لمحة عن تاريخ علم الترجمة
أسامة طبش

لو رغبنا في الحديث عن تاريخ علم الترجمة، فسيكون لهذا الحديث شجون؛ لأنها علم متشعب، وقد ارتبطت بعلوم أخرى، حتى انبثقت على ما هي عليه الآن لتُدرَّس بالجامعات.


كان للترجمة ارتباط وثيق باللسانيات، بل وعُدَّت فرعًا منها، لتتأسس فيما بعد كعلمٍ قائم بذاته، وتجدر الإشارة إلى أن الفضل في تسمية "الدراسات الترجمية" يعود إلى "جيمس هولمز"، فعُرفت بعدها بهذا الاسم.


وكان يُعتقد سابقًا أن الترجمة فن؛ ارتكازًا على النصوص الأدبية التي تُترجم، وهذه حقيقة إلى حد ما، إنما أُضيف لهذا الفن قواعد وقوانين، نستوضحها من خلال ترجمة النصوص القانونية والعِلمية على سبيل المثال، ولنُدلِّل على علمية ميدان الترجمة؛ نسوق "أساليب الترجمة" التي نشأت عن طريق مقابلة لغتين، واستبيان الفروق اللغوية والنحوية بينهما، ومن ثَمَّ إيجاد حلول للعوائق التي من الممكن التعرض لها بالترجمة من هذه اللغة إلى تلك؛ فظهرت "أساليب الترجمة".

يعود تاريخ الترجمة إلى أمد بعيد؛ رغبة في التقريب بين ألسن الناس على هذه المعمورة؛ فيتمكنوا من التحادث والتعارف وتبادل الخدمات، ونذكر هذه الحادثة في إطار التكلم عن التاريخ الغابر للترجمة، وكيف جاءت فكرة الاستعانة بها، واكتشاف دورها الهام كوسيط فاعل بين البشر.


من المثري الإبحار في خلفية علم الترجمة، فالدارس لها أول ما يلفت انتباهه: نشأتها، والمراحل التي مرت بها، وأهم المنظرين الذين أسهموا في إرساء دعائمها؛ حيث إنها تبقى جذابة؛ لارتباطها بعقل الإنسان المبدع المبتكر للعبارات والمصطلحات المسهِّلة واللازمة في التفاهم.


__________________