خرج ابن أبي شيبة في مصنفه (٣٢٠٨٣)، فقال:
حدثنا وكيع، عن أبي إسحاق، عن الجدلي، عن ابن عمر، قال: "من قرأ بعشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين". اهـ.
توبع فيما خرجه الدارمي في مسنده (3488)، فقال:
حدثنا مالك بن إسماعيل، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن المغيرة بن عبد الله الجدلي، عن ابن عمر، به.
وخولفا فيما خرجه سعيد بن منصور في تفسيره (٢٤)، فقال:
نا أبو عوانة، عن أبي إسحاق، عن رجل، عن ابن عمر، قال: ((من قرأ في ليلة عشر آيات لم يكتب من الغافلين)). اهـ.
وتوبع فيما خرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (٦٣)، فقال:
أخبرنا عمرو بن مرزوق، قال: أخبرنا شعبة، عن أبي إسحاق، عمن سمع ابن عمر، يقول: فذكره، وزاد: «ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين»,
قلتُ: وسواء حفظ اسمه أو لم يحفظ، فإن الجدلي مجهول،
فقد ذكره مسلم فيمن تفرد بالرواية عنه أبو إسحاق السبيعي ممن لم يرو عنه أحد سواه، من كتابه المنفردات والوحدان (٣٧٣).
وليس هو باليشكري ابن أبي عقيل، فإن اليشكري كوفي حديثه عن أهل الكوفة، وابن عمر مدني.
وقد اضطرب على أبي إسحاق من أوجه أخر فيما خرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (٣٢٠٨١)، فقال:
حدثنا الفضل بن دكين، عن فطر، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال:
"من قرأ في ليلة خمسين آية لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين،
ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب له قنطار، ومن قرأ تسعمائة آية فتح له". اهـ.
سلك فطر الجادة، فوهم؛ فإن إسناد أبي إسحاق عن أبي الأحوص مشهور.
وخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (392)، فقال:
حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي حُسَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، قَالَ:
"مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِئَةَ آيَةٍ, رُفِعَتْ عَنْهُ الْغَفْلَةُ, وَمَنْ قَرَأَ مِائَتَيْ آيَةٍ, كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ،
وَمَنْ قَرَأَ ثَلاَثَمِئَةِ آيَةٍ, كُتِبَ مِنَ الْعَابِدِينَ, وَمَنْ قَرَأَ بِخَمْسِمِئَةِ آيَةٍ ....,
وَمَنْ قَرَأَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ لَهُ قِنْطَارٌ مِنْ ...., وَالْقِنْطَارُ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ". اهـ.
قلتُ: وهذا منكر، الحسن بن أبي حسينة، وهو مجهول غير مترجم له، فقد تفرد بالمتن زيادات لم يأت بها غيره عن أبي إسحاق.
وخرج عبد الرزاق في مصنفه [٦٢٠٤]، فقال: عن عمر بن حوشب، عن عطاء الخراساني، عن ابن عمر قال:
من قرأ في ليلة مائة آية، لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ بمائتي آية، كتب له قنوت تلك الليلة،
ومن قرأ بخمسمائة إلى ألف، كتب له قنطار من الأجر.
قال: فسئل ابن عمر: كم القنطار؟ فقال: سبعون ألفا". اهـ.
[٦٢٠٥] قال (معمر): وسمعت الزهري يقول:
أخبرني من سأل كعبا عن قول ابن عمر هذا، فقال كعب:
ولكني أقول: "من صلى العتمة لوقتها، لم يكتب من الغافلين". اهـ.
قلتُ: الإسنادان كلاهما منقطع، إلا أن الأول فيه عمر بن حوشب الصنعاني "مجهول"، كذا قال الذهبي وابن حجر.
وأما الإسناد الأخر فمنقطع لم يسمع الزهري من كعب الأحبار.
وهناك طريق ءاخر خرجه الدارمي في مسنده [3348]، فقال:
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:
" مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ بِعَشْرِ آيَاتٍ، لَمْ يُكْتَبْ مِنْ الْغَافِلِينَ ". اهـ.
ورواه الدارمي مرة أخرى بلفظ:" مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ بِمِائَةِ آيَةٍ، كُتِبَ مِنْ الْقَانِتِينَ ". اهـ.
قلتُ: أبو أويس وهو عبد الله بن أويس الأصبحي ليس بالقوي كذا قال يحيى بن معين وغيره.
وهو له مناكير وقد تفرد بذلك فلا يحتمل تفرده..
والله أعلم.