ورد من حديث أبي هريرة ، ومن مرسل محمد بن أبي فروة ، ومرسل سليمان بن موسى ، ومن كلام أبي سليمان الداراني.

[حديث أبي هريرة]

رواه الحجاج بن فرافصة ، واختُلف عليه:
- فرواه الثوري ، واختُلف عليه:
-- فرواه زيد بن حباب ، وعبد العزيز بن أبان ، وقبيصة ، وعبيد الله بن موسى ، ومحمد بن صبيح ، والفضيل بن عياض ، وثابت بن محمد ، عنه ، عن حجاج ، عن مكحول ، عن أبي هريرة ، عن النبي قال: ((مَنْ *طَلَبَ *الدُّنْيَا *حَلَالًا اسْتِعْفَافًا عَنِ الْمَسْأَلَةِ، وَسَعْيًا عَلَى أَهْلِهِ، وَتَعَطُفًا عَلَى جَارِهِ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَوَجْهُهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَمَنْ *طَلَبَ *الدُّنْيَا *حَلَالًا مُفَاخِرًا مُكَاثِرًا مُرَائِيًا لَقِيَ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ)).
أخرجه أبو علي الرفاء في "الجزء الأول من الثاني من فوائده" (76) ، وأبو نعيم في "الحلية" (109/3) (215/8) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9889) ، وفي "الأربعون الصغرى" (62) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (3465) ، وعبد بن حميد في "المنتخب من مسنده" (1431) ، ومن طريقه ابن المحب في "الصفات" (204) ، والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (ص450) ، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (1626).

قال أبو نعيم: ((غريب من حديث مكحول لا أعلم له راويا عنه إلا الحجاج)).
وقال البيهقي: ((هَكَذَا قَالَ مَكْحُولٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَمَكْحُولٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَكَأَنَّهُ أَخَذَهُ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ)).
وقال الدارقطني كما في "أطراف الغرائب والأفراد" (5399): ((غَرِيب من حَدِيث مكحول عَن أبي هُرَيْرَة، وغريب من حَدِيث حجاج بن فرافصة عَنهُ، تفرد بِهِ الثَّوْريّ عَنهُ)).
وقال ابن المحب: ((رواه الأموي في المغازي، عن أبيه، عن ابن جريج)).

وأخرجه الكلاباذي في "بحر الفوائد" (328/1) عن سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيُّ قَالَ: ح إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ به.
وسليمان بن داود ، ضعيف ، وكذّبه ابن معين ، وأحمد ، وغيرهم.

-- ورواه الفريابي ، عنه ، عن الحجاج ، عن رجل ، عن أبي هريرة ، عن النبي به.
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (9890).

-- ورواه وكيع ، واختُلف عليه:
--- فرواه ابن راهويه ، ومحمد بن أبي السري ، وعبد الله بن أبي بدر ، عنه ، عن الثوري ، عن حجاج ، عن مكحول ، عن أبي هريرة ، عن النبي به.
أخرجه إسحاق ابن راهويه في "مسنده" (352) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9889) ، وفي "الأربعون الصغرى" (62) ، وابن أبي الدنيا في "النفقة على العيال" (32).

--- ورواه ابن أبي شيبة ، عنه ، عن الثوري ، عن حجاج ، عن رجل ، عن مكحول ، عن أبي هريرة ، عن النبي به.
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (22186).

-- ورواه عمرو بن جميع ، عنه ، عن محارب بن دثار ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي به.
أخرجه أبو طاهر السلفي في "السادس عشر من المشيخة البغدادية" (23).
وعمرو بن جميع ، متروك الحديث ، وفي الإسناد إليه جهالة ، وضعف.

- ورواه الفضيل بن عياض ، عنه ، عن مكحول ، عن أبي هريرة ، عن النبي به.
أخرجه أبو يعلى كما في "المطالب" (659/13).
قال ابن حجر: ((هذا مُنْقَطِعٌ بَيْنَ مَكْحُولٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه)).

ورواه حفص بن عمر ، عن مكحول ، قال قال رسول الله : فذكره. [مرسلاً]
أخرجه أبو مسهر في "نسخته" (49).

وأخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" (164/8) عن إبراهيم بن أحمد البانبي، حَدَّثَنَا أَبُو مُقَاتِلٍ حَفْصُ السَّمَرْقَنْدِ يُّ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وَسَلَّمَ: «*مَنْ *طَلَبَ *مَكْسَبَةً مِنْ بَابِ الْحَلالِ، يَكُفُّ بِهَا وَجْهَهُ عَنْ مَسْأَلَةِ النَّاسِ وَوَلَدِهِ وَعِيَالِهِ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِين َ- هَكَذَا».
وأبو مقاتل حفص بن سلم ، كذاب متروك.

[مرسل محمد بن أبي فروة]
وأخرج الشجري في "الأمالي الخميسية" (2276) عن محمد بن يزيد بن سنان، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من *طلب *الدنيا *حلالا سعيا على أهله، وتعطفا على جاره، واستعفافا عن المسألة، لقي الله عز وجل يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر، ومن طلب الدنيا مكاثرا مفاخرا مريبا ، لقي الله وهو عليه غضبان»

ومحمد بن أبي فروة ، قال أبو حاتم: ((ليس بالمتين هو أشد غفلة من أبيه مع أنه كان رجلا صالحا لم يكن من أحلاس الحديث صدوق ، وكان يرجع إلى ستر وصلاح ، وكان النفيلى يرضاه)) ، وقال البخاري: ((يروى عن أبيه مناكير)) ، وقال أبو داود: ((ليس بشئ)) ، وقال النسائي: ((ليس بالقوي)) ، وقال الترمذي: ((لا يتابع على روايته ، وهو ضعيف)) ، وقال الدارقطني: ((ضعيف)) ، وقال الحاكم ، ومسلمة: ((ثقة)).

[مرسل سليمان بن موسى]
وأخرج ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (242) عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ النَّضْرِيُّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ طَلَبَ كَسْبًا مِنْ حَلَالٍ ، لِيُنْفِقَهُ عَلَى وَلَدِهِ وَأَهْلِهِ ، أَتَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ *وَوَجْهُهُ *كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ».
ومحمد بن عثمان ، لم أجده.

[قول أبي سليمان الداراني الزاهد]
أخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (143/34) عن أبي طاهر ابن الحنائي أنا أبو علي الأهوازي ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا سهل بن بشر أنا طرفة قالا أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أبو الجهم بن طلاب نا أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت أبا سليمان يقول: ((من *طلب *الدنيا *حلالا واستعفافا عن المسألة واستغناء عن الناس لقي الله يوم يلقاه ووجهه كالقمر ليلة البدر ومن طلب الدنيا حلالا مكابرا مفاخرا مرائيا لقي الله وهو عليه غضبان)).
وفي الإسناد الأول أبي علي الأهوازي ، كذّبه الخطيب وابن عساكر.
وفي الإسناد الثاني أبي القاسم بن السوسي ، قال ابن عساكر: ((كتبت عنه، وكان شيخا مستورا ، ولم يكن الحديث من شأنه)).
قلت: ولكن مثل هذا الخبر في الزهد ، ثم هو من قول أبي سليمان ، فالظاهر أن إسناده مقبول.

والحاصل أن هذا الحديث لا يثبت مرفوعاً ، والأقرب أنه من كلام أبي سليمان الداراني ، والله أعلم.