تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: الزلازل. دروس وعِبَر. -عبرة للناجين- ودروس وابتلاء للمؤمنين- ونذيرا للكافرين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي الزلازل. دروس وعِبَر. -عبرة للناجين- ودروس وابتلاء للمؤمنين- ونذيرا ونقمة للكافرين

    إن لله في وقوع الزلازل حكم بالغة، من بيان لقدرة الله وعظمته، وضعف العباد وعجزهم، وإهلاك الظالمين بذنوبهم وعصيانهم، وتخويف المؤمنين وتذكيرهم ليتوبوا وينيبوا إلى ربهم.
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :
    والزلازل من الآيات التي يخوف الله بها عباده، كما يخوفهم بالكسوف وغيره من الآيات. والحوادث لها أسباب وحكم، فكونها آية يخوف الله بها عباده هي من حكمة ذلك. اهـ.
    فالله سبحانه وتعالى حكيم عليم فيما يقضيه ويقدره ، كما أنه حكيم عليم فيما شرعه وأمر به
    وهو سبحانه يخلق ما يشاء من الآيات ،
    ويقدرها تخويفا لعباده وتذكيرا لهم بما يجب عليهم من حقه وتحذيرا لهم من الشرك به ومخالفة أمره وارتكاب نهيه
    كما قال الله سبحانه : وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا وقال عز وجل : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ

    وقال الامام ابن القيم رحمه الله
    (وقد يأذن الله سبحانه للأرض في بعض الأحيان بالتنفس فتحدث فيها الزلازل العظام ، فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية ، والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله سبحانه ، والندم كما قال بعض السلف ، وقد زلزلت الأرض : (إن ربكم يستعتبكم) .
    وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد زلزلت المدينة ، فخطبهم ووعظهم . ، وقال : (لئن عادت لا أساكنكم فيها)
    قال ابن القيم رحمه الله :
    ومن تأثير معاصي الله في الأرض، ما يحل بها من الخسف والزلازل.
    **
    إنها لعظة وعبرة يأتيهم عذاب الله وهم نائمون ، آمنون ،
    (( أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون ))
    أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحًى وهم يلعبون *
    أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون }.

