تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: كيف نجمع بين هذه الايات ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2022
    المشاركات
    7

    افتراضي كيف نجمع بين هذه الايات ؟

    السلام عليكم

    كيف نجمع بين قوله تعالى : ( مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ) من جهة
    و قوله تعالى : ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا ) و قوله : ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) من جهة اخرى




  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: كيف نجمع بين هذه الايات ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سقيم مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم

    كيف نجمع بين قوله تعالى : ( مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ)
    ............
    قال ابن عثيمين رحمه الله
    فوائد الآية: (( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا )) من فوائدها: جواز إخلاف الوعيد ، لأن (( من يعمل سوءا يجز به )) وعيد ،
    ولكن الله تعالى قال في كتابه: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ))
    وهذا يدل على أن من عمل سوءا قد يغفر الله له ما عدى الشرك .
    فإذا قال قائل: كيف نجيب عن هذه الآية (( من يعمل سوءا يجز به )) وهي خبر ؟
    قلنا:
    هذه يراد بها التهديد وهي من باب الوعيد والعفو عن الوعيد من باب الكرم وهي مدح وليس ذما ،
    ولهذا امتدح الشاعر نفسه بقوله:
    وإني وإن أوعدته أو وعدته لمخلف ميعادي ومنجز موعدي
    هذه يراد بها التهديد وهي من باب الوعيد والعفو عن الوعيد من باب الكرم وهي مدح وليس ذما ،
    ولهذا امتدح الشاعر نفسه بقوله:
    " الوعيد " في الكتاب والسنة لأهل الكبائر موجود، ولكن الوعيد الموجود في الكتاب والسنة قد بين الله في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أنه لا يلحق التائب، بقوله: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا) أي لمن تاب.
    وقال في الآية الأخرى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)
    فهذا في حق من لم يتب، فالشرك لا يغفر، وما دون الشرك إن شاء الله غفره، وإن شاء عاقب عليه.
    وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
    قال: (ما يصيب المؤمن من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا غم، ولا حزن، ولا أذى، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)
    ولهذا لما نزل قوله: (من يعمل سوءا يجز به) ،
    قال أبو بكر:
    يا رسول الله؛ قد جاءت قاصمة الظهر وأينا لم يعمل سوءا؟ فقال: يا أبا بكر ألست تنصب؟ ألست تحزن؟
    ألست تصيبك اللأوى؟
    فذلك مما تجزون به.
    فالمصائب في الدنيا يكفر الله بها من خطايا المؤمن ما به يكفر
    وكذلك الحسنات التي يفعلها.
    قال الله تعالى: (إن الحسنات يذهبن السيئات) ،
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
    (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) فالله تعالى لا يظلم عبده شيئا كما قال: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سقيم مشاهدة المشاركة
    ( مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ)
    ............
    قال ابن كثير رحمه الله
    قال بعده‏:‏ ‏ { ‏من يعمل سوءاً يجز به‏} ‏، كقوله‏:‏ ‏ { ‏فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره؛ ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره‏} ‏‏.‏ وقد روي أن هذه الآية لما نزلت شق ذلك على كثير من الصحابة، قال الإمام أحمد بسنده أخبرت أن أبا بكر رضي اللّه عنه قال‏:‏ يا رسول اللّه كيف الفلاح بعد هذه الآية‏:‏ ‏ { ‏ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجزبه‏} ‏ فكل سوء عملناه جُزيناه به‏!‏ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏غفر اللّه لك يا أبا بكر ألست تمرض‏؟‏ ألست تنصب‏؟‏ ألست تصيبك اللأواء‏)‏‏؟‏ قال‏:‏ بلى، قال‏:‏ ‏(‏فهو مما تجزون به‏)‏ وروى أبو بكر بن مردويه عن أبي بكر الصديق قال‏:‏ كنت عند النبي صلى اللّه عليه وسلم فنزلت هذه الآية‏:‏ ‏ { ‏من يعمل سوءاً يجز به ولا يجد له من دون اللّه ولياً ولا نصيراً‏} ‏ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏(‏يا أبا بكر ألا أقرئك آية أنزلت عليّ‏)‏ قلت‏:‏ بلى يا رسول اللّه قال‏:‏ فأقرأنيها فلا أعلم أني قد وجدت انفصاماً في ظهري حتى تمطيت لها، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏مالك يا أبا بكر‏)‏‏؟‏ قلت‏:‏ بأبي أنت وأمي يا رسول اللّه، وأينا لم يعمل السوء، وإنا لمجزيون بكل سوء عملناه‏؟‏ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏أما أنت يا أبا بكر وأصحابك المؤمنون فإنكم تجزون بذلك في الدنيا حتى تلقوا اللّه ليس لكم ذنوب، وأما الآخرون فيجمع ذلك لهم حتى يجزوا به يوم القيامة‏)‏ وقال ابن جرير‏:‏ لما نزلت هذه الآية قال أبو بكر‏:‏ جاءت قاصمة الظهر فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:‏ ‏(‏إنما هي المصيبات في الدنيا‏)‏ حديث آخر قال سعيد بن منصور عن عائشة‏:‏ أن رجلا تلى هذه الآية‏:‏ ‏ { ‏من يعمل سوءاً يجز به‏} ‏ فقال‏:‏ إنا لنجزي بكل ما عملناه هلكنا إذاً فبلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال‏:‏ ‏(‏نعم يجزى به المؤمن في الدنيا في نفسه في جسده فيما يؤذيه‏)‏ وقال ابن أبي حاتم عن عائشة قالت،قلت يا رسول اللّه إني لأعلم أشد آية في القرآن فقال‏:‏ ‏(‏ما هي يا عائشة‏؟‏ قلت‏:‏ ‏ { ‏من يعمل سوءاً يجز به‏} ‏ فقال‏:‏ ‏(‏هو ما يصيب العبد المؤمن حتى النكبة ينكبها‏)‏ وعن علي بن زيد عن ابنته أنها سألت عائشة عن هذه الآية‏:‏ ‏ { ‏من يعلم سوءاً يجز به‏} ‏ فقالت‏:‏ ما سألني أحد عن هذه الآية منذ سألت عنها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال‏:‏ ‏(‏يا عائشة هذه مبايعة اللّه للعبد مما يصيبه من الحمى والنكبة والشوكة حتى البضاعة فيضعها في كمه فيفزع لها فيجدها في جيبه حتى إن المؤمن ليخرج من ذنوبه كما أن الذهب يخرج من الكير‏)‏ ‏"‏رواه أبو داود والطيالسي‏"‏ حديث آخر ‏:‏ قال سعد بن منصور عن محمد بن قيس بن مخرمة‏:‏ أن أبا هريرة رضي اللّه عنه قال لما نزلت ‏ { ‏من يعمل سوءاً يجز به‏} ‏ شق ذلك على المسلمين فقال لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏سددوا وقاربوا فإن في كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى الشوكة يشاكها والنكبة ينكبها‏)‏ وهكذا رواه أحمد ورواه ابن جرير عن عبد اللّه بن إبراهيم سمعت أبا هريرة يقول‏:‏ لما نزلت هذه الآية‏:‏ ‏ { ‏ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به‏} ‏ بكينا وحزنا وقلنا يا رسول اللّه ‏:‏ ما أبقت هذه الآمة من شيء قال‏:‏ ‏(‏أما والذي نفسي بيده إنها لكما أنزلت ولكن أبشروا وقاربوا وسددوا فإنه لا يصيب أحداً منكم مصيبة في الدنيا إلا كفر اللّه بها من خطيئته حتى الشوكة يشاكها أحدكم في قدمه‏)‏ حديث آخر ‏:‏ روى ابن مردويه عن ابن عباس قال‏:‏ قيل يا رسول اللّه ‏ { ‏من يعمل سوءاً يجز به‏} ‏ قال‏:‏ ‏(‏نعم ومن يعمل حسنة يجز بها عشراً‏)‏ فهلك من غلب واحدته عشراته‏.‏ وقال ابن جرير عن الحسن ‏ { ‏من يعمل سوءاً يجز به‏} ‏ قال‏:‏ الكافر ثم قرأ‏:‏ ‏ { ‏وهل نجازي إلا الكفور‏} ‏، وقوله ‏ { ‏ولا يجد له من دون اللّه ولياً ولا نصيراً‏} ‏ قال ابن عباس‏:‏ إلا أن يتوب فيتوب اللّه عليه رواه ابن ابي حاتم‏.‏ والصحيح أن ذلك عام في جميع الأعمال لما تقدم من الأحاديث وهذا اختيار ابن جرير واللّه أعلم‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏ { ‏ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن‏} ‏ الآية، لما ذكر الجزاء على السيئات وأنه لا بد أن يأخذ مستحقها من العبد إما في الدنيا وهو أجود له، وإما في الآخرة ـ والعياذ باللّه من ذلك؛ ونسأله العافية في الدنيا والآخرة، والصفح والعفو والمسامحة ـ شرع في بيان إحسانه وكرمه ورحمته في قبول الأعمال الصالحة من عباده، ذكرانهم وإناثهم بشرط الإيمان، وأنه سيدخلهم الجنة ولا يظلمهم من حسناتهم ولا مقدار النقير، وهو النقرة التي في ظهر نواة التمرة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •