تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: سورية ومصر (شعر)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,480

    افتراضي سورية ومصر (شعر)

    سورية ومصر (شعر)
    حافظ ابراهيم




    لِمِصرَ أَم لِرُبوعِ الشامِ تَنتَسِبُ
    هُنا العُلا وَهُناكَ المَجدُ وَالحَسَبُ[1]

    رُكنانِ لِلشَرقِ لا زالَت رُبوعُهُما
    قَلبُ الهِلالِ عَلَيها خافِقٌ يَجِبُ[2]

    خِدرانِ لِلضادِ لَم تُهتَك سُتورُهُما
    وَلا تَحَوَّلَ عَن مَغناهُما الأَدَبُ[3]

    أُمُّ اللُغاتِ غَداةَ الفَخرِ أُمُّهُما
    وَإِن سَأَلتَ عَنِ الآباءِ فَالعَرَبُ[4]

    أَيَرغَبانِ عَنِ الحُسنى وَبَينَهُما
    في رائِعاتِ المَعالي ذَلِكَ النَسَبُ[5]

    وَلا يَمُتّانِ بِالقُربى وَبَينَهُما
    تِلكَ القَرابَةُ لَم يُقطَع لَها سَبَبُ[6]

    إِذا أَلَمَّت بِوادي النيلِ نازِلَةٌ
    باتَت لَها راسِياتُ الشامِ تَضطَرِبُ[7]

    وَإِن دَعا في ثَرى الأَهرامِ ذو أَلَمٍ
    أَجابَهُ في ذُرا لُبنانَ مُنتَحِبُ[8]

    لَو أَخلَصَ النيلُ وَالأُردُنُّ وُدَّهُما
    تَصافَحَت مِنهُما الأَمواهُ وَالعُشُبُبِ[9]

    الوادِيَينِ تَمَشّى الفَخرُ مِشيَتَهُ
    يَحُفُّ ناحِيَتَيهِ الجودُ وَالدَأَبُ[10]




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,480

    افتراضي رد: سورية ومصر (شعر)

    فَسالَ هَذا سَخاءً دونَهُ دِيَمٌ
    وَسالَ هَذا مَضاءً دونَهُ القُضُبُ[11]

    نَسيمَ لُبنانَ كَم جادَتكَ عاطِرَةٌ
    مِنَ الرِياضِ وَكَم حَيّاكَ مُنسَكِبُ

    في الشَرقِ وَالغَربِ أَنفاسٌ مُسَعَّرَةٌ
    تَهفو إِلَيكَ وَأَكبادٌ بِها لَهَبُ[12]

    لَولا طِلابُ العُلا لَم يَبتَغوا بَدَلاً
    مِن طيبِ رَيّاكَ لَكِنَّ العُلا تَعَبُ[13]

    كَم غادَةٍ بِرُبوعِ الشَأمِ باكِيَةٍ
    عَلى أَليفٍ لَها يَرمي بِهِ الطَلَبُ[14]

    يَمضي وَلا حيلَةٌ إِلّا عَزيمَتُهُ
    وَيَنثَني وَحُلاهُ المَجدُ وَالذَهَبُ[15]

    يَكُرُّ صَرفُ اللَيالي عَنهُ مُنقَلِباً
    وَعَزمُهُ لَيسَ يَدري كَيفَ يَنقَلِبُ[16]

    بأَرضِ (كولُمبَ) أَبطالٌ غَطارِفَةٌ
    أُسدٌ جِياعٌ إِذا ما ووثِبوا وَثَبوا[17]

    لَم يَحمِهِم عَلَمٌ فيها وَلا عَدَدٌ
    سِوى مَضاءٍ تَحامى وِردَهُ النُوَبُ[18]

    أُسطولُهُم أَمَلٌ في البَحرِ مُرتَحِلٌ
    وَجَيشُهُم عَمَلٌ في البَرِّ مُغتَرِبُ[19]

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,480

    افتراضي رد: سورية ومصر (شعر)

    لَهُم بِكُلِّ خِضَمٍّ مَسرَبٌ نَهَجٌ
    وَفي ذُرا كُلِّ طَودٍ مَسلَكٌ عَجَبُ[20]

    لَم تَبدُ بارِقَةٌ في أُفقِ مُنتَجَعٍ
    إِلّا وَكانَ لَها بِالشامِ مُرتَقِبُ[21]

    ما عابَهُم أَنَّهُم في الأَرضِ قَد نُثِروا
    فَالشُهبُ مَنثورَةٌ مُذ كانَتِ الشُهُبُ

    وَلَم يَضِرهُم سُراءٌ في مَناكِبِها
    فَكُلِّ حَيٍّ لَهُ في الكَونِ مُضطَرَبُ[22]

    رادوا المَناهِلَ في الدُنيا وَلَو وَجَدوا
    إِلى المَجَرَّةِ رَكباً صاعِداً رَكِبوا[23]

    أَو قيلَ في الشَمسِ لِلراجينَ مُنتَجَعٌ
    مَدّوا لَها سَبَباً في الجَوِّ وَاِنتَدَبوا[24]

    سَعَوا إِلى الكَسبِ مَحموداً وَما فَتِئَت
    أُمُّ اللُغاتِ بِذاكَ السَعيِ تَكتَسِبُ[25]

