شهر رمضان فرصة عظيمة لشحذ الهمم وترتيب الأولويات
- الشيخ النجدي: مواسمُ الخَير ميدان للتسابق إلى الله




أكد رئيس اللجنة العلمية بجمعية إحياء التراث الإسلامي الشيخ: د.محمد الحمود النجدي أن شهر رمضان فرصة عظيمة لشحذ الهمم وترتيب الأولويات الإيمانية، فهو شهر يرسل رسائل عديدة يعيها أصحاب القلوب الواعية؛ لذلك من المهم استثمار يوم رمضان وليله بعمل دائب، وهمة عالية وفي هذا الحوار نناقش مع الشيخ النجدي قضايا عديدة، ومسائل كثيرة تتعلق بشهر العبادة، شهر الصوم، شهر رمضان المبارك، بجانب إلقاء الضوء على كيفية الإفادة من رمضان، وكيف يكون رمضان روحًا تسري في بقية العام؟
- كيف يمكن للمسلم أن يستغل هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الاستغلال الأمثل في طاعة المولى -عز وجل؟
- نحمد الله -تعالى- أنْ بلّغنا هذا الشّهر المبارك، ونبارك للمسلمين والمسلمات به، في بلادنا وبلاد المسلمين أجمعين، ونسأل الله الإعانة فيه على الصّيام والقيام والذّكر القرآن.
أولاً: استقبال هذا الشهر
في استقبال هذا الشهر نذكّر أنفسنا بالإخْلاص لله -عز وجل- في الصّيام؛ فالإخْلاص لله -تعالى- هو رُوح الطاعات، ومفتاح لقَبول الأعمال الصّالحات، وسببٌ لمعونة ربّ البريّات، وعلى قدر النية والإخلاص والصدق مع الله، وإرادة الخير ومحبته، تكون معونة الله لعبده المؤمن، كما قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: «وعلى قَدْر نيّة العبدِ وهمّته، ومُراده ورغبته في ذلك، يكون توفيقه -سُبْحانه وتعالى- وإعانته ...»، وقد أمرنا الله -جلّ جلاله- بإخْلاص العمل له وحده، دُون مَنْ سواه، فقال -تعالى-: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} الآية، (البينة:5)، وقال لنبيّه - صلى الله عليه وسلم -: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} (الزمر: 2). أي: أخْلِصْ للّه -تعالى- جميعَ دينك، مِنَ الشّرائع الظّاهرة والشّرائع الباطنة، بأنْ تُفْرد اللّه وحْده بها، وتقصد به وجْهه، لا غير ذلك مِنَ المقاصد، فإذا علم الصائم أنّ الإخلاص في الصّيام، هو سبب لمعونة الله وتوفيقه، حَرص عليه أشدّ الحرص، وتحفّز له أكثر.
ثانيا: اغْتنام هذا الشّهر المبارك
لاغْتنام هذا الشّهر المبارك؛ كان النّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يبشّر أصْحابه بمقدمه، وهي خصلةٌ أخرى تدعوك للتحمّس لاسْتغلال رمضان في طاعة الرحمن، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يُبشّر أصحابه فيقول: «جاءكم شهرُ رمضان، شهرٌ مبارك، كتب الله عليكم صيامه ...» الحديث. وهذا يدلُّ على التحفيز لاسْتغلال وقت رمضان في الطاعة والعبادة؛ لذا بشّر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصّحابة الكرام، وذكّرهم به ليَسْتعدوا لاغتنامه.
ثالثا: اسْتذكار الثّواب العظيم للصّائمين
ثالثا: اسْتذكار الثّواب العظيم الذي أعدّه الله -تعالى- للصّائمين، ومنْه:
- أنّ أجرَ الصّائم عظيمٌ لا يعلمه إلا الله -عز وجل-، كما قال -سبحانه-: «كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصّوم، فإنّه لي وأنا أجْزِي به». متفق عليه.
- مَنْ صامَ يوماً في سبيل الله، يُباعد اللهُ عنه النارَ سبعين خريفاً، فكيفَ بمن صَام الشَّهر كاملاً؟!
- الصّيام يشفعُ للعبد يومَ القيامة حتى يدخله الجنّة.
- في الجنّة بابٌ يقال له: الرّيان، لا يَدخله إلا الصّائمون.
- صيام رمضان يغفرُ جميع ما تقدم من الذنوب.
- في رمضان تُفتح أبواب الجنة، وتُغْلق أبوابُ النيران.
- يستجاب دُعاء الصائم في رمضان.
فمن أدرك هذا الثواب العظيم، الذي أعدّه الله للصّائمين، شَمّر عن ساعد الجد، وعَمِل بهمةٍ ونشاط، ليكون أحد الفائزين بتلك الجوائز العظيمة، ثم لابدّ مِنْ معرفة هدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - في شَهْر رمضان، وهو الإكثار مِنْ أنواع العبادات، فكان - صلى الله عليه وسلم - يخصّ رمضان من العبادة؛ ما لا يخصُّ غيره من الشُّهور، منْ صلاةٍ، وذكر وقرآن، ودُعاء وصَدقة، فلنا في رسُول الله قُدوةٌ وأسْوة، والله -تعالى- يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (الأحزاب: 21). فنكثر منْ أنواع الطاعات في هذا الشهر.
- على أي حالٍ تكون النّفسُ المؤمنة في استقبال شهر رمضان، وفي وداعه؟
- المُؤْمنُ يَفْرَحُ بِمواسم طَاعَةِ اللهِ -تعالى-، وأَدَاءِ الفَرَائِضِ والنَّوافِل؛ لِعِلْمه أَنَّها سَبَبُ نَجَاته في الْآخِرَةِ، وفَوْزِه بِالدَّرَجَاتِ العُلَا في الْجَنَّة، ويفْرَحُ بِمُضَاعَفَةِ الْأُجُورِ، وإِقْبَالِ القُلُوبِ علَى اللهِ -تعالى-؛ ولِهذا فَرِحَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِرَمَضَانَ، وبَشَّرَ أَصْحَابَهُ -رضي اللهُ عَنْهم- بِه؛ فقال: «أتاكمْ رمضان، شهرٌ مبارك..». كما سبق.
وذَكَرَ - صلى الله عليه وسلم - وهو يُبَشِّرُ بِرمضانَ: فَرِيضَةَ الصِّيَامِ؛ وهذا يَقْتَضِي الفَرَحَ بِها؛ لِأَنَّ اللهَ -تعالى- يُحِبُّ فَرَائِضَهُ، كما قَالَ سُبحانه في الْحدِيثِ الْقُدْسِيِّ: «ومَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ؛ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَليه». رواه البُخَارِي. والمُؤْمِنُ يُحِبُّ اللهَ -تعالى- ويُحِبُّ ما يُحِبُّه سُبْحانه، وقد أَمَرَ اللهُ -تعالى- بِالفَرَحِ بِدِينه، وأسْباب رحمته، فقال: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} يونس: 58، لكنَّ الواقع أنّ أَكْثَرَ النَّاسِ إنّما يَفرحُونَ بِما له تَعَلُّقٌ بِالدُّنْيا، ولَا يَفْرَحُونَ بِما يَتَعَلَّقُ بِالْآخِرَة، كما قال -سبحانه-: {وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ} (الرعد: 26).
فمواسمُ الخَير فُرْصة يَفْتحها اللهُ -تعالى- بفَضْله لعباده، وهي ميدانُ سِباق يستبق فيه الناس إلى رحمة الله -تعالى-، وإلى فَضْله وإحْسَانه، وإلى عَظيم ثوابِه، وجَزِيل عَطائه -جل وعلا-، والفائزُ في هذا المِضْمار هو المُسْتكثر مِنَ الصّالحات، السابق إلى الخيرات، في هذا الشّهر المبارك، شهر الصّيام والقيام، شهر الطّاعة والبرّ والإحْسان، الشهر الذي اصْطَفاه الله -تعالى- فخَصّه بجُمْلةٍ مِنَ الخَصائص الكونيّة والشّرعيّة.
فإذا منَّةٌ الله -تعالى- على العبد بإدراك هذا المَوسم، مِنّة جليلة، يَنبغي أنْ تُذكر وتُشكر، ثمّ رمضان حجَّة لك أو عليك، إمَّا أنْ تَخرجَ فيه بربحٍ عظيمٍ، وفوزٍ وسَبْق، وإمّا أنْ يَخْرج الإنْسانُ منه خاسراً -عياذاً بالله-؛ ولهذا جاء في الحديث الصّحيح: أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «...ورَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ، ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ». رواه الترمذي.
- ما نصيحتكم لمَن تحوّل شهر رمضان معه إلى شَهر أكلٍ وشُرب في الليل، ونومٍ وكسل في النهار؟
- يختلفُ الذين يَسْتقبلون شهرَ رمضان، فهم طُرائق مُخْتلفة ومتنوّعة؛ فمنهم مَنْ يستقبله بالسّهر واللّهو واللّعب، ومنهم مَنْ يستقبله بالتوسّع في الأكل والشّرب، ومنْهم مَنْ يستقبله بالنّوم، ومنْهم من يستقبله بمشاهدة البرامج والمُسْلسلات، إلى غير ذلك من أنواع الاستقبال؛ وذلك -مع الأسَف- هو استقبالُ المُفرِّطين المَحْرومين، الذين لمْ يُدركوا حقيقة هذا الشهر، وفضائل أيامه، وفوائد لياليه، وعظمة شعيرته وفريضته، فمِنْ مقاصد الصّيام: تقليلُ الأكلِ والشرب، ودفع مضارّهما على البدن والقلب والرّوح، فلا يُعكس هذا.
والمُؤمن العاقل السبَّاق لعمل الصّالحات، يُدْرك تمام الإدْراك بأنّ رمضانَ فُرصة لا تُعوّض، فيَسْتقبله بالمُسَارعة إلى عمل الخيرات، وتجنُّب المُنْكرات، مُتمثِّلا قولَ اللهِ -تبارك وتعالى-: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (آل عمران: 133)، فوقت الصيام وقتٌ شريف، لا يضيّع بالغفلة عنه.
- ماذا تقولون للذين يتبرّمون من الجُوع والعطش في نهارِ رمضان، وخُصوصاً إذا كانوا من أصْحاب الأعمال الشاقة؟
- الصّومُ كما مرّ معنا رُكنٌ مِنْ أرْكان الإسْلام الخَمسة، فلا يجوزُ للمُسْلم أنْ يتَهاون فيه لمُجرّد العَطَش أو الجُوع أو التّعب، أو لمُجرّد خوفه أنه لنْ يستطيع الصّيام، بل عليه أنْ ينْوي ويصوم ويَصبر، ويَسْتعين بالله -عزّ وجل-، ولا بأسَ أنْ يأخذَ بالأمُور التي تخفّف عنه العَطش والحرّ، كالبعد عن الحرّ والشمس، أو أنْ يشغّل التكييف، أو أنْ يَصبَّ على رأسه الماء للتّبرّد، أو أنْ يَتمَضمض ونحو ذلك.
فالواجب عليه أولاً أنْ يَبدأ يومه صائماً، فإذا قُدّر أنّه تَعِب ولمْ يستطع إكمال يومه، وخافَ على نفسِه الهلاك أو المرض؛ جازَ له الفِطر حينئذ؛ وعليه القضاء لاحِقاً، ولا يُفْطر بمُجرّد الخَوْف مِنَ العَطش أو الوَهم، بل لا يُفطر إلا بعد أنْ تلحقه المشقّة، قال الموفق ابنُ قدامة: «والصّحيح: إذا خافَ على نفسِه مِنْ شدّة العَطَش أو جوعٍ، أو نحو ذلك: فله الفِطر».
وقد بيّن العُلماء حُكم أصْحابِ الأعمَال الشّاقَّة، وأنّ الأصْل هو وجُوب الصَّوم عليهم، فإنْ اسْتطاعوا أنْ يَجعلُوا عملهم بالليل فَعلوا، وإلا فليَبْحثوا عنْ عملٍ لا يَشقّ عليهم الصّومُ معه، فإنْ لم يكنْ لهم بُدٌّ منْ هذا العَمل، لقوتهم وقوت أسرهم وأولادهم؛ فالواجبُ عليهم أنْ يُبيّتوا نيّة الصوم، فلا يُفطروا إلا إذا تضرّروا بالصّوم فلهم أنْ يُفْطروا مِنَ الأيام، بقَدْر ما يَدفعون به الضّرر عن أنْفسِهم، ثمّ عليهم قضاء ما يُفْطرونه مِنَ الأيام، عند قدرتهم على ذلك.
- كيف يُمكن أنْ توفّقَ المرأة بين تعبّدها لربّها في شهر الصّيام، وواجبها تجاه بيتها؟
- أولاً: لا تظنّ المَرأة المُسلمة أنّها لا تُؤْجَر على خِدمة الزّوج والعيال برمضان، بل هي مأجورةٌ بلا شكّ، ونُذكّرها بضَرورة أنْ يَحْتسب الإنْسَان كلّ حَركاته وأعماله، وأنْ يقصِد بكلّ شيءٍ وجْه الله، لقول النّبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنّما الأعمالُ بالنيات، وإنّما لكلّ امْرئ ما نَوى» متفق عليه.
