شرح اسم المفعول وتعريفه وأوزانه
عبد الشكور معلم عبد فارح



تعريفه:
هو اسم مشتق من مصدر الفعل المجهول للدلالة على مَن وَقَعَ عليه الفعلُ.
ولا يصاغ من اللازم إلا مع الظرف أو الجار والمجرور أو المصدر، نحو: بَعُدت عن الشيء فهو مَبعُودٌ عنه.

أوزانه:
إما أن يكون اسم المفعول من فعل ثلاثي أو غير ثلاثي.
أولًا: اسم المفعول من الثلاثي:
ويأتي على وزن (مَفْعُول) مطلقًا؛ نحو: نُصِرَ فهو مَنْصُورٌ، حُمِدَ فهو مَحْمُوْدٌ، مَرْمِي، مَدْعُو، مَقُوْلٌ, مَبيعٌ[1].

وشذت منه ثلاثة أوزان ذكرها في اللامية هي:
1- فَعِيْلٌ: نحو: فلانٌ قَتِيْلٌ بمعنى مَقْتولٌ، ومنه قوله تعالى: ﴿ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ [يوسف: 84].
2- فَعَلٌ: نحو: نَجَوْتُ الجلدَ عن الشاة فهو نَجًا؛ أي: مَنْجُو بمعنى مَسلوخٌ.
3- فِعْلٌ: نحو: ذِبْحٌ، بمعنى مَذْبُوحٌ، ونِسْيٌ؛ أي: مَنسِي؛ قال تعالى: ﴿ وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا ﴾ [مريم: 23].

وتزاد عليها (فُعْلَةٌ) نحو: أُكْلَةٌ، أي مأكولٌ, وكلها تنوب عن" مفعول" في المعنى لا في العمل، فلا يقال: مررتُ برجلٍ قتيلٍ أبوه.

ثانيًا: اسم المفعول من غير الثلاثي:
ويأتي على وزن مضارعه المجهول، مع إبدال حرف المضارعة ميمًا مضمومة وفتح ما قبل الآخِر؛ نحو: أُكْرِمَ يُكْرَمُ، فهو مُكْرَمٌ، مُنْطَلَقٌ، مُسْتَغْفَرٌ، مُسْتعَانٌ, مُعَد،، مُحْتَل[2].

ملاحظة:
1- قد يَرِد اسم الفاعل ويُراد به اسم المفعول؛ كقوله تعالى: ﴿ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ ﴾ [هود: 43]؛ أي: لا معصوم، ومثله: ﴿ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ﴾ [الحاقة: 21]؛ أي: مَرضية.

2- وقد يرِد المصدر بمعنى المفعول؛ نحو قوله تعالى ﴿ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ ﴾ [لقمان: 11]، فالخلق بمعنى المخلوق، كما يرد المصدر ويراد به الفاعل؛ نحو: رجلٌ عَدْلٌ؛ أي: عادلٌ.

3- ترد كلمة "فَعيل" مرادًا بها اسم الفاعل؛ نحو قوله تعالى: ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 117]؛ أي: مُبدِعهما.

4- اسم الفاعل واسم المفعول والمصدر الميمي، واسما الزمان والمكان، تكون كلها بلفظ واحد في نحو: مُختارٌ، مُحْتَل، مُعْتَز، ويُمَيز بينها بالقرائن.

تدريب:
أ- صُغ اسم المفعول من الأفعال التالية مع التشكيل:
قُرِئَ، احْتُفِلَ، قُطِعَ، أُتْقِنَ، فُقِدَ، أُهِيْنَ، هُدِيَ، اسْتُفيدَ، أُعِينَ.

ب- استخرج اسم المفعول من الآيات التالية مع بيان فعله ونوعه:
1) ﴿ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ [الرعد: 2].
2) ﴿ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴾ [هود: 108].
3) ﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ﴾ [ق: 9].
4) ﴿ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ﴾ [عبس: 13، 14].
5) ﴿ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ ﴾ [ص: 50].
6) ﴿ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ﴾ [هود: 103].
7) ﴿ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ﴾ [البقرة: 85].
(المصدر: كتاب الصرف الميسر)


[1] أصل مَرْمِي: مَرْمُوْيٌّ، فدخلت فيه قاعدة: "إذا اجتمعت الواو والياء وسبق إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء"، ثم كُسرت الميم لمناسبة الياء، فصار "مَرْمِي"، وأصل مَدْعُو: مَدْعُوْو، فأدغمت الواو الأولى في الثانية؛ فصار "مَدْعُو"، وأصل مَقُولٌ: مَقْوُوْلٌ، فنقلت ضمة الواو إلى القاف؛ لقاعدة: "إذا تحرك حرف العلة وبجانبه صحيح ساكنٌ، نُقلت الحركة من المعتل إلى الصحيح الساكن"، فالتقى ساكنان فحذف أحد الواوين، فصار: مَقُولٌ، وأصل مَبِيْعٌ: مَبْيُوْعٌ، فنقلت ضمة الياء إلى الباء للقاعدة السابقة، ثم حذفت الواو لالتقاء الساكنين، وكُسر ما قبل الياء فصار: مَبِيْعٌ.

[2] أصل مُسْتعَانٌ: مُسْتَعْوَنٌ، فنقلت فتحة الواو إلى العين؛ لقاعدة: "إذا تحرك حرف العلة وبجانبه صحيح ساكن..."، ثم قلبت الواو ألفًا؛ لقاعدة: "إذا تحرك حرف العلة في الأصل وانفتح ما قبله الآن قلب ألفًا"، فصار "مُسْتعَانٌ"، وأصل مُعَد ومُحتَل قبل الإدغام: "مُعْدَدٌ"، و"مُحْتَلَلٌ".