    فَأَينَ كانَ الشَآمِيّونَ كانَ لَها
    عَيشٌ جَديدٌ وَفَضلٌ لَيسَ يَحتَجِبُ

    هَذي يَدي عَن بَني مِصرٍ تُصافِحُكُم
    فَصافِحوها تُصافِح نَفسَها العَرَبُ

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,480

    افتراضي رد: سورية ومصر (شعر)

    فَما الكِنانَةُ إِلّا الشامُ عاجَ عَلى
    رُبوعِها مِن بَنيها سادَةٌ نُجُبُ[26]

    لَولا رِجالٌ تَغالَوا في سِياسَتِهِم
    مِنّا وَمِنهُم لَما لُمنا وَلا عَتَبوا[27]

    إِن يَكتُبوا لِيَ ذَنباً في مَوَدَّتِهِم
    فَإِنَّما الفَخرُ في الذَنبِ الَّذي كَتَبوا[28]



    المصدر: «ديوان حافظ إبراهيم» (ص 268 - 271)

    -------------------------------
    [1] أي انتسب إلى أي الأمتين شئت، فكلتاهما في العلا والحسب سواء.

    [2] وجب يجب ووجيبًا: اضطرب؛ وهو هنا كناية عن الإشفاق على كلتا الأمتين والرعاية لهما والحرص عليهما. والهلال: شعار الدولة العثمانية.

    [3] الضاد: كناية عن اللغة العربية. والمعنى: المنزل الذي غنى به أهله، أي أقاموا.

    [4] يريد أن الأمتين تجمع بينهما أمومة واحدة وهي اللغة، وأبوَّة واحدة، هم العرب.

    [5] يرغبان عن الحسنى: ينصرفان عن حسن الجوار. ورائعات المعالي: ما ظهر منها ووضح.

    [6] متَّ إليه بكذا: توسل إليه به.

    [7] ألمت: نزلت. وراسيات الشام: جبالها.

    [8] ذرا لبنان: مرتفعاته وأعاليه، الواحدة ذروة.

    [9] الأردن: نهر بفلسطين معروف. والأمواه: جمع ماء.

    [10] الدأب (بالتحريك): الجدُّ والاجتهاد.

    [11] الديم من السحب: جمع ديمة، وهي الدائمة المطر. والقضب: السيوف القواطع، الواحد قضيب، فعيل بمعنى فاعل. يشير بالشطر الأول إلى وادي النيل؛ وبالشطر الثاني إلى وادي الأردن.

    [12] مسعرة: ملتهبة من الشوق. وتهفو: تميل. ويشير إلى حنين رجال لبنان النائين عن وطنهم في أنحاء الأرض طلبًا للرزق.

    [13] الريا: الرائحة الطيبة.

    [14] الغادة: الفتاة المتثنية لينا ونعومة. «ويرمي» الخ، أي يقذف به طلب الرزق في أنحاء البلاد.

    [15] يقول: إن هذا الطالب يذهب على وجهه غير مزوّّد إلا بعزيمة صادقة، ويعود متحليًّا بحلى المجد، موفور الثراء والغنى.

    [16] «يكر صرف الليالي عنه» الخ، يقول: إن نوائب الأيام ترتد عنه منقلبة وعزمه ثابت ماض في سبيله لا يتغير ولا يتبدل.

    [17] أرض كولمب: أمريكا، أضيفت إلى مكتشفها. والغطارفة: السادة الشرفاء والسراة من الناس، الواحد غطريف وغطراف. ويريد رجال لبنان المهاجرين إلى أمريكا. وإذا ما ووثبوا وثبوا، أي إذا ما اعتدى عليهم انتصفوا لأنفسهم. والمواثبة بين الخصمين: أن يثب كل منهما على صاحبه.

    [18] تحامى: تتحامى، فحذف إحدى التاءين للتخفيف. ويريد بقوله: «لم يحمهم علم»: أنهم ليسوا أصحاب سفارة يحتمون بها وإنما يحتمون بمضائهم وعزمهم اللذين ترتيد عنهما نوائب الأباء كليلة مهزومة.

    [19] يقول: إنهم لا أسطول لهم ولا جيش غير الأمل البعيد والعمل للرزق في كل مكان.

    [20] الخضم: البحر. والمسرب: الطريق. والنهج من الطرق (بتسكين الهاء): الواضح المسلوك منها؛ وحرك الهاء بالفتح لضرورة الوزن. «وذرا كل طود»، أي أعالي كل جبل.

    [21] المنتج: مكان الانتجاع، أي طلب الرزق. يقول: إنه قد بلغ من سعيهم على الرزق أنه لا تظهر علامة تنبئ بوجوده في مكان إلا وجدت من رجال الشام من يرقبها ويسبق الناس إليها.

    [22] السرى (مقصورًا ومدَّ للشعر): السير بالليل. ومناكب الأرض: نواحيها. والمضطرب: المذهب يضطرب فيه الناس، أي يذهبون ويجيئون.

    [23] رادوا: طلبوا. والمناهل: الموارد.

    [24] انتدب فلان للأمر: خف إليه.

    [25] يريد بقوله: «وما فتئت» الخ: أنَّهم ينشرون اللغة العربية حيثما حلوا؛ وفي ذلك كسب لها.

    [26] عاج على المكان: ما إليه.

    [27] يقول: لولا جماعة المفرقين بين القطرين وتغاليهم في ذلك، لما وقع بيننا ما يوجب اللوم منا ولا العتاب منهم.

    [28] الضمير في «مودتهم» للسوريين.


    منقول


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •