شهر مميز

شهر رمضان شهر مميز عن الشهور العربية الأخرى، قال فيه سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله- كلمات نيرة، وموعظة مؤثرة؛ فقال: «إننا الآن في شهر عظيم مبارك، ألا وهو شهر رمضان، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر العتق والغفران، شهر الصدقات والإحسان».
- ثم بين فضل هذا الشهر العظيم قائلا: «شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، وتقال فيه العثرات، شهر تجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات، شهر يجود الله فيه -سبحانه- على عباده بأنواع الكرامات، ويجزل فيه لأوليائه العطيات». - ثم أوضح أنه من أركان الإسلام، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - صامه؛ قال الشيخ: «شهر جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام، فصامه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وأمر الناس بصيامه».
- ورتب الله على صيامه وقيامه أجرا عظيما، وهو مغفرة ما تقدم من الذنوب، قال الشيخ ابن باز: «وأخبر -عليه الصلاة والسلام- أن من صامه إيمانًا واحتسابًا، غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه إيمانًا واحتسابًا، غفر الله له ما تقدم من ذنبه، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم. - وأكد العلامة ابن باز أهمية استقباله بالاستبشار والسعادة، مع العزم على التوبة النصوح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال: «فاستقبلوه بالفرح والسرور، والعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه، والمسابقة فيه إلى الخيرات، والمبادرة فيه إلى التوبة النصوح من سائر الذنوب والسيئات، والتناصح والتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى كل خير؛ لتفوزوا بالكرامة والأجر العظيم».
- ثم عدد الشيخ ابن باز فوائد الصيام فقال: «في الصيام فوائد كثيرة وحكم عظيمة، منها تطهير النفس وتهذيبها، وتزكيتها من الأخلاق السيئة، كالأشر والبطر والبخل، وتعويدها الأخلاق الكريمة، كالصبر والحلم والجود والكرم، ومجاهدة النفس فيما يرضي الله، ويقرب إليه».
- وأيضا ذكر من فوائد الصوم: أنه يجعل العبد مُقرًّا بضعفه وفقره وحاجته لربه، ويذكره بعظيم نعم الله عليه، كما أنه يذكره أيضًا بحاجة إخوانه الفقراء؛ فيشكر الله -سبحانه-، ويستعين بنعمه على طاعته، ويواسي إخوانه الفقراء ويحسن إليهم.
- وقد أشار الله -سبحانه وتعالى- إلى هذه الفوائد في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:183)، فأوضح -سبحانه- أنه كتب علينا الصيام لنتقيه -سبحانه-؛ فدل ذلك على أن الصيام وسيلة للتقوى، والتقوى هي: طاعة الله ورسوله بفعل ما أمر، وترك ما نهى عنه، بإخلاص لله -عز وجل-، ومحبة ورغبة ورهبة، وبذلك يتقى العبد عذاب الله وغضبه، ، فالصيام قربى إلى المولى -عز وجل-، وشعبة عظيمة من شعب التقوى، التي يجب أن تكون حاضرة في كل شؤون الدين والدنيا.

- وقد أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بعض فوائد الصوم في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء».

سالم الناشي