قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن "لا يصح لأحد إسلام إلا بمعرفة ما دلت عليه هذه الكلمة- أي كلمة التوحيد- من نفي الشرك في العبادة والبراءة منه وممن فعله ومعاداته وإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له والموالاة في ذلك" فتأمل هنا رعاك الله إلى أن من لم يعرف التوحيد وهو الجاهل لا يصح له إسلام وإن صلى وصام وتلفظ بالشهادتين فقد كان الكفار يقولونها وهم يجهلون معناها فما نفعهم ذلك
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في القرة تعليقا على حديث معاذ حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن
فقال له "إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وفي رواية "إلى أن يوحدوا الله" الحديث.
قال الشيخ رحمه الله "قوله '' فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ''
وكانوا يقولونها لكنهم جهلوا معناها الذي دلت عليه من إخلاص العبادة لله وحده وترك عبادة ما سواه
فكان قولهم لا إله إلا الله لا ينفعهم لجهلهم بمعنى هذه الكلمة كحال أكثر المتأخرين من هذه الأمة فإنهم كانوا يقولونها مع ما كانوا يفعلونه من الشرك بعبادة الأموات والغائبين والطواغيت والمشاهد فيأتون بما ينافيها فيثبتون ما نفته من الشرك باعتقادهم وقولهم وفعلهم وينفون ما أثبتته من الإخلاص كذلك ..." .
قال الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن حيث قال "قال محمد بن عبد الوهاب ''
ومجرد الإتيان بلفظ الشهادة من غير علم بمعناها ولا عمل بمقتضاها لا يكون به المكلف مسلما بل هو حجة على ابن آدم خلافا لمن زعم أن الإيمان مجرد الإقرار" .
فعلم أن من أتى بلفظ الشهادة وهو يجهل معناها ولا يعمل بمقتضاها لا يكون بذلك مسلما
تعالى عن المشركين "قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون" فلم يعذرهم ربنا تبارك وتعالى هنا.
قال عبد الرحمن بن حسن فلا إله إلا الله هي كلمة الإسلام لا يصح إسلام أحد إلا بمعرفة ما وضعت له ودلت عليه وقبوله والإنقياد للعمل به وهي كلمة الإخلاص المنافي للشرك وكلمة التقوى" .
وقال حسن وعبد الله ابنا الشيخ محمد رحمهم الله تعالى "إن الرجل لا يكون مسلما إلا إذا عرف التوحيد ودان به وعمل بموجبه وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به وأطاعه فيما نهى عنه وأمر به وآمن به وبما جاء به" . وتعلم التوحيد هو الواجب الأول من الواجبات التي يجب على كل مسلم تعلمها
قال تعالى "فاعلم أنه لا إله إلا الله فأمر الله تعالى عباده أن يعلموا أنه لا إله إلا الله
ومن شروط كلمة التوحيد وهو الشرط الأول "العلم المنافي للجهل"
قال عبد الرحمن بن حسن في شرحه على كتاب التوحيد "قوله ''من شهد أن لا إله إلا الله ''
أي من تكلم بها عارفا لمعناها عاملا بمقتضاها باطنا وظاهرا فلا بد في الشهادتين من العلم واليقين والعمل بمدلولها كما قال الله تعالى" فاعلم أنه لا إله إلا الله "(محمد ١٩) وقوله" إلا من شهد بالحق وهم يعلمون "(الزخرف٨٦).
أما النطق بها من غير معرفة لمعناها ولا يقين ولا عمل بما تقتضيه من البراءة من الشرك وإخلاص القول والعمل '' قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح فغير نافع بالإجماع"
***
وقال سليمان بن عبد الله "قوله (من شهد أن لا إله إلا الله أي مت تكلم بهذه الكلمة عارفا لمعناها عاملا بمقتضاها باطنا وظاهرا كما دل عليه قوله "فاعلم أنه لا إله إلا الله (محمد١٩) وقوله "إلا من شهد بالحق وهم يعلمون" (الزخرف ٨٦) أما النطق بها من غير معرفة لمعناها ولا عمل بمقتضاها فإن ذلك غير نافع بالإجماع وفي الحديث ما يدل على هذا
وهو قوله "من شهد" إذ كيف يشهد وهو لا يعلم ومجرد النطق بشيء لا يسمى شهادة به ... ".
''الرد المختصر المفيد على أسئلة أهل التوحيد ''