رُوي من حديث حذيفة بن اليمان ، وعبد الله بن عمر ، ومن قول إبراهيم بن أدهم ، ومن قول الأوزاعي ، ومن قول يونس بن عبيد.

[حديث حذيفة بن اليمان]
رواه روح بن صلاح ، عن سفيان الثوري ، عن منصور بن المعتمر ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة بن اليمان ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سيأتي عليكم زمان لا يكون فيه شيء أعز من ثلاث: درهم حلال، أو أخ يستأنس به، أو سنة يعمل بها»

أخرجه الطبراني في "الأوسط" (88) ، وأبو نعيم في "الحلية" (370/4) (127/7) ، وفي "تاريخ أصبهان" (364/1) ، والديلمي كما في "زهر الفردوس" (2824) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (754) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (31/13) ، وابن الجوزي في "العلل" (1202) ، وابن العديم في "تاريخ حلب" (351/5).
قال الطبراني: ((لم يروه عن سفيان إلا روح بن صلاح)).
وقال أبو نعيم: ((غريب من حديث الثوري، تفرد به روح بن صلاح عنه)).

وروح بن صلاح بن سيابة الحارثي ، قال الدارقطني: ((كان ضعيفا في الحديث)) ، وقال ابن عدي: ((ضعيف)) ، وقال: ((وله أحاديث ليست بالكثيرة، عنِ ابْن لَهِيعَة والليث وسعيد بْن أبي أيوب ويحيى بْن أيوب وحيوة وغيرهم وفي بعض حديثه نكرة)) ، وقال ابن يونس: ((رُويت عنه مناكير)) ، وقال ابن ماكولا: ((ضعفوه)) ، وذكره ابن حبان في "الثقات" ، ووثقه الحاكم.

قلت: هذا منكر باطل عن الثوري!.

[حديث عبد الله بن عمر]
رواه أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، ثنا أبي، ثنا محمد بن أيوب الرقي، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قل ما يوجد في آخر الزمان درهم من حلال، أو أخ يوثق به»
أخرجه أبو علي القشيري في "تاريخ الرقة" (ص120) ، والدارقطني في "الأفراد" ، وأبو نعيم في "الحلية" (94/4) ، وابن عدي في "الكامل" (508/7).

وتابع أبا فروة ، الحسن بن عبد الرحمن ، عن محمد بن يزيد بن سنان به.
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (106/55).
والحسن بن عبد الرحمن ، الظاهر أنه الاحتياطي ، قال ابن عدي: ((يسرق الحديث، وَلا يشبه حديثه حديث أهل الصدق)) ، وقال الأزدي: ((لو قلت كان كذابا لجاز)) ، وقال ابن المديني: ((تركوا حديثه)) ، وقال أحمد: ((أعرفه بالتخليط)).

وتابعه كذلك فتح بن شخرف ، عن محمد بن يزيد بن سنان به.
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (381/12) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (229/48).
وفي إسناده *أَبُو *الْحَسَنِ *حَامِدُ *بْنُ *إِدْرِيسَ بْنِ محمّد بن إدريس الموصلي ، مجهول ، لم أجده.

قال الدارقطني كما في "أطراف الغرائب والأفراد" (3160): ((تفرد بِهِ مُحَمَّد بن أَيُّوب الرقي عَن مَيْمُون)).
وقال أبو نعيم: ((غَرِيبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ)).

وأورده ابن عدي في ترجمة "محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي" ، وقال عقبه: ((وهذان الحديث لا يرويه بهذا الإسناد إلا يزيد بن سنان عن محمد بن أيوب، عن ميمون، عن ابن عمر وقد أتي هذا الحديث من يزيد بن سنان لا من محمد بن أيوب الرقي، وهو عزيز الحديث، ومحمد بن أيوب ليس له من الحديث إلا مقدار خمسة أو ستة ويزيد بن سنان الرهاوي، يكنى أبا فروة له حديث كثير عن مشايخ يروي عنهم كثيرا ومن حديثه صدر صالح مما لا يوافقه الثقات عليه)).
قلت: كذا قال ((يزيد بن سنان عن محمد بن أيوب))! ، وإنما رواه محمد بن يزيد بن سنان ، عن محمد بن أيوب. فالظاهر أنه وهم من ابن عدي رحمه الله ، وقد تبعه على ذلك ابن الجوزي في "العلل" (1203) ، فقال: ((وَقَدْ رَوَى يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الرَّهَاوِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ...فذكره) ).

وأبو فروة يزيد بن محمد ، وثقه الحاكم ، وقال ابن أبي حاتم: ((كتب إلي وإلى أبي ببعض حديثه)) ، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأبوه محمد بن أبي فروة ، قال أبو حاتم: ((ليس بالمتين هو أشد غفلة من أبيه مع أنه كان رجلا صالحا لم يكن من أحلاس الحديث ، صدوق ، وكان يرجع إلى ستر و صلاح ، وكان النفيلى يرضاه)) ، وقال البخاري: ((يروى عن أبيه مناكير)) ، وقال أبو داود: ((ليس بشئ)) ، وقال النسائي: ((ليس بالقوي)) ، وقال الترمذي: ((لا يتابع على روايته ، وهو ضعيف)) ، وقال الدارقطني: ((ضعيف)) ، وقال الحاكم ، ومسلمة: ((ثقة)).
ومحمد بن أيوب ، قال أبو حاتم: ((ضعيف الحديث)) ، وقد فرق الذهبي ، والنباتي بين محمد بن أيوب الذي يروي عن ميمون بن مهران ، وبين الذي يروي عن مالك بن أنس ، وقال ابن حجر: ((والذي يظهر لي أنهما واحد)). ومحمد بن أيوب الراوي عن مالك بن أنس ، قال ابن حبان: ((شيخ يضع الحَدِيث)).

[قول إبراهيم بن أدهم]
رواه منصور بن مجاهد ، عن رشدين بن سعد ، عن إبراهيم بن أدهم ، قال: ((أعز الأشياء في آخر الزمان ثلاثة: أخ يؤنس به، وكسب درهم من حلال، وكلمة حق عند ذي سلطان)).
أخرجه أبو ذر الهروي في "فوائده" (17) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (35/2).
ومنصور بن مجاهد ، قال الأزدي: ((كان يضع الحديث)).

وتابعه سعيد بن كثير بن عفير ، عن رشدين به.
أخرجه أبو إسماعيل الهروي في "ذم الكلام" (950) ، عن عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير ، عن أبيه به.
وعبيد الله بن سعيد ، قال ابن حبان: ((يروي عَن أَبِيه عَن الثِّقَات الْأَشْيَاء المقلوبات لَا يشبه حَدِيثه حَدِيث الثِّقَات)) ، وقال: ((لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد)).

ورشدين بن سعد ، قال أحمد: ((ضعيف)) ، وقال: ((لا بأس به في الأحاديث الرقاق)) ، وقال: ((أرجو أنه صالح الحديث)) ، وقال ابن معين: ((ليس بشئ)) ، وقال: ((لا يُكتب حديثه)) ، وقال: ((ضعيف)) ، وقال عمرو بن علي الفلاس ، وأبو زرعة ، والدارقطني ، وأبو داود ، وابن قانع: ((ضعيف الحديث)) ، وقال أبو حاتم: ((منكر الحديث ، وفيه غفلة ، ويحدث بالمناكير عن الثقات ، ضعيف الحديث)) ، وقال الجوزجاني: ((عنده معاضيل ، ومناكير كثيرة)) ، وقال النسائي: ((متروك الحديث)) ، وقال: ((ضعيف الحديث ، لا يُكتب حديثه)) ، وقال ابن حبان: ((كان ممن يجيب فى كل ما يسأل ، ويقرأ كل ما دُفع إليه سواء كان من حديثه أم من غير حديثه ، فغلبت المناكير فى أخباره)) ، وقال: ((ليس بشئ)).

[قول الأوزاعي]
رواه بيان بن الحكم، حدثنا محمد بن حاتم، حدثنا بشر بن الحارث رحمه الله قال: سمعت المعافى بن عمران، عن الأوزاعي قال: كان يقال: «يأتي على الناس زمان أقل شيء في ذلك الزمان أخ مؤنس، أو درهم من حلال، أو عمل في سنة»
أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده على الزهد" (964) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (355/8).
وبيان بن الحكم ، قال الذهبي: ((لا يُعرف)).

ورواه زافر ، عن المستلم ، عن الأوزاعي قال: ((لا يكون في آخر الزمان شئ أعز من أخ مؤنس أو كسب درهم من حله أو سنة يعمل به)).
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (202/35) ، وإسناده حسن.

[قول يونس بن عبيد]
رواه سعيد بن عامر، عن أسماء بن عبيد، عن يونس بن عبيد قال: ((ليس شيء أعز من شيئين: من درهم طيب، ورجل يعمل على سنة)).
أخرجه البغوي في "الجعديات" (1342) ، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (489) ، والبيهقي في "الزهد" (914) ، وأبو نعيم في "الحلية" (17/3).
وإسناده جيد.

ورواه ابن عائشة عن حزم بن أبي حزم قال: كان يونس بن عبيد يمر بنا في بني لاحق فيقول: ((ما أعرف اليوم شيئا أعز من شيئين: درهم حلال وأخ في الله عز وجل)).
أخرجه المعافى بن زكريا في "الجليس الصالح" (ص595).
وسنده حسن.

ورواه سليمان بن المغيرة قال: سمعت يونس بن عبيد، يقول: «ما أعلم شيئا أقل من درهم طيب ينفقه صاحبه في حق أو أخ يسكن إليه في الإسلام، وما يزدادان إلا قلة».
رواه نعيم بن حماد في "زياداته على الزهد لابن المبارك" (ص62) ، وأبو نعيم في "الحلية" (17/3) ، والخطابي في "العزلة" (ص62) ، والخطيب في "تلخيص المتشابه" (54/1) ، والدينوري في "المجالسة" (706) ، وابن قتيبة في "عيون الأخبار" (6/3).
وسنده صحيح.

والحاصل أن هذا الأثر ، لا يثبت مرفوعاً ، وإنما هو ثابت من قول الأوزاعي ، ويونس بن عبيد ، والله أعلم.