المعادلة الذكية الرمضانية



- أيام ونستقبل شهر رمضان.. وتبدأ الحياة تتغير بالنسبة لكثير من المسلمين.. نظام الأكل، ونظام النوم، ونظام التعامل..


- هذا التغير يفرض علينا معادلة ذكية، إن لم نحسن التعامل معها، نفقد الكثير من بركات هذا الشهر الكريم.. ونخسر كثيرا من الأوقات والعبادات المهمة. إذًا فهي معادلة ذكية.. تؤكد حفظ الأولويات وتقديمها مع الأخذ بالأمور الأخرى.

- ومن هذه الأولويات العبادات المفروضة علينا، مثل: الصلاة والصيام، قال - صلى الله عليه وسلم -: «وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضت عليه»، فلا يقدم نفلا أو سنة على الركن أو الفرض بأي حال من الأحوال.. فمثلا لا يقضي ليله يصلي القيام والتراويح ثم ينام عن صلاة الفجر..

فصلاة الفجر فرض لا ينبغي إخراجها عن وقتها، وهكذا بقية الصلوات..

- كما لا ينبغي تفويت الواجب وتقديم النفل.. ومثال ذلك التقصير في العمل الوظيفي الذي هو أمانة في حق الموظف بحجة قيام الليل.. وهكذا.

- وعلى المسلم أيضا عدم النوم عن الصلوات المفروضة بحجة الصيام، فينام عن صلاة الظهر والعصر ولا يستيقظ إلا قبيل صلاة المغرب.

- كما لا ينبغي تفويت الفروض والواجبات في السفر المباح أو لأداء العمرة.. فله أن يجمع ويقصر وليس له أن يفوت الصلاة المفروضة.

- وأيضا ينبغي للمسلم أن يحافظ على الأوقات الفاضلة، ويستغلها بما يفيده من نوافل، ولاسيما المرتبطة بشهر رمضان، كصلاة القيام؛ لحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، وأيضا الحرص على ليلة القدر، لحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من قام ليلة القدر غفر له ما تقدم من ذنبه».

- وأيضا يحرص على صلة الأرحام وتفقد أحوال المحتاجين وتفطير الصائمين؛ فشهر رمضان هو شهر الخيرات والبركات، والجود، والكرم والإحسان.

- وعلينا أن نستقبل هذا الشهر بعقد العزم الصادق على اغتنامه بالأعمال الصالحة، والتوبة والإنابة إلى الله -تعالى- من كل الذنوب؛ فمن أعظم الخسران أن يخرج المرء من هذا الشهر الفضيل ولم يغفر له ذنبه أو تُحط عنه خطاياه. قال الله -تعالى-: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

- وعن جابر - رضي الله عنه - قال: «صعِد النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المنبرَ ، فقال: آمين، آمين، آمين، فلمَّا نزل سُئل عن ذلك، فقال: أتاني جبريلُ، فقال: رغِم أنفُ امرئٍ أدرك رمضانَ فلم يُغفرْ له، قُلْ: آمين، فقلتُ: آمين، ورغِم أنفُ امرئٍ ذُكِرتَ عنده فلم يُصلِّ عليك، قُلْ : آمين، فقلتُ: آمين، ورغِم أنفُ رجلٍ أدرك والدَيْه أو أحدَهما فلم يُغفرْ له، قُلْ: آمين، فقلتُ: آمين».

- وعلى المسلم أن يحفظ جوارحه عن الحرام ولاسيما جارحة الكلام (اللسان)؛ ففي صحيح البخاري، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِهِ، فليسَ للَّهِ حاجةٌ بأن يدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ».

- وخير ما يتقرب به العبد إلى ربه في هذا الشهر هو تلاوة القرآن الكريم؛ فيجتمع له فضلان: فضل الصيام وفضل تلاوة القرآن، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - مرغبا فيهما: «الصِّيامُ والقُرآنِ يَشفعانِ للعبدِ، يقولُ الصِّيامُ: ربِّ إنِّي مَنعْتُهُ الطَّعامَ والشَّهواتِ بالنَّهارِ؛ فشفِّعني فيه، ويقولُ القرآنُ: مَنعْتُه النَّومَ باللَّيلِ؛ فشفِّعْني فيه، فيُشَفَّعانِ»


سالم الناشي