سلام هي حتى مطلع الفجر










الأستاذ ماهر إبراهيم جعوان

سلام هى بكل ما تحمله الكلمة من معاني السلام والرحمة والبركة والود والسكينة والطمأنينة والأمن والأمان والفضل والخير والرضوان والبر والإحسان، هى ليلة سالمة من أذى الشيطان وسوءه.


سلام هى على المؤمنين في الدنيا والآخرة لكثرة العتقاء فيها من النار.

سلام هى من العذاب والعقاب، فلا ينزل فيها من تقدير المضار شيء.

طمأنينة وراحة وسكون من المخاوف، فما ينزل فيا سوى السلام والنفع.


ليلة مباركة يكثر فيها تنزل الملائكة، حتى أن عددها بالأرض أكثر من الحصى.

تتنزل فيها الملائكة بالخيرات والسعادات والبركات والرحمات

ويتنزل معهم جبريل عليه السلام الذي خصه بالذكر لشرفه ومكانته.

فيها يفرق كل أمر حكيم

ليلة تقدّر فيها مقادير الخلائق فتفصل الأقدار المكتوبة في اللوح المحفوظ إلى الكتبة ما يكون في العام من آجال وأرزاق، قال ابن عباس:(يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما يكون في السنة من موت وحياة ورزق ومطر حتى الحج، يقال: يحج فلان ويحج فلان).

ليلة عملها وصيامها وقيامها خيرٌ من ألف شهر.

من قامها إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه) متفق عليه.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها قال:(قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) رواه الترمذي وصححه الألباني.

من حرمها فقد حُرم، فالشقي والمغبون من لم يكن فيها من السعداء الفائزين المقبولين قال صلى الله عليه وسلم:(إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم) صحيح سنن ابن ماجة.

ولعلّ اصطفاء الله لنبيه صلى الله عليه وسلم لرسالته الخالدة في ليلة القدر أعظم نعم الله -التي لا تعد ولا تحصى- أمتن بها على الإنس والجن حتى غشي الأرضَ الهدى والرحمة

بتصرف