خرجه أبو داود في سننه، (1)، فقال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي، حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد، عن محمد يعني ابن عمرو، عن أبي سلمة، عن المغيرة بن شعبة «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ذهب المذهب أبعد». اهـ.

وتوبع فيما خرجه الترمذي في سننه [20]، فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: " كُنْتُ مع النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَأَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَاجَتَهُ فَأَبْعَدَ فِي الْمَذْهَبِ". اهـ.
وتوبع فيما خرجه الطبراني في المعجم الكبير [1065]، فقال: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، به.
وتوبع فيما خرجه ابن الجارود في المنتقى [26]، فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، يه.
وتوبع فيما خرجه النسائي في سننه الصغرى [17]، فقال: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، به.
وتوبع فيما خرجه أحمد في مسنده [17705]، فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عيله وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَكَانَ إِذَا ذَهَبَ، أَبْعَدَ فِي الْمَذْهَبِ، فَذَهَبَ لِحَاجَتِهِ، وَقَالَ: " يَا مُغِيرَةُ اتْبَعْنِي بِمَاءٍ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
قلتُ: ولا أعلم لأبي سلمة عن المغيرة إلا هذا الحديث وحديث ءاخر، ولا يرويهما إلا محمد بن عمرو، ولا يتحمل تفرده إذ له مناكير.
بالإضافة إلى أنه يدخل احتمال الانقطاع؛ فإن أبا سلمة مدني، والمغيرة كوفي، فأنى له السماع واللقاء؟!
وحديث أبي سلمة إنما هو عن المدنيين.
قال ابن أبي حاتم في العلل (466) : وقال أبي:
ذاكرت أبا زرعة بحديث رواه عبدة بن سليمان، عن محمد ابن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن المغيرة بن شعبة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم من الصلاة قال: اللهم، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، فقلت: قدرابني أمر هذا الحديث! لأن الناس يروونه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن المغيرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ في المسح على الخفين، فتابعني على ما رابني، ورابه نحو ذاك، حتى ذاكرني بعض أصحابنا، عن بعض المدنيين، عن محمد ابن عمرو، عن أبي سلمة، عن المغيرة، كما رواه عبدة؛ غير أن ذلك لم يستقر بعد عندي". اهـ.

قلتُ: وحديث مسح الخفين في غزوة تبوك مروي في الصحيحين بغير هذا اللفظ، خرج البخاري في صحيحه [363]، فقال: حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَقَالَ: يَا مُغِيرَةُ خُذْ الْإِدَاوَةَ، فَأَخَذْتُهَا، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَوَارَى عَنِّي فَقَضَى حَاجَتَهُ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَأْمِيَّةٌ، فَذَهَبَ لِيُخْرِجَ يَدَهُ مِنْ كُمِّهَا فَضَاقَتْ، فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ أَسْفَلِهَا فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ، فَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ ثُمَّ صَلَّى". اهـ.
وقال البخاري في صحيحه [4421]، فقال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ اللَّيْثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: " ذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، فَقُمْتُ أَسْكُبُ عَلَيْهِ الْمَاءَ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذَهَبَ يَغْسِلُ ذِرَاعَيْهِ، فَضَاقَ عَلَيْهِ كُمُّ الْجُبَّةِ فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ تَحْتِ جُبَّتِهِ فَغَسَلَهُمَا ثُمَّ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ ". اهـ.
وخرج مسلم في صحيحه [275]، فقال: وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيع، حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " تَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَخَلَّفْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا قَضَى حَاجَتَهُ، قَالَ: أَمَعَكَ مَاءٌ؟ فَأَتَيْتُهُ بِمِطْهَرَةٍ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ، وَوَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يَحْسِرُ عَنْ ذِرَاعَيْهِ، فَضَاقَ كُمُّ الْجُبَّةِ، فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ، وَأَلْقَى الْجُبَّةَ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ، وَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ، وَعَلَى الْعِمَامَةِ، وَعَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ رَكِبَ، وَرَكِبْتُ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ، وَقَدْ قَامُوا فِي الصَّلَاةِ يُصَلِّي بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَقَدْ رَكَعَ بِهِمْ رَكْعَةً، فَلَمَّا أَحَسَّ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ، فَصَلَّى بِهِمْ، فَلَمَّا سَلَّمَ، قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقُمْتُ، فَرَكَعْنَا الرَّكْعَةَ الَّتِي سَبَقَتْنَا ". اهـ.
وخرج مسلم في صحيحه [424]، فقال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، وَحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ جميعا، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، قَالَ ابْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حَدِيثِ عَبَّادِ بْنِ زِيَادٍ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَبُوكَ، قَالَ الْمُغِيرَةُ: فَتَبَرَّزَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قِبَلَ الْغَائِطِ، فَحَمَلْتُ مَعَهُ إِدَاوَةً قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيَّ، أَخَذْتُ أُهَرِيقُ عَلَى يَدَيْهِ مِنَ الإِدَاوَةِ، وَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يُخْرِجُ جُبَّتَهُ عَنْ ذِرَاعَيْهِ، فَضَاقَ كُمَّا جُبَّتِهِ، فَأَدْخَلَ يَدَيْهِ فِي الْجُبَّةِ، حَتَّى أَخْرَجَ ذِرَاعَيْهِ مِنْ أَسْفَلِ الْجُبَّةِ، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ، ثُمَّ تَوَضَّأَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ، قَالَ الْمُغِيرَةُ: فَأَقْبَلْتُ مَعَهُ، حَتَّى نَجِدُ النَّاسَ قَدْ قَدَّمُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَصَلَّى لَهُمْ، فَأَدْرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ ، فَصَلَّى مَعَ النَّاسِ الرَّكْعَةَ الآخِرَةَ، فَلَمَّا سَلَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُتِمُّ صَلَاتَهُ، فَأَفْزَعَ ذَلِكَ الْمُسْلِمِينَ، فَأَكْثَرُوا التَّسْبِيحَ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَلَاتَهُ، أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: أَحْسَنْتُمْ، أَوَ قَالَ: قَدْ أَصَبْتُمْ يَغْبِطُهُمْ، أَنْ صَلَّوْا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا "،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، وَالْحُلْوَانِي ُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ إِسْمَاعِيل بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، نَحْوَ حَدِيثِ عَبَّادٍ، قَالَ الْمُغِيرَةُ: فَأَرَدْتُ تَأْخِيرَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: دَعْهُ". اهـ.

فيتبين من هذا أن زيادة محمد بن عمرو شاذة وإن تابعه جرير بن حازم الذي اختلط بأخرة.
فقد خرج عبد بن حميد في مسنده (395)، فقال: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ وَهْبٍ الثَّقَفِيُّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا تَبَرَّزَ تَبَاعَدَ ". اهـ.
وتوبع فيما خرجه الخطيب في الفصل للوصل المدرج في النقل (820)، من طريق أبي غسام مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا تَبَرَّزَ تَبَعَّدَ، (وفي رواية تَبَاعَدَ، فَذَكَرَ أَنَّهُ جَاءَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يُصَلِّي فَصَلَّى مَعَهُ رَكْعَةً". اهـ.

قلتُ: فجرير بن حازم قد اضطرب عليه، فخرج الخطيب (821) عقبه، وقال: وأما حديث جرير بن حازم، عن ابن سيرين الذي رواه عنه عفان وأسود بن عامر وزادا في إسناده رجلا بين ابن سيرين وبين عمرو بن وهب.
ثم خرج من طريق عفان، نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُحَدِّثُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْمُغِيرَةِ، فَقَالَ الْقَوْمُ: هَلْ عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى خَلْفَ أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ؟ قَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ: نَعَمْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فِي سَفَرٍ فَأَسْرَيْنَا لَيْلَةً فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ السَّحَرِ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عُنُقَ رَاحِلَتِي فَانْصَرَفْتُ مَعَهُ، وَنَزَلَ حَتَّى تَغَيَّبَ عَنِّي ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: هَلْ بِكَ حَاجَةٌ يَا مُغِيرَةُ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: هَلْ مَعَكَ مَاءٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ فَقُمْتُ إِلَى سَطِيحَةٍ أَوْ إِدَاوَةٍ مُعَلَّقَةٍ فِي قَادِمَةِ الرَّحْلِ أَوْ أَخِرَتِهِ فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَوَضَّأَ مِنْهَا فَقَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَشُكُّ مَسَحَ يَدَهُ بِتُرَابٍ أَمْ لا ثُمَّ أَفْرَغْتُ عَلَيْهِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ ثُمَّ حَسَرَ عَنْ ذِرَاعَيْهِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ فَأَلْقَى الْجُبَّةَ هَكَذَا عَلَى مَنْكِبِهِ قَالَ مُحَمَّدٌ: فَلا أَدْرِي أَمَرَّتَيْنِ غَسَلَهُمَا أَمْ هَكَذَا جَاءَ الْحَدِيثُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَمَسَحَ عِمَامَتَهُ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ ثُمَّ رَكِبْنَا فَأَتَيْنَا النَّاسَ وَقَدْ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَقَدَّمُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ: لا أُوذِنُهُمْ بِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: لا فَأَتَيْتُهُمْ وَقَدْ صَلَّوْا رَكْعَةً فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّفِّ فَلَمَّا قَضَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَلاتَهُ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَضَى الرَّكْعَةَ الَّتِي سَبَقَتْهُ". اهـ.
ثم خرج من طريق: أَسْوَد بْن عَامِرٍ، نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ يَعْنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ.
ولعل عفان أعلم به إذ هو بصري مثله.
ومع ذلك فليس في المتن اللفظة، وقد خالفه أيوب وهشام كذلك ولم يذكرا اللفظة التي ذكرها، وذلك بين في قول الخطيب: "وأما حديث جرير بن حازم، عن ابن سيرين الذي رواه عنه أبو غسان مالك بن إسماعيل موافقا لرواية أيوب، وهشام، وحبيب في الإسناد". اهـ.

فقد خرج ابن سعد في الطبقات الكبرى [3 : 67]، فقَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ فَسُئِلَ: هَلْ أَمَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ غَيْرُ أَبِي بَكْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَزَادَهُ عِنْدِي تَصْدِيقًا الَّذِي قَرُبَ بِهِ الْحَدِيثُ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَلَمَّا كَانَ مِنَ السَّحَرِ ضَرَبَ عُنُقَ رَاحِلَتِي، فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ حَاجَةً، فَعَدَلْتُ مَعَهُ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى تَبَرَّزْنَا عَنِ النَّاسِ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ فَتَغَيَّبَ عَنِّي حَتَّى مَا أَرَاهُ، فَمَكَثَ طَوِيلا، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: " حَاجَتُكَ يَا مُغِيرَةُ؟ "، قُلْتُ: مَا لِي حَاجَةٌ، قَالَ: " فَهَلْ مَعَكَ مَاءٌ "، قُلْتُ: نَعَمْ، فَقُمْتُ إِلَى قِرْبَةٍ، أَوْ قَالَ: سَطِيحَةٍ، مُعَلَّقَةٍ فِي آخِرِ الرَّحْلِ فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ فَأَحْسَنَ غَسَلَهُمَا، قَالَ: وَأَشُكُّ دَلَكَهُمَا بِتُرَابٍ أَمْ لا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثُمَّ ذَهَبَ يَحْسِرُ عَنْ يَدَيْهِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَآمِيَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمِّ، فَضَاقَتْ فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِهَا إِخْرَاجًا، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، قَالَ: فَتَجِيءُ فِي الْحَدِيثِ غَسَلَ الْوَجْهَ مَرَّتَيْنِ فَلا أَدْرِي أَهَكَذَا كَانَ، ثُمَّ مَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَمَسَحَ عَلَى الْعِمَامَةِ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، ثُمَّ رَكِبْنَا فَأَدْرَكَنَا النَّاسَ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَتَقَدَّمُهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَقَدْ صَلَّى رَكْعَةً وَهُمْ فِي الثَّانِيَةِ، فَذَهَبْتُ أُوذِنُهُ فَنَهَانِي، فَصَلَّيْنَا الرَّكْعَةَ الَّتِي أَدْرَكْنَا، وَقَضَيْنَا الَّتِي سَبَقَتْنَا.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ هَذَا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَكَانَ الْمُغِيرَةُ يَحْمِلُ وَضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ صَلَّى خَلْفَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: " مَا قُبِضَ نَبِيُّ قَطُّ حَتَّى يُصَلِّيَ خَلْفَ رَجُلٍ صَالِحٍ مِنْ أُمَّتِهِ ". اهـ.
والله أعلم.