كيف نقرأ القرآن؟





- من أفضل الأعمال أن نتلو القرآن؛ فله فضل عظيم، وأجر كبير. قال -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ}، وقال رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ»، وهناك آداب ينبغي أن نلتزمها وهي:
- الطهارة: أي طهارة البدن والثياب، وهي مستحبة وليست واجبة، فإن قرأ على غير طهارة فهو تارك للأفضل.
- استقبال القبلة: فإننا نستقبل وجه الله -عز وجل وهذا الاستقبال يجعلك تستشعر أن الله -عز وجل أمامك، ويجعلك تستحضر وقوفك بين يديه، وهذا له أثر كبير في خشوع القلب وسكون النفس عند التلاوة.
- اختيار الأماكن المناسبة: بعيدا عن الضوضاء وما يشتت التركيز والتدبر في أثناء القراءة، وخير هذه الأماكن هو المسجد، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُون َهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ».

- اختيار الأوقات المناسبة: حيث تشعر فيها بالنشاط والإقبال بهمة على التلاوة، مع صفاء قلبك، وفراغ ذهنك، وأفضل هذه الأوقات هي ساعات الليل؛ حيث السكون، قال -تعالى-: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} (المزمل: 6). وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «..ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال: فيشفعان له» أي الصيام والقرآن.
- قراءة القرآن بخشوع وتدبر: لفهم معاني القرآن وتدبر آياته ، ولنعرف أوامر الله ونواهيه، قال -تعالى-: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} (ص: 29)، ولايكون ذلك إلا بالبحث عن كل كلمة لا تعرف معناها، أو آية لا تفهمها، من خلال كتب التفسير.
- حسِّن صوتك بالقرآن: فهو معين على التدبر والخشوع، قال - صلى الله عليه وسلم -: «زينوا القرآن بأصواتكم»، وقال - صلى الله عليه وسلم - : «مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ».
- البكاء عند التلاوة: قال -تعالى-: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} (مريم: 58).
- التفاعل مع آيات القرآن: وذلك بما يناسب المقام الذي وردت فيه الآية، فإذا مررت بآية جنة سألت الله الجنة، وإذا مررت بآية عذاب استعذت بالله من النار، وهكذا، فعَنْ حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه -، قَالَ: «صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ».
- تكرار الآية: ينبغي تكرار الآية التي لامست عقلك، وتحرك بها فؤادك ، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعل هذا؛ فعن أبي ذر، قال: «قام النبي - صلى الله عليه وسلم - بآية حتى أصبح يرددها». والآية هي: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (المائدة: 118).


سالم الناشي