6627 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي ينفَتِلُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، وَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي حَافِيًا وَمُنْتَعِلًا، وَرَأَيْتُهُ يَشْرَبُ قَائِمًا وَقَاعِدًا " (1)

(1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، محمد بن جعفر -وإن سمع من سعيد بن أبي عروبة بعد الاختلاط- قد سمعه من حسين المعلم نفسه دون واسطة سعيد كما ذكر عقب الحديث، ثم قد تابعه عبدُ الوهاب الخفاف في الرواية (7021) ، وهو ممن سمع من سعيد قبل الاختلاط، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد، وسيرد الحديث أيضاً برقم (6679) و (6928) و (7021) من طرق، عن
حسين المعلم، به، بإسقاط سعيد، بزيادة: "ويصوم في السفر ويفطر"، وسيرد برقم (6660) و (6783) من طريقين آخرين عن عمرو بن شعيب، به. حسين المعلم: هو ابن ذكوان.
وهذا الحديث هو ثلاثة أحاديث: أما الحديث الأول وهو: "رأيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي ينفتل عن يمينه وعن شماله": فأخرجه ابن ماجه (931) من طريق يزيد بن زريع، عن حسين المعلم، بهذا الإسناد.
وفي الباب عن ابن مسعود عند البخاري (852) ، ومسلم (707) ، ولفظه: "أكثر مارأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينصرف عن شماله"، وسلف برقم (4383) بلفظ: "كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينصرف حيث أراد، كان أكثر انصراف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من صلاته على شقه الأيسر إلى حجرته".
وعن أنس عند مسلم (708) بلفظ: "أما أنا فأكثر ما رأيت رسول اله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينصرف عن يمينه"، وسيرد 3/133.
وعن عائشة، سيرد 6/87.
وعن هُلب عند الترمذي (301) ، وابن ماجه (929) ، ولفظه: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يؤمُّنا فينصرف على جانبيه، جميعاً، على يمينه وعلى شماله. قال الترمذي: حديث هُلْب حديث حسن. وعليه العمل عند أهل العلم: أنه ينصرف على أي جانبيه شاء، إن شاء عن يمينه، وإن شاء عن يساره، وقد صح الأمران عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: في الباب عن ابن مسعود، وأنس، وابن عمرو.
والحديث الثاني وهو قوله: "رأيته يصلي حافياً ومنتعلاً" أخرجه ابن أبي شيبة 2/415، وأبو داود (653) ، وابن ماجه (1038) ، والبيهقي في "السنن" 2/431 من طرق عن حسين المعلم، به.
وأخرجه عبد الرزاق (1512) عن مقاتل، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو. (وقع في المطبوع: عن جده، عن عبد الله بن عمرو، بزيادة: "عن" وهو خطأ) .
وفي الباب عن أنس عند البخاري (386) و (5850) ، ومسلم (555) ، سيرد 3/100 و166 و189.
وعن ابن مسعود سلف برقم (4397) بإسناد ضعيف.
وعن أبي هريرة، سيرد (8899) و (9902) بإسناد ضعيف، وهو عند ابن حبان (2183) حديث قولي بإسناد صحيح.
وعن أوس الثقفي، سيرد 4/8 و9.
وعن عمرو بن حريث، سيرد 4/307.
وعن عبد الله بن أبي حبيبة 4/334.
وعن شداد بن أوس عند أبي داود (652) ، وابن حبان (2186) .
والحديث الثالث وهو: "رأيته يشرب قائماً وقاعدا": أخرجه الترمذي (1883)



من طريق محمد بن جعفر، عن حسين المعلم، به.
وفي الباب عن علي عند البخاري (5615) و (5617) ، وسلف برقم (795) و (916) و (1125) و (1128) و (1140) .
وعن عائشة، سيرد 6/87.
وفي باب الشرب واقفاً عن ابن عباس سلف برقم (1838) .
وعن أم سليم، سيرد 6/431.
وعن كبشة الأنصارية عند ابن ماجه (3423) .
وعن سعد بن أبي وقاص عند البزار (2898 - كشف الأستار) ، والطحاوي 4/273. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/80: رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات.
وعن أنس بن مالك عند البزار (2899 - كشف الأستار) ، وأبي يعلى (3560) ، والطحاوي 4/274، وأبي الشيخ في "أخلاق النبي" ص 226، والبغوي (3052) .
وعن عائشة عند البيهقي في "شعب الإيمان" (5986) و (5987) .
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/81 أن أحاديث الشرب قائماً تعارضها أحاديث صريحة في النهي عن ذلك، ثم ذكر الحافظ بعضها، ونقل أقوال الأئمة في الجمع بينها، ومنها قول الإمام النووي: النهي فيها محمول على التنزيه، وشربه [صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قائما لبيان الجواز.
وللحديث بأقسامه الثلاثة شاهد أيضا من حديث عمران بن حصين أخرجه البزار (993) من طريق هارون بن موسى، عن حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن عمران بن حصين، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفيه: "يمشي حافيا ... "، بدل: "يصلي"، وهو تحريف. قال البزار: وهذا رواه حسين، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، ورواه هارون (يعني ابن موسى) عن حسين، عن ابن بريدة، عن عمران، وهارون ليس به بأس، وزاد: ويصوم في السفر ويفطر، ولا نحفظ هذا في حديث عمرو بن شعيب، ولو حفظناه كان هذا الإسناد أحسن من ذلك، وإن كان ذلك هو المعروف. قلنا: بل وردت زيادة: "ويصوم في السفر ويفطر" في حديث عمرو بن شعيب -كما أشرنا آنفاً- بالأرقام (6679) و (6928) و (7021) من طريق حسين المعلم، عنه، وقد أورد حديث عمران الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/159، وقال: ورجاله ثقات.

الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي