رسائل ودية لإمام المسجد



للمسجد دور مهم ومؤثر في المجتمع، وإمام المسجد هو الأساس في الارتقاء بهذه المؤسسة الدينية ورعايتها والعناية بها، وإقامة العبادات المفروضة، والنصيحة للمصلين، والاهتمام بشؤون المسجد، ومراعاة ظروف المصلين؛ فهو مسؤول، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِهِ».


- وهذه بعض الرسائل الودية أهمس بها في أذن إخواني الأئمة من باب النصيحة؛ أملا في تطوير الأداء العام وتحسين العلاقة بين الإمام والمأمومين:

- من أهم الأمور التي ينبغي تأكيدها أن المسجد هو مسؤولية الإمام بالدرجة الأولى، ويستطيع أن يجعل المسجد مميزا في كل شيء.

- قوة مكبرات الصوت أحيانا قد لا تتناسب مع عدد المصلين، فعدد المصلين في بعض المساجد قد لا يتجاوز 50 مصليا، بينما قوة صوت المكبرات تكفي لـ1000 مصلٍّ!؛ لذا ينبغي أن يوائم الصوت عدد المصلين حتى لا يحدث عندهم نوعا من الإزعاج والتشويش.

- الإسهاب في دعاء القنوت في صلاة القيام؛ بحيث يشعر المصلون بالتعب من طول الوقوف، والأصل الالتزام بالدعاء المأثور عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعدم مخالفة السنة.

- القراءة البطيئة -(كطريقة القراءة في المناسبات)- التي قد تصيب بعض المصلين بالملل، وتحرمهم من الاستماع إلى أكبر قدر من القرآن الكريم، فحبذا قراءة الحدر التي تناسب كل الصلوات سواء المفروضة أم صلاة القيام؛ فقد يقرأ إمام سورة كاملة في 6 دقائق، في حين يقرؤها آخر في دقيقتين، مما يعني أن الثاني سيقرأ 3 سور بدلا من واحدة في فترة الـ 6 دقائق.

- ينبغي للإمام متابعة العلماء في نصائحهم، ومنها عدم استعمال الميكرفون الخارجي؛ فقد قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: «لا ينبغي للمساجد أن يزعج بعضهم بعضا، والأولى قفلها عند الصلاة، ويسمع من في الداخل». وقال الشيخ الألباني: «لا يشرع قراءة الإمام يوم الجمعة خصوصا والصلوات الخمس عموما إلى خارج المسجد؛ لأن هذه القراءة ليس مقصود منها إسماع الناس كلهم، إنما إسماع الذين يصلون في المسجد». وقال الشيخ الفوزان: «بالنسبة لأصوات الميكروفونات فهذه مصيبة يشكو منها كثير من الناس؛ لأن بعض الأئمة -هداهم الله- يرفعون صوت المكبر خارج المسجد، والمفروض أن يكون الصوت داخل المسجد، يسمع الحاضرين، ولا يُسمع الشوارع والبيوت والأسواق، بل فيه أذى للبيوت وللمرضى والذين يصلون في بيوتهم».

- ينبغي عدم المبالغة في تحسين الصوت في أثناء الصلاة برفعه أكثر من اللازم ثم خفضه، وتجاوز المدود في التجويد، فيجعل مد الاثنين ثلاثة، والأربعة خمسة وهكذا، ولكن عليه إسماع المصلين القراءة الحسنة المرتلة والمجودة.

- تنبيه بعض الأئمة إلى رفع صوتهم مع تكبيرات الانتقال؛ حيث تجد بعضهم -هداه الله- يرفع صوته بالقراءة وفجأة لا تكاد تسمعه في تكبيره للركوع أو السجود.

- ينبغي للإمام تفقد أحوال المصلين، والاستماع إلى نصائحهم، حتى لا يشق عليهم بمخالفتهم. كما عليه أن يتابع مرافق المسجد، ولاسيما أجهزة التكييف؛ بحيث يكون جو المسجد مناسبا للمصلين، ولاسيما كبار السن، وأن يتابع نظافة المسجد، وذلك بتوفير كل متطلباته.


- الاهتمام بعمل نشاط ديني في المسجد، يجمع حوله بعض المصلين، ولاسيما الأطفال والشباب، ويرغبهم فيه، كعمل مقرأة عامة، أو طرح بعض الأسئلة على الشباب والأطفال، وبذلك يحيي دور المسجد في نفوس المصلين.




سالم الناشي