    قال ابنُ عُثَيمين رحمه الله :
    (أخبَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه لا تَقومُ السَّاعةُ حَتَّى تَكثُر الزَّلازِلُ،
    وهيَ نَوعانِ:
    زَلازِلُ حِسِّيَّةٌ تَهُزُّ الأرضَ، فتُدَمِّرُ القُرى والمَساكِنَ،
    وزَلازِلُ مَعنَويَّةٌ تُزَلزِلُ الإيمانَ والعَقيدةَ والأخلاقَ والسُّلوكَ، حَتَّى يَضطَرِبَ النَّاسُ في عَقائِدِهم وأخلاقِهم وسُلوكِهم، فيَعودَ الحَليمُ العاقِلُ حيرانَ، والحَديثُ مُحتَمِلٌ لكُلٍّ مِنهما، وهو في الأوَّلِ أظهَرُ) ((الضياء اللامع من الخطب الجوامع)) (8/ 638).
    فالمسلم بما يحمل من عقيدة التوحيد، يعلم أن الضر والنفع بيد الله، وأن ما يجري من زلازل وبراكين وأمطار وأعاصير ورياح وكسوف وخسوف إنما هي بقدر من الله لحكمة يريدها الله، علمها البشر أو غابت عنهم. ويعلم المسلم أيضاً أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن الواجب علينا عند حلول المصائب الصبر والاحتساب وسرعة الرجوع والتوبة إلى الله .
    ــ فالمسلم دائماً يتأثر قلبه بالآيات الكونية التي يراها ماثلة أمام عينيه، وهذه الآيات تذكره بالله وتحيي قلبه وتجدد الإيمان فيه، وتجعله متصلاً بالله ذاكراً له، شاكراً لنعمه، مستجيراً بالله من نقمته وسخطه.
    ــ والزلازل من أشد الأسباب الطبيعية التي يقدرها الله تعالى تخويفاً لعباده كما قال تعالى: { وما نرسل بالآيات إلا تخويفا}{الإسراء: 59}.
    وقال تعالى: { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون }{الأنعام: 65}.
    ــ والعذاب الذي يكو ن من فوق هو الصيحة أو الحجارة
    والذي من تحت هو الرجفة أي (الزلازل) والخسف
    كما قال مجاهد . ــ
    فإذا علم أن الزلازل الهائلة إنما تحدث بأمر ربها، بل وقد تكون من عذابه كما أهلك الله بها ثمود-قوم صالح عليه السلام ـ
    قال تعالى: { فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين * فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين }الأعراف: 77، 78 . ــ قال الشوكاني: "فأخذتهم الرجفة" أي الزلزلة .
    ــ و من أشد الأسباب الطبيعية التي يقدرها الله تعالى تخويفاً لعباده الخسف وهو:أن يذهب جزء من القشرة الأرضية ويغيب في الأرض .
    ــ كما قال تعالى: { أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون }{النحل: 45}
    وقال تعالى: { وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين * فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون }{العنكبوت: 39، 40}. وقال تعالى: { أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور }{الملك: 16}.
    فهذه الزلازل والكوارث من أوضح الدلالات على عظمة الجباجل وعلا وضعف جبابرة الأرض مهما أوتوا من قوة.
    فعظمة الجبار في بضع ثواني تهلك مئات الألوف من الناس. ولنا في الزلازل العبرة والعظة . الزلزلة فى ثوان تفعل هذا كله
    فكيف بزلزلة يوم يجعل الولدان شيباً؟ ــ
    إنها زلزلة هائلة تخفض وترفع وترج الأرض رجاً وتبس الجبال بساً فتجعلها هباء منبثاً.
    ــ إنها زلزلة ضخمة تتحول الجبال معها إلى عهن منفوش. وتصير الأرض قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً.
    ــ إنها زلزلة مرعبة تُحمل فيها الأرض والجبال فتُدكان دكة واحدة. ــ
    إنها زلزلة مذهلة تنفض الأرض بسببها كل ما فيها نفضاً وتخرج أثقالها.
    ــ وإذا نجونا من زلازل الدنيا فليس أحد منا بناج من زلزلة يوم القيامة
    فماذا أعددنا لها؟
    { يأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىْء عَظِيمٌ *يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَـارَى وَمَا هُم بِسُكَـارَى وَلَـكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الزلازل. دروس وعِبَر. -عبرة للناجين- ودروس وابتلاء للمؤمنين- ونذيرا للكافرين