منْ فقه السلف -رحمهم الله
ولقد كان منْ فقه السلف -رحمهم الله- أنّهم يَسْتحضرون النيّة عند كلّ قولٍ وعمل، وربّما اسْتَحضروا عدداً مِنَ النيّات الصالحات، فالمرأةُ المُسْلمة تنوي بعملها خِدمة الزّوج، وإطْعَام العيال، والرّحمة بهم، والإحْسَان إليهم، وتجهيز إفطار الصّائم لهم، ومعاونة المُحتاجين من الفقراء بما زادَ مِنَ الطعام عندها، وكفّ النَّفس والأهل عن النَّظر إلى ما في أيدي الناس.
خدمتكِ في بيتكِ أجر عظيم
واعلمي أيتها المسلمة: أنك بخدمتكِ في بيتكِ على أجرٍ عظيم، فهو ممّا يَشْمله قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: «ذهبَ المُفْطرون اليومَ بالأجر»، كما في الصحيحين؛ وذلك لأنّهم قاموا على خدمة أصْحابهم، فكيف بكِ وقد قمتِ بالخدمة في الحرّ والتّعب، وبذل الجُهد وأنتِ صائمة، فلعلّ أجرك أعْظم وأولى، ولكن لا بدّ أنْ تحتسبي ذلك.
ثمّ لنذكر أيضاً: بأنّ أبْواب الخير واسعة، وليت كلّ امرأة تعمل في مَطبخها وبيتها؛ تشغل لسانها بالتَّسْبيح والتّحميد والتكبير والتهليل، والإكثار مِنَ الصّلاة على الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وما المانع مِنَ الاسْتماع إلى المُحاضرات المُفيدة أثناء الانشغال في المَطبخ؟ فأبواب الخَير كثيرة واسعة، وما علينا إلا الاجتهاد والحِرص على الخير.
ثمَّ لا شكّ أنّ عليها الابتعاد عن الإسْراف في إعداد الموائد والأطعمة، الذي يَستهلك وقتاً وجُهداً كبيراً منها، فهو ممّا يُنافي حِكمة هذا الشّهر العظيم، الذي ينبغي أنْ تمتنع فيه النُّفوس عن شهواتها وتقلّلها، كما أنه يخالف الحِرص على الاستفادة من أوقاتها وجهدها.
- ما نصيحتكم للمرأة الداعية في رمضان؟
- الواجبُ على مَنْ لديها علمٌ وفقه منَ النّساء؛ أنْ تقومَ بالواجبِ عليها نحو الدَّعوة والتوجيه إلى الخَير حسب طاقتها في كل الأوقات، لقول الله: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل: 125)، وقوله: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (يوسف: 108)، وقوله -سبحانه-: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (فصلت: 33).
حاجة الناس للعِلم والإرشاد
وفي هذا الشَّهر المُبارك، الذي يُقبل فيه الناس على الطَّاعة والعبادة، والتَّوبة والإنابة، تزيد حاجة الناس للعِلم والإرشاد، والدعوة والتوجيه، والسؤال عن الأحكام الشرعيّة، فإذا وُجدت المرأة الصّالحة للقيام بالدعوة إلى الله -سبحانه-، وتعليم النّساء، فينبغي أنْ تُعان على ذلك، ويفْسح لها المجال، وأنْ يطلب منْها الاسْتمرار على هذا الطريق، فتقوم بإرشاد بناتِ جِنْسها؛ لأنّ النّساءَ في حاجةٍ ماسّة إلى داعياتٍ ومُعلّمات مِنْ بنات جنْسهنّ، ووجُود المرأة بين النساء، قد يكونُ أنفع في تبليغ الدعوة إلى الحقّ والخير مِنَ الرجال، فقد تَسْتحي المرأة منَ الرجل عند السؤال، فلا تبدي له كلّ ما يهمّها، وقد يمنعها مانعٌ مِنْ سماع الدعوة مِنَ الرجال في المساجد، فتظلُّ على جهلٍ بدينها، لكنّها مع المَرأة الدّاعية خلاف ذلك؛ لأنّها تُخالطها وتتّصل بها، وتعرض ما عندها وتتأثّر بها أكثر، فيا أيتها المرأة المسلمة، استعيني بالله جاهدة مُجاهدة، في نشر الخير والعلم في صُفُوف النساء بما تستطيعين.

وائل رمضان