تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل يقضي الناسي والمخطئ الصيام، دراسة أحاديث الباب وأدلته

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    454

    افتراضي هل يقضي الناسي والمخطئ الصيام، دراسة أحاديث الباب وأدلته

    بسم الله وبعد:
    فهذا مبحث في حكم قضاء الصوم على الناس والجاهل:
    هل يُتمان الصيام ويقضيان، أم يتمانه ولا يقضيان؟
    ويرجع سبب الاختلاف إلى فهم الأحاديث، ومدى تصحيح بعض الزيادات، إضافة إلى الاختلاف في: الإمساك عن المفطرات: هل هو ركن لا يسقط بالنسيان والجهل، أم هو واجب يسقط بهما. :
    القول الأول: يجب القضاء مع إتمام الصيام، لأنه ترك ركنا، والركن والشرط لا يسقطان بالنسيان ولا بالجهل. وهو قول المالكية.
    وكذلك قال مالك في الجاهل والمخطئ إذا أكل على ظن أن الفجر لم يطلع، فبان طالعا، كما لو أكل في آخر النهار ظانا أن الشمس قد غربت، فبان أنها لم تغرب، يقضي.
    قال البغوي في شرح السنة (6/256) :" ولو أفطر رجل في يوم ذي غيم، ثم بان أن الشمس لم تغرب، فعليه قضاء الصوم عند أكثر أهل العلم، وقال إسحاق بن راهويه: لا قضاء عليه.. ".
    قالوا: وإنما نفى النبي عليه السلام في حكم التكليف رفع الحرج والإثم عن الناسي والجاهل، وأمرهما بإتمام صومهما، جتى لا يتوهم أحد منهما بأنه بما أنه أفطر ويقضي، فإن له أن يكمل فطر بقية يومه.
    وقد دلت النصوص في الجكم الوضعي على أن من ترك ركنا أو شرطا ناسيا أو جاهلا فعبادته باطلة،
    واستدلوا بما يلي:
    الدليل الأول: قضاء الصوم على المخطئ، والناسي مثله لأنه مخطئ مثله:
    قال ابن ماجه: باب ما جاء فيمن أفطر ناسيا 1674 -حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا: حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذرعن أسماء بنت أبي بكر قالت: أفطرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم غيم، ثم طلعت الشمس"، قلت لهشام: أمروا بالقضاء ؟ قال: فلا بد من ذلك؟!
    قال هؤلاء: وراوي الحديث أعلم بما روى، ثم أيدوا ذلك بتفسير الصحابة الذين حضروا مع النبي عليه السلام:
    الدليل الثاني: حديث عمر في قضاء الصوم على المخطئ:
    رواه عامة الثقات بلفظ القضاء للصوم:
    1/ روى مالك في الموطإ ومسلم عن زيد بن أسلم عن أخيه خالد بن أسلم: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أفطر في رمضان في يوم ذي غيم، ورأى أنه قد أمسى وغابت الشمس فجاءه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين، قد طلعت الشمس، فقال عمر رضي الله عنه: الخطب يسير، وقد اجتهدنا ".
    قال مالك بن أنس والشافعي: يريد بذلك عمر بن الخطاب: القضاء ".
    قال السندي وغيره:" الخطب الأمر الذي يقع فيه المخاطبة ويسير هين وذلك لأنه لا يلزمه أكثر من أن يصوم يوما مكانه وذلك هين عليه يسير وإنما يلزم أكثر منه لأنه مخطئ لا متعمد فإنه ظن أن الشمس قد غربت وتبين أنها كانت محتجبة بالغيم ".
    وقد ورد صريحا بلفظ القضاء.
    2/ رواه عبد الرزاق، 7392 - عن ابن جريج قال: حدثني زيد بن أسلم عن أبيه قال: أفطر الناس في شهر رمضان في يوم مغيم، ثم نظر ناظر فإذا الشمس، فقال عمر بن الخطاب: «الخطب يسير، وقد اجتهدنا نقضي يوما». وهذا في غاية الصحة، وله متابعات كثيرة.
    3/ منها متابعة جبلة:
    خرج أبو بكر في المصنف (2/286) والبيهقي (4/367) والفسوي في التاريخ من طرق عن سفيان وشعبة وأبو إسحاق الشيباني عن جبلة بن سحيم عن علي بن حنظلة عن أبيه وكان أبوه صديقا لعمر قال: كنا عند عمر رضي الله عنه فأتي بجفنة في شهر رمضان , فقال المؤذن: الشمس طالعة , فقال: " أغنى الله عنا شرك، إنا لم نرسلك داعيا للشمس , إنما أرسلناك داعيا إلى الصلاة , يا هؤلاء، من كان منكم أفطر فقضاء يوم يسير , وإلا فليتم صومه "لفظ حديث أبي نعيم، وفي رواية يعلى فأتينا بطعام فأفطر , وقال: " فما أيسر قضاء يوم، ومن لا فليتم صومه "
    لفظ شعبة:" ثم قال عمر رضي الله عنه: " من كان أفطر فليصم يوما مكانه "
    كذلك رواه عبد الرزاق 7393 - عن جبلة بن سحيم عن علي بن حنظلة عن أبيه قال: كنا عند عمر بن الخطاب في شهر رمضان فجيء بجفنة، فقال المؤذن: يا هؤلاء إن الشمس طالعة، فقال عمر: «أعاذنا الله، أو أغنانا الله من شرك إنا لم نرسلك راعيا للشمس، ولكنا أرسلناك داعيا للصلاة، يا هؤلاء من كان أفطر، فإن قضاء يوم يسير، ومن لم يكن أفطر فليتم صيامه»
    علي بن حنظلة وأبوه: وثقهما ابن حبان وابن قطلوبغا وقال ابن معين عن علي:" مشهور". وقد روى عنه جمع من الثقات.
    وقد توبع جبلة ومن دونه على هذا الحديث:
    3/ قال البيهقي:" وكذلك رواه بمعناه أبو إسحاق الشيباني عن علي بن حنظلة. وروي من وجه آخر عن عمر:
    روى مسعر عن زياد بن علاقة قال حدثني من سمع عمر... وقد بين المبهم وهو: بشر:
    خرج البيهقي من طريق يعقوب بن سفيان الفسوي في التاريخ ثنا عبد الله بن رجاء أنبأ إسرائيل عن زياد يعني ابن علاقة عن بشر بن قيس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه , قال: كنت عنده عشية في رمضان , وكان يوم غيم، فظن أن الشمس قد غابت , فشرب عمر وسقاني , ثم نظروا إليها على سفح الجبل , فقال عمر: " لا نبالي والله، نقضي يوما مكانه "،
    وكذلك رواه الوليد بن أبي ثور عن زياد ".
    قال الفسوي: حدثنا سعيد ثنا الوليد بن أبي ثور الهمداني عن زياد بن علاقة عن بشر بن قيس قال: كنا عند عمر عشية في شهر رمضان، وكان يوم غيم، فجاءنا بسويق فشرب وقال لي اشرب، فشربت، فأبصرنا بعد ذلك الشمس فقال: والله ما نبالي نقضي يوما مكانه ".
    وورد عن الثوري من وجهين:
    فقد ذكره ابن أبي حاتم معلقا فقال: ورواه الثوري عن زياد بن علاقة عن رجل عن بشر بن قيس عن عمر.. بزيادة رجل. وبه علل الحديث.
    والصواب ما رواه عبد الرزاق،7394 موصولا عن شيخه الثوري قال: حدثني زياد بن علاقة عن بشر بن قيس قال: كنا عند عمر بن الخطاب في رمضان، والسماء مغيمة، فأتي بسويق وطلعت الشمس، فقال: «من أفطر فليقض يوما مكانه»،
    . ورواه الحجاج من وجهين:
    قال أبو يوسف الفسوي: حدثنا الحجاج ثنا حماد عن الحجاج عن زياد بن علاقة عن قطبة ابن مالك قال: كانوا مع عمر بن الخطاب، فأفطروا يوم غيم، فكشف السحاب فإذا الشمس على الجبال، فقال عمر: لا نبالي نقضي يوما آخر.
    وقدأخطأ في السند فذكر فيه قطبة:
    قال أبو يوسف الفسوي: وهذا خطأ من حجاج، ومما يستدل على ضعف الحجاج هذا ونحوه من الرواية لأن الحفاظ قالوا عن بشر بن قيس، وقد روى زياد عن قطبة شيئا غير هذا، فجعل الحجاج الاثنين شيئا واحدا، ووجد هذا أخف عليه ".
    فرجح الفسوي رواية الثقات الأكثر من حديث بشر، خلافا لأبي حاتم، وهوالصواب.
    على أنه قد ورد عن الحجاج على الصواب كما روى الثقات أيضا:
    فقال عبد الرزاق: وأخبرنا صاحب لنا عن الحجاج، عن زياد بن علاقة، عن بشر نحوه إلا أنه قال: قال عمر: «أتموا يومكم هذا ثم اقضوا يوما»
    وقد اتفق كل هؤلاء على ذكر القضاء، إلا روايةً عن الأعمش فنفاها مرة، واختلف عليه فيها:
    قال البيهقي:" وفي تظاهر هذه الروايات عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في القضاء دليل على خطأ رواية زيد بن وهب في ترك القضاء ".
    4/ ثم ذكر الرواية الشاذة المعارضة عن الأعمش المخالفة لرواية الثقات والأكثرين
    ومع ذلك فقد اختلف فيها:
    . فرواها أبو بكر حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن المسيب، عن زيد بن وهب، عن عمر، بنحو من حديث أبي معاوية الذي يأتي بلفظ:" فقال: عمر: «ما تحابقنا من إثم». كما ذكر الجماعة.
    . ورواها البيهقي من طريق شيبان عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن زيد بن وهب قال: بينما نحن جلوس في مسجد المدينة في رمضان , والسماء متغيمة فرأينا أن الشمس قد غابت , وأنا قد أمسينا , فأخرجت لنا عساس من لبن من بيت حفصة , فشرب عمر وشربنا فلم نلبث أن ذهب السحاب وبدت الشمس، فجعل بعضنا يقول لبعض: نقضي يومنا هذا، فسمع ذلك عمر فقال: " والله لا نقضيه وما تجانفنا لإثم
    وقد خطأه الحفاظ في هذه الزيادة المخالفة:
    فقال البيهقي:" كذا رواه شيبان ورواه حفص بن غياث وأبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب, وكان يعقوب بن سفيان الفارسي يحمل على يد زيد بن وهب بهذه الرواية المخالفة للروايات المتقدمة، ويعدها مما خولف فيه, وزيد ثقة، إلا أن الخطأ غير مأمون , والله يعصمنا من الزلل والخطايا بمنه وسعة رحمته ".
    قال الحافظ الفسوي:" ومما يستدل على ضعف حديث زيد بن وهب هذا وما رواه عن عمر في الفطر قبل غيبوبة الشمس فقال: لا نقضي وخالفه الكوفيون والحجازيون،...
    وقد يكون الحمل فيه على الشيباني فإنه هو المتفرد بهذا اللفظ، وقد يكون من الأعمش فإنه مذكور بالتدليس وقد عنعن.
    دليل ثالث: حديث صهيب في لزوم القضاء على المخطئ:
    قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب , ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا سعيد بن سليمان، ثنا يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ثنا شعيب بن عمرو بن سليم الأنصاري وكان أتى عليه مائة وخمس عشرة سنة, قال: أفطرنا مع صهيب الحبر, أنا وأبي في شهر رمضان في يوم غيم وطش، فبينا نحن نتعشى إذ طلعت الشمس, فقال صهيب: " طعمة الله، أتموا صيامكم إلى الليل، واقضوا يوما مكانه " توبع سعدويه:
    قال البخاري في تاريخه 4/ 219 حدثني إبراهيم بن حمزة عن يوسف بن محمد عن شعيب بن عمرو بن صهيب: أفطرنا يوم غيم عند صهيب ثم طلعت الشمس فقال: اقضوا يوما"، وقال لي يوسف الصفار عن يوسف بن محمد بن صهيب المدني عن شعيب بن عمرو بن سليم الانصاري: أفطرت أنا وأبي عند صهيب.
    يوسف وثقه ابن حبان وقال أبو حاتم: لا بأس به. وصحح له الحاكم، وإنما قال البخاري والعقيلي عن حديث له في زنى تارك المهر: لا يتابع عليه"، وأما غيره فلا بأس به، وقال ابن عدي: ويوسف بن محمد يروى عن أبيه، عن جده هذه الأحاديث وهذه تُحتمل ".
    وشعيب بن عمرو وثقه ابن حبان وووذكر بأنه ابن صهيب، فنسبه لجده الأعلى وهو نفسه، وقد دلت الروايات هنا أنه نفسه لأنه ورد بن سليم وورد ابن صهيب أيضا خلافا لما ذكر ابن حجر.
    وشعيب هذا وثقه ابن حبان، ففيه جهالة.
    دليل رابع: : حديث معاوية في لزوم القضاء على المخطئ:
    قال أبو بكر (2/287) 9053 - حدثنا أبو داود عن حماد بن سلمة عن سعيد بن قطن عن أبيه قال: «كان عند معاوية في رمضان، فأفطروا ثم طلعت الشمس، فأمرهم أن يقضوا»
    سعيد بن قطن قيل: مجهول، وقد روى عنه شعبة وغيره، وقطن وثقه ابن حبان
    الأثر الخامس: قال أبو بكر - حدثنا أبو أسامة، حدثنا زكريا، عن أبي إسحاق، قال: غزوت مع زياد بن النضر أرض الروم قال: فأهللنا رمضان، فصام الناس وفيهم أصحاب عبد الله عامر بن سعد، وسميع، وأبو عبد الله، وأبو معمر، وأبو مسافع، فأفطر الناس يوما والسماء مغيمة، ونحن بين جبلين الحارث والحويرث، ولم أفطر أنا حتى تبين الليل، ثم إن الشمس خرجت فأبصرناها على الجبل فقال زياد: «أما هذا اليوم فسوف نقضيه ولم نتعمد فطره»
    الدليل السادس: حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا نسي فأكل وشرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه» وإنما فيه نفي الجناج والإثم، مع الأمر بإتمام الصيام، ليلا يتوهم الناسي أو المخطئ أو الجاهل جواز إكمال يومه مفطرا.
    وقد رواه الحفاظ من طرق عن ابن سيرين وخلاس وأبي افع عن أبي هريرة بهذا اللفظ من غير ذكر للقضاء.
    1/ فأما طريق ابن سيرين فرواها عنه هشام ..
    أ/ فأما رواية هشام فقد تواترت عنه بهذا اللفظ:
    قال البخاري في الصحيح 1933 - حدثنا عبدان أخبرنا يزيد بن زريع حدثنا هشام حدثنا ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا نسي فأكل وشرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه»
    وخرجه مسلم 1155 عن إسماعيل بن إبراهيم عن هشام القردوسي عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نسي وهو صائم، فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه»
    كذلك رواها كل من عبد الله بن بكر السهمي وخالد وإسماعيل بن إبراهيم ويزيد بن هارون، وعبد الله وعبد الأعلى ...
    كلهم عن هشام حدثنا ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا نسي فأكل وشرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه»
    وخالفهم ابن عليه فزاد نفي القضاء:
    قال الدارقطني حدثنا عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله ثنا أحمد بن خليد الكندي ثنا محمد بن عيسى بن الطباع ثنا ابن علية عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أكل الصائم ناسيا أو شرب ناسيا فإنما هو رزق ساقه الله إليه ولا قضاء عليه».
    قال:" إسناد صحيح وكلهم ثقات "، وقد ظهر بأنه تفرد بزيادة من دون سائر الثقات،
    ورواه عيسى بن يونس عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا استقاء الصائم أفطر، وإذا ذرعه القييء لم يفطر»
    وحكم الإمام أحمد على هذه الطريق بالوهم، للاختلاف على هشام، مع تفرد عيسى بن يونس بها.
    وقد ورد بغير الزيادة في سائر مرويات الثقات:
    ب/ كذلك خرجه الدارقطني: 2251 عن حجاج وسعيد بن بشير عن قتادة عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في رجل نسي فأكل وهو صائم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أتم صومك فإن الله أطعمك وسقاك»
    2/ وأما رواية خلاس:
    فقد رواها عوف عن خلاس ومحمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أكل ناسيا أو شرب ناسيا فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه».
    فقد خرجها البخاري 6669 - حدثني يوسف بن موسى حدثنا أبو أسامة: حدثني عوف عن خلاس ومحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أكل ناسيا، وهو صائم، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه»
    تابعه عيسى بن يونس عن عوف عن خلاس بن عمرو عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أكل ناسيا أو شرب ناسيا فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه»
    وخرجها الدارقطني 2253 عن عوف عن ابن سيرين وخلاس عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله
    3/ وأما رواية أبي رافع عن أبي هريرة:
    فقد رواها سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أكل أحدكم أو شرب ناسيا في صومه، فليمض صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه ".
    قال ابن الجارود في المنتقى 390- حدثنا محمد بن يحيى ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري: ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صام أحدكم فأكل أو شرب ناسيا فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه»
    القول الثاني: لا يجب القضاء على الناسي والجاهل، كالحال في المكره ومن دخله شيئا غلبة:
    وجعلوا ذلك من قبيل نسيان الواجب، فإنه لا يبطل العبادة اتفاقا، ثم استدلوا بالدليل السابق، وأيدوه بزيادة نفي القضاء التي تفرد بها ابن عليه، وقد بينا مخالفته لغيره:
    1/ خرج ابن حبان في الصحيح- باب في الصائم يأكل ناسيا 906 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا إبراهيم بن محمد بن مرزوق الباهلي بالبصرة، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة: أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "من أفطر في شهر رمضان ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة"،
    قال الدارقطني 2/ 178 تفرد به محمد بن مرزوق، وهو ثقة عن الأنصاري.
    وقد توبع محمد بن مرزوق:
    خرج الحاكم وصححه (1/595) 1569 - أخبرني أبو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله التاجر، ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أفطر في رمضان ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة» هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذه السياقة "
    قال الألباني: إسناده حسن للخلاف المعروف في محمد بن عمرو"،
    لكن فيه عدة علل قادحة:
    أولاهما: تفرد محمد بن عبد الله الأنصاري به، كما قال البيهقي: "وهو مما تفرد به الأنصاري عن محمد بن عمرو، وكلهم ثقات".
    والثانية: اضطراب محمد بن عبد الله في حديثه.
    فقد رواه محمد بن يحيى ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري: ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صام أحدكم فأكل أو شرب ناسيا فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه»
    كما في رواية ابن الجارود عنه، ومحمد الذهلي أوثق من ابن مرزوق بكثير، وروايته أصح، وهي الموافقة لسائر روايات الثقات الصحيحة، وهذا يدل على أن ذكر محمد بن عمرو فيه وهم.
    ولذلك قال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ :" رَوَاهُ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَرْزُوق الْبَصْرِيّ: عَن مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن أبي سَلمَة، عَن أبي هُرَيْرَة. وَهَذَا غَرِيب الْمَتْن والإسناد، فغربة مَتنه حَيْثُ قَالَ:" فَلَا قَضَاء عَلَيْهِ وَلَا كفا رة". وغربة إِسْنَاده من حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة، ثم قال:" وَلَيْسَ لِابْنِ مَرْزُوق هَذَا أنكر من هَذَا، وَحَدِيث آخر، وَأَبوهُ مُحَمَّد بن مَرْزُوق ثِقَة ".
    . وقد رواه النسائي في "الكبرى" 2/ 244 (3277) أنبأ يوسف بن سعيد قال حدثني علي بن بكار عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفعه في الرجل يأكل في شهر رمضان ناسيا قال الله أطعمه وسقاه ".
    هذا هو اللفظ المحفوظ المشهور من روايات الثقات والأكثرين، فيكون محمد بن مرزوق أو ابن عبد الله قد وهم في هذه الزيادة والسند، أو رواها بالمعنى الذي ظهر له أو بلغه عن بعض الضعفاء:
    فقد زاد فيه الضعفاء المتروكين نفي القضاء:
    2/ قال الدارقطني 2244 - حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن سعيد الرهاوي ثنا العباس بن عبيد الله بن يحيى الرهاوي ثنا عمار بن مطر ثنا مبارك بن فضالة عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أكل في رمضان ناسيا أو شرب ناسيا فلا قضاء عليه , وليتم صومه فإن الله أطعمه وسقاه».
    وقال: ثنا عمار بن مطر ثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
    قال:" عمار ضعيف"، بل هو متهم بالكذب وسرقة الحديث فبطلت زيادته.
    3/ قال الدارقطني 2246 - ثنا أبو الحسن محمد بن نوح الجنديسابوري ثنا علي بن حرب الجنديسابوري ثنا سليمان بن أبي هوذة ثنا نصر بن طريف عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أكل أو شرب ناسيا فليمض في صومه ولا قضاء عليه».
    قال: نصر بن طريف أبو جزء ضعيف "، بل قالوا عنه: متروك لا ينبغي ذكره، واتهموه بالكذب.
    4/ قال الدارقطني 2247 - حدثنا أبو جعفر محمد بن سليمان بن محمد النعماني , ثنا أحمد بن منصور الرمادي , ثنا يزيد بن أبي حكيم العدني , ثنا ياسين بن معاذ الكوفي عن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن جده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« من أكل أو شرب في رمضان ناسيا فليتم صومه ولا قضاء عليه». وذكر هو أو غيره , قال: إن الله أطعمك وسقاك".
    قال: ياسين ضعيف الحديث , وعبد الله بن سعيد مثله"، بل إن ياسين منكر الحديث. وعبد الله متروك
    5/ قال الدارقطني 2248 - حدثنا أحمد بن عبد الله الوكيل ثنا عيسى بن دلويه البزاز ثنا عبد الله بن صالح عن مندل عن عبد الله بن سعيد عن جده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أكل أو شرب ناسيا فإنما هو رزق رزقه الله إياه فليتم على صومه ولا قضاء عليه».
    قال:" مندل , وعبد الله بن سعيد ضعيفان " وعبد الله متروك.
    6/ قال الدارقطني 2249 - حدثنا علي بن إبراهيم بن عيسى ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة نا علي بن حجر ثنا يحيى بن حمزة عن الحكم بن عبد الله. قال ابن خزيمة: وأنا أبرأ من عهدته عن الوليد بن عبد الرحمن مولى أبي هريرة أنه سمع أبا هريرة , يذكر أنه نسي صيام أول يوم من رمضان , أصاب طعاما , قال: فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم , فقال: «أتم صيامك فإن الله أطعمك وسقاك ولا قضاء عليك».
    - قال: وحدثنا يحيى بن حمزة عن الحكم عن محمد بن المنكدر والقعقاع بن حكيم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة مثل ذلك. والحكم بن عبد الله هو ابن سعد الأيلي ضعيف الحديث" وهو متهم بالكذب.
    7/ قال الدارقطني 2240 - حدثني أبي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا هاشم بن القاسم الحراني ثنا محمد بن سلمة عن الفزاري عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أكل في شهر رمضان ناسيا فلا قضاء عليه إن الله أطعمه وسقاه». الفزاري هو محمد بن عبيد الله العرزمي وهو متهم بالكذب.
    فسقطت كل هذه الأحاديث، ولم يبق إلا الأصول، وقد مر بأن الأصل في ترك الأركان أنها تبطل ولو في حالة النسيان أو الجهل...
    إضافة إلى قضاء الصحابة رضي الله عنهم في حالة الخطإ كما أسلفنا.
    هذا ويمكن حمل رواية نفي القضاء على صوم النافلة:


    الباقي https://elzianitaher.blogspot.com/20...blog-post.html

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    454

    افتراضي رد: هل يقضي الناسي والمخطئ الصيام، دراسة أحاديث الباب وأدلته


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •