تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: القواعد العشر الحسان لاغتنام شهر رمضان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,491

    افتراضي القواعد العشر الحسان لاغتنام شهر رمضان

    القواعد العشر الحسان لاغتنام شهر رمضان (1)






    كتبه/ أحمد يحيى وزير

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

    القاعدة الأولى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ *تَوْبَةً *نَصُوحًا) (التحريم: 8):

    قال ابن كثير في تفسيره: "وَلِهَذَا قَالَ الْعُلَمَاءُ: التَّوْبَةُ النَّصُوحُ هُوَ: أَنْ يُقلعَ عَنِ الذَّنْبِ فِي الْحَاضِرِ، ويندمَ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْهُ فِي الْمَاضِي، ويعزِم عَلَى أَلَّا يَفْعَلَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ ، ثُمَّ إِنْ كَانَ الْحَقُّ لِآدَمِيٍّ رَدَّهُ إِلَيْهِ بِطَرِيقِهِ.

    قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعقِل قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: أَنْتَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: (النَّدَمُ تَوْبَةٌ؟). قَالَ: نَعَمْ. وَقَالَ مَرَة: نَعَمْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: (النَّدَمُ تَوْبَةٌ) (صححه الألباني)".

    وقال تعالى: (*وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور: 31).

    وفي صحيح مسلم من حديث أنس -رضي الله عنه-: (لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِن أَحَدِكُمْ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فلاةٍ، فَانْفَلَتَتْ منه وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فأيِسَ منها، فأتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ في ظِلِّهَا، قدْ أَيِسَ مِن رَاحِلَتِهِ، فَبيْنَا هو كَذلكَ إِذَا هو بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فأخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قالَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَح).

    وعند مسلم أيضًا من حديث أبى سعيد الخدري -رضي الله عنه-: مرفوعًا: (كانَ فِيمَن كانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وتِسْعِينَ نَفْسًا، فَسَأَلَ عن أعْلَمِ أهْلِ الأرْضِ فَدُلَّ علَى راهِبٍ، فأتاهُ فقالَ: إنَّه قَتَلَ تِسْعَةً وتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهلْ له مِن تَوْبَةٍ؟ فقالَ: لا، فَقَتَلَهُ، فَكَمَّلَ به مِئَةً، ثُمَّ سَأَلَ عن أعْلَمِ أهْلِ الأرْضِ فَدُلَّ علَى رَجُلٍ عالِمٍ، فقالَ: إنَّه قَتَلَ مِئَةَ نَفْسٍ، فَهلْ له مِن تَوْبَةٍ؟ فقالَ: نَعَمْ، ومَن يَحُولُ بيْنَهُ وبيْنَ التَّوْبَةِ؟ انْطَلِقْ إلى أرْضِ كَذا وكَذا، فإنَّ بها أُناسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فاعْبُدِ اللَّهَ معهُمْ، ولا تَرْجِعْ إلى أرْضِكَ، فإنَّها أرْضُ سَوْءٍ، فانْطَلَقَ حتَّى إذا نَصَفَ الطَّرِيقَ أتاهُ المَوْتُ، فاخْتَصَمَتْ فيه مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ ومَلائِكَةُ العَذابِ، فقالَتْ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ: جاءَ تائِبًا مُقْبِلًا بقَلْبِهِ إلى اللهِ، وقالَتْ مَلائِكَةُ العَذابِ: إنَّه لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فأتاهُمْ مَلَكٌ في صُورَةِ آدَمِيٍّ، فَجَعَلُوهُ بيْنَهُمْ، فقالَ: قِيسُوا ما بيْنَ الأرْضَيْنِ، فَإِلَى أيَّتِهِما كانَ أدْنَى فَهو له، فَقاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أدْنَى إلى الأرْضِ الَّتي أرادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ. قالَ قَتادَةُ: فقالَ الحَسَنُ ذُكِرَ لَنا، أنَّه لَمَّا أتاهُ المَوْتُ نَأَى بصَدْرِهِ).

    فإن لم نتب في رمضان؛ فمتى نتوب؟!

    هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي غفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر، يقول: (واللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّة) (رواه البخاري).

    القاعدة الثانية: النظر في مقاصد التشريع في العبادات، لا النظر في أدائها مُجَرَّدة:

    إن مَن ينظر في مقاصد الشرع في العبادات يجد لها طعمًا ويتلذذ بها ويشعر بمعنى العبودية، فيشعر المؤمن بأثرها في القلب، ويظهر ذلك على الجوارح، ولهذه القاعدة أمثلة وصور كثيرة، منها:

    الحكمة من فرض الصوم: المقصد من فرض الصوم والعبادات ليس تعذيب النفس وإجهادها، ولكن تهذيب النفس وتربيتها على الفضائل، وجاءت الإشارة إليه في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (*مَنْ *لَمْ *يَدَعْ *قَوْلَ *الزُّورِ *وَالْعَمَلَ *بِهِ، فَلَيْسَ لِلهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) (رواه البخاري)، فالصوم شرع لتهذيب القلوب والسلوك، والله -عز وجل- قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا *كُتِبَ *عَلَيْكُمُ *الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة: 183)، فالفقيه مِن المسلمين الذي يحقق هذه الغاية؛ فيجتنب الحرام، ويؤدي الواجبات، فيحقق المقصود من هذه العبادة العظيمة، والمقصود الأعظم من الصيام هو: تحقيق التقوى (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).


    والتقوى هي: أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل المأمور وترك المحظور.

    والتقوى هي: خير الزاد، قال -تعالى-: (*وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) (البقرة: 197).

    والتقوى خير لباس، قال -تعالى-: (*وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ) (الأعراف: 26).

    وقد سأل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أُبَيَّ بن كعب -رضي الله عنه- عن التقوى، فقال له: "أما سلكتَ طريقًا ذا شوك. قال: بلى. قال: فما عَمِلتَ؟ قال: شَمَّرتُ واجتهدتُ. قال: فذلك التقوى".

    فاللهم اجعلنا من عبادك المتقين.

    وللحديث بقية -إن شاء الله-.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,491

    افتراضي رد: القواعد العشر الحسان لاغتنام شهر رمضان

    القواعد العشر الحسان لاغتنام شهر رمضان (2)









    كتبه/ أحمد يحيى وزير

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

    القاعدة الثالثة:

    الاهتمام بأعظم العبادات في هذا الشهر:

    (1) صيام النهار: قال -تعالى-: (*وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) <البقرة: 187>.

    وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ *صَامَ *رَمَضَانَ *إِيمَانًا *وَاحْتِسَابًا *غُفِرَ *لَهُ *مَا *تَقَدَّمَ *مِنْ *ذَنْبِهِ) <متفق عليه).

    وفي الحديث القدسي: (يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي) <رواه مسلم).

    (2) قيام ليله: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ *قَامَ *رَمَضَانَ *إِيمَانًا *وَاحْتِسَابًا *غُفِرَ *لَهُ *مَا *تَقَدَّمَ *مِنْ *ذَنْبِهِ) <متفق عليه)، وقال: (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) <متفق عليه).

    (3) قراءة القرآن:

    قال -تعالى-: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ *فِي *لَيْلَةِ *الْقَدْرِ) <القدر: 1>.

    وقال -سبحانه-: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي *لَيْلَةٍ *مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) <الدخان: 3>.

    فقد نَزَل القرآن جملة واحدة في رمضان في ليلة القدر إلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل بعد ذلك مفرَّقًا طوال بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي البخاري من حديث ابن عباس: "كانَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ".

    وقال -صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ).

    ولا حرج ولا تثريب على مَن ختم القرآن في أقل من ثلاث؛ لأن النهي المستفاد من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يَفْقَهُ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ) <رواه أبو داود، وصححه الألباني)، إنما لمَن داوم على ذلك.

    قال ابن رجب -رحمه الله-: "وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك؛ فأما في الأوقات المفضَّلة كشهر رمضان، خصوصًا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة كمكة شرَّفها الله لمَن دخلها من غير أهلها، فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتنامًا للزمان والمكان، وهذا قول أحمد وإسحاق، وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم".

    لكن هذا مقيَّد بشرط، وهو: ألا يسرع في قراءة القرآن سرعة يسقط معها بعض الحروف؛ فهذا نوع من التحريف لا يجوز.

    (4) الجود والإنفاق في رمضان: لحديث ابن عباس السابق، وفيه: "كانَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ".

    ومن الجود في رمضان: تفطير الصائمين، وخاصة المحتاجين؛ ليعينهم على أداء العبادة فينال المفطِّرُ أجرًا عظيمًا مضاعفًا لشرف العبادة، وشرف الزمان.

    (5) وكذلك الاعتكاف: فعن عائشة -رضي الله عنها-: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله -تعالى-" <رواه البخاري).

    القاعدة الرابعة:

    تقديم العناية والاهتمام بالفرائض على العناية بالنوافل؛ لما جاء في البخاري من حديث أبي هريرة: (إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شَيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ المَوْتَ، وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ).


    والشاهد قوله -عز وجل-: (وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه).

    ومن الصور التي يمكن أن يمثَّل بها:

    (1) الصورة الأولى: عناية بعض الناس بالخشوع في التراويح، وإهمال ذلك في صلاة العشاء، مع أن العشاء فرض والتراويح سنة، فالاعتناء بالعشاء أولى؛ فهو أحب وأرضى لله.

    (2) الصورة الثانية: الاهتمام بقيام الليل والنوم عن صلاة الفجر، أو عن الصلوات المفروضة الأخرى: كالظهر مثلًا، وهذا يكثر في العشر الأواخر!

    وللحديث بقية -إن شاء الله-.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,491

    افتراضي رد: القواعد العشر الحسان لاغتنام شهر رمضان



    القواعد العشر الحسان لاغتنام شهر رمضان (3)









    كتبه/ أحمد يحيى وزير
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
    القاعدة الخامسة:
    الحرص على ما يحبه الله من العبادات، لا ما يوافق ما نهواه ونشتهيه: فالله -سبحانه- يقول: (*لَنْ *تَنَالُوا *الْبِرَّ *حَتَّى *تُنْفِقُوا *مِمَّا *تُحِبُّونَ) <آل عمران: 92)، فالإنفاق بالمال لا تريده النفوس، لكن الله -عز وجل- يريده، بل هو من أحب الأعمال إليه، وكلما كان المال محبَّبًا لنفوسنا ويصعب علينا مفارقته، كان الإنفاق فيه أقرب وأرجى للقبول، وهنا نهمس في آذان المقتدرين على الإنفاق، ونقول لهم: اعلموا أنه كلما كان المال الذي تريدون أن تتقرَّبوا فيه إلى الله محببًا إلى قلوبكم؛ فهو مِن أرضى العبادات وأقربها إلى المولى؛ خاصة في هذا الشهر الكريم، وكذلك من الصور في تطبيق مثل هذه القاعدة: أنه ينبغي تقديم الإنفاق بالمال على من كان أشد حاجة وما كان أكثر نفعًا للمسلمين؛ ولهذا يظهر غلط بعض مَن ينفق بشكل معتاد على مَن يعرفهم، ولكن لتعوده ولمحبته لهؤلاء ولموافقته لما يريده ينفق عليهم مع استغنائهم، والواجب البحث عن أكثر الناس حاجة.
    إن الإنفاق على مجالات الدعوة والإصلاح التي ينتفع بها المئات من المسلمين وغير المسلمين أولى بالدعم والإنفاق على ما كان نفعه خاصًّا بشخص أو أفراد معدودين.
    ومن الصور كذلك: أن بعض الناس يحجم عن العمرة في رمضان؛ لئلا يتعب، ولم ينظر إلى عظيم الأجر الوارد فيها؛ حيث إن عمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-).
    القاعدة السادسة:
    تتفاضل العبادات بحسب الأحوال والحوادث، والأزمان والأماكن؛ فتقدَّم العبادة المفضولة التي هي أرضى لله في ذلك الوقت على العبادة الفاضلة في غيره، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- على كثرة ما ورد من فضل الصيام، وأنه من أسباب دخول الجنة، ولكنه لما جاءه ظرف طارئ وهو الجهاد في سبيل الله، رأى أن الأقربَ لله في هذا الموطن هو التقرب إلى الله بجهاد الكفار، وحفظ بيضة المسلمين والدفاع عن حرماتهم؛ ففي غزوة بدر أفطر ليتقوى على قتال الكفار، وكذلك في فتح مكة قام وشرب أمام الناس بعد العصر حتى يقتدوا به، وهذا إمام الفقهاء شيخ الإسلام لما غزا التتار بلاد الشام قام وجمع الناس والعلماء والأمراء، وحثَّهم على الجهاد، ثم قام وشرب في نهار رمضان أمام الجند وحثهم على القتال، وبيَّن لهم أن هذا أقرب إلى الله في هذا الموطن.
    ومن الصور التي يمكن أن يمثَّل بها: تُقدَّم العبادات التي قد يفوت وقتها على التي وقتها موسع، مثاله: يقدَّم الدعاء عند الفطر على قراءة القرآن مع أن قراءة القرآن أفضل، ولكن في ذلك الوقت نقدِّم المفضول على الفاضل؛ لأنه أرضى لله في هذا الوقت وأنفع للعبد؛ لما ورد أن للصائم دعوة لا ترد عند فطره.
    القاعدة السابعة:
    فهم مصطلح العبادة فهمًا صحيحًا، فمَن كان مفهوم العبادة لديه واسعًا، اغتنم فرصًا كثيرة، وكثر من حسناته، وزاد رصيده عند ربه بخلاف مَن كان مفهوم العبادة عنده ضيقًا، وهذا من الفقه في التعبد، فالعبادة تشمل كل الأعمال الظاهرة والباطنة التي يتقرَّب بها إلى الله حتى تبسمك في وجه أخيك، وحمل متاعه معه وإعانته عليه، فإنها من الصدقات التي تكتب لك، والكلمة الطيبة صدقة، والأمر بالمعروف صدقة، والنهي عن المنكر صدقة، وحتى مَن نوى نية طيبة في جماع أهله، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (*وَفِي *بُضْعِ *أَحَدِكُمْ *صَدَقَةٌ) <رواه مسلم)، ومما يفوت على الناس من العبادات العظيمة في هذا الشهر حُسْن الخُلُق الذي أخبر عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-، بأنه أثقل شيء في الميزان، وكما صَحَّ عنه أن الرجل يدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم.

    القاعدة الثامنة:

    تنظيم الوقت وتقسيمه تقسيمًا دقيقًا محكمًا: بحيث يجعل جزءًا منه لتدبير شؤون معاشه التي لا بد له منها، وجزءًا آخر لأوراده اليومية، وأذكاره الصباحية والمسائية؛ فإن ذلك مما يحفظ على المرء وقته بإذن الله -تعالى-.
    وجزءًا منه لنوافل عبادته الأخرى من صلاة وذكر ودعاء، وصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وجزءًا أكبر من وقته لتلاوة كتاب الله -تعالى- وتدبر معانيه، فإن بين هذا الشهر وبين القرآن علاقة وارتباطًا قويًّا يلحظ ذلك في حديث القرآن عن رمضان، وفي هديه -صلى الله عليه وسلم- فيه.
    القاعدة التاسعة:
    الصحبة الصالحة التي تعين المرء على الخير وتبعده عن الشر، قال -تعالى-: (*الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) <الزخرف: 67).



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,491

    افتراضي رد: القواعد العشر الحسان لاغتنام شهر رمضان

    القواعد العشر الحسان لاغتنام شهر رمضان (4)






    كتبه/ أحمد يحيى وزير
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
    القاعدة العاشرة:
    قال الله -تعالى-: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو *لِقَاءَ *رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) (الكهف: 110).
    قال الفضيل بن عياض في هذه الآية: "أخلصه وأصوبه". قيل: "يا أبا علي، ما أخلصه وأصوبه؟"، قال: "إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل، حتى يكون خالصًا صوابًا؛ والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة.
    إذًا العمل لا يُقبَل إلا بشرطين:
    (1) أن يكون خالصًا لوجه الله -تعالى-، وقد قال سبحانه و-تعالى-: (*وَمَا *أُمِرُوا *إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) <البينة: 5)، وعن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إِنَّمَا *الْأَعْمَالُ *بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى) <متفق عليه)، وفي الحديث المتفق عليه: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).
    - إيمانًا أي: تصديقًا بوجوبه.
    - واحتسابًا: إخلاص الصوم لله وحده، وطلب الثواب منه -سبحانه وتعالى-.
    وكذلك حديث: (مَنْ *قَامَ *رَمَضَانَ *إِيمَانًا *وَاحْتِسَابًا *غُفِرَ *لَهُ *مَا *تَقَدَّمَ *مِنْ *ذَنْبِهِ) (متفق عليه)، وحديث: (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه).
    (2) أن يكون على وَفْق ما شرع الله على لسان رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-، والأجر يعظم ليس بكثرة العمل ومشقته، وإنما بقدر متابعته وموافقته لسنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، قال -تعالى-: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ *فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (الحشر: 7)، وقال -تعالى-: (*فَلَا *وَرَبِّكَ *لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (النساء: 65).
    وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ *عَمِلَ *عَمَلًا *لَيْسَ *عَلَيْهِ *أَمْرُنَا، *فَهُوَ *رَدٌّ) (متفق عليه)، أي: مردود عليه، وقال -صلى الله عليه وسلم- أيضًا: (عليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدين المَهْديِّين مِن بَعْدي، تمسَّكوا بها وعَضَّوا عليها بالنَّواجِذِ، وإيَّاكم ومُحْدَثاتِ الأُمورِ؛ فإنَّ كُلَّ بِدعةٍ ضَلالةٌ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني)، قال عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ -رضي الله عنه-: "اتَّبِعوا ولا تبتدِعوا؛ فقد كُفِيتُم، وكلُّ بدعةٍ ضلالةٌ".
    بعض البدع الشائعة في رمضان:
    (1) رفع الأيدي إلى الهلال، وقول: "هل هلالك شهر مبارك!"؛ فهذا لم يفعله النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل كان النبي إذا رأى الهلال، يقول: (اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللَّهُ) (رواه أحمد، وحسنه الألباني).
    (2) صيام يوم الشك: وهو يوم الثلاثين من شعبان إذا حال دون رؤية الهلال سحاب، وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن صيامه كما في حديث ابن عباس: (صومُوا لرؤيتِه، وأفطِروُا لرؤيتِهِ، فإنْ حالَ بينكمْ وبينَهُ سحابٌ فأكمِلُوا عدةَ شعبانَ ولا تستقبلُوا الشهرَ استقبالًا، ولا تَصلُوا رمضانَ بيومٍ منْ شعبانَ) (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني)، ولقول عمار بن ياسر -رضي الله عنهما-: (*مَنْ *صَامَ *الْيَوْمَ *الَّذِي *يُشَكُّ *فِيهِ، *فَقَدْ *عَصَى *أَبَا *الْقَاسِمِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، وهذا له حكم الرفع؛ لأنه لا يقال من قبل الرأي.
    (3) الانشغال بسماع المسلسلات والحلقات الماجنة في ليل رمضان، وهذا لم يكن من هدي السلف، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ *قَامَ *رَمَضَانَ *إِيمَانًا *وَاحْتِسَابًا *غُفِرَ *لَهُ *مَا *تَقَدَّمَ *مِنْ *ذَنْبِهِ) (متفق عليه).
    (4) تلحين القرآن: فالتغني بالقرآن -وهو تحسين الصوت به- قد حَثَّ عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- ورغب فيه، روى الشيخان عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَيْسَ *مِنَّا *مَنْ *لَمْ *يَتَغَنَّ *بِالْقُرْآنِ)، وروى أبو داود والنسائي -وغيرهما- عن البراء بن عازب -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:": (*زَيِّنُوا *الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ) (رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني)، وهذا عام للرجال والنساء؛ إلا أن المرأة لا تفعل ذلك بحضرة الرجال الأجانب تجنبًا للفتنة.
    وينبغي أن يُفرَّق أيضًا بين تحسين الصوت بالقرآن وبين قراءته بالألحان؛ فلا يجوز شرعًا قراءة القرآن الكريم مع تلحينه تلحينًا موسيقيًّا؛ لكون هذا العمل يخرج القرآن عن جلالته وقدسيته، ويصرف السامع عن الخشوع والخضوع عند سماعه، ويجعله أداة لهوٍ وطربٍ، وكل عمل يخرج كتاب الله عن غايته يعد عملًا منكرًا لا يقره الدين.
    وقال الشيخ علي محفوظ -رحمه الله في "الإبداع" بتصرفٍ: "إذا أدَّت القراءة إلى تمطيط فاحش، وتغن زائد، وإخراج الحروف عن أوضاعها العربية، حتى يقع النقص والزيادة في القرآن ويختل نظمه؛ فهو حرام بالإجماع، كما نقل ذلك النووي، والماوردي وغيرهما".
    فالمطلوب شرعًا هو تحسين الصوت بحيث يعين على تدبر القرآن وفهمه؛ لا أن يتغنى به على أوزان موسيقية أو نغمات مرتبة، فإن القرآن منزه عن مثل هذا العبث.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,491

    افتراضي رد: القواعد العشر الحسان لاغتنام شهر رمضان

    القواعد العشر الحسان لاغتنام شهر رمضان (5)






    كتبه/ أحمد يحيى وزير

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

    فمِن البدع الشائعة في رمضان:

    (5) المبالغة في التنقل بين المساجد بحثاً عن جودة الصوت:

    لا نماري في أن حسن الصوت مُعِين على الخشوع، ويساعد على التدبر، لكن كيف الحال إذا تحول الأمر إلى قصد حسن الصوت لذاته؟ ويصير الارتباط بين حسن الصوت وبين الخشوع، بحيث إذا تخلَّف حسن الصوت لسبب أو لآخر لم يستطع أن يخشع، ولا أن يتدبر.

    قال محمد بن بحر كما في "بدائع الفوائد: "رأيت أبا عبد الله في شهر رمضان، وقد جاء فضل بن زياد القطان، فصلى بأبي عبد الله في التراويح، وكان حسن القراءة، فاجتمع المشايخ وبعض الجيران حتى امتلأ المسجد، فخرج أبو عبد الله فصعد درجة المسجد فنظر إلى الجمع، فقال: ما هذا؟ تدعون مساجدكم وتجيئون إلى غيرها! فصلى بهم ليالي ثم صرفه كراهية لما فيه، يعني من إخلاء المساجد، وعلى جار المسجد أن يصلي في مسجده".

    قال ابن القيم في إعلام الموقعين: "الوجه الخمسون: أنه نهى الرجل أن يتخطى المسجد الذي يليه إلى غيره، كما رواه بقية عن المجاشع بن عمرو عن عبيد الله بن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي يَلِيه، وَلَا يَتَخَطَّاهُ إلَى غَيْرِهِ)، وما ذاك إلا ذريعة إلى هجر المسجد الذي يليه، وإيحاش صدر الإمام، وإن كان الإمام لا يتم الصلاة أو يُرمَى ببدعة أو يعلن بفجور؛ فلا بأس بتخطيه إلى غيره".

    (6) ترديد بعض الأذكار بين صلوات التراويح بطريقة دائمة:

    وهذه بدعة منتشرة في كثير من مساجد المسلمين، حيث يواظبون على ترديد أذكار معينة بصورة جماعية أو جهرية، مثل قولهم: "صلاة القيام أثابكم الله" بعد كل ركعتين، أو الترضي عن الصحابة، أو تلاوة المعوذات بعد أول ركعتين، فهذا مع أنه ذكر طيب وتلاوة للقرآن؛ إلا أن تخصيص هذا الموضع يُعد من باب البدع الإضافية، والتي لَبَّس الشيطان بها على كثير من الناس، فضلًا عما يعتريها أحيانًا من الأذكار الباطلة، مثل: "الصلاة والسلام عليك يا أول خلق الله"، أو إحداث ضجيج وضوضاء تنافي الأمر بالخشوع والاطمئنان في المساجد.

    (7) التخفيف المُفرط في صلاة التراويح:

    التراويح هي قيام الليل جماعة في رمضان، ووقتها من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، وقد رغب النبي في أدائها ترغيبًا شديدًا، فقال: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) (متفق عليه)، والسُنة في التراويح أن تُصلى إحدى عشرة ركعة، أو ثلاثة عشرة ركعة، يُسلم بعد كل ركعتين مع تطويل القيام؛ لحديث عائشة: "مَا كَانَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلاَ فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلاَ تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلاَ تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلاَثًا" (رواه البخاري)، فالأولى أن تُصلي كذلك، إلا أنه ليس هناك ما يمنع شرعًا من الزيادة على هذا العدد؛ لعموم قول النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما سُئل عن قيام الليل فقال: (مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى وَاحِدَةً، فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا صَلَّى) (رواه البخاري).


    ومن هنا ذهب بعض الصحابة مثل أُبِي بن كعب إلى زيادة عدد ركعات التراويح إلى 23 ركعة، مع التخفيف في طول الركعات، فصارت زيادة الركعات مع تخفيف القراءة مكافئة لطول القراءة مع تقليل الركعات، ولكن الخلل فيمَن يصلي إحدى عشرة ركعة، لكنه يسرع فيها إسراعًا مفرطًا يؤدي إلى الخروج عن المقصود.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •