شهر رمضان واحة المتقين


رأفت صلاح الدين







شهر رمضان واحة المتقين، يجتمع فيه شتات الهموم، وتصفو النفوس، ويقترب الله جل وعلا من عباده، لعلهم يتوبون أو يناجون ربهم ويُنزلون حاجتهم به، ويستغفرونه ويتوبون إليه.

فما أروع شهر رمضان، يتقلب العبَّاد بين أنوار الساعات المباركة في ساعات رمضان، فتهتز قلوبهم من روعة المشهد ولذة الإيمان، فتنساب الدموع.

أيها المقبل على ربه، ما أحوجك في رمضان إلى توبة صادقة ودمعة صادقة، تغسل عنك أدران الذنوب، تكون عنوان ضراعاتك لمولاك، وبرهان خوف ورجاء ومحبة للرحمن، علها تكون طوق النجاة.

إن السعيد من اغتنم مواسم الشهور، والأيام، والساعات، وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات، فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات، فيسعد بها سعادة من يأمن بعدها من النار، وما فيها من اللفحات.

فإياكم والغفلة، وإياكم والتكاسل عن فعل الطاعات والخيرات في هذا الشهر المبارك، فإن الغفلة ضيعت عُمرَ كثير من الناس، واستهلكت لياليهم وأيامهم، وحين ينزل الموت بساحة أحدهم يستذكر ما فرط فيه.


وختامًا.. فقد أظلتنا أيام غالية، ستمر كما مر ما قبلها، ولكن هل ربحت تجارتك فيها أم خسرت، هل ازددت قربًا من ربك أم زدت عنه بُعدًا، هل آواك ربك ونصرك وسددك وأعانك، أم تجد الأخرى من ضنك الحياة، إن الغفلة عن هذه الأيام وتضييعها ليست من سمات الصالحين، وإنما الصالحون يهتفون دائمًا: ﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾ [طه: 84]، عجلت إليك ربي قولاً وعملاً واعتقادًا، فرضًا ونفلاً، وإحسانًا.

أسأل الله تعالى التوفيق والسداد والرشاد، كما أسأله تعالى الإخلاص والسداد، وأن يجعلها في ميزان حسناتنا... آمين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.