الثقة بالنفس


نُناقش في هذا الموضوع فكرةَ "الثِّقة بالنَّفس"، وأثرها في نفسية التلميذ.


تُمثِّل الثقة بالنفس مُنتصف طريق النجاح؛ لأنها تُؤهِّل الفرد للتَّحدُّث بطلاقة، والتَّعبير عن أفكاره وآرائه، وعدم الخوف من ألسنة النَّقد، والتلميذ بحاجة ماسَّة لهذه الثقة، فمن دونها سيكون مكسور النفس، ويُعْرِضُ عن دروسه، ويمقتُ في أحيان كثيرة مُدرِّسه، وهي حالاتٌ نلحظُها في أرض الواقع.

يُمارس المدرس مع التلميذ الخطابَ الآتي: أَنْتَ بطلٌ، أَنْتَ ناجحٌ، أَنْتَ ممتازٌ، ومثلُ هذه الألفاظ مُحفِّزة لطاقة التلميذ؛ فنلمسُ فيه إقبالًا لا نظير له على طلب العلم، ويتخلَّص من العوائق التي تُكبِّل مؤهلاته.

لَمْ ولَنْ يكون المدرس في مُنافسة مع تلميذه بالمُطلق، فالمدرس قبل أن يكون مُلقِّنًا للمعارف والعُلوم هو قدوة لتلاميذه؛ لهذا نشهدُ تعلُّقًا عاطفيًّا للتلميذ تُجاه مدرِّسه؛ لأنه شَعَرَ أنه يسعى لمصلحته، وأنه يُريد له الخير؛ بل إنَّ المدرِّس بأخلاقه الرفيعة ومبادئه النبيلة يتمنَّى لو أنَّ تلاميذه أفضل منه!

ما يمسُّ ثبات الثقة بالنفس نوعيَّة الخطاب المُعتمد تُجاه التلميذ، فنحنُ من خلال الخبرة المكتسبة نستغلُّ الدروس التي يكون فيها عدد التلاميذ قليلًا لنتقرَّب إلى التلميذ ونُحفِّزه ونُشجِّعه، ففي الحصص الاستدراكية على سَبيل المثال، نعتمدُ القراءات الجهورية والحوارات الشفويَّة؛ لإطلاق قُدرات التلميذ، ولتحصيل هذه المعارف، يُمكن للمدرس القراءة في "علمِ النَّفس التربويِّ" ويَسْتَحْوِذُ عليها بالخبرة، وبالخبرة يعرفُ التعامل مع الأنماط المختلفة للتلاميذ.


التدريس أخلاقٌ قبل أن يكون معارفَ تُلقَّن، ونَفْسُ التلميذ بحاجة للاهتمام الشديد، وقد يكون المدرس بكفاءته سببًا في تحفيزه ونجاحه، وبتقصيرٍ منه، رُبَّما يفشل في أهمِّ مهمَّة بالنسبة إليه: إيصال التلاميذ إلى بَرِّ الأمان.
______________________________ _____________________________
الكاتب: أسامة طبش