رُوي من حديث عائشة ، وعلي بن أبي طالب ، وأنس بن مالك ، والبراء بن عازب ، وأبي الدرداء ، ومن مرسل محمد الباقر.

[حديث عائشة]

أخرج أبو عثمان البحيري في "الرابع من فوائده" (43) عن مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ الْوَرَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّرْمَقِيُّ الرَّازِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "** الْقُرْآنُ أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ دُونَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَمَنْ وَقَّرَ الْقُرْآنَ *فَقَدْ *وَقَّرَ *اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ لَمْ يُوَقِّرِ الْقُرْآنَ فَقَدِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، حُرْمَةُ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَحُرْمَةِ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ، حَمَلَةُ الْقُرْآنِ هُمُ الْمَحْفُوفُونَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، الْمُلْبَسُونَ نُورَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، الْمُعَلَّمُونَ كَلامَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَنْ عَادَاهُمْ فَقَدْ عَادَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ وَالاهُمْ فَقَدْ وَالَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «يَا حَمَلَةَ كِتَابِ اللَّهِ اسْتَحْيُوا اللَّهَ بِتَوْقِيرِهِ يُزِدْكُمْ حُبًّا وَيُحَبِّبْكُمْ إِلَى خَلْقِهِ، يُرْفَعُ عَنْ مُسْتَمِعِ الْقُرْآنِ شَرُّ الدُّنْيَا، وَيُرْفَعُ عَنْ تَالِي الْقُرْآنِ بَلْوَى الآخِرَةِ، وَلَمُسْتَمِعُ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ مِنْ صَبِّهِنَّ ذَهَبًا، وَلَتَالِي آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا تَحْتَ الْعَرْشِ إِلَى تُخُومِ الأَرْضِ السُّفْلَى، وَإِنَّ فِي الْقُرْآنِ لَسُورَةً تُدْعَى الْعَزِيزَةَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يُدْعَى صَاحِبُهَا الشَّرِيفَ عِنْدَ اللَّهِ تُشَفِّعُ صَاحِبَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي أَكْثَرِ مِنْ عَدَدِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ» .قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَهِيَ سُورَةُ يس».
وعزّاه المتقي الهندي في "كنز العمال" (528/1) إلى أبي نصر السجزي في "الابانة" ، ونقل عنه قوله: ((هذا من أحسن الحديث وأعز به وليس في إسناده إلا مقبول ثقة!!)).
ومحمد بن الحسن بن علي بن مخلد ، مجهول ، لم أجده.
ومحمد بن عمر ، صوابه "ابن عمير" ، وهو الرازي ، مجهول.
وقد تفرد به محمد بن عمير ، عن هشام بن عروة ، فهو منكر بهذا الإسناد.

[حديث علي بن أبي طالب]
أخرج أبو الفضل الرازي في "فضائل القران" (70) عن أَبي الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ عُجَيْفٍ الشُّومَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حِبَالٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ، نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْهَيْثَمِ التَّيْمِيُّ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْقُرْآنُ أَعْظَمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ دُونَ اللَّهِ، فَمَنْ وَقَرَ الْقُرْآنَ *فَقَدَ *وَقَرَ *اللَّهَ، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّ الْقُرْآنِ فَقَدِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّ اللَّهِ، وَحَمَلَةُ الْقُرْآنِ الْمَخْصُوصُونَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ، الْمُعَلَّمُونَ كَلامَ اللَّهِ، الْمُلْبَسُونَ نُورَ اللَّهِ، مَنْ عَادَاهُمْ فَقَدْ عَادَى اللَّهَ، وَمَنْ وَالاهُمْ فَقَدْ وَالَى اللَّهَ، وَحُرْمَتُهُمْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهَاتِهِمْ عَلَيْهِمْ، يَقُولُ اللَّهُ: يَا حَمَلَةَ الْقُرْآنِ، اسْتَحِبُّوا إِلَى اللَّهِ بِتَوْفِيرِ كِتَابِهِ يَزِدْكُمْ حُبًّا وَيُحْبِبْكُمْ إِلَى عِبَادِهِ، وَيَدْفَعْ عَنْ مُسْتَمِعِ الْقُرْآنِ بَلْوَى الدُّنْيَا، وَيَدْفَعْ عَنْ قَارِئِ الْقُرْآنِ بَلْوَى الآخِرَةِ، وَلَلْمُسْتَمِع ُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ كَنْزِ ذَهَبٍ، وَلَلْقَارِئُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِمَّا تَحْتَ الْعَرْشِ إِلَى الثَّرَى، وَإِنَّ فِي الْقُرْآنِ لَسُورَةٌ تُدْعَى الْعَزِيزَةَ عِنْدَ اللَّهِ، وَيُدْعَى قَارِئُهَا الشَّرِيفَ، وَيَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي مِثْلِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ، وَهِيَ يس".

وإسناده مظلم مسلسل بالمجاهيل. عبد الله بن محمد بن صالح ، ومحمد بن حبال ، وعبد الرحمن بن عبد الله التيمي ، لم أجدهم.
ورشدين بن سعد ، قال أحمد: ((ضعيف)) ، وقال: ((لا بأس به في الأحاديث الرقاق)) ، وقال: ((أرجو أنه صالح الحديث)) ، وقال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال: ((لا يُكتب حديثه)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال عمرو بن علي الفلاس ، وأبو زرعة ، والدارقطني ، وأبو داود ، وابن قانع: ((ضعيف الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((منكر الحديث ، وفيه غفلة ، ويحدث بالمناكير عن الثقات ، ضعيف الحديث)) ، وقال الجوزجاني: ((عنده معاضيل ، ومناكير كثيرة)) ، وقال النسائي: ((متروك الحديث)) ، وقال: ((ضعيف الحديث ، لا يُكتب حديثه)) ، وقال ابن حبان: ((كان ممن يجيب فى كل ما يسأل ، ويقرأ كل ما دُفع إليه سواء كان من حديثه أم من غير حديثه ، فغلبت المناكير فى أخباره)) ، وقال: ((ليس بشئ)).

[حديث أنس بن مالك]
أخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (189/17) عن علي بن الحسن السامي نا حفص بن ميسرة عن عروة عن أنس بن مالك قال: *قال *رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((القرآن أفضل من كل شئ دون الله ومن قرأ القرآن فقد وقر الله ومن استخف بحق القرآن استخف بحق الله وحرمة القرآن في التوراة وقار الله وحملة القرآن المخصوصون برحمة الله ومن والاهم فقد والى الله يدفع عن مستمع القرآن بلاء الدنيا ويدفع عن قارئ القرآن بلاء الآخرة ثم قال يا حملة القرآن إن أهل السماء يدعونكم ...وذكر الحديث)).

وعلي بن الحسن السامي ، قال الدارقطني: ((مصري، يكذب، يروي عن الثقات بواطيل ، مالك ، والثوري ، وابن أبي ذئب)) ، وقال ابن عدي: ((أحاديثه كلها بواطيل ليس لها أصل، وَهو ضعيف جدا)) ، وقال ابن صاعد: ((لا يٌكتب حديث علي بن الحسن السامي لمناكير يرويها)) ، وقال الحاكم وأبو سعيد النقاش: ((روى أحاديث موضوعة)) ، وقال أبو نعيم: ((روى أحاديث منكرة , لا شيء)) ، وقال ابن حبان: ((لَا يحل كِتَابَة حَدِيثه إِلَّا عَلَى جِهَة التَّعَجُّب)).
وحفص بن ميسرة ، لا يروي عن عروة بن الزبير ، إنما يروي عن هشام بن عروة ، عن عروة. فهو منقطع.

وأخرج الديلمي كما في "زهر الفردوس" (3443) ، و"الزيادات" (164) للسيوطي ، عن يحيى بن سليمان حدثنا عبّاد بن عبد الصمد حدثنا أنس رفعه: (يُدفَع عن مستمع القرآن بلوى الدنيا، ويُدفَع عن قارئ القرآن شرُّ الآخرة. واستماع آية مِن كتاب الله عز وجل خير من كنز الذهب. ولَقراءة آية مِن كتاب الله تعالى أفضل مما تحت العرش، لأنه كلام الله تكلم به قبل أن يخلق الخلق، فمن ألحد فيه أو قال فيه برأيه فقد كفر. ولولا أن الله عز وجل يسّره على ألسن البشر لمَا قدر أحدٌ أن يتكلم بكلام الرحمن، وهو قوله تعالى {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32)}).

وعباد بن عبد الصمد ، قال البخاري: ((منكر الحديث)) ، وقال ابن عدي: ((يحدث، عَن أَنَس بالمناكير)) ، وقال: ((له، عَن أَنَس غير حديث منكر وعامة ما يرويه في فضائل علي، وَهو ضعيف منكر الحديث ومع ذلك غالي في التشيع)) ، وقال أبو حاتم: ((ضعيف جدا)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالمتين عندهم)) ، وقال أبو العرب الصقلي: ((يروى مناكير لا يرويها غيره، عَن أَنس)) ، وقال العقيلي: ((أحاديثه مناكير لا يعرف أكثرها إلا به وروى، عَن أَنس نسخة عامتها مناكير)) ، وقال ابن حبان: ((يروي عَن أنس بن مَالك عداده فِي أهل الْبَصْرَة روى عَنهُ أَهلهَا مُنكر الحَدِيث جدا يروي عَن أنس مَا لَيْسَ من حَدِيثه وَمَا أرَاهُ سمع مِنْهُ شَيْئا فَلَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ فِيمَا وَافق الثِّقَات فَكيف إِذا انْفَرد بأوابد)) ، وقال: ((لَهُ عَنْ أنس نسخة أكثرها موضوعة)).

[حديث البراء بن عازب]
أخرج تمام في "فوائده" (301) عن أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا طَلْحَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ وَرَتِّلُوهُ، وَلَا تَهُذُّوا الْقُرْآنَ كَهَذِّ الشِّعْرِ، وَلَا تَنْثُرُوا نَثْرَ الدَّقَلِ، يَنْبَغِي لِلْقَارِئِ أَنْ يَفْهَمَ مَا يَقْرَأُ وَلَتَالِي آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ *أَفْضَلُ *مِمَّا *تَحْتَ *الْعَرْشِ *إِلَى *تُخُومِ الْأَرَضِينَ السُّفْلَى السَّابِعَةِ، وَمَا تَقَرَّبَ الْمُتَقَرِّبُو نَ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِمَّا خَرَجَ مِنْهُ، يَعْنِي الْقُرْآنَ، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَرَأَى أَنَّ أَحَدًا أُعْطِيَ أَفْضَلَ مِمَّا أُعْطِيَ فَقَدْ حَقَّرَ مَا عَظَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعَظَّمَ مَا حَقَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ...)).
ومحمد بن يحيي ، لم أعرفه.
وقال أبو عمرو ياسر فتحي في "فضل الرحيم الودود" (473/16): ((هو حديث باطل بهذا السياق، فقد رواه جم غفير من الثقات، عن طلحة بن مصرف، أنه سمع عبد الرحمن بن عوسجة، يقول: سمعت البراء بن عازب، يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: … فذكروه بدون هذه الألفاظ.
وهذا إسناد كوفي صحيح؛ رواه شعبة، والأعمش، وأبو إسحاق السبيعي، وزيد بن أبي أنيسة، ومالك بن مغول، ومنصور بن المعتمر، وزبيد بن الحارث اليامي، والحسن بن عبيد الله النخعي، وفطر بن خليفة، وعيسى بن عبد الرحمن السلمي، وعبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبجر [وهم ثقات]؛ وحماد بن أبي سليمان [صدوق له أوهام] [لكن الراوي عنه: سعيد بن زربي: منكر الحديث، وله فيه زيادة تفرد بها]؛ ومحمد بن طلحة بن مصرف، وحجاج بن أرطاة، وليث بن أبي سليم، وابن أبي ليلى [متكلم في حفظهم، يكتب حديثهم في المتابعات]؛ وعبد الرحمن بن زبيد اليامي، وغيرهم كثير:
عن طلحة بن مُصَرِّف، عن عبد الرحمن بن عَوْسَجَةَ، عن البراء بن عازب، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من منح مَنِيحَةَ وَرِقٍ، أو هدى زُقَاقًا، أو سقى لبنًا، كان له عدل رقبة، أو: نسمة.
ومن قال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر مرار، كان له عدل رقبة، أو: نسمة".
وكان يأتينا إذا قمنا إلى الصلاة، فيمسح صدورنا، أو: عواتقنا، يقول: "لا تختلف صفوفُكم فتختلف قلوبُكم".
وكان يقول: "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول، أو: الصفوف الأول".
وقال: "زينوا القرآن بأصواتكم".
وفي رواية: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من منح منيحة لبن، أو ورِق، أو هدى زقاقًا، كان له مثل عتق رقبة".
قال: وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول".
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح مناكبهم وصدورهم إذا قام إلى الصلاة، ويقول: "استووا، ولا تختلفوا؛ فتختلف قلوبكم")).
انتهى.

[حديث أبي الدرداء]
أخرج الثعلبي في "الكشف والبيان" (220/2) عن إسحاق بن بشر ، قال: نا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "القرآن أفضل من كل شيء دون الله، فمن وقَّر القرآن فقد وقَّر الله، ومن لم يوقر القرآن فقد استخف بحرمة الله. حرمة القرآن على الله كحرمة الوالد علي ولده".

وإسحاق بن بشر ، قال أبو بكر بن أبي شيبة ، وموسى بن هارون الحمال: ((كذاب)) ، وقال ابن عدي: ((هو في عداد من يضع الحديث)) ، وقال الدارقطني: ((متروك)) ، وقال: ((ضعيف الحديث)) ، وقال الخطيب: ((يروي عن مالك بن أنس، وأبي معشر نجيح، وكامل أبي العلاء، وغيرهم من الرفعاء أحاديث منكرة)) ، وقال: ((واهي الحديث)) ، وقال الفلاس: ((متروك الحديث)) ، وقال العقيلي: ((منكر الحديث)) ، وقال ابن قانع: ((ضعيف)) ، وقال أبو زرعة: ((كان يكذب يحدث عن مالك وأبي معشر بأحاديث موضوعة)) ، وقال أبو حاتم: ((كان يكذب)) ، وقال ابن حبان: ((سكن بَغْدَاد مُدَّة وَحَدَّثَهُمْ بِهَا كَانَ يضع الْحَدِيث عَلَى الثِّقَات وَيَأْتِي بِمَا لَا أصل لَهُ عَن الْأَثْبَات مثل ذَلِك وَغَيره روى عَنْهُ البغداديون وَأهل خُرَاسَان لَا يحل كتب حَدِيثه إِلَّا عَلَى جِهَة التَّعَجُّب)).

[مرسل محمد بن علي الباقر]
أخرج الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (1357) ، عن أصرم بن حوشب، عن بقية بن الوليد، عن المعتمر بن أشرف، عن محمد بن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((القرآن أفضل من كل شيءٍ دون الله، وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه، ومن وقر القرآن، فقد وقر الله، ومن لم يوقر القرآن، لم يوقر الله، وحرمة القرآن عند الله كحرمة الوالد على ولده، القرآن شافعٌ ومشفعٌ، وماحلٌ مصدقٌ، فمن شفع له القرآن، شفع، ومن محل به القرآن، صدق، ومن جعله أمامه، قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه، ساقه إلى النار، حملة القرآن هم المحفوفون برحمة الله، الملبسون نور الله، المعلمون كلام الله، من والاهم، فقد والى الله، ومن عاداهم، فقد عادى الله. يقول الله تعالى: يا حملة القرآن! استجيبوا لربكم بتوقير كتابه، يزدكم حباً، ويحببكم إلى عباده، يدفع عن مستمع القرآن بلوى الدنيا، ويدفع عن تالي القرآن شر الآخرة، ومن استمع آيةً من كتاب الله، كان له خيراً من ثبيرٍ ذهباً. ومن قرأ آية من كتاب الله، كان أفضل مما تحت العرش إلى التخوم، وإن في كتاب الله لسورةً تدعى: القريرة، يدعى صاحبها: الشريف يوم القيامة، تشفع لصاحبها أكثر من ربيعة ومضر، وهي سورة {يس})).

وأصرم بن حوشب ، قال ابن معين: ((كَذَّاب خبيثٌ)) ، وَقال البُخاري ، ومسلم ، والنسائي ، والفلاس ، وأبو حاتم: ((متروك)) ، وقال الدارقطني: ((منكر الحديث)) ، وقال السعدي: ((ضعيف)) ، وقال ابن حبان: ((كان يضع الحديث على الثقات)) ، وقال ابن المديني: ((كتبت عنه بهمذان وضربت على حديثه)) ، وقال: ((لقيناه بهمذان ثم حدَّث بعدنا بعجائب وضَعَّفَهُ جدا)) ، وقال الحاكم ، والنقاش: ((يروي الموضوعات)) ، وقال الخليلي: ((روى عن نهشل، عن الضحاك، عن ابن عباس مناكير ، وروى الأئمة عنه ثم رأوا ضَعْفَه فتركوه)) ، وقال الخطيب: ((قدم بغداد وحدث بها، فكتب عن أهلها. ثم بان لهم كذبه، فتركوا الرواية عنه إلا نفرا)) ، وقال ابن عدي: ((عامة رواياته غير محفوظة، وهو بَيِّن الضعف)).

وخالفه هَارُونُ بْنُ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيُّ ، فرواه عن بَقْيَةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنِي الْمُعْتَمِرُ بْنُ أَبِي شَرِفٍ أَبُو الْحَجَّاجِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْقُرْآنُ أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ دُونَ اللَّهِ، فَمَنْ وَقَّرَ الْقُرْآنَ *فَقَدْ *وَقَّرَ *اللَّهَ، وَمَنْ لَمْ يُوَقِّرْهُ فَلَمْ يُوَقِّرِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، حُرْمَةُ الْقُرْآنِ كَحُرْمَةِ الْوَلَدِ عَلَى وَالِدِهِ، أَوْ كَحُرْمَةِ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ».
أخرجه أبو طاهر السلفي في "الثامن عشر من المشيخة البغدادية" (10).
ومعتمر بن أبي شرف ، قال أبو حاتم: ((روى عن حجاج بن أرطأة روى عنه بقية بن الوليد)).
قلت: فالظاهر أن في الإسناد تحريف أو خطأ ، وصوابه "عن الحجاج ، عن محمد بن علي".
ومعتمر ، مجهول.
وحجاج ، مدلس ، ولم يصرح بالتحديث.

والله أعلم.