    الدروس والعبر من الكوارث :
    أولاً : عظيم قدرة الله وشدة بطشه وانتقامه …قال تعالى {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إنّ أخذه أليم شديد}. وقال سبحانه وتعالى: {أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم وكانوا أشدّ منهم قوّة وما كان الله ليعجزه من شيء في السّموات ولا في الأرض إنّه كان عليمًا قديرًا * } .
    ثانياً : أن العذاب اذا حل فانه يعم الصالح والفاسد :
    قال تعالى : (واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب ) .
    ثالثاً : الاعتبار والاتعاظ بما حصل لهم ولغيرهم من الامم السابقة :
    قال تعالى (وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الامثال )
    وقال تعالى : (وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم)
    . رابعا : ان من رحمة الله بنا ان جعل الارض ثابتة مستقرة لا تضطرب وأرساها بالجبال، حتى نتمكن من البناء عليها والعيش على ظهرها،
    وفي بعض الأحيان، يجعل الله عز وجل هذه الأرض، جنداً من جنوده، فتتحرك وتميد وتحصل الزلازل المدمرة، تخويفاً للعباد، وتأديباً للبعض الآخر،
    وقد رأينا أحوال من مادت بهم الارض وكيف صار حالهم وما يعلم جنود ربك إلا هو،
    وما هي إلا ذكرى للبشر قال تعالى : (: وَلَقَدْ مَكَّنَّـٰكُمْ فِى ٱلأرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَـٰيِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ [الأعراف:10]،
    وقال: هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ ذَلُولاً فَٱمْشُواْ فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رّزْقِهِ وَإِلَيْهِ ٱلنُّشُورُ [الملك:15]، والآيات في هذا كثيرة)
    خامساً : أن كثرة الزلازل من علامات الساعة :
    قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الإمام أحمد والبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ويتقارب الزمان وتكثر الزلازل
    وتظهر الفتن ويكثر الهرج)). قيل الهرج؟؟ قال: ((القتل القتل)) .
    سادسا : الحذر من نسبة هذه الكوارث الى الطبيعة كما يسميها بعضهم (غضب الطبيعة ) ويقول بعض المتحذلقين من الجغرافيين والطبائعيين : هذه الزلازل ظواهر طبيعية. لها أسباب معروفة. لا علاقة لها بأفعال الناس ومعاصيهم كما يجرى ذلك على ألسنة بعض الصحفيين والإعلاميين. حتى صار الناس لا يخافون عند حدوثها، ولا يعتبرون بها. كما يقول أشباههم من قبل عندما تصيبهم الكوارث والنكبات: قَدْ مَسَّ ءابَاءنَا ٱلضَّرَّاء وَٱلسَّرَّاء [الأعراف:95]، فيعتبرون ذلك حالة طبيعية وليست عقوبات لهم فيستمرون على غيهم وبغيهم، ولا يتوبون من ذنوبهم. والاعجب من هذا من يجعل هذه الزلازل علامة على العدل والقسط يتملق بها وهذا حال الشعراء المتملقين كما يُروى عن بعضهم عندما أصاب مصر الزلزال قال : مازُلزلت مصر من ضر ألم بها ………………. ولكنها رقصت من عدلكم طرباً. (معجم البلدان)
    قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله :
    ونحن لا ننكر أن يكون لها أسباب حسية ولكن من الذي أوجد هذه الأسباب الحسية ؟؟ إن الأسباب الحسية لا تكون إلا بأمر الله عز وجل ، والله بحكمته جعل لكل شي سببا إما سبباً شرعي وإما سبباً حسياً هكذا جرت سنه الله عز وجل وإن المصائب التي تصيب الخلق من هذه الزلازل إنها بما كسبت أيديهم. (خطبة هذا نذير ـ موقع الشيخ).
    سابعا: ولا تزال العبر تتجدّد والحوادث تتكرر منذ خلق الله سبحانه وتعالى الأرض إلى زمننا هذا. وفي هؤلاء الآيات التهديد الأكيد، والوعيد الشديد لمن أعرض عن ما جاء به الرسل صلوات الله وسلامه عليهم

    جزء من خطبة في جامع الاميرة حصة السديري الرياض /

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الزلازل. دروس وعِبَر. -عبرة للناجين- ودروس وابتلاء للمؤمنين- ونذيرا للكافرين

    العذاب يعم الناس جميعا ثم يبعثون على حسب حالهم وأعمالهم ونياتهم
    في حديث البخاري:
    إذا أنزل الله بقوم عذابا، أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم.
    وفي الحديث:
    إن الله إذا أنزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون، فيصابون معهم، ثم يبعثون على نياتهم.
    أخرجه ابن حبان.
    وفي فتح الباري لابن حجر:
    والمراد من كان فيهم ممن ليس هو على رأيهم
    قوله: ثم بعثوا على أعمالهم، أي بعث كل واحد منهم على حسب عمله، إن كان صالحا فعقباه صالحة وإلا فسيئة، فيكون ذلك العذاب طهرة للصالحين ونقمة على الفاسقين،
    وفي صحيح ابن حبان عن عائشة مرفوعا:
    إن الله إذا أنزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون قبضوا معهم ثم بعثوا على نياتهم وأعمالهم.
    وأخرجه البيهقي في الشعب وله من طريق الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب عنها مرفوعا:
    إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأسه فيهم، قيل: يا رسول الله وفيهم أهل طاعته؟
    قال: نعم ثم يبعثون إلى رحمة الله تعالى،
    قال ابن بطال: هذا الحديث يبين حديث زينب بنت جحش حيث قالت: أنهلك وفينا الصالحون؟
    قال: نعم إذا كثر الخبث،
    فيكون إهلاك الجميع عند ظهور المنكر والإعلان بالمعاصي،
    قلت: الذي يناسب كلامه الأخير حديث أبي بكر الصديق سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
    يقول: إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب، أخرجه الأربعة وصححه ابن حبان. وأما حديث ابن عمر في الباب وحديث زينب بنت جحش فمتناسبان، وقد أخرجه مسلم عقبه ويجمعهما أن الهلاك يعم الطائع مع العاصي، وزاد حديث ابن عمر أن الطائع عند البعث يجازى بعمله، ومثله حديث عائشة مرفوعا: العجب أن ناسا من أمتي يؤمون هذا البيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، فقلنا: يا رسول الله؛ إن الطريق قد تجمع الناس، قال: نعم فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى يبعثهم الله على نياتهم، أخرجه مسلم، وله من حديث أم سلمة نحوه ولفظه فقلت: يا رسول الله؛ فكيف بمن كان كارها؟ قال: يخسف به معهم ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته، وله من حديث جابر رفعه يبعث كل عبد على ما مات عليه،
    وقال الداودي: معنى حديث ابن عمر أن الأمم التي تعذب على الكفر يكون بينهم أهل أسواقهم ومن ليس منهم فيصاب جميعهم بآجالهم ثم يبعثون على أعمالهم.
    ويقال: إذا أراد الله عذاب أمة أعقم نساءهم خمس عشرة سنة قبل أن يصابوا لئلا يصاب الولدان الذين لم يجر عليهم القلم، انتهى وهذا ليس له أصل وعموم حديث عائشة يرده، وقد شوهدت السفينة ملأى من الرجال والنساء والأطفال تغرق فيهلكون جميعا، ومثله الدار الكبيرة تحرق، والرفقة الكثيرة تخرج عليها قطاع الطريق فيهلكون جميعا أو أكثرهم، والبلد من بلاد المسلمين يهجمها الكفار فيبذلون السيف في أهلها وقد وقع ذلك من الخوارج قديما ثم من القرامطة. اهـ

    وقد ذكر أهل العلم أن صبيان الكفار يمتحنون يوم القيامة، واستدلوا لذلك بما روى أبو يعلى قال: حدثنا أبو خيثمة، حدثنا جرير عن ليث عن عبد الوارث، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يؤتى بأربعة يوم القيامة: بالمولود، والمعتوه، ومن مات في الفترة، والشيخ الفاني الهرم كلهم يتكلم بحجته» فيقول الرب تبارك وتعالى لعنق من النار: ابرز، ويقول لهم: إني كنت أبعث إلى عبادي رسلا من أنفسهم، وإني رسول نفسي إليكم ادخلوا هذه، قال: فيقول من كتب عليه الشقاء: يا رب أنى ندخلها ومنها كنا نفر؟ قال: ومن كتب عليه السعادة يمضي فيقتحم فيها مسرعا، فقال: فيقول الله تعالى: أنتم لرسلي أشد تكذيبا ومعصية، فيدخل هؤلاء الجنة وهؤلاء النار. اهـ-المصدر موقع الاسلام سؤال وجواب

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الزلازل. دروس وعِبَر. -عبرة للناجين- ودروس وابتلاء للمؤمنين- ونذيرا للكافرين

    إن بلاداً من بلاد الله الواسعة، كانت قائمة شاخصة، فظلم سكانها أنفسهم، فحل بهم أمر الله وسنته
    { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَـاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ } [القصص:58].
    لقد عمّ قوم نوح الغرق،
    وأهلكت عاداً الريح العقيم،
    وأخذت ثمود الصيحة،
    وقلبت على اللوطية ديارهم،
    فجعل الله عاليها سافلها، وأمطر عليها حجارة من سجيل،
    يقول الله تعالى
    { فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرْضَ وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت:40]،
    تلكم الذنوب، وتلكم عواقبها وما هي من الظالمين ببعيد.
    ما ظهرت المعاصي في ديار إلا أهلكتها،
    ولا فشت في أمة إلا أذلتها،
    ولا تخلخلت في دولة إلا أسقطتها.
    إنه ليس بين أحد وبين الله نسب،
    ولا يعني أن أقواماً أو مجتمعات لم يصبها شيء أنها على الاستقامة
    كلا،
    ولكن الله يمهل حتى يعتبر الناس ولا يهمل،
    والعقوبات الربانية تختلف
    فقد يكون زلزالاً
    وقد يكون حروباً
    وقد يكون تدهوراً في الإقتصاد وسوء للأوضاع المالية، ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!
    وقد يكون غير ذلك.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الزلازل. دروس وعِبَر. -عبرة للناجين- ودروس وابتلاء للمؤمنين- ونذيرا للكافرين

