كن في جيل العزة لبنة


يا جرحَنا النازفَ كفى، ذهبت الآمال، ما بقي لحظة من أفراح القلب.

كيف "كفى" والأقصى يئنُّ ألماً، وحرمةُ الإسلام تُنتهكُ في كلِّ مكان من ذاك الجبان؟!

يا جرحنا الهزال، لن يصيرَ طبعنا، اصبر فالأيام حُبلى، الله لا يضيع حقَّنا.

متى أنالُ ما أتمنى، والعدو ما زال لنا رصدًا؟! السكوت والخنوع أطال ألمَ الجرح وعمرَه.

يا جرحنا، لا تعجل وانظر ماذا حلَّ بمن تجبَّر وطغى من قبلنا، الأيام دول ولن تبقى معاناتنا، يا جرحنا أتعبتنا.

لِمَ العتاب وأنا مملوك؟ قل لمليكي: اسمع أَبْصِرْ، ماذا حلَّ بالأمة؟! أَفِقْ ولا ترضَ بالذلِّ لحظةً واحدةً، انهض، كن في جيل العزة لبنة.

لا، قل لمن يبيع ويخون: أتنسى يومَ الدين؟! الموت في كل لحظة وحين، القبر ضمته وظلمته وعذابه ووحدته شيء عظيم.

يا جرحَنا، الله لنا، وحقُّنا هو الحقُّ، ولن يدومَ الباطل أبدًا.

فرعون ما زال آيةً، عاد وثمود أخبار سابقة، وهم مع الشيطان في النار الخالدة، ومن تبعهم لن يكون له إلا كرّة خاسرة، ومستقرة معهم بإذن إلهنا.

ربَّنا، أمة حبيبك تستغيث بك، تستجير بك، كن لنا نصيرًا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منَّا، والصلاة والسلام على النبي الأمي، شفيع الأمة، خاتم النبوة.


______________________________ _________________
الكاتب: محمد أحمد الزاملي