من هو المترجم؟
أسامة طبش


نتحدث في هذا الموضوع عن المترجم؛ لأنه تُثار بشأنه التساؤلات فَنَرسم الصورة الواضحة عنه لتَتَرسَّخ في أذهان الجميع، وهناك من تشغله فكرة تقمص دوره، فهذه لمحة عن الخصائص المميزة له:
1- يُتقن المترجم لغتين: هذا الإتقان يشمل الكتابة والفهم، تسمى اللغة الأولى "لغة المصدر"، والثانية "لغة الهدف"، ما يمنحه الحرية في صياغة الجمل والعبارات، والإبحار في معانيها العميقة، فالتمكن من الكتابة؛ لإمكانية تحرير النصوص عند الترجمة إلى لغة الهدف، واكتساب الفهم؛ لأنه بحاجة لاستخراج معاني وأفكار النص المصدر.

2- الدراية بالنظريات الترجمية: ليس أيٌّ من كان يُمكنه ولوج هذا العالم، ولو أنه توجد نماذج تُعد على الأصابع، كما أن بعض المعاهد الترجمية تفتح هذا التخصص لمن تكوينه في مجال مغاير، ورغب في خوض تكوين تطبيقي في الترجمة، إنما العلم بالنظريات الترجمية يمنح المترجم بُعدًا في عمله؛ لتستبين لمسته في ترجمة النص الذي بين يديه، سواء كان النص أدبيًّا أو تخصصيًّا، فكل نص له طبيعته الخاصة في الترجمة.

3- الحس الترجمي: يرافق المترجم القاموس؛ للبحث عن معنى الكلمة وسياقاتها، ومع التطور التكنولوجي، وُجدت البرامج المساعدة على الترجمة لتكرار ترجمة تراكيب بعينها، مع إمكانية التنقيب إلكترونيًّا عن أصول العبارات وخلفيتها الثقافية، فعلاقة المترجم بالكلمات والبحث عن معناها وسياقاتها وأصولها، ثم الاختيار لما هو مناسب منها - من مهامه الأساسية.

هذه هي صورة المترجم لمن أراد تقمص دوره، فيُعرف الفرق بين من يتخصص في لغة واحدة، ومن يبحر في لغتين فأكثر، فميدان الترجمة يمنح حرية أكبر للمترجم، ويمهد له سبل التميز والإبداع.