كيف تزرع في نفسك الرغبة في النجاح؟

أسامة طبش



ترغب في النجاح وتسعى إلى تحقيقه، لكنك تبحث دومًا عن الرغبة الشديدة التي تجعلك تواصل دون كللٍ أو ملل مع الصعاب والمحن، والعقبات والفشل.



اختر ما يثير فيك هذه الرغبة الشديدة، فإذا كنت غير مرتاح في وظيفتك، فلن تنجح فيها، وإذا كانت مدينتك لا توفر لك الفرص التي تحتاجها، لن تحقق ما هو مأمول لك منها، وإذا كان ديدن حياتك لا يمنحك النشاط والفاعلية التي أنت بحاجة إليها، لن تجسد الملموس الذي تحلم به.


تقول في نفسك أنك بحاجة إلى مُعين يمد لك يد المساعدة، بإحداث هذه الرغبة الشديدة فيك، فلا تنطفئ، إذا كنت بهذا المنطق فأنت مخطئ، لا تعتقد أن هؤلاء الذين حققوا نجاحهم الباهر في الحياة، وجدوا الطريق مفروشًا لهم بالزهور، لقد ضحوا وسهِروا الليالي وضاعت أجمل سنوات أعمارهم، حتى بلغوا ما صبوا إليه.


شرارة الرغبة الشديدة موجودة فيك، فيما تحب وتتوق إليه، تملِك القدرات، بحوزتك الإمكانيَّات، رغبتك الشديدة هي التي تدفعك لاستثمارها، فإذا كان غيرك يقضي ثماني ساعات في عمله، أنت تضيف عليها، بالاستيقاظ باكرًا، وتنويع النشاطات، واستغلال أيام الراحة كما ينبغي.


يلزم الحياة نفس طويل؛ لأنها رحلة ماتعة، اقترب ممن بلغ من السن عتيًّا، واسأله عن ماضيه وتجاربه فيه، سَيسرد عليك ما مرَّ به كتابًا مفتوحًا تقرأه بعينك، فتأخذ المعاني والعبر، فتَشْحَذ همتك لتصبح أكثر متانة وصلابة.


ادعم مواهبك بما يصقلها، فلك أن تكتسب لغة جديدة، ولك أن تمارس الرياضة التي تحبها، وتخصص لها وقتًا كافيًا، ولك القراءة وتجديد أفكارك، فتَكون الإنسان الذي يُعنى ويَهتم بذاته.



تخطيطك لحياتك يُجنِّبك التعلق بالصدف، فلو اعتقدت أنها سَتأتيك بما تُريد وأنت مكتوف اليد، سَتبقى تنتظر مدة ليست بالقصيرة، ولن يَحصل ما كنت ترنو إليه، فأَحْدِثْ هذا التغيير بمبادرتك، وتَغيير نمط تفكيرك إلى الأحسن، رَكِّز على الجانب المملوء لا الفارغ، واشحذ شرارة رغبتك كلما أحسستَ بانطفاء جذوتها.


تحتاج إلى الفاعلية والتصميم، وأن تنقل هذه المشاعر إلى غيرك، فيُحسُّوا أنك أصبحت شخصًا آخر محبًّا للحياة، وراغبًا للنجاح فيها، مُغذِّيًا للأمل القابع فيه، ومُتسلحًا بالأسلحة الموصلة إليه.