رُوي من حديث عبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عباس ، وأبي موسى الأشعري ، وأنس بن مالك.

[حديث عبد الله بن عمر]

رواه سعيد بن جبير ، واختُلف عليه:
- فرواه جرير بن حازم ، واختُلف عليه:
-- فرواه أبو سلمة موسى بن إسماعيل ، عنه ، عن يعلى بن حكيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الحياء والإيمان قرنا جميعا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر». [مرفوع]
أخرجه الحاكم في "المستدرك" (58) ، وأبو جعفر بن البختري في "الحادي عشرمن فوائده" (74) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (7331) ، وابن المحب الصامت في "الصفات" (646) ، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (297/4).

قال محمد بن غالب - الراوي عن أبي سلمة - : ((حدثنا به أبو سلمة في الفوائد فأسنده، وحدثنا به في حديث جرير بن حازم ولم يقل فيه: عن النبي صلى الله عليه وسلم)).
وقال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرطهما، فقد احتجا برواته ولم يخرجاه بهذا اللفظ)).
وقال أبو نعيم: ((غريب من حديث سعيد، تفرد به عنه يعلى)).

-- ورواه عبد الله بن المبارك ، وأبو أسامة ، ووهب بن جرير ، عنه ، عن يعلى بن حكيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عمر قال: ((إن الحياء والإيمان قرنا جميعا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر)) [موقوف]
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1313) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (25350) (30372) ، وفي "الإيمان" (21) ، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (884).

قال العراقي: ((حديث صحيح غريب *إلا *أنه *قد *اختلف *على *جرير *بن *حازم *في *رفعه *ووقفه)).
انظر: "فيض القدير" (426/3) للمناوي.
قلت: والموقوف أصح.

- ورواه بكير بن شهيب ، عنه ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: «الْحَيَاءُ وَالْإِيمَانُ فِي قَرْنٍ فَإِذَا انْتُزِعَ أَحَدُهُمَا تَبِعَهُ الْآخَرُ».
أخرجه محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (885).
وبكير بن شهيب ، مستور الحال.
قلت: وجرير أثبت وأحفظ منه ، فروايته أصح.

[حديث عبد الله بن عباس]
أخرج الطبراني في "الأوسط" (8313) ، وابن عدي في "الكامل" (493/8) ، عن يوسف بن خالد السمتي، نا سلم بن بشير، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الحياء والإيمان في قرن، فإذا سلب أحدهما اتبعه الآخر»
قال الطبراني: ((لم يرو هذا الحديث عن عكرمة إلا سلم بن بشير، تفرد به: السمتي)).

ويوسف بن خالد السمتي ، قال ابن معين: ((كذاب ، خبيث عدو الله ، رجل سوء ، رأيته بالبصرة ما لا أحصى ، لا يحدث عنه أحد فيه خير)) ، وقال: ((كذاب ، زنديق لا يكتب عنه)) ، وقال أبو حاتم: ((ذاهب الحديث)) ، وقال أبو زرعة: ((ذاهب الحديث ، ضعيف الحديث ، اضرب على حديث)) ، وقال عمرو بن علي الفلاس: ((يكذب)) ، وقال البخاري: ((سكتوا عنه)) ، وقال أبو داود: (((كذاب)) ، وقال النسائي: ((ليس بثقة ولا بمأمون)) ، وقال العجلي: ((ليس بثقة ، متروك الحديث)) ، وقال ابن حبان: ((كان يضع الأحاديث على الشيوخ ، ويقرأها عليهم ثم يرويها عنهم ، لا تحل الرواية عنه)) ، وقال ابن عدي: ((رواياته فِيهَا نظر وكان من أصحاب أبي حنيفة وقد أجمع على كذبه أهل بلده)).

وتابعه عدي بن الفضل ، عن سلم بن بشير به.
أخرجه محمد بن مخلد في "المنتقى من حديثه" (70).

وعدي بن الفضل ، قال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال مرة ، والنسائي: ((ليس بثقة)) ، وقال مرة: ((لا يُكتَبُ حَدِيثُهُ وَلا كَرَامَةَ)) ، وقال أبو حاتم: ((متروك الحديث)) ، وقال أبو زرعة: ((ليس بقوي)) ، وقال أبو داود: ((ضعيف ، لا يكتب حديثه)) ، وقال ابن المديني: ((كان ضعيفاً)) ، وقال الدارقطني: ((متروك)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ مِمَّن كثر خَطؤُهُ حَتَّى ظهر الْمَنَاكِير فِي حَدِيثه فَبَطل الِاحْتِجَاج بروايته)) ، وقال العجلي: ((ضعيف الحديث)) ، وقال الساجي: ((ضعيف ، كان من العباد ، ولم يكن يكذب ، كان يهم فى الحديث)) ، وقال الجوزجاني: ((لم يقبل الناس حديثه)) ، وقال يعقوب بن سفيان: ((ضعيفٌ متروكٌ)) ، وقال البزار: ((ليس بالحافظ)).

وأخرج أبو العباس الأصم في "الثاني والثالث من حديثه" (162) ، ومن طريقه البيهقي "شعب الإيمان" (7329) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1867) ، عن أبي عتبة، نا بقية ، نا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن مورق العجلي ، عن ابن عباس قال: "الحياء والإيمان في طلق، فإذا انتزع أحدهما من العبد اتبعه الآخر".

وأبو عتبة أحمد بن الفرج ، قال ابن أبي حاتم: ((محله الصدق)) ، وقال مسلمة: ((ثقة مشهور)) ، ، ووثقه أبو عبد الله الحاكم ، وذَكَره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: ((يخطىء)) ، وقال ابن عَدِي: ((أَبو عتبة مع ضعفه قد احتمله الناس ورَوَوا عنه)) ، وقال: ((وأَبو عتبة وسط، ليس ممن يحتج بحديثه، أو يتدين به، إلا أنه يُكتب حديثه)) ، وقال الحاكم أبو أحمد: ((قدم العراق فكتبوا عنه ، وأهلها حسنوا الرأي فيه لكن محمد بن عوف كان يتكلم فيه ورأيت ابن جَوْصَاء يضعف أمره)) ، وقال محمد بن عوف: ((هَذَا كذاب)) ، وقال: ((كتبه التي عنده لضمرة وابن أَبِي فديك من كتب أَحْمَد بْن النضر وقعت إليه، وليس عنده فِي حديث بقية بْن الوليد أصل، هو فيها أكذب خلق اللَّه، إنما هي أحاديث وقعت إليه فِي ظهر قرطاس كتاب صاحب حديث فِي أولها مكتوب: حَدَّثَنَا يَزِيد بْن عَبْد ربه - [متروك] - قَالَ: حَدَّثَنَا بقية)) ، وقال: ((وحدث عن عقبة بن علقمة بلغني أن عنده كتابا وقع إليه فيه مسائل ليست من حديثه فوقفه عليها فتى من أصحاب الحديث قال له: اتق الله يا شيخ)) ، وقال أبو هاشم عبد الغافر بن سلامة: ((سمعت عمي وأصحابنا يقولون: إنه كذاب فلم أكتب عنه شيئًا)).

وسعيد بن بشير ، قال شعبة: ((صدوق الحديث)) ، وقال ابن عيينة: ((كان حافظا)) ، وقال أبو مسهر: ((لم يكن فى جندنا أحفظ منه ، وهو ضعيف ، منكر الحديث)) ، وقال دحيم: ((كان مشيختنا يقولون : هو ثقة ، لم يكن قدريا)) ، وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبى ، و أبا زرعة و ذكرا سعيد بن بشير ، فقالا : ((محله الصدق عندنا)). قلت لهما : يحتج بحديثه ؟ قالا: ((يحتج بحديث ابن أبى عروبة و الدستوائى ، هذا شيخ يكتب حديثه)) ، وقال ابن عدي: ((له عند أهل دمشق تصانيف ، لأنه سكنها وهو بصرى ، ورأيت له تفسيرا مصنفا من رواية الوليد عنه ، ولا أرى بما يروى عن سعيد بن بشير بأسا ، ولعله يهم فى الشىء بعد الشىء ويغلط ، والغالب على حديثه الاستقامة ، والغالب عليه الصدق)) ، وحدث عنه ابن مهدي ثم تركه ، وقال أبو زرعة الدمشقى: سألت أحمد بن حنبل ، عن سعيد بن بشير ، فقال: ((أنتم أعلم به ، قد روى عنه أصحابنا وكيع و الأشيب)) ، وقال أبو الحسن الميمونى: ((رأيت أبا عبد الله [الإمام أحمد] يضعف أمره)) ، وقال أحمد: ((ليس حديثه بشيء)) ، وقال ابن معين: ((ليس بشىء)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال: ((عنده أَحاديث غرائب عن قتادة، وليس حديثُه بكل ذاك)) ، وقال محمد ابن نمير: ((منكر الحديث ، ليس بشىء ، ليس بقوى الحديث ، يروى عن قتادة المنكرات)) ، وقال الساجي: ((حدث عن قتادة بمناكير)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ رَدِيء الْحِفْظ فَاحش الْخَطَأ يَرْوِي عَن قَتَادَة مَا لا يُتَابع عَلَيْهِ وَعَن عَمْرو بْن دِينَار مَا لَيْسَ يعرف من حَدِيثه)) ، وقال البخاري: ((يتكلمون فى حفظه ، وهو يحتمل)) ، وقال النسائي ، وأبو داود ، وابن المديني: ((ضعيف)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ليس بالقوى عندهم)) ، وقال البزار: ((صالح ليس به بأس)) ، وقال: ((لا يُحتج بما انفرد به)) ، وقال الدارقطني: ((ليس بقوي في الحديث)).
قلت: فمثله لا يُحتمل تفرده عن قتادة ، فهو منكر.

وأخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (7330) عن محمد بن يونس الكديمي ، أنا المعلى بن الفضل ، نا ابن المبارك ، عن الحسن ، عن سلم بن بشير بن جحل ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الحياء والإيمان في قرن، فإذا سلب أحدهما تبعه الآخر".

وأبو العباس الكديمي ، قال أحمد: ((حسن الحديث)) ، وقال محمد بن الهيثم: ((ما علمت إلا خيرا)) ، وقال عبدان الأهوازي: ((رجل معروف بالطلب والسماع الكثير)) ، وقال الخطيب: ((كان حافظا ، كثير الحديث ، سافر وسمع بالحجاز ، واليمن ، ثم انتقل إلى بغداد ، فسكنها ، و حدث بها ، و لم يزل معروفا عند أهل العلم بالحفظ ، مشهورا بالطلب مقدما فى الحديث حتى أكثر روايات الغرائب والمناكير فتوقف إذ ذاك بعض الناس عنه ، ولم ينشطوا للسماع منه)) ، وقال جعفر الطيالسي: ((ثقة ، ولكن أهل البصرة يحدثون بكل ما يسمعون)) ، وكذّبه أبو داود ، وقال الدارقطني: ((كان يتهم بوضع الحديث ، وما أحسن فيه القول إلا من لم يختبر حاله)) ، وقال: ((متروك)) ، وقال ابن حبان: ((كان يضع الحديث ، لعله قد وضع على الثقات أكثر من ألف حديث)) ، وقال ابن عدي: ((قد اتهم بالوضع ، وادعى الرواية عمن لم يرهم ; ترك عامة مشائخنا الرواية عنه ، ومن حدث عنه نسبه إلى جده لئلا يعرف)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((ذاهب الحديث ، تركه ابن صاعد وابن عقدة ، وسمع منه ابن خزيمة ولم يحدث عنه ، وقد حفظ فيه سوء القول عن غير واحد من أئمة الحديث)) ، وقال الخليلي: ((ليس بذاك القوى ، ومنهم من يقويه)).

ومعلى بن الفضل ، قال ابن عدي: ((له غير ما ذكرت وفي بعض رواياته نكرة)) ، وذَكَره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال: ((يعتبر بحديثه من غير رواية الكديمي عنه)) ، وقال البزار: ((لا بأس به)).

[حديث أبى موسى الأشعري]
أخرج الطبراني في "الأوسط" (4471) ، و"الصغير" (622) ، ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (94/10) ، وفي "تلخيص المتشابه" (104/1) ، عن عبد الله بن محمد بن عبيدة القومسي قال: نا أبي قال: نا أبو إسحاق الفزاري، عن مالك بن مغول، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحياء والإيمان مقرونان، لا يفترقان إلا جميعا»
قال الطبراني: ((لم يرو هذا الحديث عن مالك بن مغول إلا أبو إسحاق الفزاري، تفرد به: محمد بن عبيدة)).
وقال: ((لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الشَّعْبِيِّ إِلَّا مَالِكٌ , وَلَا عَنْ مَالِكٍ إِلَّا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ عُبَيْدَةَ)).

وعبد الله بن محمد بن عبيدة ، وأبوه ، مجهولان.

[حديث أنس بن مالك]
أخرج ابن عدي في "الكامل" (533/3) ، وعبد الجبار الخولاني في "تاريخ داريا" (ص125) ، وأبو الفرج الثقفي في "عروس الأجزاء" (79) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (437/16) ، (330/37) ، وأبو بكر بن عبد الدائم في "عواليه" (3) ، والحاكم في "تاريخ نيسابور" - كما نقله عنه السمعاني في "الأنساب" (55/5) - ، والسيوطي في "العشاريات" (7) ، عن الحسن، حدثنا خراش، حدثنا مولاي أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحياء والإيمان في قرن واحد فإذا ما سلب أحدهما اتبعه الآخر)).

وأبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا ، قال الدارقطني: ((متروك)) ، وقال: ((كتب وسمع، ولكنه وضع أسانيد ومتونًا)) ، وقال ابن عدي: ((يضع الحديث، ويسرق الحديث ويلزقه عَلَى قوم آخرين، ويحدث عَنْ قوم لا يعرفون، وهو متهم فيهم، وإن اللَّه لم يخلقهم، وعامة ما حدث به- إلا القليل- موضوعات، وكنا نتهمه بل نتيقنه أَنَّهُ هو الذي وضعها)) ، وقال: ((كنا نتهمه بوضع الحديث، وَهو ظاهر الأمر في الكذب)) ، وقال أبو محمّد الحسين بن علي الصيمري: ((كذاب عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ عَلَى النَّبِيّ ما لم يقل)) ، وقال أبو أحمد الحاكم: ((فيه نظر)) ، وقال ابن حبان: ((يَرْوِي عَن شُيُوخ لَمْ يرهم وَيَضَع عَلَى من رَآهُمْ الْحَدِيث)) ، وقال: ((حَدَّثَ عَن الثِّقَات بالأشياء الموضوعات مَا تَزِيدُ عَلَى أَلْفِ حَدِيثٍ سِوَى الْمَقْلُوبَاتِ)).

وخراش بن عبد الله ، قال ابن عدي: ((مجهول ليس بمعروف وما أعلم حدث عنه ثقة أو صدوق إلاَّ الضعفاء وهذه الأحاديث، عَن أَنَس عامة متونها صالحة قد روى من غير هذا الوجه في بعض هذه المتون مناكير فإذا لم يعرف الرجل وكان مجهولا كان حديثه مثله)) ، وقال ابن حبان: ((كَانَ يزْعم أَنَّهُ خدم أَنَس بْن مَالِك روى عَنْهُ أهل الْعرَاق أَتَى عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنسخة مِنْهَا أَشْيَاء مُسْتَقِيمَة وفيهَا أَشْيَاء مَوْضُوعَة ، لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ وَلَا كِتَابَة حَدِيثه إِلَّا إِلَى عَلَى جِهَة الِاعْتِبَار)) ، وقال: (([روى] أَشْيَاء .. إِذَا تأملها من هَذَا الشَّأْن صناعته علم أَنَّهُ كَانَ يضع الحَدِيث وضعا)) ، وقال أبو بكر بن عبد الدائم: ((لا يُحتج به)) ، وقال الذهبي: ((ساقط عدم)).

والله أعلم.