -: «لَا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ علَى هَلَكَتِهِ في الحَقِّ، ورَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الحِكْمَةَ فَهو يَقْضِي بهَا ويُعَلِّمُهَا». ويقول - صلى الله عليه وسلم -: «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا؛ فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء؛ فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء؛ فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة أخرى منها إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ؛ فذلك مثل من فقه في دين الله -تعالى- ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعّلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به».

- وعليك أن تجتهد في البحث والاطلاع لمعرفة أحكام الله في القضايا التي تطرأ عليك يوميا، فلا ينبغي أن تتجاوز قضية ما، دون بحث واستقصاء لتصل إلى الحكم بالدليل من كتاب الله، أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، أو الإجماع، أو القياس الجلي؛ فديننا دين واضح لا غموض فيه، ولا التباس في أحكامه وتشريعاته.

- والواجب عليك أن تلم بمعرفة أسماء الله وصفاته، واستحقاقه العبادة دون كل ما سواه، وتعرف دينك عقيدة وسلوكا وعبادة وأحكاما، كما أن الواجب عليك أن تتمسك بدينك بصدق وإخلاص، وتتقبل ما يأمرك به الله، فتعمل به وتطبقه في شؤون حياتك كلها دون تمييز، ولتعلم أنك إن فعلت هذا سوف تسعد وتفلح في الدنيا والآخرة.

- وهذه الأمة شرفها الله ونصرها بهذا الدين العظيم؛ فإذا تخاذلت عن الأخذ به وتطبيقه على الوجه الصحيح، فقدت قيمتها وعزتها وسعادتها, وأنت لبنة من لبنات هذه الأمة.




سالم الناشي