    هذه الزلازل تذكرنا بمشاهد يوم القيامة التي وصفها الله عز وجل في سورة الزلزلة
    قال عزوجل : { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا } ،
    زلزلت أيْ تحرَّكتْ تحرُّكًا شديدا ، واضطربت ،
    زلزالها : العظيم ، والكبير ، والأخير ، الذي ليس بعده زلزال ،
    وذلك عند قيام الساعة ، وما هذه الزلازل في الأرض إلا نماذج مصغرة ومحدودة
    إن الزلازل آية من آيات الله يخوف الله بها عباده , ينتظر من القلوب أن تحيا عند وقوعها لا أن تموت , ومن النفوس أن تستنير لا أن تطاول في العمى وتصر على الغي واتباع الهوى .
    وتكون المصائب نعمة وتنقلب المحنة منحة حين يستفاد منها في توجيه الناس إلى الله واستدراك أيامهم بالتوبة قبل أن يقطع دونها
    لك الحمد إن الرزايا عطايا *** وإن المصيباتِ بعضُ الكرم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الزلازل. دروس وعِبَر. -عبرة للناجين- ودروس وابتلاء للمؤمنين- ونذيرا للكافرين

    إن الأصل في المؤمن أن يكون مرهف الحس لمثل هذه الأحوال المخيفة والأمور المهيبة
    .وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم فكان إذا هبت الريح الشديدة عرف ذلك في وجهه صلى الله عليه وسلم ,
    وحين ينعقد الغمام في السماء ويكون السحاب ركاماً بعضه فوق بعض ترى النبي صلى الله عليه وسلم يُقبل ويدبر ويدخل البيت ويخرج والهم يعلو محياه , فتقول عائشة مالك: يا رسول الله . فيقول : ما يؤمنني أن يكون عذاباً إن قوماً رأو ذلك فقالوا: هذا عارضٌ ممطرنا . فقال الله : { بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم }حتى إذا نزل المطر سُرِّي عنه صلى الله عليه وسلم .
    بمثل هذه النفوس العارفة بالله يتعامل مع الأحداث تعاملاً يثمر حياة القلوب ورقتها ,
    لقد تزلزلت الأرض على عهد عمر رضي الله عنه فكيف تعامل معه وماهي التصريحات التي خرج بها على الناس ؟!!
    روي الإمام أحمد عن صفيه أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: ( زلزلت المدينة على عهد عمر فقال: يا أيها الناس ما هذا ؟! ما أسرع ما أحدثتم - يعني من العصيان والمخالفة - لئن عادت لا تجدونني فيها ).
    ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة , وصنائع المعروف تطفئ غضب الرب , ذكر الطبري في تاريخه (4/102)
    وذكر ذلك الواقدي أيضا، أنه في سنة تسع عشرة ظهرت نار من حرة ليلى بالمدينة فأراد عمر أن يخرج بالرجال إليها ، ثم أمر المسلمين بالصدقة فطفئت ولله الحمد .
    فالواجب على المؤمنين أن يكونوا على وجلٍ من ذنوبهم
    كما قال الحسن البصري رحمه الله : إن المؤمن لا يصبح إلا خائفاً ولا يصلحه إلا ذاك ...الخ ,
    وعليهم أن يرجعوا إلى ربهم ويتوبوا إليه { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون}
    أما أن تحور القضية على أنها حوادث طبيعية وكفى , ويبقى الناس على بعدهم وغفلتهم وقسوة قلوبهم وترتجف البحار ولا ترتجف القلوب ..
    فهذا أشد من تزلزل الأرض لأن موت القلوب أشد من موت الأبدان ,
    عجيب حال الناس الزلزال يضرب في غرب البلاد والناس في شرقها لا يزالون { في غمرة ساهون } .
    لقد نعى الله على الكافرين والمنافقين– أصحاب القلوب المريضة أو الميتة - أنهم لا يعتبرون ولايذّكرون بل ربما زادتهم البلايا بعداً وصدوداً
    {ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبير}
    {أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذّكرون}
    { ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون * فلولا إذا جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ماكانوا يعملون }.
    إن الذنوب والمعاصي هي السبب الكبير في المحن والزلازل والفيضانات والبراكين والأمراض التي لم تكن من قبل .
    {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير } { فكلاً أخذنا بذنبه}
    روي الترمذي في جامعه عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى لله عليه وسلم قال: ( في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف . فقال رجل من المسلمين : يا رسول الله ومتى ذلك ؟ قال : إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور). وفي رواية ( إذا كثر الخبث ...)
    روى الإمام أحمد في مسنده عن عبيد الله بن جرير عن أبيه أن النبي صلى الله علي وسلم قال : ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز وأكثر ممن يعمله لم يغيروه إلا عمّهم الله بعقاب ).
    يا مخطئاً ما أجهلك عصيت ربـاً عدَّلك
    وأقدرك وأمهلك .. عجل وبـادر أملك
    واختم بخير عملك *** ونــاد رباً فضلك
    لبيك إن الحمد لك *** والملك لا شريك لك
    فالزلازل للعظة والعبرة للمسلم والكافر،
    فالمسلم يزداد رجوعاً إلى الله وتوبة،
    وللكافر ابتلاء له وامتحان ممن بقي منهم على كفره.
    هذه الزلازل ذكرها الله سبحانه في كتابة الكريم في سورة الزلزلة (إذا زُلزِلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها...) ، وهذه الزلزلة هي يوم القيامة، وهي أعظم وأشد من أي زلزلة تكون، مهما شاهدنا من قوة لها وتدمير،
    وما يحدث اليوم لا يساوي شيئاً أمام زلزلة يوم الآخرة؛ فهي الأقوى، وهي المذهلة حيث تذهل كل مرضعة عما أرضعت، وتخرج الأرض ما في جوفها وتلقيه على ظهرها، وتتحدث الأرض بأخبارها وهذا مؤكد في الحديث الصحيح.
    في هذا اليوم العظيم أعظم ما يمكن أن يستعد له الإنسان هو البعد عن المعاصي خوفاً من عقاب الله،
    ومثل هذه الزلازل التي كثرت في الآونة الأخيرة هي عبرة ليوم البعث والنشور، يوم تشهد الألسنة والأرجل على أصحابها.

    هذا الدمار والخوف والهلع لزلزلة ثوانى فكيف بزلزلة يوم القيامة
    يوم يجعل الولدان شيباً؟ إنها زلزلة هائلة تخفض وترفع وترج الأرض رجاً وتبس الجبال بساً فتجعلها هباء منبثاً. إنها زلزلة ضخمة تتحول الجبال معها إلى عهن منفوش. وتصير الأرض قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً.
    و قال الله تعالى : { يأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىْء عَظِيمٌ *يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَـارَى وَمَا هُم بِسُكَـارَى وَلَـكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج:1-2].
    فعلى المخالفين لأمر الله ان يتعظوا ويتوبوا قبل أن يكون من الخاسرين ويقول الظالم { يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} (56) سورة الزمر
    {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (57) سورة الزمر
    {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (58) سورة الزمر
    فيأتيك الجواب
    {بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ}
    إنها آيات وعبر، ومواعظ ونذر، وما يعقلها إلا العالمون، وما يعيها ويحذرها إلا العارفون المؤمنون.
    أما الذي ركنوا إلى الدنيا ونسوا الله والدار الآخرة، فإنهم لا ينتفعون بهذه الآيات والنذر، ولا تزجرهم عن غيرهم وفسادهم،
    بل قد لا تزيدهم إلا عتواً وفساداً، وتهالكاً على الدنيا وملذاتها، حتى يعبوا منها قبل أن يفارقوها،
    إنهم كما قال الله عنهم: ( وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون)
    وقال تعالى: ( ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا ًكبيراً)
    وقال سبحانه وتعالى عن المنافقين: (أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولاهم يذكرون).

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: الزلازل. دروس وعِبَر. -عبرة للناجين- ودروس وابتلاء للمؤمنين- ونذيرا للكافرين

    جزاكم الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •