تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 18 من 18

الموضوع: فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,732

    افتراضي فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين

    فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين (3) الصبر


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ

    الإخلاص : فوائد مختصر للعلامة العثيمين

    التوبة : فوائد للعلامة العثيمين


    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله, وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, وهي مختارة من "باب الصبر ", أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

    عظم أجر الصبر:
    & قوله {﴿إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب﴾} {﴿بغير حساب﴾} لأن الأعمال الصالحة مضاعفة الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة أما الصبر فإن مضاعفته تأتي بغير حساب من عند الله وهذا يدل على أن أجره عظيم
    & الإنسان لا يمكن أن يتصور هذا الأجر لأنه لم يقابل بعدد بل هو معلوم عند الله, ولا حساب فيه, لا يقال مثلاً الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف, بل يقال إنه يوفى أجره بغير حساب. وفي هذه الآية من الترغيب في الصبر ما هو ظاهر
    الصبر على أذى الناس:
    & الذي يصبر على أذى الناس ويحتملهم ويغفر لهم سيئاتهم التي يُسيئون بها إليه فإن ذلك من عزم الأمور, أي: من معزوماتها وشدائدها التي تحتاج إلى مقابلة ومصابرة. لا سيما إذا كان الأذى الذي ينال الإنسان بسبب جهاده في الله عز وجل
    & أذية الناس...لها أساب متعددة...فإذا كان سببها طاعة الله عز وجل...والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن الإنسان يثاب على ذلك من وجهين: الأول: من الأذية التي تحصل له. الثاني: صبره على هذه الطاعة التي أُذي في الله من أجلها.
    الصبر ضياء:
    & الصبر ضياء, يعني أنه يضيء للإنسان. يضيء لك عندما تحتلك الظلمات, وتشتد الكربات, فإذا صبر فإن هذا الصبر يكون له ضياء يهديه إلى الحق.
    & الضوء لا بد فيه من حرارة, وهكذا الصبر لا بد فيه من حرارة وتعب لأن فيه مشقة كبيرة, ولهذا كان أجره بغير حساب.
    الاستخارة:
    & الإنسان ...إذا استخار بصدق وإيمان فإن الله يعطيه على ما يستدل به على الخير في الإقدام أو الاحجام, إما بشيء يلقيه في قلبه ينشرح له صدره لهذا أو لهذا, وإما برؤيا يراها في المنام, وإما بمشورة أحد من الناس, وإما بغيره
    العفو عن من أساء إليك:
    & لو كان الذي أساء إليك شخصاً معروفاً بالشر والفساد وأنك لو عفوت عنه لكان في ذلك زيادة في شره. ففي هذه الحال الأفضل أن لا تعفو عنه بل تأخذ بحقك من أجل الإصلاح.
    & إذا كان الشخص إذا عفوت عنه لم يترتب على العفو عنه مفسدة فإن العفو أفضل وأحسن لأن الله يقول {﴿فمن عفا وأصلح فأجره على الله﴾} وإذا كان أجرك على الله كان خيراً لك من أن يكون ذلك بمعاوضة تأخذ من أعمالك صاحبك الصالحة
    وباء الجوع:
    الجوع يحمل معنيين: الأول: أن يحدث الله سبحانه في العباد وباءً هو وباء الجوع بحيث يأكل الإنسان ولا يشبع, وهذا يمرّ على الناس, وقد مرّ بهذه البلاد سنة معروفة عند العامة تسمى سنة الجوع يأكل الإنسان الشيء الكثير ولكنه لا يشبع والعياذ بالله أبداً
    المجاهد:
    & المجاهد هو الذي بذل جهده لإعلاء كلمة الله, فيشمل المجاهد بعلمه والمجاهد بالسلاح, كلاهما مجاهد في سبيل الله.
    & المجاهد بعلمه يتعلم العلم ويُعلمه وينشره بين الناس, ويجعل هذا وسيلة لتحكيم شريعة الله هذا مجاهد.
    & الذي يحمل السلاح لمقاتلة الأعداء هو أيضاً مجاهد في سبيل الله إذا كان المقصود في الجهادين أن تكون كلمة الله هي العليا.
    الصلاة نور:
    & الصلاة: نور للعبد في قلبه وفي وجهه وفي قبره وفي حشره. ولهذا تجد أكثر الناس نوراً في الوجوه أكثرهم صلاة وأخشعهم فيها لله عز وجل.
    & كذلك تكون نوراً للإنسان في قلبه تفتح عليه باب المعرفة لله عز وجل, وباب المعرفة في أحكام الله وأفعاله وأسمائه وصفاته.
    & وهي نور في قبر الإنسان لأن الصلاة عامود الإسلام, إذا قام العمود قام البناء وإذا لم يقُم العمود فلا بناء.
    & وهي...نور في حشره يوم القيامة كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم.
    & فهي نور للإنسان في جميع أحواله وهذا يقتضي أن يحافظ الإنسان عليها, وأن يحرص عليها, وأن يكثر منها, حتى يكثر نور علمه وإيمانه
    الفلاح والتقوى:
    & الفلاح كلمة جامعة تدور على شيئين: على حصول المطلوب وعلى النجاة من المرهوب, فمن اتقى الله عز وجل حصل له مطلوبه ونجا من مرهوبه.
    الصدقة برهان:
    & الصدقة: بذل المال تقرباً لله عز وجل.
    & برهان على إيمان العبد, وذلك لأن المال محبوب إلى النفوس, والنفوس شحيحة به, فإذا بذله الإنسان لله فإن الإنسان لا يبذل ما يحبُّ إلا لما هو أحب إليه منه, ولهذا تجد أكثر الناس إيماناً بالله عز وجل وبالإخلاف تجدهم أكثرهم صدقة.
    القرآن حجة لك أو عليك:
    & القرآن...إما أن يكون لك وذلك فيما إذا توصلت به إلى الله وقمت بواجب هذا القرآن العظيم من التصديق بالأخبار وامتثال الأوامر واجتناب النواهي وتعظيم هذا القرآن الكريم واحترامه. ففي هذه الحال يكون حجة لك.
    & أما إن كان الأمر بالعكس أهنت القرآن وهجرته لفظاً ومعنى وعملاً ولم تقُم بواجبه فإنه يكون عليك شاهداً يوم القيامة.
    الخوف:
    & الخوف: هو فقد الأمن وهو أعظم من الجوع. ولهذا قدمه الله عليه.
    & الخائف والعياذ بالله لا يستقر لا في بيته ولا في سوقه.
    & أخوف ما نخاف منه ذنوبنا لأن الذنوب سبب لكل الويلات وسبب للمخاطر والمخاوف والعقوبات الدينية والدنيوية.
    من يستعفف يعفه الله.
    & من يستععف عما حرم الله عليه من النساء يعفه الله عز وجل, والأنسان الذي يتبع نفسه هواها فيما يتعلق بالعفة فإنه يهلك والعياذ بالله. لأنه إذا اتبع نفسه هواها وصار يتبع النساء فإنه يهلك.
    من يستغن يعنه الله:
    & من يستغن يعنه الله, أي: من يستغن بما عند الله عما في أيدي الناس يعينه الله عز وجل, وأما من يسأل الناس ويحتاج لما عندهم فإنه سيبقى قلبه فقيراً والعياذ بالله
    الغنى غنى القلب:
    & الغنى غنى القلب, فإذا استغنى الإنسان بما عند الله عما في أيدى الناس أغناه الله عن الناس, وجعله عزيز النفس بعيداً عن السؤال.
    من يتصبر يصبره الله:
    & من يتصبر يصبره الله, أي يعطيه الصبر, فإذا حبست نفسك عما حرم الله عليك وصبرت على ما عندك من الحاجة والفقر ولم تلح على الناس بالسؤال فإن الله يصبرك ويعنيك على الصبر.
    ما أعطى أحد عطاءً خيراً وأوسع من الصبر:
    & ما منَّ الله على أحد بعطاء من رزق أو غيره خيراً وأوسع من الصبر لأن الإنسان إذا كان صبوراً تحمل كل شيء. إن أصابته الضراء صبر, وإن عرض له الشيطان بفعل المحرم صبر, وإن خذله الشيطان عن ما أمر الله صبر.
    & تحد الإنسان الصبور لو أذي من قبل الناس لو سمع منهم ما يكره لو حصل منهم اعتداء عليه تجده هادئ البال. لا يتصلب ولا يغضب, لأنه صابر على ابتلاه الله له, فلذلك تجد قلبه دائماً مطمئناً ونفسه مستريحة.
    & إذا رأيت نقسك عند إصابة الضراء صابراً محتسباً تنتظر الفرج من الله سبحانه وتعالى وتحتسب الأجر على الله فذلك عنوان الإيمان, وإن رأيت بالعكس فلُم نفسك وعدّل مسيرك, وتُب إلى الله.
    الحكمة أن الأنبياء لا يُورثون:
    & الأنبياء لا ُيورثون...وهذا من حكمة الله عز وجل لأنهم لو ورثوا لقال من يقول إن هؤلاء جاؤوا بالرسالة يطلبون ملكاً يُورث من بعدهم, ولكن الله منع ذلك. فالأنبياء لا يُورثون بل ما يتركونه صدقة يصرف للمستحقين له, والله الموفق.
    البكاء رحمة بالمصاب في عقله أو بدنه:
    & إذا رأيت مصاباً في عقله أو بدنه فبكيت رحمة به فهذا دليل على أن الله تعالى في قلبك رحمة, وإذا جعل الله في قلب الإنسان رحمة كان من الرحماء الذين يرحمهم الله عز وجل, نسأل الله أن يرحمنا وإياكم برحمته.
    التعزية:
    & التعزية في الحقيقة ليست تهنئة كما ظنها بعض العوام!, يحتفل بها ويوضع لها الكراسي, وتوقد لها الشموع, ويُحضر لها القرّاء, والأطعمة!!, لا التعزية تسلية وتقوية للمُصاب أن يصبر.
    & قال العلماء: تُسنّ تعزية المُصاب, ولم يقولوا تسن تعزية القريب. لأن القريب ربما لا يصاب بموت قريبه, والبعيد يصاب لقوة صداقة بينهما مثلاً.
    من فقد حاسة من حواسه فالغالب أنه يعوض في الحواس الأخرى:
    & اعلم أن الله سبحانه إذا قبض من الإنسان حاسة من حواسه فإن الغالب أن الله يعوضه في الحواس الأخرى ما يخفف عليه ألم فقد هذه الحاسة التي فقدها
    التسبيح
    & التسبيح: تنزيه الله عما لا يليق به في أسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه, فالله منزه عن كل عيب في أسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه.
    فوائد الحفظ والتعلم في الصغر:
    & الفائدة الأولى: أن الشاب في الغالب أسرع حفظاً من الكبير. الفائدة الثانية: أن ما يحفظه الشاب يبقى وما يحفظه الكبير ينسى. الفائدة الثالثة: أن الشاب إذا ثقف العلم من أول الأمر صار العلم كالسجية له والطبيعة له وصار كأنه غريزة.
    الصرع:
    & الصرع نعوذ بالله منه نوعان: صرع بسبب تشنج الأعصاب: وهذا مرض عضوي يمكن أن يُعالج من قبل الأطباء الماديين بإعطاء العقاقير التي سكنه أو تزيله بالمرة.
    & قسم آخر بسبب الشياطين والجن يتسلط الجني على الإنسي فيصرعه ويدخل فيه. ويضرب به على الأرض ويغمي عليه من شِدة الصرع ولا يحس...هذا النوع من الصرع...علاجه بالقراءة من أهل العلم والخير.
    & هذا النوع من الصرع له علاج يدفعه...بأن يحرص الإنسان على الأوراد الشرعية الصباحية والنسائية ومنها اية الكرسي...ومنها سورة الإخلاص والفلق والناس ومنها أحاديث وردت عن الرسول عليه الصلاة والسلام فليحرص الإنسان عليها.
    الصبر على ما يصيبنا بسبب الدعوة إلى الله:
    & نصبر على ما يصيبنا مما نسمعه أو ينقل إلينا مما يُقال فينا بسبب الدعوة إلى الله. وأن نرى أن هذا رفعة لدرجاتنا وتكفير لسيئاتنا فعسى أن يكون في دعوتنا خلل من نقص في الإخلاص أو من كيفية الدعوة وطريقها فيكون هذا...كفارة لما وقع منا
    & الإنسان...إذا أصيب وأوذي في سبيل الله...فليصبر وليحتسب ولا ينكص على عقيبه, ولا يقول لست بُملزم, أنا أصابني الأذى, أنا تعبت, بل الواجب الصبر. الدنيا ليست طويلة! أيام ثم تزول, فاصبر حتى يأتي الله بأمره
    المصائب:
    & الإنسان في هذه الدنيا لا يمكن أن يبقى مسروراً دائماً بل هو يوم يُسرّ ويوم يحزن ويوم يأتيه شيء ويوم لا يأتيه, فهو مصاب بمصائب في نفسه ومصائب في بدنه ومصائب في مجتمعه ومصائب في أهله ولا تحصى المصائب التي تُصيب الإنسان.
    & إذا أصبت بالمصيبة فلا تظن أن هذا الهم الذي يأتيك أو هذا الألم الذي يأتيك ولو كان شوكة لا تظن أن هذا أنه يذهب سُدى بل ستعوض عنه خيراً منه, ستحطُّ عنك الذنوب كما تحطُّ الشجرة ورقها. وهذا نعمة الله.
    & المصائب تكون على وجهين: تارة إذا أصيب الإنسان تذكر الأجر واحتسب هذه المصيبة على الله فيكون فيها فائدتان: تكفير الذنوب وزيادة الحسنات, وتارة يغفل عن هذا...فيكون فيها تكفير لسيئاته إذا هو رابح على كل حال في هذه المصائب.
    & المؤمن إذا ابتلي بالمصيبة فلا يظن أن الله سبحانه يُبغضه, بل قيد يكون هذا من علامة محبة الله للعبد.
    إذا أراد الله بعبده خيراً عجل له العقوبة في الدنيا:
    & الإنسان لا يخلو من خطأ ومعصية وتقصير في الواجب, فإذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا إما بماله أو بأهله أو بنفسه...المهم أن تعجل له العقوبة... وهذه نعمة لأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة.
    إذا أراد الله بعبده شراً آخر له العقوبة في الآخرة:
    & إذا أراد الله بعبده الشر أمهل له واستدرجه وأدرّ عليه النعم ودفع عنه النقم حتى يبطر ويفرح فرحاً مذموماً بما أنعم الله به عليه. وحينئذ يُلاقي ربه وهو مغمور بسيئاته فيُعاقب بها في الآخرة, نسأل الله العافية.
    غيبة العلماء:
    & الناس...إذا قدحوا في العلماء وسقطت أقوالهم عند الناس ما بقي للناس أحد يقودهم بكتاب الله, بل تقودهم الشياطين وحزب الشيطان, ولذلك كان غيبة العلماء أعظم بكثير من غيبة غير العلماء.
    الإنسان إذا نزل به ضر:
    & الإنسان ربما ينزل به ضر يعجز عن التحمل ويتعب فيتمنى الموت. يقول يا رب أمتني سواء قال ذلك بلسانه أو بقلبه. فنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك, لأنه قد يكون خيراً له هذا الضر.
    & أن تتمنى الموت فأنت لا تدري ربما يكون الموت شراً عليك...فليس كل موت راحة...الإنسان ربما يموت إلى عقوبة وعذاب قبر, وإذا بقي في الدنيا فربما يستعب ويتوب ويرجع إلى الله فيكون خيراً له.
    & إذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام نهى أن يتمنى الإنسان الموت للضر الذي نزل به فكيف بمن يقتل نفسه...فإن هؤلاء ارتحلوا من عذاب إلى عذاب أشد منه ...لأن الذي يقتل نفسه يُعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم خالداً فيها أبداً.
    كراهة الكفار:
    & يجب علينا نحن المسلمين أن نكره الكفار كرهاً عظيماً وأن نعاديهم وأن نعلم أنهم أعداء لنا مهما تزينوا لنا وتقربوا لنا ...يجب أن نعاديهم ولا فرق بين الكفار الذين لهم شأن وقيمة في العالم أو الكفار الذين ليس لهم شأن.
    & حتى الخدم والخادمات يجب أن نكره أن يكون في بلدنا خادم أو خادمة من غير المسلمين.
    الصبر على استئثار الولاة بالمال وأن ذلك من أسباب ورود الحوض:
    & الخلفاء والأمراء منذ عهد بعيد كانوا يستأثرون بالمال....ولكن هذا لا يعني أن ننزع يداً من طاعة, أو ننابذهم بل نسأل الله الذي لنا ونقوم بالحق الذي علينا.
    & استثار الولاة بالمال دون الرعية يوجب أن تثور الرعية وتطالب بحقها ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بالصبر على هذا...فإن صبرهم على ظلم الولاة من أسباب الورود على الحوض.
    متفرقات:
    & الصبر منزلة عالية لا يُنال إلا بامتحان واختبار من الله عز وجل, لأنه صبر إلا على مكروه. فإذا لم يصب الإنسان بشيء يكره فكيف يعرف صبره.
    & الصبر الذي يثاب عليه الإنسان هو أن يصبر أول ما تصيبه المصيبة, هذا هو الصبر. أما الصبر بعد ذلك فإن هذا ربما يكون تسلياً كما تتسلى البهائم.
    & الإنسان إذا صبر وانتظر الفرج من الله سهلت عليه الأمور.
    & إذا أصبت بضرّ فقل اللهم أعني على الصبر عليه, حتى يعينك الله فتصبر ويكون ذلك لك خير.
    & اعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسراً.
    & الله يعين الصابر ويُؤيده ويكلؤه حتى يتم له الصبر على ما يحبه الله عز وجل.
    & الصلاة تعين على الأمور الدينية والدنيوية, حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر عنه أنه (( «أنه إذا حزبه أمر فرغ إلى الصلاة » ))
    & ينبغي للإنسان إذا دعا لشخص بطول العمر أن يقيد هذا فيقول: أطال الله بقاءك على طاعته, حتى يكون في طول بقائه خير.

    & إذا كان الشيء مُقدراً لا يتقدم ولا يتأخر فلا فائدة من الجزع والتسخط, لأنه وإن جزعت أو تسخطت لن تغير شيئاً من المقدور.

    & المسلم أول ما يغدو يتوضأ ويتطهر.....ثم يذهب فيصلي فيبدأ يومه بعبادة الله عز وجل, بل يفتتحه بالتوحيد لأنه يشرع للإنسان إذا استيقظ من نومه أن يذكر الله عز وجل وأن يقرأ عشر آيات من سورة آل عمران.
    & الشهيد إذا قتل في سبيل الله فإنه لا يحس بالطعنة أو بالضربة كأنها ليست بشيء ما يحس إلا أن روحه تخرج من الدنيا إلى نعيم دائم أبداً.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,732

    افتراضي رد: فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين


    الصدق والمراقبة : فوائد للعثيمين


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ

    فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين(4)الصدق المراقبة

    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله, وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, وهي مختارة من "باب الصدق, باب المراقبة ", أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

    الصدق:
    & الصدق: مطابقة الخبر الواقع, وهو من سمات المؤمنين, وعكسه الكذب وهو من سمات المنافقين.
    & كما يكون الصدق في الأقوال فهو في الأفعال وهو أن يكون الإنسان باطنه موافقاً لظاهره بحيث إذا عمل عملاً يكون موافقاً لما في قلبه.
    & الصدق طمأنينة لا يندم صاحبه أبداً ولا يقول ليتني وليت, لأن الصدق منجاة والصادقون يُنجيهم الله بصدقهم, وتجد الصادق دائماً مطمئناً, لأنه لا يتأسف على شيء حصل أو يحصل في المستقبل لأنه قد صدق, ومن صدق نجا.
    أناس ليسوا بصادقين:
    & المرائي...ليس بصادقٍ لأنه يظهر للناس بأنه من العابدين وليس كذلك.
    & المشرك مع الله ليس بصادق لأنه يظهر أنه موحد وليس كذلك
    & المنافق ليس بصادق لآنه يظهر الإيمان وليس بمؤمن.
    & المبتدع ليس بصادق, لأنه يظهر الاتباع للرسول عليه الصلاة والسلام وليس بمتبع.
    الكذب:
    & الكذب بين النبي عليه الصلاة والسلام أنه ريبة, ولهذا تجد أول من يرتاب في الكاذب نفسه, فيرتاب هل يصدقه الناس أو لا يصدقونه.
    & تجد الكاذب إذا أخبرك بالخبر قام يحلف بالله أنه صدق لئلا يرتاب في خبره مع أنه محل ريبة.
    & الكذب لا شك أنه ريبة وقلق للإنسان ويرتاب الإنسان هل علم الناس بكذبه أم لم يعلموا, فلا يزال في شك واضطراب.
    & من أعظم الكذب: ما يفعله الناس اليوم يأتي بالمقالة كاذباً لكن من أجل أن يضحك الناس.
    المبادرة إلى الأعمال الصالحة:
    & الإنسان إذا علم الحق ولم يقبل عليه, ولم يعمل به أول مرة فإن ذلك قد يفوته, ويحرم إياه والعياذ بالله...فعليك يا أخي أن تبادر بالأعمال الصالحة ولا تتأخر فتتمادى بك الأيام ثم تعجز وتكسل ويغلب عليك الشيطان والهوى فتتأخر
    المنافقون:
    & المنافقون في زمننا هذا إذا رأوا أهل الخير وأهل الدعوة وأهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, قالوا هؤلاء متزمتون, وهؤلاء متشددون, هؤلاء أصوليون, هؤلاء رجعيون وما أشبهه من الكلام.
    & عندنا منافقون ولهم علامات كثيرة!! وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين في الجزء الأول من صفات المنافقين كلها مبنية في كتاب الله عز وجل.
    & إذا رأيت رجلاً يلمزُ المؤمنين من هنا ومن هنا فاعلم أنه منافق والعياذ بالله.
    ـــــــــــــ
    الحجاب الشرعي:
    & الحجاب الشرعي هو أن تغطي المرأة جميع ما يكون النظر إليه ذريعة إلى الفاحشة وأهمه الوجه, فإن الوجه يجب حجبه عن الرجال الأجانب أكثر مما يجب حجب الرأس وحجب الذراع وحجب القدم.
    خشية السر:
    & الموفق الذي يجعل خشية الله في السر أعظم وأقوى من خشيته في العلانية, لأن خشية الله في السر أقوى في الإخلاص, لأنه ليس عندك أحد, لأن خشية الله في العلانية ربما يقع في قلبك الرياء ومراءة الناس.
    المكابرة تجعل المرء يتكلم بلا عقل:
    & {﴿قالوا آمنا برب العالمين*رب موسى وهارون﴾} [الشعراء:47_48]توعدهم فرعون...وقال {﴿إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ﴾} [طه:71] علمهم السحر وأنت الذي اتيت بهم! سبحان الله, لكن المكابرة تجعل المرء يتكلم بلا عقل.
    تحقيق شهادة أن محمداً رسول الله:
    & من تمام شهادة أن محمداً رسول الله أن تصدقه فيما أخبر به فكل ما صح عنه وجب عليك أن تصدق به وأن لا تعارض هذا بعقلك وتقديراتك وتصوراتك لأنك لو لم تؤمن إلا بما صدّق به عقلك لم تكن مؤمناً حقيقة بل متبعاً لهواك لا آخذاً بهداك
    الوقت:
    & الوقت...هو أغلى شيء, لكن هو أرخص شيء عندنا الآن نمضى أوقاتاً كثيرة بغير فائدة, بل نمضى أوقاتاً كثيرة فيما يضر...عموم المسلمين اليوم مع الأسف الشديد أنهم في سهو ولهو وغفلة, ليسوا جادين في أمور دينهم.
    ـــــــــــــــ ـــــــ
    الصوم عما حرم الله عز وجل:
    & في الصيام تأتي بالصوم كما أمرت مجتنباً فيه اللغو والرفث والصخب والغيبة والنميمة وغير ذلك مما ينقص الصوم, ويزيل روح الصوم ومعناه الحقيقي, وهو الصوم عما حرم الله عز وجل.
    الأخلاق الحسنة:
    & الأخلاق الحسنة,....يكون صاحبها محبوباً إلى الناس,...فيها أجر عظيم يناله الإنسان في يوم القيامة.
    من منافع الزكاة:
    & في الزكاة تكفير الخطايا, وفيها الإحسان إلى الخلق...وفي الزكاة تأليف بين الناس لأن الفقراء إذا أعطاهم الأغنياء من الزكاة ذهب ما في نفوسهم من الحقد على الأغنياء...وفي الزكاة أيضاً جلب للخيرات من السماء.
    الأناجيل الموجودة في أيدي النصارى اليوم محرفة:
    & الأناجيل الموجودة في أيدي النصارى اليوم محرفة ومغيّرة ومُبدّلة, لَعِبَ بها قساوسة النصارى فزادوا بها ونقصوا وحرفوا ولهذا تجدها تنقسم إلى أربعة أقسام أو خمسة ومع ذلك فإن الكتاب الذي نزل على عيسى كتاب واحد.
    المؤمن دائماً في سرور وانشراح:
    & المؤمن يؤمن أن كل شيء بقضاء الله فيكون دائماً في سرور, ودائماً في انشراح, لأنه يعلم أن ما أصابه إن كان ضراء صبر وانتظر الفرج من الله...وإن كان سراء شكر وحمد الله وعلم أن ذلك لم يكن بحوله ولا قوته ولكن بفضل من الله ورحمة.

    ـــــــــــــــ ـــ
    الصلاة:
    & الواجب علينا _ ونسأل الله أن يُعيننا عليه _ أن تكون قلوبنا حاضرة في حال الصلاة حتى تبرأ ذمتنا وحتى ننتفع بها, لأن الفوائد المترتبة على الصلاة إنما تكون على صلاة كاملة.
    & أنت تناجي ملك الملوك في اليوم خمس مرات على الأقل, فلماذا لا تفرح بهذا ؟ احمد الله على هذه النعمة وأقم الصلاة.
    & صلاة الجماعة...كان الصحابة رضي الله عنهم لا يتخلف أحد عنها إلا منافق أو مريض معذور.
    ترك الإنسان ما لا يعنيه:
    & مما يزيد في حُسن إسلام المرء أن يدع ما لا يعنيه ولا يهمه لا في دينه ولا في دنياه
    & كون الإنسان لا يهمه إلا نفسه هذا هو الراحة, أما الذي يتبع أحوال الناس فإنه سوف يتعب تعباً عظيماً, ويفوت على نفسه خيراً كثيراً مع أنه لا يستفيد شيئاً.
    & بعض الناس تجده مشغولاً بشؤون غيره فيما لا فائدة فيه, فيضيع أوقاته, ويشغل قلبه, ويشتت فكره, وتضيع عليه مصالح كثيرة.
    متفرقات
    & عليك بالصدق فيما لك وفيما عليك حتى تكون مع الصادقين الذين أمرك الله أن تكون معهم.
    & من أنعم الله عليه بنعمة فإن من السُّنة أن يتصدق بشيء من ماله.
    & عليك يا أخي التزام طاعة الله إن كنت تريد رضاه, وإن كنت تريد رضى الناس فأرضِ الله.
    ـــــــــــــــ ـــــــــ
    & ينبغي للإنسان إذا أراد طاعة أن يفرغ قلبه وبدنه لها حتى يأتيها وهو مشتاق إليها, وحتى يؤديها على مهل وطمأنينة وانشراح صدر.
    & اجعل دائماً لسانك يقول الحق أو يصمت....وراقب الله في سرك وفي قلبك.
    & الإيمان إذا دخل القلب واليقين إذا دخل القلب لا يفتنه شيء.
    & إذا وفق العبد للهداية والاستعانة في إطار الشريعة فهذا هو الذي أنعم الله عليه.
    & المسلمون.. أكثرهم في غفلة وفي ترف, ينظرون ما يترف به أبدانهم وإن أتلفوا أديناهم.
    & الله حكيم قد لا يُجيب الدعوة بأول مرةً أو ثانية أو ثالثة من أجل أن يعرف الناس شدة افتقارهم إلى الله فيزدادوا دعاءً.

    & الشاب ما بين الخمس عشرة سنة إلى الثلاثين.
    & كلما اكتربت الأمور فانتظر الفرج من الله سبحانه وتعالى.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,732

    افتراضي رد: فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين

    فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين(5) التقوى, اليقين


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ



    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله, وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, وهي مختارة من "باب التقوى", و" باب اليقين", أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.التقوى:
    & التقوى اسم مأخوذ من الوقاية, وهو أن يتخذ الإنسان ما يقيه من عذاب الله. والذي يقيك من عذاب الله فعل أوامر الله واجتناب نواهيه, فإن هذا هو الذي يقي من عذاب الله عز وجل.
    القول السديد
    & القول السديد فهو القول الصواب, وهو يشمل كل قول فيه خير, سواء كان من ذكر الله, أو طلب العلم, أو من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, أو من الكلام الحسن الذي يستجلب به الإنسان مودة الناس ومحبتهم, أو غير ذلك.
    القول غير السديد:
    & القول غير السديد هو القول الذي ليس بصواب, بل خطأ إما في موضوعه, وإما في محله.
    & القول الذي ليس بصواب...في موضوعه بأن يكون كلاماً فاحشاً يشتمل على السبّ والشتم والغيبة والنميمة وما أشبهه...أو في محله أن يكون هذا القول في نفسه هو خير لكن كونه يقال في هذا المكان ليس بخير, لأن لكل مقام مقالاً
    من فوائد التقوى:
    & إذا كنت متقي الله فثِق أن الله سبحانه سيجعل لك مخرجاً من كل ضيق, واعتمد ذلك لأنه قول من يقول للشيء كن فيكون.
    & ما أكثر الذين اتقوا الله فجعل لهم مخرجاً من ذلك قصة الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار فنزلت صخرة على باب الغار فسدته فأرادوا أن يزيحوها فعجزوا فتوسل كل واحد منهم بصالح عمله إلى الله...ففرج الله عز وجل عنهم وزالت الصخرة.
    & فائدة عظيمة أن الله يرزقك من حيث لا تحتسب...فلا تيأس وتقول أين الرزق من حيث لا أحتسب, بل انتظر وثق بوعد الله, وصدّق به وستجده ولا تتعجل.
    & التقوى يحصل بها زيادة الهدى, وزيادة العلم, وزيادة الحفظ.
    & التقوى سبب لزيادة الفهم...ويدخل في ذلك...الفراسة أن الله يعطي المُتقي فراسة يميز بها حتى بين الناس فبمجرد ما يرى الإنسان يعرف أنه كاذب أو صادق أو بر أو فاجر حتى ربما يحكم على الشخص وهو لم يعاشره...بسبب ما أعطاه الله من الفراسة
    & ما يحصل للمتقين من الكرامات التي لا تحصل لغيرهم, ومن ذلك: ما حصل لكثير من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.
    & كثير من الناس لا يقلع عن الذنب لأنه زُين له والعياذ بالله فألِفه وصعُب عليه أن ينتشل نفسه منه, لكن إذا كان متقياً لله عزوجل سهل الله له الإقلاع عن الذنوب.
    & إذا كنت تريد أن تكون كريماً عند الله وذا منزلة عنده فعليك بالتقوى, فكلما كان الأنسان لله أتقى كان عنده أكرم. أسأل الله أن يجعلني وإياكم من المتقين.
    & بالتقوى صلاح الأعمال ومغفرة الذنوب, وبالقول السديد صلاح الأعمال ومغفرة الذنوب.
    الأعداء والتركيز على المرأة:
    & نجد أعداءنا وأعداء ديننا أعداء شريعة الله عز وجل يركزون اليوم على مسألة النساء وتبرجهن واختلاطهن بالرجال ومشاركتهن للرجال في الأعمال حتى يصبح الناس كأنهم حمير لا يهمهم إلا بطونهم وفروجهم والعياذ بالله.
    & هم يُقحمون النساء الآن بالوظائف الرجالية.. أتدرون ماذا يحدث؟ يحدث مفسدة الاختلاط, ومفسدة الزنا والفاحشة, سواء في زنى العين, أو زنى اللسان, أو زنى اليد, أو زنى الفرج, كل ذلك محتمل إذا كانت المرأة مع الرجل في الوظيفة.
    اليقين والتوكل:
    & اليقين هو قوة الأيمان والثبات, حتى كأن الإنسان يرى بعينه ما أخبر الله به ورسوله من شدة يقينه, فاليقين هو ثبات وإيمان ليس معه شك بوجه من الوجوه
    & غاية اليقين أن يكون الإنسان عند الشدائد وعند الكرب ثابتاً, مؤمناً موقناً, عكس من كان توكله ويقينه ضعيفاً, فإنه عند المصائب والكرب ربما ينقلب على وجهه.
    & اليقين يثمر ثمرات جليلة منها التوكل على الله عز وجل.
    & التوكل على الله اعتماد الإنسان على ربه عز وجل في ظاهره وباطنه في جلب المنافع ودفع المضار...اعتمد عليه في أمورك كلها دقيقها وجليلها لأن الله إذا لم ييسر لك الأمور لم يتيسر لك, ومن أسباب تيسره أن نتوكل عليه.
    & في هاتين المرتبتين اليقين والتوكل يحصل للإنسان مقصوده في الدنيا والآخرة, ويستريح ويعيش مطمئنا سعيداً, لأنه موقن بكل ما أخبر الله به ورسوله, ومتوكل على الله عز وجل.
    الخوف من زيغ القلب:
    & ينبغي للإنسان أن يخاف ويوجل ويخشى من زيغ القلب, ويسأل الله دائماً الثبات فإنه ما من قلب من قلوب بني آدم إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه
    طلب العون من الله عز وجل:
    & الله عز وجل أكرم الأكرمين وأجود الأجودين فإذا اتجه الإنسان إليه في أموره أعانه وساعده وتولاه ولكن البلاء من بني آدم حيث يكون الإعراض كثيراً في الإنسان, ويعتمد على الأمور المادية دون الأمور المعنوية.
    عدم الخوف في الله لومة لائم:
    & على الإنسان أن لا يخاف في الله لومة لائم, وأن لا يخاف إلا الله, ولكن يجب أن يكون سيره على هدى من الله عز وجل, فإذا كان سيره على هدى من الله فلا يخافن أحداً.
    التشاؤم:
    & قوله عليه الصلاة والسلام: ( لا يتطيرون ) أي: لا يتشأمون, لا بمرئي, ولا بمسموع, ولا بمشموم, ولا بمجذوم.
    & الطيرة محرمة, لا يجوز لأحد أن يتطير, لا بطيور, ولا بأيام, ولا بشهور, ولا بغيرها
    & التشاؤم كما أنه شرك أصغر فهو حسرة على الإنسان, فيتألم من كل شيء يراه, لكن لو اعتمد على الله, وترك هذه الخرافات لسلم, ولصار عيشه صافياً سعيداً.
    & وكان بعضهم يتشأم بالوجه, إذا رأى وجهاً لا يعجبه, حتى أن بعضهم إذا فتح دكانه وكان أول من يأتيه رجل أعور, أو أعمى أغلق دكانه, وقال: اليوم لا رزق فيه.
    ملاحظة القلب عند تلاوة القرآن:
    & إذا رأيت من نفسك أنك كلما تلوت القرآن ازددت إيماناً فإن هذا من علامة التوفيق, أما إذا كنت تقرأ القرآن ولا تتأثر به فعليك بمُداوة نفسك...عليك بمداوة القلب فإن القلب إذا لم ينتفع بالقرآن ولم يتعظ به فإنه قلب قاسٍ مريض.
    اجعل هذه الكلمة دائماً على بالِك إذا رأيت من الناس عدواناً عليك:
    & ينبغي لكل إنسان رأى من الناس جمعاً له, أو عدواناً عليه أن يقول: " حسبنا الله ونعم الوكيل" فإذا قال هكذا كفاه الله شرهم, كما كفى إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام, فاجعل هذه الكلمة دائماً على بالِك إذا رأيت من الناس عدواناً عليك.
    كثرة الأولاد:
    & لقد ضل ضلالاً مبيناً من أساء الظن بربه فقال لا تكثروا الأولاد, تضيق عليكم الأرزاق!! كذبوا ورب العرش, فإذا أكثروا من الأولاد أكثر الله رزقهم, لأنه ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها.

    & رزق أولادك وأطفالك على الله عز وجل هو الذي يفتح لك أبوب الرزق من أجل أن تنفق عليهم...أكثر من الأولاد تكثر لك الأرزاق هذا هو الصحيح.
    & أكثر الناس عندهم سوء ظن بالله ويعتمدون على الأمور المادية المنظورة, ولا ينظرون إلى المدى البعيد, وإلى قدرة الله, وأنه هو الذي يرزق ولو كثر الأولاد.
    قصة نسج العنكبوت غير صحيحة:
    & قصة نسج العنكبوت غير صحيحة...لأن الذي منع المشركين عن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر ليست أموراً حسية, تكون لهما ولغيرهما, بل هي أمور معنوية, وآية من آيات الله عز وجل
    متفرقات:
    & من نعمة الله على العبد أن يُيسره للاستغفار والتوبة.
    & ذكر الأطباء أن النوم على الجنب الأيمن أفضل للبدن وأصحّ من النوم على الجانب الأيسر.
    & من البلاء للعبد أن يظن أن ما كان عليه من الذنوب ليس بذنب فيُصيرّ عليه والعياذ بالله.
    & الإنسان إذا وفقه الله ومنَّ عليه بالاستغناء عن الخلق صار عزيز النفس غير ذليل.
    & اليمين على المستقبل هي التي فيها الكفارة فإذا حلف الإنسان على شيء مستقبل وخالف ما حلف عليه وجبت عليه الكفارة, إلا أن يقرن يمينه بمشيئة الله, فيقول إن شاء الله, فهذا لا كفارة عليه ولو خالف. والله الموفق.

    & المرأة إذا وظفت فإنها سوف تنعزل عن بيتها وعن زوجها وتصبح الأسرة متفككة
    & التقوى أحياناً تقترن بالبرّ,...وتارة تذكرها وحدها, فإذا قرنت بالبرِّ, صار البر فعل الأوامر, والتقوى ترك النواهي. وإذا أفردت صارت شاملة تعم فعل الأوامر واجتناب النواهي.
    & الصواب أن يقال: إبراهيم خليل الله, ومحمد خليل الله, وموسى كليم الله.
    & المؤمن كلما اشتدت به الأزمات ازداد إيماناً بالله, لأنه يؤمن بأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب, وأن مع العسر يسراً.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,732

    افتراضي رد: فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين

    فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين(6) الاستقامة


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ



    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله, وهذه الفوائد فوائد مختصرة, لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, وهي مختارة من " باب الاستقامة " و" باب التفكير في عظيم مخلوقات الله تعالى ", أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

    الاستقامة:
    & قال العلماء: الاستقامة لزوم طاعة الله تعالى.. والاستقامة هي أن يثبت الإنسان على شريعة الله سبحانه وتعالى كما أمر الله, ويتقدمها الإخلاص لله عز وجل.
    & من غلا في دين الله, أو جفا عنه, أو بدل, فإنه لم يكن مستقيماً على شريعة الله عز وجل, والاستقامة لا بد لها من الاعتدال في كل شيء حتى يكون الإنسان مستقيماً.
    & ينبغي للإنسان إذا قام بعمل أن يشعر أنه قام به لله, وأنه يقوم به بالله, وأنه يقوم به في الله, لأنه لا يستقيم على دين الله إلا بعد الإيمان بالله عز وجل فيشعر أنه يقوم به لله أي مُخلصاً, وبالله مستعيناً, وفي الله متبعاً لشرعه.
    الملائكة أولياء للمستقيمين على دين الله في الدنيا والآخرة:
    & الملائكة أولياء للذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا في الحياة الدنيا, تسددهم, وتساعدهم, وتعينهم, وكذلك في الآخرة تتلقاهم الملائكة يوم البعث والحساب ﴿ {هذا يومكم الذين كنتم توعدون} ﴾ فيبشرونهم بالخير في مقام الخوف والشدة.
    التفكر في عظيم مخلوقات الله تعالى:
    & التفكر هو أن يعمل الإنسان فكره في الأمر حتى يصل فيه إلى نتيجة, وقد أمر الله تعالى به, وحضّ عليه في كتابه, لما يتوصل إليه الإنسان به من المطالب العالية, والإيمان, واليقين.
    & أولو العقول الذين يتفكرون في خلق السماوات والأرض, وينظرون في الآيات ويعتبرون بها, ويستدلون على من هي آيات له, هؤلاء هم أصحاب العقول وهم أصحاب الألباب, فاحرص على أن تتفكر في خلق السماوات والأرض مع التدبر.
    تفكر الإنسان في العمل الذي قام به لله:
    & ينبغي للإنسان إذا قام لله بعمل أن يتفكر...هل قام به على الوجه المطلوب, وهل قصًر وهل زاد, وماذا حصل له من هذا العمل من طهارة القلب وزكاء النفس وغير ذلك. لا يكن كالذي يؤدي أعماله الصالحة وكأنها عادات يفعلها كل يوم.
    & تفكِّر ماذا حصل لك من هذه العبادة, وماذا أثرت على قلبك وعلى استقامتك.
    & فلنفكر هل نحن إذا صلينا زدنا طاقة وقوة ونشاطاً في الأعمال الصالحة, حتى تكون الصلاة مُعينة لنا. لننظر!! الواقع أن هذا لا يكون إلا نادراً باعتبار الإنسان نفسه, ونادراً باعتبار أفراد الناس.
    & انظر في صلاتك هل أنت إذا صليت وجدت في نفسك كراهة للفحشاء والمنكر والمعاصي أو أن الصلاة لا تفيدك في هذا ؟
    & إذا أديت الزكاة فانظر هل طهرتك من الأخلاق الرذيلة والذنوب, وهل زكت مالك؟ كثير من الناس يؤدي الزكاة وكأنها غرم يُؤديه وهو كاره لا يشعر بأنها تطهره, ولا بأنها تُزكي نفسه.
    الذكر التام:
    & أكثر الناس...عندهم ذكر الله باللسان مع غفلة القلب, فتجده يذكر الله وقلبه يذهب يميناً وشمالاً...لكن هو مأجور على كل حال, ولكن الذكر التام هو الذي يكون ذكراً لله باللسان والقلب.
    الوقاية من النار:
    & الوقاية من النار تكون بأمرين: الأمر الأول: أن يعصمك الله من الذنوب, لأن الذنوب هي سبب دخول النار. الثاني: أن يمن الله عليك بالتوبة والإقلاع, لأن الإنسان بشر لا بد أن يعصي, ولكن باب التوبة مفتوح.
    الكيِّس:
    & الكيس: هو الحازم الفطن المنتبه المنتهز للفرص, هو الذين يدين نفسه, أي: يُحاسبها, فينظر ماذا أهمل من الواجب, وماذا فعل من المحرم, وماذا فعل من الواجب, وماذا ترك من المحرم, حتى يصلح نفسه.
    العاجز:
    & العاجز هو الذي يتبع نفسه هواها, فما هوت نفسه أخذ به, وما كرهت نفسه لم يأخذ به, سواء وافق شرع الله أم لا, هذا هو العاجز, وما أكثر اليوم الذين يتبعون أنفسهم هواها ولا يبالون بمخالفة الكتاب والسنة نسأل الله لنا ولهم الهداية.

    متفرقات:
    & الإنسان لا يعجب بعمله مهما كان, عملك قليل بالنسبة لحق الله عليك.
    & من تدبر أحوال الصحابة وجد أنهم أحرص الناس على العلم وأنهم لا يتركون شيئاً يحتاجون إليه في أمور دينهم ودنياهم إلا ابتدروه.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,732

    افتراضي رد: فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين

    فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لرياض الصالحين (7) المبادرة إلى الخيرات


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ



    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله, وهذه الفوائد فوائد مختصرة, لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, وهي مختارة من " باب المبادرة إلى الخيرات ", أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

    الفتن:
    & قوله: (( «فتناً كقطع الليل المظلم» )) أخبر أنه ستوجد فتن كقطع الليل المظلم, يعني أنها مدلهمة مظلمة لا يرى فيها النور والعياذ بالله, ولا يدري الإنسان أين يذهب يكون حائراً, ما يدري أين المخرج, أسأل الله وإياكم أن يعيذنا من الفتن.
    & الفتن منها ما يكون من الشبهات, وفتن تكون من الشهوات.
    & فتن الشبهات: كل فتنة مبنية على الجهل فهي شبهة ومن ذلك ما حصل من أهل البدع الذين ابتدعوا في عقائدهم ما ليس من شريعة الله.
    & الفتن تكون....من الشهوات, بمعنى أن الإنسان يعرف أن هذا حرام, ولكن لأن نفسه تدعوه إليه فلا يبالي, بل يفعل الحرام, يعلم أن هذا واجب, لكن نفسه تدعوه للكسل فيترك هذا الواجب, هذه فتنة شهوة.
    & فتنة بني إسرائيل كانت في النساء, وهي أعظم فتنة, وهناك أناس الآن يحيكون كل حياكة من أجل أن يهدروا كرامة المرأة, من أجل أن يجعلوها كالصورة, كالدمى, مجرد شهوة وزهرة يتمتع بها الفساق والسفلاء من الناس.
    & نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الفتن. واستعيذوا دائماً من الفتن.
    حلق اللحية:
    & ما يفعله جهلة الناس اليوم من حلق اللحية...يرونها... زينة وجمالاً, والحقيقة أنها شين وأنها قبيح, لأن كل شيء ينتج عن هذه المعصية فلا خير فيه
    & لا شك أنه معصية للرسول عليه الصلاة والسلام, وإن الإنسان ليخشى عليه من هذا الذنب أن يتدرج به الشيطان إلى ذنوب أكبر وأعظم.
    الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة:
    &ذهب كثير من العلماء إلى أن الإنسان إذا أصرَّ ولو على الصغيرة صارت الصغيرة كبيرة.
    & ما يفعله جهلة الناس اليوم من حلق اللحية, تجدهم يحلقون اللحية ويصرون على ذلك,...وهؤلاء الذين يصرون على هذه المعصية وإن كانت صغيرة, أخطأوا لأنها بالإصرار تنقلب كبيرة, والعياذ بالله.
    المحسنون:
    & أما المحسنون في قوله: ﴿ {والله يحبُّ المُحسنينَ} ﴾ فالمراد بهم المحسنون في عبادة الله, والمحسنون إلى عباد الله.
    & المحسنون في عبادة الله...يعني أن تعبد الله سبحانه وتعالى بقلب حاضر كأنك تري ربك تريد الوصول إليه, فإن لم تفعل فاعلم أن الله يراك, فاعبده خوفاً وخشية, وهذه المرتبة دون المرتبة الأولى.
    & أما الإحسان إلى عباد الله: فأن تعاملهم بما هو أحسن في الكلام والأفعال والبذل, وكف الأذى وغير ذلك...ومن الإحسان أيضاً: أنك إذا رأيت أخاك على ذنب أن تبين له ذلك وتنهاه عنه, لأن هذا من أعظم الإحسان إليه.
    كظم الغيظ من أسباب دخول الجنة:
    & الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب, لأن الإنسان إذا غضب ثارت نفسه, فانتفخت أوداجه واحمرت عيناه, وصار يحب أن ينتقم, فإذا كظم الغيظ وهدأ, فإن ذلك من أسباب دخول الجنة.
    العفو عن من أساء إليك:
    & إذا أساء إليك شخص معروف بالإساءة والترد والطغيان على عباد الله, فالأفضل ألا تعفو عنه, وأن تأخذ بحقك, لأنك إذا عفوت ازداد شره, أما إذا كان الإنسان الذي أخطأ عليك قليل الخطأ, قليل العدوان...فهنا الأفضل أن تعفو.
    الانفتاح على الدنيا:
    & الناس كلما انفتحت عليهم الدنيا وصاروا ينظرون إليها, فإنهم يخسرون من الآخرة بقدر ما ربحوا من الدنيا.
    تسلط ولاة الأمور على الناس:
    & ولاة الأمور قد يسلطون على الناس, بسبب ظلم الناس...الناس على دين ملوكهم, فإذا ظلم ولاة الأمور الناس فإنه غالباً يكون بسبب أعمال الناس.
    & إذا رأيت ولاة الأمور قد ظلموا الناس في أموالهم أو في أبدانهم أو حالوا بينهم وبين الدعوة إلى الله عز وجل...ففكر في حال الناس تجد أن البلاء أساسه من الناس هم الذين انحرفوا فسلط الله عليهم من سلط من ولاة الأمور.
    & وجوب الصبر على ولاة الأمور وإن ظلموا وجاروا لأنك سوف تقف معهم موقفاً تكون أنت وإياهم على حد سواء عند ملك الملوك سوف تكون خصمهم يوم القيامة إذا ظلموك...فأنت سوف تقف معهم بين يدي الله ليقضي بينهم فاصبر وانتظر الفرج
    الفاحشة:
    & الفاحشة ما يستفحش من الذنوب, وهي كبائر الذنوب: مثل الزنا, وشرب الخمر, وقتل النفس وما أشبهها, كل ما يستفحش فهو فاحشة.
    غزوة أحد:
    & غزوة أحد...ذكرها الله عز وجل في سورة آل عمران, وتكلم عليها الحافظ ابن القيم رحمه الله كلاماً جيداً, لم أر مثله في كتاب " زاد المعاد ", في بيان الحكم العظيمة من هذه الغزوة.
    الرفاهية:
    & الناس كلما ازدادوا في الرفاهية وكلما انفتحوا على الناس انفتحت عليهم الشرور إن الرفاهية هي التي تدمر الإنسان, لأن الإنسان إذا نظر إلى الرفاهية وتنعيم جسده غفل عن تنعيم قلبه, وصار أكبر همه أن ينعم هذا الجسد...وهذا هو البلاء.
    تغير الزمان:
    & الزمان يتغير ويتغير إلى ما هو أشر. وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ذات يوم لأصحابه: (( «من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً » )) وأظن أننا وعيشنا في الدنيا قليل بالنسبة لمن سبق نرى اختلافاً كثيراً...بين سنين مضت وسنين الوقت الحاضر.
    & حدثني من أثق به أن هذا المسجد مسجد الجامع كان لا يؤذن لصلاة الفجر إلا قد تمّ الصفُّ الأول, يأتي الناس إلى المسجد يتهجدون, أين المتهجدون اليوم لا ما شاء الله؟ قليل!! تغيرت الأحوال.
    &تجد الواحد...إذا أصبح يقول اللهم ارزقني قلبه معلق بالله عز وجل فيرزقه الله وأما الآن فأكثر الناس في غفلة...يعتمدون على من سوى الله ومن تعلق شيئا وكل إليه
    الغني:
    & نحن نشاهد أن الغنى يكون سبباً للفساد والعياذ بالله, تجد الإنسان في حال فقره مخبتاً إلى الله, منيباً إليه, منكس النفس, ليس عنده طغيان, فإذا أمده الله بالمال استكبر والعياذ بالله, وأطغاه غناه.
    & ليست سعادة الدنيا بكثرة المال, لأنه قد يطغي.
    استعاذ الإنسان أن يرد إلى أرذل العمر:

    & نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الرد إلى أرذل العمر, لأن الإنسان إذا ردّ إلى أرذل العمر تعب وأتعب غيره, حتى إن أخص الناس به يتمنى أن يموت لآنه آذاه وأتبعه, وإذا لم يتمن بلسان المقال فربما يتمنى بلسان الحال.
    متفرقات:
    & اعلم أنك إذا عودت نفسك على التهاون اعتادت عليه, وإذا عودتها على الحزم والفعل والمبادرة اعتادت عليه...إذا عودت نفسك العمل الصالح اعتادته وسهل عليها وانقادت له وإذا عودت نفسك الكسل عجزت عن القيام بالعمل الصالح
    & لا تجعل المال أكبر همك, اركب المال فإن لم تركب المال ركبك المال, وصار همك هو الدنيا.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,732

    افتراضي رد: فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين

    فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين (8) المجاهدة



    فهد بن عبد العزيز الشويرخ


    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمهما الله, وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر وهي مختارة من " باب المجاهدة, وباب الحث على الازدياد من الخير في أواخر العمر أسأل الله أن ينفع بها
    محبة الله عز وجل:
    & إذا أكثر الإنسان من النوافل مع قيامه بالفرائض نال محبة الله, فيحبه الله, وإذا أحبه فكما يقول الله عزوجل: (( « كنت سمعه الذي يسمع به, وبصره الذي يبصر به, ويده التي يبطش بها, ورجله التي يمشي بها» )) يعني أنه يكون مسدداً في هذه الأعضاء
    & في السمع: يسدده في سمعه فلا يسمع إلا ما يرضى الله وما فيه الخير والصلاح, ويعرض عما يغضب الله فلا يستمع إليه, ويكون ممن إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا: لنا أعمالنا ولكم أعمالكم.
    & كذلك أيضاً في بصره فلا ينظر إلا إلى ما يحب الله النظر إليه, ولا ينظر إلى المحرم, ولا ينظر نظراً محرماً.
    & ويده فلا يعمل بيده إلا ما يرضى الله, لأن الله يسدده.
    & وكذلك رجله فلا يمشي إلا إلى ما يرضى الله فلا يسعى إلا إلى ما فيه الخير.
    من شرح صدره للإسلام شعر براحة وطمأنينة وانشراح صدره:
    & تجد المؤمن الذي شرح الله صدره للإسلام يصلي براحة وطمأنينة وانشراح صدر ومحبة للصلاة ويزكي كذلك ويصوم كذلك ويحج كذلك ويفعل الخير كذلك.
    قول كلمة: " لو " تفتح عليك الوساوس والأحزان والندم والهموم:
    & قوله: ( «فإن لو تفتح عمل الشيطان» ) أي تفتح عليك الوساوس والأحزان والندم والهموم, حتى تقول لو أني فعلت لكان كذا, فلا تقل هكذا, والأمر انتهى ولا يمكن أن يتغير عما وقع...وسيكون على هذا الوضع مهما عملت.
    مجاهدة النفس:
    & تحتاج النفس إلى مجاهدة لا سيما مع قلة الرغبة في الخير فإن الإنسان يعاني من نفسه معاناة شديدة ليحملها على فعل الخير
    & مجاهدة النفس تكون بأن يجاهد الإنسان نفسه على شيئين: على فعل الطاعات وعلى ترك المعاصي, لأن فعل الطاعات ثقيل على النفس إلا من خففه الله عليه, وترك المعاصي كذلك ثقيل إلا من خففه الله عليه.
    & من أهم ما يكون من هذا مجاهدة النفس على الإخلاص لله عز وجل في العبادة, فإن الإخلاص أمر عظيم وشاق جداً.
    & مما يجاهد الإنسان نفسه عليه فعل الطاعات الشاقة مثل الصوم, فإن الصوم من أشق الطاعات على النفوس, لأن فيه ترك المألوف من طعام وشراب ونكاح.
    & من الأشياء التي تحتاج إلى مجاهدة, مجاهدة الإنسان نفسه على الصلاة مع الجماعة, فكثير من الناس يسهل عليه أن يصلي في بيته, لكن يشق عليه أن يصلي مع الجماعة في المساجد, فتجده مع نفسه في جهاد.
    & الإنسان يجب أن يجاهد نفسه في الأوقات الفاضلة حتى يستوعبها في طاعة الله.
    & اعلم علم إنسان مجرب أنك إذا أكرهت نفسك على طاعة الله أحببت الطاعة وألفتها, وصرت بعد ما كنت تكرهها تأبي نفسك إذا أردت أن تتخلف عنها
    شرب الدخان:
    & شرب الدخان...يشق على بعض المبتلين بهذا الدخان أن يدعه مع أنه لو عوّد نفسه على تركه شيئاً فشيئاً وابتعد عن الذين يشربونه وصار يكره رائحته لهان عليه الأمر, لكن المسألة تحتاج إلى عزيمة قويمة وإيمان صادق.
    حلق اللحية:
    & حلق اللحية محرم...وكثير من الناس قد غلبته نفسه فصار يحلق لحيته, ولا أدري أي شيء يجني من لحق اللحية ؟ لا يجني إلا معاص تتراكم عليه حتى تضعف إيمانه والعياذ بالله.
    & يكتسب حالق اللحية معاصي تنقص إيمانه, مع أنه لا يزيد نشاطه ولا صحته, ولا تندفع عنه بذلك الأمراض, ولكنه ابتلي بهذا الأمر....وصار شاقاً عليه, فعلى الإنسان أن يجاهد نفسه.
    مجاهدة أهل البدع وأهل النفاق:
    & لا بد من مجاهدة أهل البدع وأهل النفاق بالعلم والبيان, وبيان بطلان ما هم عليه بالأدلة المقنعة من كتاب الله, وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وأقوال السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان, وأئمة الهدى من بعدهم.
    العلم الراسخ الثابت:
    & على شباب الأمة الإسلامية أن يتعلموا العلم على وجه راسخ ثابت, لا على وجه سطحي كما يوجد في كثير من بيوت العلم, حيث يتعلمون علماً سطحياً لا يرسخ بالذهن, علماً يقصد به الإنسان أن يحصل على بطاقة أو شهادة فقط.
    & العلم الحقيقي هو العلم الذي يرسخ في القلب.
    أولياء الله:
    & عندنا ولله الحمد ضابط بينه الله عز وجل, وتعريف جيد للأولياء ﴿ {الذين آمنوا وكانوا يتقون} ﴾ هؤلاء هم أولياء الله.
    & الولي الذي تقرب إلى الله تعالى بالفرائض, ثم بالنوافل, إذا سأل الله أعطاه, فكان مجاب الدعوة...مالم يسأل إثماً, أو قطعية رحم, فإن سأل إثماً فلا يجاب, لكن الغالب أن الولي لا يسأل الإثم.
    & الذي يعادي أولياء الله يقول الله عز وجل: (( فقد آذنته بالحرب )) يعني أعلنت عليه الحرب. فالذي يعادي أولياء الله محارب لله عز وجل نسأل الله العافية, ومن حارب الله فهو مهزوم مخذول لا تقوم له قائمة.
    سؤال الله عز وجل طول العمر مع حسن العمل:
    & إذا كان خير الناس من طال عمره وحسن عمله, فإنه ينبغي للإنسان أن يسأل الله دائماً أن يجعله ممن طال عمره وحسن عمله, من أجل أن يكون من خير الناس.
    العمل الصالح سبب لكثرة الأرزاق وسعتها:
    & العمل الصالح سبب لكثرة الأرزاق وسعتها, قال الله عز وجل: ﴿ {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون} ﴾ [الأعراف:96]
    الحرص على الإكثار من الأعمال الصالحة في آخر العمر:
    & ينبغي للإنسان كلما طال به العمر أن يكثر من الأعمال الصالحة, كما أنه ينبغي للشباب أيضاً أن يكثر من الأعمال الصالحة لأن الإنسان لا يدري متى يموت قد يموت في شبابه وقد يؤخر موته...لا شك أن من تقدم به السن فهو أقرب إلى الموت
    الفراغ والصحة:
    & إذا كان الإنسان فارغاً صحيحاً فإنه يغبن كثيراً في هذا, لأن كثير من أوقاتنا تضيع بلا فائدة ونحن في صحة وعافية وفراغ...ولكننا لا نعرف هذا الغبن في الدنيا, إنما يعرف الإنسان الغبن إذا حضر أجله, وإذا كان يوم القيامة.
    & الواقع أن هذه الأوقات الكثيرة تذهب علينا سدى لا ننتفع منها, ولا ننفع أحد من عباد الله, ولا نندم على هذا إلا إذا حضر الأجل, يتمنى الإنسان أن يعطى فرصة ولو دقيقة واحدة لأجل أن يستعتب, ولكن لا يحصل ذلك.
    & ينبغي للإنسان العاقل أن ينتهز فرصة الصحة والفراغ بطاعة الله عز وجل بقدر ما يستطيع, إن كان قارئاً للقرآن فليكثر من قراءة القرآن, وإن كان لا يعرف القراءة يكثر من ذكر الله عز وجل.
    شكر الله سبحانه وتعالى على النعم:
    & إذا وجد الإنسان أن الله قد أنعم عليه بالإسلام وشرح الله صدره له فإن هذه أكبر النعم. ثم ثانياً نعمة العقل. ثالثاً: نعمة الأمن في الأوطان, فإنها من أكبر النعم رابعاً: رغد العيش...فعلينا أن نشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعم العظيمة.
    & الشكر هو قيام بطاعة الله, وأن الإنسان كلما ازداد في طاعة ربه عز وجل فقد ازداد شكراً لله عز وجل, وليس الشكر بأن يقول الإنسان بلسانه أشكر الله أحمد الله فهذا شكر باللسان لكن الكلام هنا على الشكر الفعلي الذي يكون بالفعل.
    من حكمة الله عز وجل أن استودع الماء في باطن الأرض:
    & من حكمة الله عز وجل أن استودع الماء في باطن الأرض, ولو بقي على ظهر الأرض لفسد, وأفسد الهواء وأهلك المواشي, بل وأهلك الأدميين من رائحته ونتنه.
    الغيبة:
    & الغيبة حرام ومن كبائر الذنوب...ولا سيما إذا كانت الغيبة في ولاة الأمور من الأمراء والعلماء, فإن غيبة هؤلاء أشدّ من غيبة غيرهم.
    & غيبة العلماء تقلل من شأن العلم الذي في صدورهم, والذي يعلمونه الناس, فلا يقبل الناس ما يُعطونه من العلم وهذا ضرر على الدين.
    & غيبة الأمراء تقلل من هيبة الناس لهم فيتمردون عليهم, وإذا تمرد الناس على الأمراء فلا تسأل عن الفوضى
    لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذ جــــــــــــــ ـــهالهم ســــــــــــــ ادوا
    قراءة القرآن للتدبر والاتعاظ:
    & أكثر المسلمين يتلون الكتاب للتبرك والأجر فقط, ولكن الذي يجب أن يكون هو أن نقرأ القرآن لنتدبره ونتعظ بما فيه, ﴿ {كتاب أنزلناه إليك مبارك } ﴾ هذا الأجر, ﴿ {ليدبروا آياته} ﴾ هذه هي الثمرة, ﴿ {وليتذكر أولوا الألباب} ﴾ [ض:29]
    الشورى الشرعية ليست تكوين مجلس للشورى:
    & الشورى الشرعية ليست تكوين مجلس للشورى حتى يكون مشاركاً في الحكم, ولكن الشورى الشرعية أن ولي الأمر إذا أشكل عليه أمر من الأمور جمع الناس له من ذوي الرأي والأمانة من أجل أن يستشيرهم في القضية الواقعة.
    الإكثار من هذا الذكر في الركوع والسجود:
    & ينبغي للإنسان أن يكثر من هذا الذكر في الركوع والسجود: " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك, اللهم اغفر لي." فإنه جامع بين الذكر والدعاء, وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقوله في ركوعه وسجوده.
    الجنة حفت بالمكاره:
    & النفس الأمارة بالسوء تدعو صاحبها إلى الزنى, والزنى شهوة وتحبه النفس الأمارة بالسوء, لكن إذا عقلها صاحبها وأكرهها على تجنب هذه الشهوة فهذا كره له, ولكن هو الذي يوصله إلى الجنة, لأن الجنة حفت بالمكاره.
    & الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر...كل إنسان يتهاون فيه, ويكرهه, يقول ما عليَّ بالناس. أتعب نفسي معهم...لكن إذا كسر هذا المكروه وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر فإن هذا سبب لدخول الجنة.
    التقوى لباس:
    & من حكمته تعالى أن جعلنا نخرج بادية أبشارنا, بادية جلودنا, حتى نعرف أننا محتاجون إلى كسوة تستر عوراتنا حساً, كما أننا محتاجون إلى عمل صالح يستر عوراتنا معنى, لأن التقوى لباس كما قال تعالى:﴿ {ولباس التقوى ذلك خير} ﴾ [الأعراف:26]

    & أنت ...محتاج إلى الكسوة المعنوية, وهي العمل الصالح, حتى لا تكون عارياً, ولهذا ذكر بعض العابرين للرؤيا أن الإنسان إذا رأى نفسه في المنام عارياً فإنه يحتاج إلى كثرة الاستغفار, لأن هذا دليل على نقصان تقواه, فإن التقوى لباس.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,732

    افتراضي رد: فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين

    فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لرياض الصالحين (9) كثرة طرق الخير


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ


    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله, وهذه الفوائد فوائد مختصرة, لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, وهي مختارة من " باب بيان كثرة طرق الخير ", أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
    طرق الخير كثيرة:
    & الخير له طرق كثيرة...حتى لا يملوا, لو كان الخير طريقاً واحداً لملّ الناس من ذلك وسئموا ولما حصل الابتلاء, ولكن إذا تنوع كان ذلك أرفق بالناس, وأشد في الابتلاء
    الحاجة في هذا الوقت إلى طلب العلم الشرعي, وإلى طلبة العلم الراسخين:
    & طلب العلم...في وقتنا...قد يكون أفضل أعمال البدن, لأن الناس في الوقت الحاضر في عصرنا محتاجون إلى العلم الشرعي لغلبة الجهل وكثرة المتعالمين الذين يدّعُون أنهم علماء وليس عندهم من العلم إلا بضاعة مسجاة.
    & نحن في حاجة إلى طلبة علم يكون عندهم علم راسخ ثابت مبني على الكتاب والسنة, من أجل أن يردوا هذه الفوضى التي أصبحت منتشرة...كل إنسان عنده حديث أو حديثان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصدى للفتيا ويتهاون بها.
    & نرى أن طلب العلم اليوم أفضل الأعمال المتعدية للخلق, أفضل من الصدقة, وأفضل من الجهاد, بل هو جهاد في الحقيقة
    & طرق الخير كثيرة, وأفضلها فيما أرى بعد الفرائض التي فرضها الله هو طلب العلم الشرعي, لأننا اليوم في ضرورة إليه.
    تصدق ابن عمر رضي الله عنهما بأحبِّ شيءٍ من ماله:
    & قوله تعالى: ﴿ { لن تنالوا البرَّ حتى تُنفقُوا ممّا تُحبُّون} ﴾ [آل عمران:92] كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا أعجبه شيء من ماله تصدق به, اتباعاً لهذه الآية.
    ركعتا الضحى:
    & ركعتا الضحى سنة, سنة كل يوم,...يبتدئ وقتها من ارتفاع الشمس قدر رمح, يعني حوالي ربع ساعة إلى ثلث ساعة بعد الطلوع, إلى قبيل الزوال, أي إلى قبل الزوال بعشر دقائق, كل هذا وقت لصلاة الضحى.
    إزالة الأذى عن الطريق:
    & أننا مع الأسف الشديد ونحن أمة مسلمة لا نبالي بهذه الأمور وكأنها لا شيء, يلقى الإنسان الأذى في الأسواق ولا يهتم بذلك, يكسر الزجاجات في الأسواق... إذن يستحب لنا كلما رأينا ما يؤذي أن نزيله عن الطريق, لأن ذلك صدقة.
    الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أفضل الصدقات:
    & الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أفضل الصدقات, لأن هذا هو الذي فضل الله به هذه الأمة على غيرها, فقال تعالى: ﴿ {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} ﴾ [آل عمران:110]
    الهمم العالية للصحابة رضي الله عنهم:
    & انظروا إلى الهمم العالية من الصحابة رضي الله عنهم يغبطون إخوانهم بما أنعم الله عليهم من الأموال التي يتصدقون بها ويعتقون منها, ليسوا يقولون عندهم فضول أموال يركبون بها المراكب الجميلة ويسكنون القصور المشيدة ويلبسون الثياب الجميلة
    & هم قوم يريدون ما هو خير وأبقى وهو الآخرة.
    من شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
    & لا بد للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من شروط: أن لا يترتب عن النهي عن المنكر ما هو أنكر منه, فإن ترتب على ذلك ما هو أنكر منه, فإنه لا يجوز من باب درء أعلى المفسدتين بأدناهما.
    انو إصلاح الخلق حتى تؤجر ويجعل الله في أمرك ونهيك بركة:
    & يجب على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن ينوي بهذا إصلاح الخلق, لا الانتصار عليهم, لأن من الناس من يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر لينفذ سلطته وينتصر لنفسه...انو إصلاح الخلق...حتى توجر ويجعل الله في أمرك ونهيك بركة.
    من غدا إلى المسجد أعدّ الله له نزلاً:
    & من غدا إلى المسجد أو راح, سواء غدا للصلاة أو لطلب علم أو لغير ذلك من مقاصد الخير, أن الله يكتب له في الجنة نزلاً, والنزل: ما يقدم للضيف من طعام ونحوه على وجه الإكرام.
    إزالة الأذى عن الطريق الحسي والطريق المعنوي:
    & إزالة الأذى عن الطريق, الطريق الحسي طريق الأقدام, والطريق المعنوي طريق القلوب والعمل على إزالة هذا الأذى عن هذا الطريق وهذا الطريق مما يقرب إلى الله
    & إزالة الأذى عن طريق القلوب والعمل الصالح أعظم أجراً وأشد إلحاحاً من إزالة الأذى من طريق الأقدام.
    كتابه الفوائد أثناء خطبة الجمعة:
    & سئلنا عن الرجل يكتب ما يستمعه في الخطبة, لأن بعض الناس ينسى فيقول: أنا كلما مرت علي جملة مفيدة أكتبها, هل يجوز أم لا ؟ فالظاهر أنه لا يجوز.
    اغتنم القيام بالأعمال الصالحة في حال الصحة والفراغ:
    & ينبغي للعاقل ما دام في حال الصحة والفراغ, أن يحرص على الأعمال الصالحة, حتى إذا عجز عنها لمرض أو شغل, كُتبت له كاملة, اغتنم الصحة, اغتنم الفراغ, اعمل صالحاً حتى إذا شُغلت عنه بمرض أو غيره كُتب لك كاملاً ولله الحمد.
    إدخال السرور على المريض سبب للشفاء:
    & من الخير إذ عاد الإنسان مريضاً أن يدخل عليه السرور ويقول: أنت في عافية وإن كان الأمر على خلاف ما قال بأن كلام مرضه شديداً, يقول ذلك ناوياً أنه في عافية أحسن ممن هو دونه, لأن إدخال السرور على المريض سبب للشفاء.
    التثبت فيما ينقل للإنسان من أخبار:
    & ينبغي للإنسان إذا نقل له عن شيء عن أحد أن يتثبت قبل أن يحكم بمقتضى الشيء الذي نُقل له, حتى يكون إنساناً رزيناً ثقيلاً معتبراً, أما كونه يصدق بكل ما نُقل, فإنه يفوته بذلك الشيء الكثير, ويحصل له ضرر عظيم.
    الكلمة الطيبة:
    & الكلمة الطيبة تشمل قراءة القرآن...وكذلك تشمل التسبيح والتهليل, وكذلك تشمل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وتشمل تعليم العلم وتعلم العلم, وتشمل كذلك كل ما يتقرب به الإنسان إلى ربه من القول.
    التسمية عند الأكل والشرب:
    & الصحيح أن التسمية عند الأكل أو الشرب واجبة, وأن الإنسان يأثم إذا لم يسم الله عند أكله أو شربه, لأنه إذا لم يفعل: يعني لم يسمِ عند الأكل والشرب فإن الشيطان يأكل معه ويشرب معه.

    متفرقات:
    & يجوز للإنسان إذا توضأ أن يستشعر هذا المعنى, أي أن وضوءه يكون تكفيراً لخطيئاته, حتى يكون بهذا الوضوء محتسباً الأجر على الله عز وجل.
    & كلما كان الإنسان أصدق إخلاصاً لله, وأقوى إتباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم, كان أكثر أجراً, وأعظم مثوبة عند الله عز وجل.

    & الصدقة ولو قلت...تنجي من النار, لقوله عليه الصلاة والسلام: (( «اتقوا النار ولو بشق تمرة» ))
    & اللحم المشوي أطعم من اللحم المطبوخ, لأن طعمه يكون باقياً فيه.
    & العلماء يقولون: إن العجل من أفضل أنواع اللحم, لأن لحمه ليناً ولذيذاً.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,732

    افتراضي رد: فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين

    فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين (10)


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ


    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله, وهذه الفوائد فوائد مختصرة, لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, وهي مختارة من " باب الاقتصاد في الطاعة, والمحافظة على الأعمال, والأمر بالمحافظة على السنة, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
    الاقتصاد في الطاعة وفي جميع الأحوال:
    & الاقتصاد هو أن يكون الإنسان وسطاً بين الغلو والتفريط, لأن هذا المطلوب من الإنسان في جميع أحواله أن يكون دائراً في وسط بين الغلو والتفريط...وهكذا الطاعة ينبغي أن تقتصد فيها بل يجب عليك أن تقتصد فيها فلا تكلف نفسك ما لا تطيق.
    & ينبغي للإنسان...أن يقتصد في جميع أموره, لأنه إن قصّر فاته خير كثير, وإن شدد فإنه سوف يكلّ ويعجز ويرجع, ولهذا ينبغي للإنسان أن يكون في أعماله كلها مقتصداً.
    المداومة على العمل وإن قلّ:
    & ذكرت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم كان أحب الدين إليه أدومه, أي ما داوم عليه صاحبه, يعني أن العمل وإن قلّ إذا داومت عليه, كان ذلك أحسن لك, لأنك تفعل العمل براحة, وتتركه وأنت ترغب فيه, لا تتركه وأنت تملّ منه.
    & المحافظة على الطاعة دليل على الرغبة فيها,...فإذا حافظ الإنسان على عبادته واستمر عليها كان هذا دليلاً على محبته وعلى رغبته في الخير.
    " طه " ليس اسماً للنبي عليه الصلاة والسلام:
    & ( طه ) هذه حرفان من حروف الهجاء...وليست اسماً من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم, كما زعمه بعضهم.
    المتنطعون:
    & المتنطعون: هم المتشددون في أمورهم الدينية والدنيوية.
    & بعض المرضى ولا سيما في رمضان...الله قد أباح له الفطر وهو مريض ويحتاج إلى الأكل والشراب, ولكنه يشدد على نفسه فيبقى صائماً, فهذا أيضاً نقول إنه ينطبق عليه الحديث: (( «هلك المتنطعون» ))
    & ما يفعله بعض المتشددين في الوضوء حيث تجده مثلاً يتوضأ ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً أو سبعاً أو أكثر وهو في عافية من ذلك...فإذا استرسل مع هذا الوساوس ما كفاه أربع أو خمس ولا ست...فيسترسل معه الشيطان حتى يخرج من طوره.
    & البعض يتعب تعباً عظيماً عند الاغتسال في إدخال الماء في أذنيه وفي إدخال الماء في منخريه وكل هذا داخل في قول الرسول عليه الصلاة والسلام( «هلك المتنطعون» ...) فكل من شدد على نفسه في أمر قد وسع الله له فيه فإنه يدخل في هذا الحديث.
    محبة الله عز وجل:
    & اعلم بقدر تخلفك عن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم يكون نقص محبتك لله
    & لن يحبك الله إلا إذا أتيت ما يحب, فليس الشأن أن يقول الشخص أنا أحبّ الله ولكن الشأن كل الشأن أن يكون الله عز وجل يحبه. نسأل الله أن نكون من أحبابه
    & إذا أحب الله الشخص, يسّر الله أموره دينه ودنياه....فيحبه أهل الأرض, ويقبلونه, ويكون إماماً لهم.
    ـــــــــــــــ ـ
    الذين يردون السنة, ويقولون لا نقبل إلا القرآن:
    & وجد من الملاحدة من يقول: لا نقبل السنة, لا نقبل إلا القرآن, والحقيقة أنهم كذبة, فإنهم لم يقبلوا لا السنة ولا القرآن, لأن القرآن يدل على وجوب اتباع السنة, وإن ما جاء في السنة كالذي جاء في القرآن.
    & إذا ردّ شيئاً من كلام الرسول عليه الصلاة والسلام, فربما يقع في قلبه شيء من الزيف فيهلك, يهلك ليس هلاكاً بدنياً بل هلاكاً دينياً, والهلاك الديني أشدّ من الهلاك البدني...الهلاك الديني خسارة في الدنيا والآخرة والعياذ بالله.
    الإمساك عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم:
    & يجب علينا...أن نُمسك عما شجر بين الصحابة, وألا نخوض فيه, وألا نتكلم فيه لأنه كما قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: هذه دماء طهر الله سيوفنا منها, فيجب أن نطهر ألسنتنا منها. وصدق رضي الله عنه.
    & ما فائدة أن ننبش عما جرى بين علي بن أبي طالب وعائشة رضي الله عنهما, أو بين علي ومعاوية من الحروب التي مضت وانقضت, ذكر هذه الحروب وتذكرها لا يزيدنا إلا ضلالاً, لأننا في هذه الحال نحقد على بعض الصحابة, ونغلو في بعض.
    & مذهب أهل السنة والجماعة أن نسكت عما شجر بين الصحابة فلا نتكلم فيه, نعرض بقلوبنا وألسنتنا عما جرى بينهم, ونقول كلهم مجتهدون, المصيب له أجران, والمخطئ منهم له أجر واحد.
    & الصحابة رضي الله عنهم...نحبهم كلهم, ونسأل الله أن يميتنا على حبهم...ونقول ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاّ للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.
    ـــــــــــــــ ــــ
    الإسلام لا يتغير باختلاف الأزمان أو الأماكن.
    & بعض الناس يظنون أن الرجوع إلى الإسلام الذي كان في صدر هذه الأمة لا يتناسب مع الوقت الحاضر والعياذ بالله, ولم يعلم هؤلاء أن الإسلام حاكم وليس محكوماً عليه وأن الإسلام لا يتغير باختلاف الأزمان أو الأماكن الإسلام هو الإسلام
    الشريعة الإسلامية عامة في كل شيء ليست خاصة بالعبادة:
    & كثير من الجهلة يظنون أن الشريعة خاصة بالعبادة التي بينك وبين الله عز وجل فقط, أو في الأحوال الشخصية من نكاح أو ميراث وما يشبه ذلك, وهم أخطأوا في هذا الظن, الشريعة عامة في كل شيء.
    & أطول آية في كتاب الله...آية الدين ﴿ {يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين} ...﴾ [البقرة:282] كلها في المعاملات, فكيف نقول إن الشرع الإسلامي خاص بالعبادة أو بالأحوال الشخصية, هذا جهل وضلال, وإن كان عن عمد فهو ضلال واستكبار
    من مُدّ له في العمر رأى التغير العظيم في الناس:
    & الذين عمّروا منا يجدون الاختلاف العظيم بين أول حياتهم وآخر حياتهم, فمن عاش ومُدّ له في العمر رأى التغير العظيم في الناس, رأى التغير لأنه كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (( من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً.))
    لزوم سنة الرسول علية الصلاة والسلام عند الاختلاف:
    & حثّ النبي صلى الله عليه وسلم عند هذا الاختلاف على لزوم سنة واحدة فقال: (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين عضوا عليها بالنواجذ )) فالرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا عندما نرى هذا الاختلاف أن نلزم سنته.
    & سنته...هي طريقته التي يمشي عليها: عقيدة, وخلقاً, وعملاً, وعبادة وغير ذلك.
    ـــــــــــــــ ـــ
    تحكيم القوانين:
    & من استبدل شريعة الله بغيرها من القوانين فإنه يكفر ولو صام وصلى.
    & الذين يحكمون القوانين الآن, ويتركون وراءهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليسوا بمؤمنين.
    كل بدعة مهما استحسنها مُبتدعها فإنه ضلالة:
    & قوله صلى الله عليه وسلم: (( كل بدعة ضلالة)) عام, وهو صادر من أفصح الخلق وأنصح الحق عليه الصلاة والسلام, وهو كلام واضح, كل بدعة مهما استحسنها مُبتدعها فإنه ضلالة والله الموفق.
    تذكر نار الآخرة عند رؤية نار الدنيا:
    & قوله تعالى: ﴿نحن جعلناها تذكرة ومتاعاً للمقوين﴾ تذكرة يتذكر الإنسان بها جهنم...حتى إن بعض السلف كان إذا هم بمعصية ذهب إلى النار ووضع أصبعه عليها يعني يقول لنفسه أذكري هذه الحرارة حتى لا تتجرأ نفسه على المعصية.
    لعق الصحفة ولعق الأصابع:
    &من آداب الأكل...أن الإنسان إذا فرغ من أكله فإنه يلعق الصحفة ويلعق أصابه يعني يلحسها حتى لا يبقى فيها أثر الطعام...فهذا أدبان الأول لعق الصحفة والثاني لعق الأصابع والنبي عليه الصلاة والسلام لا يأمر أمته إلا بشيء إلا وفيه الخير
    & قال الأطباء: إن في لعق الأصابع من بعد الطعام فائدة وهو تيسير الهضم, لأن الأنامل هذه فيها مادة تفرزها عند اللعق بعد الطعام تيسر الهضم
    متفرقات:
    & المنافق والعياذ بالله إذا دعي إلى الله ورسوله أعرض وصدّ.

    ــــــــــــــ
    & علينا أن ندعو عباد الله إلى دين الله, وأن نرغبهم فيه, وأن نبينه لهم, ثم إن اهتدوا فلنا ولهم, وإن لم يهتدوا فلنا وعليهم.
    & ما خالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من أقوال الخلفاء, فإنه يُعتذر عنه ولا يحتج به, ولا يُجعل حجة على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
    & الذي يسخر بالناس جاهل معتد عليهم.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,732

    افتراضي رد: فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين

    فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين (11)


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ

    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله, وهذه الفوائد فوائد مختصرة, لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, وهي مختارة من " باب وجوب الانقياد لحكم الله تعالى, إلى " باب النصيحة ", أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
    البدعة:
    & البدعة في الشرع كل من تعبد لله سبحانه وتعالى بغير ما شرع عقيدة أو قولاً أو فعلاً.
    & البدعة...تنافي تحقيق شهادة أن محمداً رسول الله, لأن من حقق شهادة أن محمداً رسول الله فإنه لا يخرج عن التعبد بما جاء به, بل يلتزم شريعته ولا يتجاوزها ولا يقصر عنها.
    & مضمون البدعة الطعن في الإسلام, فإن الذي يبتدع تتضمن بدعته أن الإسلام لم يكمل, وأنه كمّل الإسلام بهذه البدعة. وقد قال الله تعالى: ﴿ {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} ﴾ [المائدة:3]
    & البدعة تتضمن تفريق الأمة الإسلامية لأن الأمة الإسلامية إذا فتح الباب لها صار هذا يبتدع شيئاً وهذا يبتدع شيئاً...كما هو الواقع الآن فتكون الأمة الإسلامية كل حزب بما لديه فرحون...لك حزب يقول الحق معي والضلال مع الآخر.
    & البدعة إذا انتشرت في الأمة أضمحلت السنة.
    وسوسة الشيطان:
    & لما قيل لابن عباس...إن اليهود إذا دخلوا في الصلاة لا يوسون قال وما يصنع الشيطان بقلب خراب, فاليهود كفار قلوبهم خربة فالشيطان لا يوسوس لهم عند صلاتهم لأنها باطلة من أساسها, الشيطان يوسوس للمسلم الذي صلاته صحيحة.
    & قد يُحدّثُ الشيطان الإنسان في نفسه عن أمور فظيعة عظيمة, ولكن الإنسان إذا أعرض عنها واستعاذ بالله من الشيطان, ومنها, زالت عنها.
    خطبة الجمعة:
    & كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب, يعني يوم الجمعة, (( «احمرت عيناه, وعلا صوته, واشتد غضبه» )) وإنما كان يفعل هذا لأنه أقوى في التأثير على السامع.
    & الخطبة ينبغي أن تحرك القلوب, وتؤثر في النفوس, وذلك في موضوعها, وفي كيفية أدائها.
    عمر الدنيا الماضي:
    & ما يقدره بعض الجيولوجين من عمر الدنيا الماضي بملاين الملاين فهذا خرص, لا يصدق ولا يكذب فهو كأخبار بني إسرائيل لأنه ليس لدينا علم من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم في مقدار ما مضى من الدنيا ولا في مقدار ما بقي منها.
    الإذعان للكتاب والسنة:
    & أقوى الناس إيماناً أعظمهم إذعاناً للشرع, أي للكتاب والسنة.
    & إذا رأيت من نفسك الإذعان للكتاب والسنة والقبول والانقياد فهذا يبشر بخير, وإذا رأيت من نفسك القلق على الأحكام الشرعية إلا حيث تكون مؤيدة عندك بالأدلة العقلية فأعلم أن في قلبك مرض.
    ــــــــــــــ
    النصيحة:
    & النصيحة هي بذل النصح للغير, والنصح معناه أن الشخص يحب لأخيه الخير, ويدعوه إليه, ويبينه له, ويرغبه فيه...وضد النصيحة المكر والغش والخيانة والخديعة.
    النصيحة لله عز وجل:
    & النصيحة لله عز وجل تكون بالإخلاص لله تعالى, والتعبد له محبة وتعظيماً... ومن النصيحة لله أن يكون الإنسان دائماً ذاكراً لربه بقلبه ولسانه وجوارحه...ومن النصيحة لله أن تكون غيرته لله فيغار لله عز وجل إذا انتهكت محارمه.
    & ومن النصيحة أن يذب عن دين الله تعالى الذي شرعه لعباده, فيبطل كيد الكائدين, ويرد على الملحدين الذين يعرضون الدين وكـأنه قيود...ومن النصيحة لله عز وجل أن تكون باثاً دين الله في عباد الله لأن هذا مقام الرسل...فهم دعاة إلى الله
    النصيحة لكتاب الله عز وجل:
    & من النصيحة لكتاب الله أن يدافع الإنسان عنه, يدافع من حرفه تحريفاً لفظياً, أو تحريفاً معنوياً, أو من زعم أن فيه نقصاً, أو أن فيه زيادة...ومن النصيحة أن ينشر معناه بين المسلمين المعنى الصحيح الموافق لظاهره.
    & من النصيحة لكتاب الله أن تؤمن بأن الله تعالى تكلم بهذا القرآن حقيقية, وأنه كلامه عز وجل, الحرف والمعنى, ليس الكلام الحروف دون المعاني, ولا المعاني دون الحروف بل إنه كلام الله لفظاً ومعنى تكلم به وتلقاه منه جبريل ثم نزل به على محمد.
    & ومن النصيحة لكتاب الله تعالى احترام أن يقوم الإنسان باحترام هذا القرآن العظيم, فمن ذلك أن لا يمس القرآن إلا وهو طاهر من الحدثين الأصغر والأكبر... ومن النصيحة لكتاب الله عز وجل أن لا تضعه في موضع يمتهن فيه
    ـــــــــــــــ ـــ
    النصيحة للرسول عليه الصلاة والسلام:
    & النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تتضمن الإيمان التام برسالته وأن الله تعالى أرسله إلى جميع الخلق, عربهم وعجمهم, بل إنسهم وجنهم.
    & ومن النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تصديق خبره وأنه صادق مصدوق, صادق فيما يخبر به, مصدوق فيها أخبر به من الوحي فما كذب ولا كذب
    & ومن النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم صدق الاتباع له, بحيث لا تتجاوز شريعته ولا تنقص عنها, فتجعلها إمامك في جميع العبادات.
    & ومن النصيحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذب عن شريعته وحمايتها, فالذب عنها بأن لا ينتقصها أحد, والذب عنها بأن لا يزيد فيها أحد ما ليس منها, فتحارب أهل البدع القولية والفعلية والعقدية لأن البدع كلها باب واحد كلها ضلالة
    & ومن النصيحة للنبي صلى الله عليه وسلم احترام أصحابه وتعظيمهم ومحبتهم... فمن سب الصحابة أو أبغضهم أو لمزهم, أو أشار إلى شيء يبهتهم فيه فإنه لم ينصح للرسول صلى الله عليه وسلم وإن زعم أنه ناصح للرسول فهو كاذب.
    النصيحة لأئمة المسلمين ( العلماء):
    & النصح لأئمة المسلمين أي إمامة الدين والعلم هو أن الإنسان يحرص على تلقى ما عندهم من العلم, فإنهم الواسطة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين أمته فيحرص على تلقى العلم عنهم بكل وسيلة.
    & ومن النصح أيضاً لعلماء المسلمين أن لا يتتبع الإنسان عوراتهم وزلاتهم وما يخطئون فيه, لأنهم غير معصومين, قد يزلون وقد يخطئون...ولذلك من نصيحتك... أن تدافع عن عوراتهم وأن تسترها ما استطعت وأن لا تسكت بل نبه العالم...واسأله
    ـــــــــــ
    النصيحة لأئمة المسلمين ( الأمراء )
    & النصيحة لهم هي أن تكف عن مساوئهم, وأن لا تنشرها بين الناس, وأن نبذل لهم النصيحة ما استطعنا بالمباشرة إذا كنا نستطيع أن نباشرهم أو بالكتابة إذا كنا لا نستطيع أو بالاتصال بمن يتصل بهم إذا كنا لا نستطيع الكتابة.
    & نشر مساوئهم...عدوان شخصي عليهم وعلى الأمة جميعاً, لأن الأمة إذا امتلأت صدورها من الحقد على ولاة أمورها عصت الولاة ونابذتهم وحينئذ تحصل الفوضى ويسود الخوف ويزيد الأمن.
    النصيحة لعامة المسلمين:
    & النصيحة لعامة المسلمين بأن تحب لهم ما تحب لنفسك وأن ترشدهم إلى الخير وأن تهديهم إلى الحق إذا ضلوا عنه وأن تذكرهم به إذا نسوه وأن تجعلهم لك بمنزلة الأخوة
    المؤمنون وإن تباعدت أقطارهم وتباينت لغاتهم, فإنهم أخوة مهما كان, والأخ لا بد أن يكون ناصحاً لأخيه, مبدياً له الخير, مبيناً ذلك له داعياً له.
    النصيحة تكون سراً:
    & ليعلم أن النصيحة هي مخاطبة الإنسان سراً بينك وبينه, لأنك إذا نصحته سراً بينك وبينه أثرت في نفسه, وعلم أنك ناصح, لكن إن تكلمت أمام الناس عليه فإنه قد تأخذه العزة بالإثم فلا يقبل النصيحة.
    صبر الداعي للحق على ما يصيبه:
    & الإنسان إذا نصب نفسه داعية للحق آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر, فلا بد أن يًصيبه من الأذى ما يصيبه, لأن أكثر الذين يكرهون الحق سوف يكونون أعداء له فليصبر.
    ــــــــــــ
    التحذير من مشاركة الكفار في أعيادهم:
    & يجب علينا أن نحذر إخواننا المسلمين من مشاركة الكفار في أعيادهم, لأن مشاركتهم في أعيادهم أو تهنئتهم فيها, مثل قول: عيد مبارك, أو هنأك الله بالعيد وما أشبه ذلك, لأشك أنه رضاً بشعائر الكفر والعياذ بالله.
    اليهود أهل غدر وخيانة:
    & اليهود أهل غدر وخيانة ونقض للعهود, منذ بعث فيهم موسى عليه الصلاة والسلام إلى يومنا هذا وإلى يوم القيامة هم أغدر الناس بالعهد وأخونهم بالأمانة ولذلك لا يوثق منهم أبداً ومن وثق بهم فإنه في الحقيقة لم يعرف سيرتهم منذ عهد قديم
    وضع المصحف على الأرض:
    & وضع المصحف على الأرض الطاهرة الطيبة فإن هذا لا بأس به ولا حرج فيه لأن هذا ليس فيه امتهان للقرآن, ولا إهانة له, وهو يقع كثيراً من الناس إذا كان يصلي ويقرأ من المصحف وأراد السجود يضعه بين يديه فهذا لا يعد امتهاناً ولا إهانة.
    الخشوع هو لب الصلاة وروحها:

    & الصلاة بلا خشوع كالجسد بلا روح, فأنت إذا صليت وقلبك يدور في كل واد فإنك تصلى حركات بدنية فقط فإذا كان قلبك حاضراً تشعر كأنك بين يدي الله عز وجل, تناجيه بكلامه وتتقرب إليه بذكره ودعائه فهذا هو لب الصلاة وروحها.
    متفرقات:
    & ليعلم أن الصبي بل كل من دون البلوغ يكتب له الأجر, ولا يكتب عليه الوزر.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,732

    افتراضي رد: فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين

    فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين (12)


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ



    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله, وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر وهي مختارة من: باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وباب تغليظ عقوبة من أمر بمعروف أو نهي عن منكر وخالف قوله فعله, و باب الأمر بأداء الأمانة, أسأل الله الكريم أن ينفع بها من صفات الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر:

    & الذي ينبغي للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون رفيقاً بأمره رفيقاً في نهيه, لأنه إذا كان رفيقاً أعطاه الله سبحانه وتعالى ما لا يعطي على العنف كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (( «إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف» ))
    & ينبغي للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يقصد بذلك إصلاح الخلق وإقامة شرع الله, لا أن يقصد الانتقام من العاصي, أو الانتصار لنفسه, فإنه إذا نوي هذه النية لم ينزل الله البركة في أمره ولا في نهيه.
    الأمن التام
    & لو أن الأمة أمرت بالمعروف ونهت عن المنكر وتحاكمت إلى الكتاب والسنة, ما تفرقت أبداً, ولحصل لهم الأمن, ولكان لهم أمن أشدّ من كل أمن كما قال الله تعالى: ﴿ {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} ﴾ [الأنعام:82]
    & الأمن التام موجود في هاتين الكلمتين: { ﴿الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ﴾} إذا تحقق الإيمان في الشعب, ولم يلبس إيمانه بظلم, فحينئذ يحصل له الأمن.
    طاعة ولاة الأمر:
    & يجب علينا...أن نطيع ولاة أمورنا ونسمع لهم...سواء كنا كارهين لذلك لكونهم أمروا بما لا نهواه ولا نريده, أو كنا نشيطين في ذلك لكونهم أمروا بما يلائمنا ويوافقنا
    & لو كان ولاة الأمر يستأثرون على الرعية بالمال أو غيره, مما يرفهون به أنفسهم, ويحرمون من ولاهم الله عليهم, فإنه يجب علينا السمع والطاعة.
    & قال النبي عليه الصلاة والسلام...(( « اسمع واطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك» )) اعلم أنك سوف تقتص منه يوم القيامة, من حسناته فإن بقي من حسناته شيء وإلا أخذ من سيئات من ظلمهم ثم طرح عليه ثم طرح في النار والعياذ بالله.
    & لا ننازع ولاة الأمر ما ولاهم الله علينا, لنأخذ الإمرة منهم, فإن هذه المنازعة توجب شراً كبيراً, وفتناً عظيمة, وتفرقاً بين المسلمين...ما أفسد الناس إلا منازعة الأمر أهله.
    & قول بعض الناس السفهاء: إنه لا تجب علينا طاعة ولاة الأمور إلا إذا استقاموا استقامة تامة. فهذا خطأ, وهذا ليس من الشرع في شيء, بل هذا هو مذهب الخوارج.
    & لا يجوز أن نقاتل الأمراء الذين نرى منهم المنكر, لأن مقاتلتهم فيها شر كبير, ويفوت بها خير كثير, لأنهم إذا قوتلوا أو نوبذوا لم يزدهم ذلك إلا شراً, فإنهم أمراء يرون أنفسهم فوق الناس, فإذا نابذهم الناس أو قاتلوهم ازداد شرهم.
    & يجب علينا أن نسمع ونطيع لولاة الأمر في كل شيء, إلافي معصية الخالق, لأن معصية الخالق ليس لهم أن يأمروا الناس بها, فلما لم يكن لهم أن يأمروا الناس بها, لم يكن للناس عليهم طاعة في معصية الله عز وجل.
    ـــــــــــــــ ـ
    كفر تارك الصلاة:
    & الصواب الذي لا شك فيه عندي: أنا تارك الصلاة كافر كفراً مخرجاً عن الملة, وأنه أشدّ كفراً من اليهود والنصارى, لأن اليهود والنصارى يُقرون على دينهم, أما هو فلا يُقرُّ, لأنه مرتد, يُستتاب فإن تاب وإلا قتل.
    أداء الأمانة من علامات الإيمان:
    & أداء الأمانة من علامات الإيمان, فكلما وجدت الإنسان أميناً فيما يؤتمن عليه, مؤدياً له على الوجه الأكمل, فاعلم أنه قوي الإيمان, وكلما وجدته خائناً فاعلم أنه ضعيف الإيمان.
    النسب لا ينفع الإنسان:
    النسب لا ينفع الإنسان, فابن العالم لا يأتي عالماً, بل قد يكون جاهلاً, وكذلك ابن العابد لا يكون عابداً, قد يكون فاسقاً فاجراً, ابن الرسول لا يكون مؤمناً, بل هذا ابن نوح عليه السلام أحد أبنائه كان كافراً.
    من أسباب تعريض الناس أنفسهم للهلاك:
    & إذا كثرت الأعمال الخبيثة السيئة في المجتمع ولو كانوا مسلمين فإنهم عرضوا أنفسهم للهلاك. إذا كثر فيهم الكفار فقد عرضوا أنفسهم للهلاك أيضاً. ولهذا حذر النبي عليه الصلاة والسلام من بقاء اليهود والنصارى والمشركين في جزيرة العرب.
    الحذر من استجلاب الكفار إلى جزيرة العرب:
    & الحذر, الحذر من استجلاب اليهود والنصارى والوثنيين من البوذيين وغيرهم إلى هذه الجزيرة, لأنها جزيرة إسلام منها بدأ وإليها يعود. فكيف نجعل....الخبث بين أظهرنا وفي أولادنا وفي أهلنا وفي مجتمعنا. هذا مؤذن بالهلاك ولا بد.
    ـــــــــــــــ ــ
    النفاق:
    & المنافق هو الذي يسرُّ الشرّ ويظهر الخير,...المنافق له علامات, يعرفها الذي أعطاه الله فراسة ونوراً في قلبه, يعرف المنافق من تتبع أحواله.

    & إذا رأيت الإنسان يكذب فاعلم أن في قلبه شعبة من النفاق. وإذا وجدت الرجل يغدر كثيراً بما يعدّ فاعلم أن في قلبه شعبة من النفاق. والمنافق إذا ائتمنته على مال خانك كلما ائتمنته على شيء يخونك...يدل على أن في قلبه شعبة من النفاق.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,732

    افتراضي رد: فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين

    فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين (13)


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ



    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله, وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر وهي مختارة من: باب الأمر بأداء الأمانة, وباب تعظيم حرمات المسلمين أسأل الله الكريم أن ينفع بها

    الظلم:
    & الظلم هو النقص,...والنقص إما يكون بالتجرؤ على ما لا يجوز للإنسان, وإما بالتفريط فيما يجب عليه, وبذلك يدور الظلم على هذين الأمرين, إما ترك واجب, وإما فعل محرم.
    & الظلم نوعان ظلم يتعلق بحقوق الله عز وجل وظلم يتعلق بحقوق العباد, وأعظمها المتعلق بحقوق الله والإشراك به فإن النبي عليه الصلاة والسلام سئل أي الظلم أعظم ؟ فقال «( أن تجعل لله نداً وهو خلقك)» ويليه الظلم في الكبائر ثم في الظلم في الصغائر
    & من الظلم: مطل الغني, يعني أن لا يوفي الإنسان ما عليه وهو غني به, لقوله صلى الله عليه وسلم: (( مطل الغني ظلم )), وما أكثر الذين يماطلون في حقوق الناس...هذا الظلم يكون ظلمات يوم القيامة على صاحبه.
    الشحّ:
    & قوله عليه الصلاة والسلام: ( اتقوا الشحَّ) الشح الحرص على المال, ( فإنه أهلك من كان قبلكم ) لأن الحرص على المال نسأل الله السلامة يوجب للإنسان أن يكسب المال من أي وجه كان.
    اقتصاص المظلوم من الظالم:
    & لا بد أن يقتص للمظلوم من الظالم...فإذا دعا المظلوم على ظالمه في الدنيا واستجيب لدعائه فقد اقتصّ منه في الدنيا, أما إذا سكت فلم يدع عليه ولم يعف عنه, فإنه يُقتصُّ له منه يوم القيامة.
    عدم اغترار الظالم بإملاء الله عز وجل له:
    & على الإنسان الظالم أن لا يغتر بنفسه ولا بإملاء الله له, فإن ذلك مصيبة فوق مصيبته لأن الإنسان إذا عوقب بالظلم عاجلاً فربما يتذكر ويتعظ ويدع الظلم لكن إذا أملي له واكتسب آثاماً أو ازداد ظلمًا ازدادت عقوبته...فيؤخذ على غرة.
    كل من تصرف تصرفاً غير شرعي في ماله أو مال غيره فله النار:
    & كل من يتصرف تصرفًا غير شرعي في المال_ سواء ماله أو مال غيره_ فإن له النار والعياذ بالله يوم القيامة إلا أن يتوب, فيرد المظالم إلى أهلها, ويتوب مما يبذل ماله فيه من الحرام, كالدخان والخمر وما أشبه ذلك, فإن من تاب, تاب الله عليه.
    الفساد في الأرض:
    & الفساد في الأرض...يكون بنشر الأفكار السيئة, أو العقائد الخبيثة, أو قطع الطريق, أو ترويج المخدرات أو ما أشبه ذلك, هذا هو الفساد في الأرض, فمن أفسد في الأرض على هذا الوجه...يقتل لأنه ساع في الأرض بالفساد.
    الرحمة في معاملة الصغار:
    & ينبغي للإنسان أن يستعمل الرحمة في معاملة الصغار ونحوهم, وأنه ينبغي أن يقبل أبناءه, وأبناء بناته, وأبناء أبنائه, يقبلهم رحمة بهم, واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم
    ـــــــــــــــ ــــ
    التواضع:
    & الإنسان مأمور بالتواضع لإخوانه وإن كان رفيع المنزلة,...فإنه وإن كان رفيع المنزلة فليخفض جناحه وليذلل وليتطامن لإخوانه, وليعلم أن من تواضع لله رفعه الله عز وجل.
    & الإنسان ربما يقول لو تواضعت للفقير وكلمت الفقير, أو تواضعت للصغير وكلمته وما أشبه ذلك, فربما يكون في هذا وضع لي, وتنزيل من رتبتي, ولكن هذا من وساوس الشيطان, فالشيطان يدخل على الإنسان في كل شيء.
    الستر:
    & الستر قد يكون مأمورًا به محمودًا, وقد يكون حرامًا.
    & إذا رأينا شخصًا على معصية, وهو رجل شرير منهمك في المعاصي, لا يزيده الستر إلا طغيانًا, فإننا لا نستره, بل نبلغ عنه حتى يُردع ردعًا يحصل به المقصود.
    & أما إذا لم تبدر منه بوارد سيئة, ولكن حصلت منه هفوة, فإن من المستحب أن تستره ولا تبينه لأحد, لا الجهات المسئولة ولا لغيرها, فإذا سترته ستر الله عليك في الدنيا والآخرة.
    & ومن ذلك أيضاً تستر عنه العيب الخلقي, إذا كان فيه عيب في خلقته كجروح مؤثرة في جلده أو برص أو بهق أو ما أشبه ذلك, وهو يستتر ويحب ألا يطلع الناس فإنك تستره, إذا سترته سترك الله في الدنيا والآخرة.
    & وكذلك إذا كان سيء الخلق, لكنه يتظاهر للناس بأنه حسن الخلق وواسع الصدر, وأنت تعرف عنه خلاف ذلك, فاستره فمن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة.
    ــــــــــــ
    من أسباب رحمة الله:
    & إذا أنزل الله في قلب الإنسان الرحمة فإنه يرحم غيره. وإذا رحم غيره رحمه الله عز وجل.
    & الذي لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل, والمراد بالناس: الناس الذين هم أهل للرحمة كالمؤمنين وأهل الذمة ومن شابههم, وأما الكفار الحربيون فإنهم لا يرحمون, بل يقتلون.
    & رحمة الدواب والبهائم فإنها من علامات رحمة الله عز وجل للإنسان, لأنه إذا رقّ قلب المرء رحم كل شيء ذي روح, وإذا رحم كل شيء ذي روح رحمه الله
    الإفلاس:
    & الإفلاس كل الإفلاس أن يفلس الإنسان من حسناته التي تعب عليها, وكانت أمامه يوم القيامة يشاهدها, ثم تؤخذ منه لفلان وفلان.
    احترام الإنسان واحتقار الناس:
    & احتقار الناس من الكبر والعياذ بالله, قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الكبر بطر الحق وغمط الناس) بطر الحق يعني رده, وغمط الناس يعني احتقارهم وازدراءهم.
    & العامة يقولون احترم الناس يحترموك, واحتقر الناس يحتقروك, يعني من رأى الناس بعين الاحتقار رأوه بعين الاحتقار, ومن رآهم بعين الإكبار والإجلال, رأوه بعين الإكبار والإجلال, وهذا شيء مشاهد.
    & تجد الرجل المتواضع اللين الهين محترماً عند الناس كلهم, لا أحد يكرهه, ولا أحد يسبه, والإنسان الشامخ بأنفه المستكبر المحتقر لغيره, تجده مكروهاً مذموماً عند الناس ولولا حاجة الناس إليه إذا كانوا يحتاجون إليه ما كلمه أحد, لأنهم يحتقرونه.
    ـــــــــــــــ ــــــ
    تقوى القلب:
    & التقوى في القلب, فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح, وإذا لم يتق القلب لم تتق الجوارح...فإذا كان في قلب الإنسان تقوى لله عز وجل وخوف منه وخشية له, استقامت أعماله الظاهرة, لأن الأعمال الظاهرة تتبع القلب.
    محبة المؤمن العاصي:
    & المؤمن العاصي لا تكرهه بالمرة بل تحبه على ما معه من الإيمان وتكرهه على ما معه من المعاصي. ثم إن كراهتك إياه لا توجب أن تعرض عن نصيحته...ولعل الله أن ينفعه على يديك ولا تيأس, كم من إنسان استبعد الإنسان أن يهديه الله فهداه الله.
    زيغ القلب:
    & اعلم أن زيغ القلب لا يكون إلا بسبب الإنسان فإذا كان الإنسان يريد الشر ولا يريد الخير فإنه يزيغ قلبه والعياذ بالله, ودليل هذا قوله تعالى: ﴿ {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم } ﴾ فإذا علم الله من العبد نية صالحة...يسر الله له ذلك وأعانه عليه.
    الزكام:
    & الزكام في الغالب لا دواء له إذا أصاب الإنسان,...وأنه لا يذهب عنه حتى ينتهي منه. لكن من أسباب تخفيف هذا الزكام عدم التعرض للهواء البارد, وعدم شرب الماء البارد, وعدم التعرض للبراد بعد الدفء, والإنسان طبيب نفسه.
    إجابة الدعوة:
    & إذا كان في الدعوة منكر فإن كان الإنسان قادراً على التغيير وجبت عليه الإجابة ...وأما إذا كان منكر في الدعوة لا تستطيع تغييره كما لو كان في الدعوة شرب دخان, أو شيشة, أو كان هناك أغاني محرمة, فإنه لا يجوز لك أن تجيب.
    ـــــــــــــــ ـــ
    المتبع للجنازة:
    & ينبغي لمن اتبع الجنازة أن يكون خاشعًا, مفكرًا في مآله, ولهذا قال العلماء يكره للإنسان المتبع للجنازة أن يتحدث في شيء من أمور الدنيا, أو أن يبستم ويضحك.
    الاستثناء في اليمين:

    & فائدة عظيمة اجعلها على لسانك دائمًا, اجعل الاستثناء بإن شاء الله على لسانك دائماً, حتى يكون فيه فائدتان: الفائدة الأولى: أن تُيسر لك الأمور. الفائدة الثانية: أنك إذا حنثت ما يلزمك الكفارة.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,732

    افتراضي رد: فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين

    فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين (14)



    فهد بن عبد العزيز الشويرخ


    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله, وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر وهي مختارة من: باب ستر عورات المسلمين والنهي عن إشاعتها, إلى باب, حق الزوج على المرأة, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
    إنظار المعسر:
    & إذا كنت تطلباً شخصاً معسراً, فإنه يجب عليك أن تيسر عليه وجوباً, لقوله تعالى: {﴿ وإن كان ذو عُسرةٍ فنظرة إلى ميسرة ﴾} [البقرة:280]
    & قال العلماء رحمهم الله: من كان له غريم معسر فإنه يحرم عليه أن يطلب منه الدين, أو أن يطالبه به, أو أن يرفع أمره إلى المحاكم, بل يجب عليه إنظاره.
    التهاون بأداء الحقوق مع القدرة على الوفاء:
    & يوجد بعض الناس يماطلون بالحقوق التي عليهم, مع قدرتهم على وفائهم, فتجده يأتيه صاحب الحق فيقول: غداً, وإذا أتاه في غد قال: بعد غدٍ, وهكذا, وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( مطل الغني ظلم ))
    & أي ساعة أو لحظة تمضي وهو قادر على وفاء دينه فإنه لا يزداد بها إلا إثماً, نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية.
    من يعصي الله ورسوله فقد ظلم نفسه:
    & كل إنسان يعصي الله ورسوله, فإنه ظالم لنفسه, قال الله تعالى: ﴿ {وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} ﴾ [البقرة:57] والنفس أمانة عندك يجب عليك أن ترعاها حق رعايتها.
    من فعل ذنباً وعوقب عليه فيدعى له بالهداية والمغفرة:
    & الإنسان إذا فعل ذنباً وعوقب عليه في الدنيا, فإنه لا ينبغي لنا أن ندعو عليه بالخزي والعار, بل نسأل الله له الهداية, ونسأل الله له المغفرة.
    الصلح بين الناس:
    & الصلح بين الناس من أفضل الأعمال الصالحة قال الله عز وجل ﴿ {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس} ﴾ [النساء:114]
    & أنت يا أخي المسلم إذا رأيت بين شخصين عداوة وبغضاء وكراهه, فاحرص على أن تسعى بينهما بالصلح حتى ولو خسرت شيئاً من مالك فإنه مخلوف عليك.
    التنازع عن بعض الحق من أجل الصلح:
    & الصلح ينبغي للإنسان أن يبعد فيه عن الشح, وأن لا يطالب بكامل حقه, لأنه إن طالب بكامل حقه, طالب الآخر بكامل حقه ولم يحصل بينهما صلح, بل لا بد أن يتنازل كل واحد منهم عن بعض حقه.
    ثلاث فوائد:
    & أسبغ الوضوء في بيتك, واخرج إلى المسجد, لا يخرجك إلا الصلاة, وأبشر بثلاث فوائد: الأولى: صدقة, والثانية: رفع درجة, والثالثة: حطّ خطيئة. كل هذا من نعم الله عز وجل.
    ــــــــــــــ
    الدنيا زهرة تذبل سريعاً:
    & الزهرة آخر مآلها الذبول...والزوال, وهي أسرع أوراق الشجر ذبولاً وزولاً... وهي زهرة حسنة في رونقها وجمالها وريحها_ إن كانت ذات ريح_ لكنها سريعة الذبول وهكذا الدنيا, زهرة تذبل سريعاً, نسأل الله أن يجعل لنا حظاً ونصيباً في الآخرة.
    كلمتان عظيمتان:
    &كان النبي صلى الله عليه وسلم إذ رأى شيئاً يعجبه من الدنيا قال اللهم إن العيش عيش الآخرة, كلمتان عظيمتان, فالإنسان إذا نظر إلى الدنيا ربما تعجبه فيلهو عن طاعة الله, فينغي أن يذكر نعيم الآخرة عند ذلك.
    من علامات أهل الجنة:
    & من علامات أهل الجنة أن يكون الإنسان ضعيفاً متضعفاً, أي لا يهتم بمنصبه أو جاهه, أو يسعى إلى علو المنازل في الدنيا...يميل إلى الخمول وإلى عدم الظهور, لأنه يرى أن المهم أن يكون له جاه عند الله عز وجل, لا أن يكون شريفاً في قومه.
    السمنة:
    & الغالب أن السمنة تأتي من البطنة أي من كثرة الأكل, وكثرة الأكل تدل على كثرة المال والغنى, والغالب على الأغنياء البطر, والأشر, وكفر النعمة...حتى إنهم يوم القيامة...يؤتى بالرجل السمين...لا يزن عند الله يوم القيامة جناح بعوضة.
    نعيم القلب:
    & الذي ينبغي للعاقل أن يهتم بتنعيم قلبه, ونعيم قلب الإنسان بالفطرة وهي التزام دين الله عز وجل وإذا نعُم القلب نعًم البدن ولا عكس قد ينعم البدن ويؤتى الإنسان من الدنيا ما يؤتى من زهرتها, ولكن قلبه في جحيم والعياذ بالله.
    ــــــــــــــ
    من التحدث بنعمة الله:
    & من التحديث بنعمة الله عز وجل إذا كنت قد أعطاك الله علماً أن تحدث الناس به, وتعلم الناس لأن الناس محتاجون.
    الرفق بالضعفاء واليتامى:
    & اعلم أن الرفق بالضعفاء واليتامى والصغار يجعل في القلب رحمة وليناً وعطفاً وإنابة إلى الله عز وجل, لا يدركها إلا من جرب ذلك.
    & الضعفاء...إذا حنا الإنسان وعطف عليهم وآتاهم مما آتاه الله عز وجل كان ذلك سبباً للنصر على الأعداء, وكان سبباً للرزق.
    الاستمتاع بالزوجة على ما فيها من العوج
    & لا يمكن أن تجد امرأة مهما كان الأمر سالمة من العيب مائة بالمائة أو مواتية للزوج مائة بالمائة ولكن كما أرشد النبي عليه الصلاة والسلام استمتع بها على ما فيها من العوج
    & إن كرهت منها خلقاً رضيت منها خلقاً آخر, فقابل هذا بهذا مع الصبر, وقد قال الله تعالى: وجل {﴿ فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ﴾} [النساء:19]
    & الزوج هو الذي ينفق على زوجته حتى ولو كانت غنية, ولو كانت موظفة, فليس له حق في وظيفتها ولا في راتبها.
    شرح موجز ومفيد لخطبة الوداع:
    & الرسول صلى عليه وسلم خطب في حجة الوداع خطبة عظيمة...وقد قام بشرح هذه الخطبة الشيخ العلامة عبدالله ابن محمد بن حميد رحمة الله عليه,... شرحها شرحاً موجز ولكنه مفيد, فمن أحب فليرجع إليه.
    ـــــــــــــــ ــــ
    هجر الزوجة في البيت:
    & إذا وجد سبب الهجر فلا تهجرها علناً وتظهر للناس أنك هجرتها, اهجرها في البيت, لأنه ربما تهجرها اليوم وتتصالح معها في الغد فتكون حالكما مستورة, لكن إذا ظهرت حالكما للناس بأن قمت بنشر ذلك والتحديث به كان هذا خطأ.
    هاجت الحيوانات إبان الزلزلة في مصر:
    & حدثني أحد الأستاذة في الجامعة عندنا عن شخص اتصل عليه من القاهرة إبان الزلزلة التي أصابت مصر يقول: إنه قبل الزلزلة بدقائق, هاجت الحيوانات في مقرها الذي يسمونه: " حديقة الحيوانات " هاجت هيجاناً عظيماً ثم ترفع رأسها إلى السماء
    المرأة راعية في بيت زوجها:
    & المرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها, يجب عليها أن تنصح في البيت, في الطبخ, في القهوة, في الشاي, في الفرش, لا تطبخ أكثر من اللازم...يجب عليها أن تكون امرأةً مقتصدة, فإن الاقتصاد نصف المعيشة, غير مفرطة فيما ينبغي.
    كل طريق يوجب الفتنة بالمرأة فيجب سده:

    & كل طريق يوجب الفتنة بالمرأة فإن الواجب على المسلمين سده, ولذلك وجب على المرأة أن تحتجب عن الرجال الأجانب, فتعطى وجهها...وكذلك يجب عليها أن تبتعد عن الاختلاط بالرجال, لأن الاختلاط بالرجال فتنة وسبب للشر من الجانبين
    &لا ينبغي أن يغرنا ما يدعو إليه أهل الشر...من المقلدين للكفار من الدعوة إلى اختلاط النساء بالرجال فإن ذلك من وحي الشيطان هو الذي يزين ذلك في قلوبهم.
    & الأمم التي كانت تقدم النساء وتجعلهن مع الرجال مختلطات لاشك أنها اليوم في ويلات عظيمة من هذا الأمر, يتمنون الخلاص منه فلا يستطيعون.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,732

    افتراضي رد: فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين

    فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين (15)


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ


    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله, وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر وهي مختارة من: "باب النفقة على العيال" , إلى " باب علامات حب الله تعالى للعبد والحث على التخلق بها والسعي في تحصيلها ", أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
    من تلاعب الشيطان بالإنسان:
    & الشيطان يرغب الإنسان في التطوع ويزهده في الواجب, فتجده مثلاً...مديناً يطالبه صاحب الدين بدينه وهو لا يوفي ويذهب يتصدق على المساكين, وربما يذهب للعمرة أو لحج التطوع...ويدع الواجب وهذا خلاف الشرع وخلاف الحكمة.
    تعليم الأولاد وتربيتهم:
    & ليعلم أن تعليم الصغار...الآداب لا ينسى, يعني أن الطفل لا ينسى إذا علمته وهو صغير, لكن إذا كبر ربما ينسى إذا علمته وربما يتمرد عليك بعض الشيء إذا كبر, لكن ما دام صغيراً وعلمته يكون أكثر إقبالاً.
    & بعض الصغار لا ينفعهم الكلام في الغالب, ولكن الضرب ينفعهم أكثر, فلو أنهم تركوا بدون ضرب لضيعوا الواجب عليهم, وفرطوا في الدروس وأهملوا, فلا بد من ضربهم ليعتادوا النظام, ويقوموا بما ينبغي أن يقوموا به, وإلا صارت المسألة فوضى.
    & لابد أن يكون الضرب للتأديب لا للإيلام والإيجاع, فيضرب ضرباً يليق بحاله, ضرباً غير مبرح.
    عدم طاعة الوالدين في طلاق الزوجة:
    & إذا أمر أبوك أو أمك بأن تطلق امرأتك, وأنت تحبها, ولم تجد عليها مأخذاً شرعياً, فلا تطلقها, لأن هذه من الحاجات الخاصة التي لا يتدخل أحد فيها بين الإنسان وبين زوجته.
    أنت تسيء إلى من تشهد له زوراً:
    & ما أرخص شهادة الزور اليوم عند كثير من الناس يظن أنه أحسن إلى من شهد له ...ولكنه أساء...إلى من شهد له...لأنه سلطه على ما لا يستحق وأكله الباطل... لا تظن أنك إذا شهدت لأحد زوراً أنك محسن إليه, لا والله بل أنت مسيء إليه.
    منعاً وهات:
    & قوله عليه الصلاة والسلام: " منعاً وهات" يعني أن يكون الإنسان جموعاً منوعاً يمنع ما يجب عليه بذله من المال, ويطلب ما ليس له, فهات: يعني أعطوني المال, ومنعاً: أي يمنع ما يجب عليه, فإن هذا...مما حرمه الله عز وجل.
    إضاعة المال:
    & المال قيام الناس, تقوم به مصالح دينهم ودنياهم, فإذا بذله الإنسان في غير ذلك فهذا إضاعة له, وأقبح من ذلك أن يبذله في محرم, فيرتكب في هذا محظورين: المحظور الأول: إضاعة المال. والمحظور الثاني: ارتكاب المحرم.
    الإحسان إلى أصدقاء الوالدين من البرِّ بهما:
    & سعة رحمة الله عز وجل حيث إن البر بابه واسع, لا يختص بالوالد والأم فقط, بل حتى أصدقاء الوالد وأصدقاء الأم, إذا أحسنت إليهم فإنما بررت والديك فتثاب ثواب البار بوالديه.
    ـــــــــــــــ ـــ
    إثار توقير وإهانة العلماء:
    & بتوقير العلماء توقر الشريعة, لأنهم حاملوها, وبإهانة العلماء تهان الشريعة, لأن العلماء إذا ذلوا وسقطوا أمام أعين الناس, ذلت الشريعة التي يحملونها, ولم يبق لها قيمة عند الناس, وصار كل إنسان يحتقرهم ويزدريهم فتضيع الشريعة.
    احترام ولاة الأمر وطاعتهم حسب ما جاءت به الشريعة:
    & ولاة الأمر من الأمراء والسلاطين يجب احترامهم وتوقيرهم وتعظيمهم وطاعتهم, حسب ما جاءت به الشريعة, لأنهم إذا احتقروا أمام الناس, وأذلوا, وهون أمرهم, ضاع الأمن, وصارت البلاد فوضى, ولم يكن للسلطان قوة ولا نفوذ.
    & الشعب كما نعلم الآن أكثرهم مفرط في الواجبات, وكثير منتهك للحرمات, ثم يريدون أن يولي الله عليهم خلفاء راشدين, فهذا بعيد, لكن نحن علينا أن نسمع ونطيع وإن كانوا هم أنفسهم مقصرين فتقصيرهم هذا عليهم.
    طرد الصبيان عن الصف الأول بالمسجد:
    & لا يجوز طرد الصبيان عن الصف الأول إلا أن يحدث منهم أذية, فإن لم يحدث منهم أذية فإن من سبق إلى ما لم يسبق إليه أحد أحق به.
    & نقول أن أولئك الذين يطردون الصبيان عن الصف الأول أخطأوا من جهة أنهم منعوا ذوي الحقوق حقوقهم...ومن جهة أخرى أنهم يُكرِّهون الصبيان عن المسجد, وهذا يؤدي إلى أن ينفر الصبي عن المسجد إذا كان يطرد عنه.
    محبة أهل الخير ومجالستهم:
    & أهل الخير هم أهل العلم والإيمان والصلاح, ومحبتهم واجبة, لأن أوثق عرى الإيمان: الحب في الله والبغض في الله...وأهل الخير إذا جالستهم أنت على خير.
    ـــــــــــــــ ــــ
    الزيارة لله عز وجل:
    & يقال لمن زار أخاه لغير أمر دنيوي ولكن لمحبته في الله: إن الله أحبك كما أحببته فيك والزيارة لها فوائد: منها هذا الأجر العظيم ومنها أنها تؤلف القلوب, وتجمع الناس وتذكر الناسي وتنبه الغافل وتعلم الجاهل وفيها مصالح كثيرة يعرفها من جربها.
    طلب الدعاء من الغير:
    & لا ينبغي أن يطلب أحد الدعاء من غيره ولو كان رجلاً صالحاً, وذلك لأن هذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي خلفائه الراشدين.
    & لو أراد الإنسان أن يسأل من غيره الدعاء وقصده مصلحة الغير يعني يريد أن الله يثيب هذا الرجل على دعوته لأخيه, أو أن الله تعالى يستجيب دعوته, لأنه إذا دعا الإنسان لأخيه بظهر الغيب قال الملك آمين ولك بمثله, فالأعمال بالنيات.
    المحبة في الله عز وجل:
    & المحبة من كمال الإيمان, ولا يكمل إيمان العبد حتى يحب أخاه.
    & من أسباب المحبة أن يفشي الإنسان السلام بين إخوانه, أي يظهره ويعلنه, ويسلم على من لقيه من المؤمنين, سواء عرفه أو لم يعرفه.
    & يجب على الإنسان أن يسعى لكل سبب يوجب المودة والمحبة بين المسلمين, لأنه ليس من المعقول ولا من العادة أن يتعاون الإنسان مع شخص لا يحبه, ولا يمكن التعاون على الخير والتعاون على البر والتقوى إلا بالمحبة.
    & من السنة إذا أحببت شخصاً أن تقول إني أحبك, وذلك لما في هذه الكلمة من إلقاء المحبة في قلبه, لأن الإنسان إذا علم أنك تحبه أحبك, مع أن القلوب لها تعارف وتآلف وإن لم تنطق الألسن.
    ـــــــــــــــ ــ
    حلاوة الإيمان:
    & حلاوة الإيمان ليست حلاوة السكر والعسل, وإنما هي حلاوة أعظم من كل حلاوة, حلاوة يجدها الإنسان في قلبه ولذة عظيمة لا يساويها شيء, يجد انشراحاً في صدره, رغبة غي الخير حباً لأهل الخير, حلاوة لا يعرفها إلى من ذاقها بعد أن حُرمها
    علامة محبة الله عز وجل للعبد:
    & محبة الله للعبد لها علامة, منها كون الإنسان متبعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كلما كان الإنسان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتبع, كان لله أطوع, وكان أحبّ إلى الله تعالى.
    & أن يسدد الإنسان في أقواله وأفعاله, فإذا سُدِّد دلّ ذلك على أن الله يحبه.
    & من علامات محبة الله أن يوضع للإنسان القبول في الأرض, بأن يكون مقبولاً لدى الناس, محبوباً إليهم, فإن هذا من علامات محبة الله تعالى للعبد, نسأل الله تعالى أن يجعلنا والمسلمين من أحبابه وأوليائه.

    من أسباب محبة الله جل وعلا:
    & من أسباب محبة الله أن تكثر من النوافل ومن التطوع, نوافل الصلاة, نوافل الصدقة, نوافل الصوم, نوافل الحج, وغير ذلك من النوافل.

    متفرقات:
    & من اتقى الله في أولاده اتقوا الله فيه, ومن ضيع حق أولاده ضيعوا حقه إذا احتاج إليهم. & إكرام صديق الإنسان بعد موته يعتبر إكراماً له, وبراً به.
    & إذا كان يمين الصف بعيداً, وأيسر الصف أقرب منه بشكل واضح, فإن الصف الأيسر أفضل من الأيمن, من أجل دنوه من الإمام.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,732

    افتراضي رد: فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين

    فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين (16)


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ


    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله, وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر وهي مختارة من: "باب التحذير من إيذاء الصالحين والضعفة والمساكين", إلى " باب الأخذ من غير مسألة ولا تطلع إليه ", أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
    التحذير من أذية المؤمنين والصالحين:
    & الأذية: هي أن تحاول أن تؤذي الشخص بما يتألم منه قلبياً, أو بما يتألم منه بدنياً, سواء كان ذلك بالسب, أو بالشتم, أو باختلاق الأشياء عليه, أو بمحاولة حسده, أو غير ذلك من الأشياء التي يتأذى بها المسلم.
    & الله سبحانه وتعالى بيّن أن الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماناً مبيناً.
    & الذي يعادي أحداً من أولياء الله فإن الله تعالى يعلن عليه الحرب, ومن كان الله حرباً لله تعالى فهو خاسر بلا شك.
    الحرص على طهارة القلب:
    & اعلم أن العبرة في الدنيا بما في الظواهر, اللسان والجوارح. وأن العبرة في الآخرة بما في السرائر بالقلب. فالإنسان يوم القيامة يحاسب على ما في قلبه...فاحرص يا أخي على طهارة قلبك قبل طهارة جوارحك كم من إنسان يصلي...لكن قلبه فاسد.
    & لا تغتر بصلاح جوارحك, وانظر قبل كل شيء إلى قلبك
    العبد يكون دائراً بين الخوف والرجاء:
    & العبد...إن نظر إلى ذنوبه وكثرة أعماله السيئة خاف, وإن نظر إلى أعماله الصالحة وأنه قد يشوبها شيء من العجب والإدلال.. والرياء خاف, وإن نظر إلى عفو الله ومغفرته وكرمه وحلمه ورحمته رجا فيكون دائراً بين الخوف والرجاء.
    & يجب أن يكون سير الإنسان إلى الله عز وجل دائراً بين الخوف والرجاء لكن أيهما يغلّب؟ هل يغلّب الرجاء؟ أو يغلب الخوف؟ أو يجعلهما سواء؟ قال الإمام أحمد رحمه الله: ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه واحداً, فأيهما غلب هلك صاحبه.
    & الإنسان يجب عليه أن يكون طبيب نفسه, إذا رأى من نفسه أنه أمن من مكر الله, وأنه مقيم على معصية الله, ومتمن على الله الأماني, فليعدل عن هذه الطريق وليسلك طريق الخوف.
    & الإنسان...إذا رأى فيه وسوسة, وأنه يخاف بلا موجب, فليعدل عن هذا الطريق وليغلب جانب الرجاء حتى يعتدل خوفه ورجاؤه.
    النهي عن اتخاذ مكان في المسجد لا يصلي الإنسان إلا فيه:
    & ينهي الإنسان أن يتخذ في المسجد مكاناً لا يصلي إلا فيه, مثل أن لا يصلي النافلة, لا تحية المسجد, ولا غيرها إلا فيه, فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن استيطان كاستيطان البعير يعنى عن اتخاذ موطنٍ كأعطان الإبل تأوي إليه وتبيت فيه.
    التوبة من الذنوب بنية صادقة وقلب موقن:
    & الإنسان إذا أذنب فليستغفر الله, فإنه إذا استغفر الله عز وجل بنية صادقة وقلب موقن فإن الله تعالى يغفر له: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم﴾ } [الزمر:53]
    إحسان الظن بالله عز وجل:
    & متى يكون العبد محسناً الظن بالله عز وجل؟ يكون كذلك إذا فعل ما يوجب فضل الله ورحمته, فيعمل الصالحات ويحسن الظن بأن الله تعالى يقبله, أما أن يحسن الظن وهو لا يعمل, فهذا من باب التمني على الله.
    & أن تحسن الظن بالله مع مبارزتك له بالعصيان فهذا دأب العاجزين الذين ليس عندهم رأس مال يرجعون إليه.
    البكاء من خشية الله عز وجل:
    & البكاء من خشية الله إما خوفاً وإما شوقاً إليه تبارك وتعالى, فإذا كان البكاء من معصية فعلها الإنسان, فهذا البكاء سببه الخوف من الله عز وجل, وإن كان بعد طاعة فعلها, كان هذا البكاء شوقاً إلى الله سبحانه وتعالى.
    & أنت يا أخي إذا ذكرت الله فاذكر ربك خالي القلب, لا تفكر في شيء, إن فكرت في شيء لم يحصل لك البكاء من خشية الله أو الشوق إليه, لأنه لا يمكن أن يبكي الإنسان وقلبه مشغول بشيء آخر.
    القرآن أعظم واعظ:
    & القرآن أعظم واعظ, يعظ الله به القوب, لكنه إذا ورد على قلوب كالحجارة والعياذ بالله فإنها لا تلين ولكنها تزداد صلابة, نسأل الله العافية.
    إنصات الإنسان لقراءة غيره قد يكون أخشع لقلبه:
    & الإنسان قد يكون إنصاته لقراءة غيره أخشع لقلبه مما لو قرأ هو, وهو كذلك أحياناً, فأحياناً إذا سمعت القرآن من غيرك خشعت وبكيت, لكن لو قرأته أنت ما حصلت لك هذه الحال.
    عدم الركون إلى الدنيا:
    & قال النبي عليه الصلاة والسلام: (( «إن الدنيا حلوة خضرة» )) حلوة المذاق, خضرة المنظر, تجذب وتفتن, فالشيء إذا كان حلوا ومنظره طيباً فإنه يفتن الإنسان
    & الدنيا إذا فتحت نسأل الله أن يقينا وإياكم شرها, أنها تجلب الشر وتطغي الناس ﴿ «كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى» ﴾ [العلق:6-7]
    & انظر إلى حالنا نحن لما كان الناس إلى الفقر أقرب, كانوا لله أتقى, وأخشع, وأخشى ولما كثر المال, كثر الإعراض عن سبيل الله, وحصل الطغيان, وصار الإنسان الآن يتشوف لزهرة الدنيا وزينتها...يباهي الناس...ويعرض عما ينفعه في الآخرة
    & لا ينبغي للعاقل أن يركن إلى الدنيا, أو يغتر بها, أو يلهو بها عن الآخرة, أو تكون مانعاً له من ذكر الله عز وجل.
    & كم من أناس عشت معهم عاشوا في هذه الدنيا عيشة راضية, وفي رفاهية وأنس وأولاد وزوجات وقصور وسيارات, ثم انتقلوا عنها كأن لم يكونوا بالأمس, انتقلوا هم عنها, أو يأتي دنياهم شيء يتلفها.
    & العاقل إذا قرأ القرآن وتبصر عرف قيمة الدنيا, وأنها ليست بشيء, وأنها مزرعة للآخرة, فانظر ماذا زرعت فيها لآخرتك؟ إن كنت زرعت خيراً فأبشر بالحصاد الذي يرضيك, وإن كان الأمر بالعكس فقد خسرت الدنيا والآخرة.
    & أيهما تريد؟ هناك عذاب شديد لمن آثر الحياة الدنيا على الآخرة, وهناك معفرة من الله ورضوان لمن آثر الآخرة على الدنيا.
    & إذا أغنى الله الإنسان, وصار غناه عوناً على طاعة الله, ينفق ماله في الحق, وفي سبيل الله, صارت الدنيا خيراً.
    لا نيأس من هداية أحد:
    & لا نيأس من شخص تجده على الكفر أو على الفسق, ربما يهديه الله في آخر لحظة, ويموت على الإسلام.
    علامة محبة النبي عليه الصلاة والسلام:
    & علامة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون الإنسان أشد اتباعاً له, وأشد تمسكاً بسنته, كما قال تعالى: ﴿ {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} ﴾ [آل عمران:31]
    من يصلي بعد خروج الوقت:
    & الصلاة...الذين يضيعونها عن وقتها, فلا يصلون إلا بعد خروج الوقت, فإن هؤلاء إما أن يكون لهم عذر من نوم أو نسيان, فصلاتهم مقبولة ولو بعد الوقت, وإما ألا يكون لهم عذر فصلاتهم مردودة لا تقبل منهم, ولو صلوا ألف مرة.
    سؤال الناس أموالهم من غير حاجة من كبائر الذنوب:
    & من سأل الناس أموالهم ليكثر بها ماله, فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر, إن استكثر زاد الجمر عليه, وإن استقل قلً الجمر عليه, وإن ترك سلم من الجمر, ففي هذا دليل على أن سؤال الناس بلا حاجة من كبائر الذنوب.

    العمل والمهنة وعدم سؤال الناس:
    & العمل والمهنة ليست نقصاً, لأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا يمارسونها, ولا شك أن هذا خير من سؤال الناس...وأن هذا هو الخلق النبيل ألا يخضع الإنسان لأحد ولا يذل له, بل يأكل من كسب بيده من تجارته أو صناعته أو حرثه.




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,732

    افتراضي رد: فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين

    فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين (17)


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ


    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله, وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر وهي مختارة من: "باب الكرم والجود والانفاق في وجوه الخير", إلى " باب استحباب العزلة عند فساد الناس والزمان ", أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
    المال فتنة:
    & المال الذي أعطاه الله بني آدم, أعطاهم إياه فتنة, ليبلوهم هل يحسنون التصرف فيه أم لا.
    أحوال الناس مع المال:
    & من الناس من ينفقه في شهواته المحرمة, وفي لذائذه التي لا تزيده من الله إلا بعداً, فهذا يكون ماله وبالاً عليه.
    & ومن الناس من ينفقه ابتغاء وجه الله فيما يقربه إلى الله على حسب شريعة الله, فهذا ماله خير له.
    & ومن الناس من ينفق ماله في غير فائدة, ليس في شيء محرم, ولا في شيء مشروع, فهذا ماله ضائع عليه, وقد نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال
    & مالك الذي تقدمه لله عز وجل تجده أمامك يوم القيامة, ومال الوارث ما يبقي بعدك من مالك, فينتفع به ويأكله الوارث, فهو مال وارثك على الحقيقة, فأنفق مالك فيما يرضي الله, وإذا أنفقت فإن الله يخلفه وينفق عليك.
    دعوة الكفار والفساق إلى الله عز وجل:
    & لا ينبغي لنا أن نبتعد عن أهل الكفر وعن أهل الفسوق, وأن ندعهم للشياطين تلعب بهم, بل نؤلفهم, ونجذبهم إلينا بالمال, واللين, وحسن الخلق حتى يألفوا الإسلام
    & الفساق...انصحهم باللين, وبالتي هي أحسن, ولا تقل: أنا أبغضهم لله, ابغضهم وادعهم إلى الله, بغضك إياهم لله لا يمنعك أن تدعوهم إلى الله بل ادعهم إلى الله عز وجل وإن كنت تكرههم, فلعلهم يكونون من أحبابك في الله يوماً من الأيام.
    من تواضع لله فإن يرفعه ويعلي شأنه:
    & بعض الناس تراه متكبراً ويظن أنه إذا تواضع للناس نزل, ولكن الأمر بالعكس, إذا تواضعت للناس فإنك تتواضع لله أولاً, ومن تواضع لله فإن يرفعه ويعلي شأنه.
    الظلم:
    & الظلم: هو العدوان على الغير, وأعظم الظلم الشرك بالله عز وجل...ويشمل الظلم ظلم العباد, وهو نوعان: ظلم بترك الواجب لهم, وظلم بالعدوان عليهم بأخذ أو بانتهاك حرماتهم.
    & ممانعة الإنسان الذي عليه دين عن الوفاء وهو غني قادر على الوفاء ظلم...وكل ساعة أو لحظة تمضي على المماطل فإنه لا يزداد بها إلا إثماً والعياذ بالله, وربما يعسر الله عليه أمره فلا يستطيع الوفاء إما بخلاً وإما إعداماً.
    & من الظلم اقتطاع شيء من الأرض.
    & من الظلم الاعتداء على الناس في أعراضهم بالغيبة أو النميمة أو ما أشبه ذلك.
    & الظلم من كبائر الذنوب, لأنه لا وعيد إلا على كبيرة من كبائر الذنوب, فظلم العباد وظلم الخالق عز وجل رب العباد, كله من كبائر الذنوب.
    من خداع النفس الأمارة بالسوء:
    & ما تحدثك به نفسك أنك إذا عفوت فقد ذللت أمام من اعتدى عليك, فهذا من خداع النفس الأمارة بالسوء ونهيها عن الخير, فإن الله تعالى يثيبك على عفوك هذا عزاً, ورفعة في الدنيا والآخرة.
    من ييسر لليسرى:
    & الإنسان المصدق بالحق المعطي ما يجب إعطاؤه وبذله من علم ومال وجاه, المتقي لله عز وجل هذا ييّسر لليسرى, أي ييسره الله تعالى لأيسر الطرق في الدنيا والآخرة.
    تذكر الموت وتذكر الآخرة:
    & ينبغي للإنسان العاقل كلما رأى من نفسه طموحاً إلى الدنيا واشتغالاً بها واغترارًا بها أن يتذكر الموت, ويتذكر حال الآخرة, لأن هذا هو المآل المتيقن, وما يؤمله الإنسان من الدنيا فقد يحصل وقد لا يحصل.
    & الموت يكون له مذاق مرّ يكرهه كل إنسان, لكن المؤمن إذا حضره أجله وبشر بما عند الله عز وجل أحبّ لقاء الله ولا يكره الموت.
    ليس كل مطر يسمى غيثاً:
    & ليس كل مطر يسمى غيثاً, فإن المطر أحياناً لا يجعل الله فيه بركة, فلا تنبت الأرض, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( «ليس السنة ألا تمطروا» )) يعني ليس الجدب ألا تمطروا (( {بل السنة أن تمطروا ولا تنبت الأرض شيئًا} ))
    الرابح:
    & الرابح من اشتغل بذكر الله عز وجل وذكر الله ليس هو قول لا إله إلا الله فقط بل كل قول يقرب إلى الله فهو ذكر له, وكل فعل يقرب إلى الله فهو ذكر له.
    حسن الخلق:
    & حسن الخلق يكون في عبادة الله, ويكون في معاملة عباد الله.
    & حسن الخلق في عبادة الله: أن يتلقى الإنسان أوامر الله بصدر منشرح, ونفس مطمئنة, ويفعل ذلك بانقياد تام, بدون تردد, وبدون شك, وبدون سخط.
    & وأما في معاملة الناس بأن يقوم ببر الوالدين, وصلة الأرحام, وحسن الجوار, والنصح بالمعاملة وغير هذا, وهو منشرح الصدر, واسع البال, لا يضيق بذلك ذرعاً ولا يتضجر منه, فإذا علمت من نفسك أنك في هذه الحال فإنك من أهل البر
    الاهتمام بصلاح القلب:
    & الإنسان مدار صلاحه وفساده على القلب ولهذا عليك...أن تعتني بصلاح قلبك فصلاح الظواهر وأعمال الجوارح طيب, ولكن الشأن كل الشأن في صلاح القلب
    & انظر قلبك هل فيه شيء من الشرك؟ هل فيه شيء من كراهة ما أنزل الله؟ هل فيه شيء من كراهة عباد الله الصالحين؟ هل فيه شيء من الميل إلى الكفار؟ هل فيه شيء من موالاة الكفار؟ هل فيه شيء من الحسد؟...هل فيه شيء من الحقد؟
    & أصلح قلبك يا أخي, لا تكره شريعة الله, لا تكره عباد الله الصالحين, لا تكره أي شيء مما أنزل الله, فإن كراهتك لشيء مما أنزل الله كفر بالله تعالى, دليل على عدم إيمانك, ودليل على أن الإيمان لم يتمكن من قلبك.
    ضحك سيعقبه بكاء دائم:
    & ﴿ {فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون} ﴾ [المطففين:34] وهذا الضحك الذي لا بكاء بعده,...ضحك الكفار من المسلمين في الدنيا, فإنه سيعقبه البكاء الدائم والعياذ بالله.
    العزلة والاختلاط بالناس:
    & الأفضل أن المؤمن...يخالط الناس ويصبر على أذاهم, هذا أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم...فالأصل أن الاختلاط هو الخير يختلط الإنسان بالناس فيأمر بالمعروف وينهي عن المنكر يدعو إلى حق يبين السنة للناس.
    & أحياناً تحصل أمور تكون العزلة فيها خيراً من الاختلاط بالناس من ذلك إذا خاف الإنسان على نفسه فتنة مثل أن يكون في بلد يطالب فيه أن ينحرف عن دينه أو يدعو إلى بدعة, أو يرى الفسوق الكثير فيها أو يخشى على نفسه من الفواحش.
    الأجرة على فعل الحرام حرام:
    & تأجير بعض الناس دكاكينهم على الحلاقين الذين يحلقون اللحى فإن هذه الأجرة حرام ولا تحل لصاحب الدكان, لأنه استؤجر منه لعمل محرم.
    & تأجير البنوك حرام, لأن البنك معاملته كلها أو غالبها حرام...فإذا أجَّر الإنسان بيته أو دكانه للبنك فتعامل فيه بالربا فإن الأجرة حرام ولا تحل
    الإنسان الغني:
    & الغني: الذي استغنى بنفسه عن الناس غني بالله عز وجل عمن سواه لا يسأل الناس شيئاً, ولا يتعرض للناس بتذلل, بل هو غني عن الناس مستغن بربه, لا يلتفت إلى غيره.
    الإنسان الخفي:
    & الخفي: هو الذي لا يظهر نفسه, ولا يهتم أن يظهر عند الناس أو يشار إليه بالبنان, أو يتحدث الناس عنه, تجده من بيته إلى المسجد, ومن مسجده إلى بيته, ومن بيته إلى أقاربه وإخوانه يخفي نفسه.

    زيارة القبور عند غفلة القلب:
    & كلما غفل قلبك واندمجت نفسك في الحياة الدنيا, فاخرج إلى القبور, وتفكر في هؤلاء القوم الذين كانوا بالأمس مثلك على الأرض يأكلون ويشربون ويتمتعون, والآن أين ذهبوا؟ صاروا مرتهنين بأعمالهم, لم ينفعهم إلا ما قدموا.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,732

    افتراضي رد: فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين

    فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين (18)


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ


    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله, وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر وهي مختارة من: "باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين", إلى " باب حسن الخلق", أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
    من علامة محبة الله عز وجل:
    & من علامة محبة الله: أن الإنسان يديم ذكر الله, يذكر ربه دائماً بقلبه ولسانه وجوارحه.
    & ومنها: أن يحب من أحب الله عز وجل من الأشخاص, فيحب الرسول صلى الله عليه وسلم, ويحب الخلفاء الراشدين, ويحب الأئمة, ويحب من كان في وقته من أهل العلم والصلاح.
    & ومنها: أن يقوم الإنسان بطاعة الله, مقدماً ذلك على هواه, فإذا أذن المؤذن يقول: حي على الصلاة, ترك عمله وأقبل على الصلاة, لأنه يحب ما يرضي الله أكثر من محبته ما ترضى به نفسه.
    فائدة لعق الأصابع بعد الطعام:
    & في لعق الأصابع بعد الطعام فائدتان: فائدة شرعية: وهي الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم. وفائدة صحية طبية: وهي هذا الإفراز الذي يكون بعد الطعام يعين على الهضم والمؤمن لا يجعل همه فيما يتعلق بالصحة البدنية أهم شيء...اتباع الرسول.
    السلام:
    & إننا نأسف لقوم يمرون بالكبار البالغين ولا يسلمون عليهم...قد لا يكون ذلك هجراً أو كراهة, لكن عدم مبالاة, عدم اتباع السنة, جهل, غفلة, وهم إن كانوا غير آثمين لأنهم لم يتخذوا ذلك هجراً, لكنهم قد فاتهم خير كثير.
    & السنة أن تسلم على كل من لقيت, وأن تبدأه بالسلام ولو كان أصغر منك, لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبدأ من لقيه بالسلام, وهو عليه الصلاة والسلام أكبر الناس قدراً, ومع ذلك كان يبدأ من لقيه بالسلام.
    & أنت إذا بدأت من لقيته بالسلام حصلت على خير كثير, منه اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ومنه أن يكون ذلك سبباً لنشر هذه السنة التي ماتت عند كثير من الناس ومعلوم أن إحياء السنن يؤجر عليه الإنسان مرتين
    & النبي صلى الله عليه وسلم...كان يسلم على الصبيان...وهذا من التواضع وحسن الخلق ومن التربية والتعليم والإرشاد والتوجيه لأن الصبيان إذا سلم الإنسان عليهم فإنهم يعتادون ذلك, ويكون ذلك كالغريزة في نفوسهم.
    & إفشاء السلام...من أسباب المحبة, ومن كمال الإيمان, ومن أسباب دخول الجنة
    الصدقة لا تنقص المال:
    & لا تظن أنك إذا تصدقت بعشرة من مائة فصارت تسعين أن ذلك ينقص المال, بل يزيده بركة ونماءً, وترزق من حيث لا تحتسب.
    التواضع:
    & من تواضع لله رفعه الله عز وجل في الدنيا, وفي الآخرة, وهذا أمر مشاهد أن الإنسان المتواضع يكون محل رفعة عند الناس, وذكر حسن, ويحبه الناس.
    الكبر والإعجاب:
    & الكبر: هو الترفع واعتقاد الإنسان نفسه أنه كبير, وأنه فوق الناس, وأن له فضلاً عليهم. والإعجاب أن يرى الإنسان عمل نفسه فيعجب به ويستعظمه ويستكثره, فالإعجاب يكون في العمل, والكبر يكون في النفس, وكلاهما خلق مذموم.
    & قيل لرجل: ما ترى الناس؟ قال: لا أراهم إلا مثل البعوض, فقيل له: إنهم لا يرونك إلا كذلك. وقيل لآخر ما ترى الناس؟ قال: أرى الناس أعظم مني, ولهم شأن, ولهم منزلة, فقيل له: إنهم يرونك أعظم منهم, وأن لك شأناً ومحلاً.
    & بطر الحق فهو رده وألا يقبل الإنسان الحق بل يرفضه ويرده اعتداداً بنفسه ورأيه فيرى والعياذ بالله أنه أكبر من الحق...والواجب أن يرجع الإنسان للحق حيثما وجده حتى ولو خالف قوله فليرجع إليه فإن هذا أعزّ له عند الله وأعز له عند الناس.
    & لا تظن أنك إذا رجعت عن قولك إلى الصواب أن ذلك يضع منزلتك عند الناس بل هذا يرفع منزلتك, ويعرف الناس أنك لا تتبع إلا الحق, أما الذي يعاند ويبقي على ما هو عليه ويرد الحق, فهذا متكبر والعياذ بالله.
    أكل الطعام الساقط وعدم تركه للشيطان:
    & إذا سقطت اللقمة أو التمرة وما أشبه ذلك على السفرة فخذها وأزل ما فيها من الأذى إن كان فيها أذى....تواضعاً لله عز وجل وامتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وحرماناً للشيطان أن يأكل معك لأنك إذا تركتها أكلها الشيطان.
    تشبه بالشيطان وأولياء الشيطان:
    & إذا نظرنا الآن إلى الكفار وجدنا أنهم يأكلون بيسارهم ويشربون بيسارهم, وعلى هذا فالذي يأكل بشماله أو يشرب بشماله متشبه بالشيطان وأولياء الشيطان.
    عمل الإنسان داخل بيته, وخدمة أهله:
    & الإنسان إذا كان في بيته فمن السنة أن يصنع الشاي مثلاً لنفسه, ويطبخ إذا كان يعرف, ويغسل ما يحتاج إلى غسله, كل هذا من السنة, أنت إذا فعلت ذلك تثاب عليه ثواب سنة اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام وتواضعاً لله عز وجل.
    & هذا يوجد المحبة بينك وبين أهلك, إذا شعر أهلك أنك تساعدهم في مهنتهم أحبوك, وازدادت قيمتك عندهم, فيكون في هذا مصلحة كبيرة.
    الفساد في الأرض:
    & الفساد في الأرض ليس هدم المنازل ولا إحراق الزروع, بل الفساد في الأرض بالمعاصي كما قال العلماء رحمهم الله في قوله تعالى: ﴿ {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} ﴾ [الأعراف:56] أي لا تعصوا الله, لأن المعاصي سبب للفساد.
    ما نزل مما يلبس عن الكعب فإنه من الكبائر:
    & الرجل منهي عن أن ينزل ثوبه أو سرواله أو مشلحه أو إزاره عن الكعب, لا بد أن يكون من الكعب, فما فوق, فمن نزل عن الكعب فإن فعله هذا من الكبائر والعياذ بالله.
    الجبار يُطبع على قلبه:
    & النبي صلى الله عليه وسلم حذر الإنسان من أن يعجب بنفسه, فلا يزال في نفسه يترفع ويتعاظم حتى يكتب من الجبارين.
    & الجبارون والعياذ بالله لو لم يكن من عقوبتهم إلا قول الله تبارك وتعالى:﴿ {كذلك يطبعُ اللهُ على كُل قلبِ مُتكبرٍ جبارٍ} ﴾ [غافر:35] لكان عظيماً. فالجبار والعياذ بالله يُطبع على قلبه, حتى لا يحصل إليه الخير, ولا ينتهي عن الشر.
    الصبر على أذى الناس من حسن الخلق:
    & الصبر على أذى الناس لا شك أنه من حسن الخلق, فإن من الناس من يؤذي أخاه, وربما يعتدي عليه بما يضره بأكل ماله أو جحد حق له أو ما أشبه ذلك, فيصبر ويحتسب الأجر من الله سبحانه وتعالى, والعاقبة للمتقين.
    حسن الخلق من أثقل ما يكون في الميزان يوم القيامة:
    & حسن الخلق...من أثقل ما يكون في الميزان يوم القيامة...فعليك يا أخي المسلم أن تحسن خلقك مع الله عزوجل في تلقى أحكامه الكونية والشرعية بصدر منشرح منقاد راضٍ مستسلم, وكذلك مع عباد الله فإن الله تعالى يحب المحسنين.
    & كلما كان الإنسان أحسن خلقاً كان أكمل إيماناً...وكلما كنت أحسن خلقاً كنت أقرب إلى الله ورسوله من غيرك.
    أكثر ما يدخل النار الفم والفرج:

    & أكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج. الفم يعني بذلك قول اللسان فإن الإنسان قد يقول كلمة لا يُلقى لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفاً, والعياذ بالله أي سبعين سنة.

    & لما كان عمل اللسان سهلاً صار إطلاقه سهلاً, لأن الكلام لا يتعب به الإنسان ... فتجده يتكلم كثيراً بأشياء تضره, كالغيبة, والنميمة, واللعن, والسب, والشتم, وهو لا يشعر بذلك, فيكتسب بهذا آثاماً كثيرة.
    & الفرج فالمراد به الزنا, وأخبث منه اللواط, فإن ذلك أيضاً تدعو النفس إليه كثيراً, ولا سيما من الشباب, فتهوى بالإنسان وتدرّجه حتى يقع في الفاحشة وهو لا يعلم.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,732

    افتراضي رد: فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين

    فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين (19)


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ



    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر وهي مختارة من: " باب الحلم والأناة", إلى "باب وجوب طاعة ولاة الأمور في غير معصية" أسأل الله أن ينفع بها

    الحلم والأناة والرفق:
    & الحلم أن يملك الإنسان نفسه عند الغضب إذا حصل غضب وهو قادر أن يحلم, ولا يعاقب ولا يعجل بالعقوبة. والأناة فهو التأني في الأمور, وعدم العجلة. أما الرفق فهو معاملة الناس بالرفق...حتى وإن استحقوا ما يستحقون من العقوبة فإنه يرفق بهم
    & الإنسان إذا عامل الناس بالرفق يجد لذة وانشراحاً وإذا عاملهم بالشدة والعنف ندم, ثم قال ليتني لم أفعل, لكن بعد أن يفوت الأوان, أما إذا عاملهم بالرفق واللين والأناة انشرح صدره, ولم يندم على شيء فعله.
    العفو:
    & الإنسان الشرير الذي لا يزداد بالعفو عنه إلا سوءاً ومعاندة هذا لا يعفى عنه, والإنسان الذي هو أهل للعفو, ينبغي للإنسان أن يعفو عنه, لأن الله يقول: ﴿ {فمن عفا وأصلح فأجره على الله} ﴾ [الشورى:40]
    التفاؤل والتشاؤم:
    & الإنسان إذا تفاءل نشط واستبشر وحصل له خير, وإذا تشاءم فإنه يتحسر, وتضيق نفسه, ولا يقدم على العمل, ويعمل وكأنه مكره,
    لباس المرأة في بيتها:
    & يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: المرأة في بيتها في عهد الرسول عليها لباس يستر من كف اليد إلى كعب الرجل, وهي في البيت, ما عندها إلا النساء أو رجال محارم, ومع ذلك تتستر من الكف إلى الكعب, فكلها متسترة.
    البشارة بالخير تدخل السرور على نفسك وعلى غيرك:
    & بشر غيرك, فإذا جاءك إنسان وقال فعلت كذا وفعلت كذا وهو خائف فبشره, وأدخل عليه السرور.
    & إذا عدت مريضاً فقل له أبشر بالخير وأنت على خير, ودوام الحال من المحال, والإنسان عليه أن يصبر ويحتسب ويؤجر على ذلك, وبشره قائلاً: أنت اليوم وجهك طيب وما أشبه ذلك لأنك بذلك تدخل عليه السرور وتبشره.
    لا تكن سريع الغضب:
    &"لا تغضب" المعنى لا تكن سريع الغضب يستشيرك كل شيء بل كن مطمئناً متأنياً لأن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب الإنسان حتى يغلي القلب ولهذا تنتفخ الأوداج عروق الدم الدم, وتحمر العين, ثم ينفعل الإنسان حتى يفعل شيئاً يندم عليه.
    الصبر على الأذى:
    & ينبغي للإنسان أن يصبر الأذى, لا سيما إذا أوذى في الله, فإنه يصبر, ويحتسب وينتظر الفرج, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( «واعلم أن النصر مع الصبر, وأن الفرج مع الكرب, وأن العسر مع يسراً» ))
    & الإنسان إذا كان معه دين وكان معه أمر بالمعروف ونهي عن المنكر فلا بد أن يؤذي, ولكن عليه بالصبر, وإذا صبر فالعاقبة للمتقين.
    واجب الرعية نحو ولاة الأمور:
    & الرعية الواجب عليهم السمع والطاعة في غير المعصية, والنصح للولاة, وعدم التشويش عليهم, وعدم إثارة الناس عليهم, وطي مساوئهم, وبيان محاسنهم, لأن المساوئ يمكن أن ينصح فيها الولاة سراً بدون أن تنشر على الناس.
    & نشر مساوئ ولاة الأمور أمام الناس لا يستفاد منه, بل لا يزيد الأمر إلا شدة, فتحمل صدور الناس الكراهية والبغضاء لولاة الأمور, وإذا كره الناس ولاة الأمور وأبغضوهم وتمردوا عليهم....وحصل بذلك إيغار للصدور وشر وفساد.
    & موقفنا نحو الإمام أو الوالي الذي لم يعدل...أن نصبر, نصبر على ظلمه وعلى جوره وعلى استئثاره...لأن منازعة ولي الأمر يحصل بها الشر والفساد الذي هو أعظم من جوره وظلمه.
    & مذهب أهل السنة والجماعة, مذهب السلف الصالح, السمع والطاعة للأمراء وعدم عصيانهم فيما تجب الطاعة فيه, وعدم إثارة الضغائن عليهم, وعدم إثارة الأحقاد عليهم. هذا مذهب أهل السنة والجماعة.
    & الإمام أحمد رحمه الله يضربه السلطان...يُضرب بالسياط حتى يغمي عليه...وهو إمام أهل السنة والجماعة رحمه الله ورضي عنه, ومع ذلك يدعو للسلطان ويسميه أمير المؤمنين.
    & الذي يهين السلطان بنشر معايبه بين الناس وذمه والتشنيع عليه والتشهير به يكون عرضة لأن يهينه الله عز وجل, لأنه إذا أهان السلطان بمثل هذه الأمور تمرد الناس عليه فعصوه, وحينئذ يكون هذا سبب شر فيهينه الله عز وجل.
    النصيحة للرعية:
    & ولاة الأمور مسئولون عن الصغيرة والكبيرة, وعليهم النصيحة لمن ولاهم الله أمرهم, وأن يبذلوا لهم النصيحة, وأهمها النصيحة في دين الله, بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والدعوة إلى الخير.
    الإسلام سياسة وشريعة:
    & الإسلام شريعة وسياسة ومن فرق بين السياسة والشريعة فقد ضلّ...الدين سياسة سياسة شرعية, سياسة اجتماعية, سياسة مع الأجانب, ومع المسالمين, ومع كل أحد.
    & من فصل بين الدين والسياسة...فهو بين أمرين: إما جاهل بالدين ولا يعرف, ويظن أن الدين عبادات بين العبد وربه, وحقوق شخصية, وما أشبه ذلك, أو أنه قد بهره الكفرة وما هم عليه من القوة المادية فظن أنهم هم المصيبون.
    الفحشاء والمنكر:
    & الفحشاء هي كل ما يستفحش من الذنوب, كعقوق الوالدين, وقطيعة الأرحام, والزنا, ونكاح المحارم, وغير ذلك مما يُستفحش شرعاً وعرفاً, والمنكر هو ما ينكر, وهو دون الفحشاء كعامة المعاصي.
    محبة العبد للصلاة:
    & الصلاة صلة بين العبد وبين ربه, فإذا أحبها الإنسان وألفها فهذا يدل على أنه يحب الصلة التي بينه وبين الله, فيكون ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
    فضل العدل:
    & فضل العدل في الأهل, وكذلك في الأولاد, وكذلك أيضاً في كل من ولاك الله عليه, اعدل حتى تكون على منبر من نور عن يمين الله عز وجل يوم القيامة.
    أهل الجنة:
    & قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط موفق) يعني صاحب سلطان والسلطان يعم السلطة العليا وما دونها. مقسط: أي عادل بين من ولاهم الله عليه. موفق: أي مهتد لما فيه التوفيق والصلاح قد هُدي إلى ما فيه الخير
    & ( ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم) رجل رحيم يرحم عباد الله, يرحم الفقراء يرحم العجزة يرحم الصغار...رقيق القلب: ليس قلبه قاسياً. لكل ذي قربى ومسلم. وأما للكفار فإنه غليظ عليهم. هذا أيضاً من أهل الجنة.

    & الثالث: ( رجل عفيف متعفف ذو عيال) يعني أنه فقير ولكنه متعفف, لا يسأل الناس شيئاً, يحسبه الجاهل غنياً من التعفف...مع فقره عنده عائله فتجده صابراً محتسباً....صابر على البلاء, صابر على عياله, فهذا من أهل الجنة.
    تأثير العلماء على من قلبه إيمان ودين:
    & العلماء يؤثرون على من في قلبه إيمان ودين, لأن الذي في قلبه إيمان ودين ينصاع للعلماء, ويأخذ بتوجيهاتهم وأمرهم.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,732

    افتراضي رد: فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين

    فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين (20)


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ


    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر وهي مختارة من: " باب النهي عن سؤال الأمارة", إلى "باب الوعظ والاقتصاد فيه " أسأل الله أن ينفع بها الجميع.
    الأصحاب:
    & إذا رأيت من أصحابك أنهم يدلونك على الخير ويعيونك عليه, وإذا نسيت ذكروك, وإذا جهلت علموك, فاستمسك بحجزهم وعضّ عليهم بالنواجذ.
    & إذا رأيت من أصحابك من هو مهمل في حقك, ولا يبالي هل هلكت أم بقيت, بل ربما يسعى لهلاكك فاحذره, فإنه السم الناقع والعياذ بالله, لا تقرب من هؤلاء بل ابتعد عنهم, فرّ منهم فرارك من الأسد.
    الأدب:
    & الأدب هو عبارة عن أخلاق يتحلق بها الإنسان يمدح عليها....والأخلاق التي يتأدب بها الإنسان...كثيرة, منها: الكرم, والشجاعة, وطيب النفس, وانشراح الصدر, وطلاقة الوجه, وغير ذلك...ومنها: الحياء.
    إماطة الأذى عن الطريق من الإيمان:
    & إذا وجدت أذى في الطريق حجراً أو زجاجاً أو شوكاً أو غير ذلك, فأزله فإن ذلك من الإيمان, حتى السيارة إذا جعلتها في وسط الطريق وضيقت على الناس فقد وضعت الأذى في طرق الناس, وإزالة ذلك من الإيمان.
    طلب الإمارة:
    & طلب الإمارة ربما يكون قصد الطالب للإمارة أن يعلو على الناس, ويملك رقابهم, ويأمر وينهى, فيكون قصده سيئاً, فلا يكون له حظ من الآخرة والعياذ بالله, ولهذا نُهي عن طلب الإمارة.
    & الإمارة...إذا أعطيتها بطلب منك وكلك الله إليها وتخلى الله عنك والعياذ بالله, وفشلت فيها ولم تنجح ولم تفلح, وإن أعطيتها من غير مسألة بل الناس هم الذين اختاروك وهم الذين طلبوك, فإن الله تعالى يعنيك عليها,...فاقبلها وخذها.
    & ينبغي للإنسان الموفق ألا يسأل شيئاً من الوظائف, فإن رُقي بدون مسألة فهذا هو الأحسن وله أن يقبل حينئذ....فالورع والاحتياط ألا تطلب شيئاً من ترقية أو انتداب أو غير ذلك إن أعطيت فخذ وإن لم تعط فالأحسن.. والأتقى ألا تطالب
    & يشترط للإمارة أن يكون الإنسان قوياً وأن يكون أمينًا,...فإن كان قويًا غير أمين, أو أمينًا غير قوي, أو ضعيفًا غير أمين, فهذه الأحوال الثلاثة لا ينبغي أن يكون صاحبها أميرًا.
    & إذا...كان لا يوجد في الساحة أحد تنطبق عليه الأوصاف كاملة, فإنه يولى الأمثل فالأمثل, ولا تترك الأمور بلا إمارة, لأن الناس محتاجون إلى أمير, محتاجون إلى قاضٍ, محتاجون إلى من يتولى أمورهم.
    & إذا كان أمامنا رجلان: أحدهما ضعيف ولكنه أمين, والثاني قوي لكنه ضعيف في الأمانة, فإننا نؤمر القوي لأن هذا أنفع للناس, فالناس يحتاجون إلى سلطة وإلى قوة, وإذا لم تكن قوة ولا سيما مع ضعف الدين ضاعت الأمور.
    الحياء:
    & الحياء صفة في النفس تحمل الإنسان على فعل ما يُجمل ويزين, وترك ما يدنس ويشين, فتجده إذا فعل شيئاً يخالف المروة استحيا من الناس وإذا فعل شيئاً محرماً استحيا من الله عز وجل, وإذا ترك واجبًا استحيا من الله.
    & الحياء شعبة من الإيمان, فإذا كان الإنسان حييًا لا يتكلم بما يدنسه عند الناس, ولا يفعل ما يدنسه عند الناس, بل تجده وقورًا ساكتًا مطمئنًا فهذا من علامة الإيمان
    & الحياء لا يجوز أن يمنع الإنسان من السؤال عن دينه فيما يجب عليه, لأن ترك السؤال عن الدين فيما يجب ليس حياءً, ولكنه خور.
    حفظ الأسرار:
    & الواجب أن الأمور السرية في البيوت وفي الفرش وفي غيرها تحفظ وألا يطلع عليها أحد أبدًا.
    & السرّ هو ما يقع خفية بينك وبين صاحبك. ولا يحل لك أن تفشي هذا السر أو أن تبينه لأحد. سواء قال لك لا تبينه لأحد, أو علم بالقرينة الفعلية أنه لا يحب أن يطلع عليه أحد, أو عُلم بالقرينة الحالية أنه لا يحب أن يطلع عليه أحد.
    & القرينة الفعلية أن يحدثك وهو في حال تحديثه إياك يلتفت يخشى أن يكون أحد يسمع, لأن معنى التفاته أنه لا يحب أن يطلع عليه أحد.
    & القرينة الحالية, أن يكون هذا الذي حدثك به أو أخبرك به من الأمور التي يستحى من ذكرها أو يخشى من ذكرها أو ما أشبه ذلك, فلا يحلّ لك أن تبيّن وتفشى هذا السر.
    & من حَفَظَ سر أخيه حفظ الله سره, فالجزاء من جنس العمل.
    الإيمان:
    & الإيمان عند أهل السنة والجماعة يتضمن... اعتقاد العقيدة, وعمل القلب, وقول اللسان, وعمل الجوارح, وأدلة ذلك من الكتاب والسنة كثيرة.
    الفجور في الخصومة:
    & الخصومة: هي المخاصمة عند القاضي ونحوه, فإذا خاصم فجر. والفجور في الخصومة على نوعين: أحدهما: أن يدعي ما ليس له. والثاني: أن ينكر ما يجب عليه.
    المداومة على فعل الخير:
    & كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم...إذا عمل عملاً أثبته ولم يغيره, وذلك لأن الإنسان إذا اعتاد الخير وعمل به ثم تركه, فإن هذا يؤدي إلى الرغبة عن الخير لأن الرجوع بعد الإقدام شر من عدم الإقدام.
    الإصغاء إلى المتكلم:
    & ينبغي إذا كان الإنسان يحدثك أن تقبل إليه بوجهك, وألا تلقت يمينًا وشمالًا, لأنك إذا التفت يمنًا وشمالًا وهو يحدثك نسبك إلى الكبرياء....ينبغي أن تصغي إليه وأن تقابله بوجهك حتى يعرف أنك قد أحسست به وأنك قد اهتممت بكلامه.
    & إذا كان يتكلم بكلام محرم كغيبة أو كلام لغو أو ما أشبه ذلك من الأشياء المحرمة فإنك لا تصغي إليه. بل انهه عن ذلك الشيء. فإن استمر يتكلم بالكلام المحرم ولم يصغِ إلى قولك وإلى نصحك فالواجب عليك أن تقوم من مكانك وأن تفارقه.
    طلاقة الوجه ولين الكلام عند اللقاء:
    & الإنسان ينبغي له أن يلقى أخاه بوجه طلق, وبكلمة طيبة, لينال بذلك الأجر والمحبة والألفة, والبعد عن التكبر والترفع على عباد الله

    الكلام البين الواضح وتكرره ثلاث مرات لمن لم يفهم:
    & ينبغي للإنسان...إذا جعل كلامه فصلاً بيناً واضحاً, وكرره ثلاث مرات لمن لم يفهم, ينبغي أن يستشعر في هذا أنه متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يحصل له بذلك الأجر وإفهام أخيه المسلم.
    الوعظ:
    & الوعظ: هو ذكر الأحكام الشرعية مقرونة بالترغيب أو الترهيب.
    & أعظم واعظ هو كتاب الله عز وجل...لأنه جامع بين الترغيب والترهيب, وذكر الجنة والنار, والمتقين والفجار, فهو أعظم كتاب يوعظ به.
    & ينبغي للإنسان أن يعظ الناس بالقرآن, وبالسنة, وبكلام الأئمة, وبكل ما يلين القلوب ويوجهها إلى الله عزوجل.
    & ينبغي الاقتصاد في الموعظة, فلا تكثر على الناس فتملهم, وتكره إليهم القرآن والسنة وكلام أهل العلم لأن النفوس إذا ملت كلت وتعبت وكرهت الحق وإن كان حقاً
    & كان أحكم الواعظين من الخلق محمد صلى الله عليه وسلم يتخول الناس بالموعظة, ما يكثر عليهم لئلا يملوا ويسأموا ويكرهوا ما يُقال من الحق.
    & بعض الأماكن لا تنبغي فيها الموعظة, وبعض الأزمنة لا تنبغي فيها الموعظة كذلك, وكذلك بعض الأشخاص لا ينبغي أن تعظهم في حال من الأحوال, بل تنتظر حتى يكون متهيئًا لقبول الوعظ.
    & الموعظة الحسنة...إن كان الترغيب فيها أولى فبالترغيب. وإن كان الترهيب والتخويف فيها أولى فبالترهيب والتخويف. وكذلك تكون حسنة من حيث الأسلوب والصياغة. وكذلك حسنة من حيث الإقناع
    خطبة الجمعة:
    & خطبة الجمعة...لا ينبغي للإنسان أن يطيل على الناس, كلما قصر كان أحسن لوجهين: الوجه الأول: ألا يمل الناس. الوجه الثاني: أن يستوعبوا ما قال. لأن الكلام إذا طال ضيع بعضه بعضًا فإذا كان قصيرًا مهضومًا مستوعبًا انتفع به الناس.

    & لكن لا بد من خطبة تثير المشاعر ويحصل بها الموعظة والانتفاع.
    التفاؤل:
    & اجعل نفسك دائمًا في تفاؤل, والذي يريده الله سيكون, لكن كن مسرورًا فرحًا, فالدنيا أمامك واسعة, والطريق مفتوح, ودائمًا كن في تفاؤل , ودائمًا كن واسع الصدر, فهذا هو الخير.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •