تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: إذا زنى العبد خرج منه الإيمان و كان كالظلة ، فإذا انقلع منها رجع إليه الإيمان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي إذا زنى العبد خرج منه الإيمان و كان كالظلة ، فإذا انقلع منها رجع إليه الإيمان

    509 - " إذا زنى العبد خرج منه الإيمان و كان كالظلة ، فإذا انقلع منها رجع إليه
    الإيمان " .

    قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 22 :
    أخرجه أبو داود ( 4690 ) و الحاكم ( 1 / 22 ) من طريق سعيد ابن أبي مريم أنبأنا
    نافع بن يزيد حدثنا ابن الهاد أن سعيد بن أبي سعيد حدثنا أنه سمع أبا هريرة
    يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
    و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " و وافقه الذهبي و هو كما قالا إلا في
    نافع فإنما أخرج له البخاري تعليقا ، فهو على شرط مسلم وحده .
    ثم أخرجه الحاكم من طريق أخرى عن أبي هريرة بلفظ : " من زنى أو شرب الخمر نزع
    الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه " . لكن إسناده ضعيف و بيانه
    في " السلسلة الضعيفة ( 1274 ) . و الحديث عزاه المنذري في " الترغيب " ( 3 /
    191 ) للترمذي أيضا . و ذلك من تساهله ، فإنه عند الترمذي ( 2 / 104 ) معلق
    بدون سند .



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: إذا زنى العبد خرج منه الإيمان و كان كالظلة ، فإذا انقلع منها رجع إليه الإيمان

    السؤال: سُئل: عن معنى حديث: "إذا زنى العبد خرج منه الإيمان..."؟

    الإجابة: سئل‏:‏ عن معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم "إذا زنى العبد خرج منه الإيمان فكان فوق رأسه كالظلة فإذا خرج من ذلك العمل عاد إليه الإيمان‏"‏‏ رواه الترمذي وأبو داود‏.‏ وهل يكون الزاني في حالة الزنا مؤمنا أو غير مؤمن ‏؟‏ وهل حمل الحديث على ظاهره أحد من الأئمة أو أجمعوا على تأويله‏؟‏ فأجاب‏:‏ الحمد لله‏:‏ الناس في الفاسق من أهل الملة مثل الزاني والسارق والشارب ونحوهم ‏[‏ثلاثة أقسام‏]‏‏:‏ طرفين ووسط‏. ‏‏ ‏[‏أحد الطرفين‏]‏‏:‏ أنه ليس بمؤمن بوجه من الوجوه ولا يدخل في عموم الأحكام المتعلقة باسم الإيمان ثم من هؤلاء من يقول‏:‏ هو كافر‏:‏ كاليهودي والنصراني‏.‏ وهو قول الخوارج ومنهم من يقول‏:‏ ننزله منزلة بين المنزلتين؛ وهي منزلة الفاسق وليس هو بمؤمن ولا كافر وهم المعتزلة وهؤلاء يقولون‏:‏ إن أهل الكبائر يخلدون في النار وإن أحدا منهم لا يخرج منها؛ وهذا من ‏[‏مقالات أهل البدع‏]‏ التي دل الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان على خلافها قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا‏}‏ إلى قوله {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ‏} ‏ ‏[‏الحجرات‏:‏9-10‏]‏ فسماهم مؤمنين وجعلهم إخوة مع الاقتتال وبغي بعضهم على بعض وقال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏فَتَحْرِير ُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏92‏]‏ ولو أعتق مذنبا أجزأ عتقه بإجماع العلماء‏.‏ ولهذا يقول علماء السلف في المقدمات الاعتقادية‏:‏ لا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ولا نخرجه من الإسلام بعمل وقد ثبت الزنا والسرقة وشرب الخمر على أناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحكم فيهم حكم من كفر ولا قطع الموالاة بينهم وبين المسلمين بل جلد هذا وقطع هذا وهو في ذلك يستغفر لهم ويقول‏:‏ لا تكونوا أعوان الشيطان على أخيكم وأحكام الإسلام كلها مرتبة على هذا الأصل‏. ‏‏ ‏[‏الطرف الثاني‏]‏‏:‏ قول من يقول‏:‏ إيمانهم باق كما كان لم ينقص بناء على أن الإيمان هو مجرد التصديق والاعتقاد الجازم وهو لم يتغير وإنما نقصت شرائع الإسلام وهذا قول المرجئة والجهمية ومن سلك سبيلهم وهو أيضا قول مخالف للكتاب والسنة وإجماع السابقين والتابعين لهم بإحسان‏. ‏‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ‏} ‏‏ ‏[‏الحجرات‏:‏15‏]‏ وقال‏:‏ ‏{‏‏إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ‏}‏ إلى قوله ‏{‏‏أُوْلَـئِك َ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا‏}‏‏ ‏[‏الأنفال‏:‏2- 4‏]‏ وقال‏:‏ ‏{‏‏فَزَادَهُم ْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ‏}‏‏ ‏[‏آل عمران‏:‏173‏]‏ وقال‏:‏ ‏{‏‏ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم‏}‏‏ ‏[‏الفتح‏:‏4‏]‏ وقال‏:‏ ‏{‏‏فَزَادَتْه ُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ‏}‏‏ ‏[‏التوبة ‏:‏124‏]‏‏. ‏‏ وقال النبي صلى الله عليه وسلم "الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق‏"‏‏‏. ‏‏ وقال لوفد عبد القيس "آمركم بالإيمان بالله أتدرون ما الإيمان بالله ‏؟‏ شهادة أن لا إله إلا الله وأن تؤدوا خمس ما غنمتم‏"‏‏‏. ‏‏ وأجمع السلف أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ومعنى ذلك أنه قول القلب وعمل القلب ثم قول اللسان وعمل الجوارح‏. ‏‏ فأما قول القلب فهو التصديق الجازم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ويدخل فيه الإيمان بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم‏. ‏‏ ثم الناس في هذا على أقسام‏:‏ منهم من صدق به جملة ولم يعرف التفصيل ومنهم من صدق جملة وتفصيلا ثم منهم من يدوم استحضاره وذكره لهذا التصديق ومنهم من يغفل عنه ويذهل ومنهم من استبصر فيه بما قذف الله في قلبه من النور والإيمان ومنهم من جزم به لدليل قد تعترض فيه شبهة أو تقليد جازم وهذا التصديق يتبعه عمل القلب وهو حب الله ورسوله وتعظيم الله ورسوله وتعزير الرسول وتوقيره وخشية الله والإنابة إليه والإخلاص له والتوكل عليه إلى غير ذلك من الأحوال فهذه الأعمال القلبية كلها من الإيمان وهي مما يوجبها التصديق والاعتقاد إيجاب العلة للمعلول‏.‏ ويتبع الاعتقاد قول اللسان ويتبع عمل القلب الجوارح من الصلاة والزكاة والصوم والحج ونحو ذلك‏.‏ وعند هذا فالقول الوسط الذي هو قول أهل السنة والجماعة أنهم لا يسلبون الاسم على الإطلاق ولا يعطونه على الإطلاق‏. ‏‏ فنقول‏:‏ هو مؤمن ناقص الإيمان أو مؤمن عاص أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته ويقال‏:‏ ليس بمؤمن حقا أو ليس بصادق الإيمان‏. ‏‏ وكل كلام أطلق في الكتاب والسنة فلا بد أن يقترن به ما يبين المراد منه‏.‏ والأحكام منها ما يترتب على أصل الإيمان فقط؛ كجواز العتق في الكفارة وكالموالاة والموارثة ونحو ذلك ومنها ما يترتب على أصله وفرعه‏:‏ كاستحقاق الحمد والثواب وغفران السيئات ونحو ذلك‏. ‏‏ إذا عرفت ‏[‏هذه القاعدة‏]‏‏.‏ فالذي في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم‏ ‏‏"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه أبصارهم فيها حين ينتهبها وهو مؤمن‏"‏‏ والزيادة التي رواها أبو داود والترمذي صحيحة وهي مفسرة للرواية المشهورة‏.‏ فقول السائل‏:‏ هل حمل الحديث على ظاهره أحد من الأئمة ‏؟‏ لفظ مشترك؛ فإن عنى بذلك أن ظاهره أن الزاني يصير كافرا وأنه يسلب الإيمان بالكلية فلم يحمل الحديث على هذا أحد من الأئمة ولا هو أيضا ظاهر الحديث لأن قوله ‏"‏‏خرج منه الإيمان فكان فوق رأسه كالظلة‏"‏‏ دليل على أن الإيمان لا يفارقه بالكلية فإن الظلة تظلل صاحبها وهي متعلقة ومرتبطة به نوع ارتباط‏. ‏‏ وأما إن عنى بظاهره ما هو المفهوم منه كما سنفسره إن شاء الله فنعم؛ فإن عامة علماء السلف يقرون هذه الأحاديث ويمرونها كما جاءت ويكرهون أن تتأول تأويلات تخرجها عن مقصود رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نقل كراهة تأويل أحاديث الوعيد‏:‏ عن سفيان‏. ‏‏ وأحمد بن حنبل رضي الله عنهم وجماعة كثيرة من العلماء ونص أحمد على أن مثل هذا الحديث لا يتأول تأويلا يخرجه عن ظاهره المقصود به وقد تأوله الخطابي وغيره تأويلات مستكرهة مثل قولهم لفظه لفظ الخبر ومعناه النهي‏:‏ أي ينبغي للمؤمن ألا يفعل ذلك وقولهم‏:‏ المقصود به الوعيد والزجر دون حقيقة النفي وإنما ساغ ذلك لما بين حاله وحال من عدم الإيمان من المشابهة والمقاربة وقولهم‏:‏ إنما عدم كمال الإيمان وتمامه أو شرائعه وثمراته ونحو ذلك وكل هذه التأويلات لا يخفى حالها على من أمعن النظر‏. ‏‏ فالحق أن يقال‏:‏ نفس التصديق المفرق بينه وبين الكافر لم يعدمه لكن هذا التصديق لو بقي على حاله لكان صاحبه مصدقا بأن الله حرم هذه الكبيرة وأنه توعد عليها بالعقوبة العظيمة وأنه يرى الفاعل ويشاهده؛ وهو سبحانه وتعالى مع عظمته وجلاله وعلوه وكبريائه يمقت هذا الفاعل فلو تصور هذا حق التصور لامتنع صدور الفعل منه ومتى فعل هذه الخطيئة فلا بد من أحد ‏[‏ثلاثة أشياء‏]‏‏.‏ إما اضطراب العقيدة؛ بأن يعتقد بأن الوعيد ليس ظاهره كباطنه وإنما مقصوده الزجر كما تقوله‏:‏ المرجئة‏. ‏‏ أو أن هذا إنما يحرم على العامة دون الخاصة كما يقوله الإباحية أو نحو ذلك من العقائد التي تخرج عن الملة‏. ‏‏ وإما الغفلة والذهول عن التحريم وعظمة الرب وشدة بأسه‏. ‏‏ وإما فرط الشهوة بحيث يقهر مقتضى الإيمان ويمنعه موجبه بحيث يصير الاعتقاد مغمورا مقهورا كالعقل في النائم والسكران وكالروح في النائم‏. ‏‏ ومعلوم أن ‏[‏الإيمان‏]‏ الذي هو الإيمان ليس باقيا كما كان؛ إذ ليس مستقرا ظاهرا في القلب واسم المؤمن عند الإطلاق إنما ينصرف إلى من يكون إيمانه باقيا على حاله عاملا عمله وهو يشبه من بعض الوجوه روح النائم؛ فإنه سبحانه‏:‏ يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها؛ فالنائم ميت من وجه حي من وجه وكذلك السكران والمغمى عليه عاقل من وجه وليس بعاقل من وجه فإذا قال قائل‏:‏ السكران ليس بعاقل فإذا صحا عاد عقله إليه كان صادقا مع العلم بأنه ليس بمنزلة البهيمة إذ عقله مستور وعقل البهيمة معدوم؛ بل الغضبان ينتهي به الغضب إلى حال يعزب فيها عقله ورأيه وفي الأثر ‏(‏إذا أراد الله نفاذ قضائه وقدره سلب ذوي العقول عقولهم فإذا أنفذ قضاءه‏.‏ وقدره رد عليهم عقولهم ليعتبروا‏)‏ فالعقل الذي به يكون التكليف لم يسلب وإنما سلب العقل الذي به يكون صلاح الأمور في الدنيا والآخرة‏. ‏‏ كذلك الزاني والسارق والشارب والمنتهب لم يعدم الإيمان الذي به يستحق ألا يخلد في النار وبه ترجى له الشفاعة والمغفرة وبه يستحق المناكحة والموارثة لكن عدم الإيمان الذي به يستحق النجاة من العذاب ويستحق به تكفير السيئات وقبول الطاعات وكرامة الله ومثوبته؛ وبه يستحق أن يكون محمودا مرضيا‏.‏ وهذا يبين أن الحديث على ظاهره الذي يليق به‏. ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - المجلد السابع.



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: إذا زنى العبد خرج منه الإيمان و كان كالظلة ، فإذا انقلع منها رجع إليه الإيمان

    عيد عباسي : عن أبي هريرة أنه كان يقول إنما الإيمان كثوب أحدكم يلبسه مرة ويخلعه أخرى وعنه مرفوعا ( إذا زنى الزاني خرج منه الإيمان فكان كالظلة فإذا انقلع رجع إليه الإيمان ) وقال أحمد عن ابن عباس أنه قال لغلمانه من أراد منكم الباءة زوجناه لا يزني منكم زان إلا نزع الله منه نور الإيمان فإن شاء أن يرده رده ومن شاء أن يمنعه منعه .
    الأحاديث تدل حسب ما بدى لي أن الإيمان ... مرة واحدة أو ينفى مرة واحدة فكيف يجمع بينها وبين الآيات التي تدل على زيادة الإيمان ونقصانه وما تعليل استشهادكم على مذهب الأحناف في الموضوع بأنه الإيمان يكون أو لا يكون بحديث إيمان الزاني هذا مع أنه يوافق مذهبهم كما يبدو وجزاكم الله خيرا ؟
    الشيخ : أعطيني الورقة، ... الحديث الأول لا أذكر إذا كان ثابتا أو لا وهو ( إن الإيمان كثوب أحدكم يلبسه مرة ويخلعه أخرى ) هذا لا أعرفه ... .
    عيد عباسي : موقوف هو على كل .
    الشيخ : لا الموقوف غيره .
    عيد عباسي : ... عن أبي هريرة .
    الشيخ : أه صح نعم .
    عيد عباسي : ... .
    الشيخ : وفي كمان عن أحمد موقوف الذي يستحق التعليق في ظني على هذا السؤال هو الحديث المرفوع الذي ذكره السائل بعد الحديث المروي عن أبي هريرة الموقوف الأول، هذا على أنه موقوف أنا لا أذكر إذا كان ذلك ثابتا عن أبي هريرة أم لا.
    أما الحديث الثاني وهو قوله عن أبي هريرة مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا زنا الزاني خرج منه الإيمان فكان كالظلة فإذا أقلع رجع إليه الإيمان ) هذا الحديث لا متمسك به لمن ذهب إلى أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص وأرجو من السائل والسامع في أن واحد أن يكونوا أو أن يحاولوا أن يكونوا ممن تحدث رسولنا صلى الله عليه وسلم عنهم بقوله ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ) فهو ينبغي أن ينظر في الحديث نظرة صادقة متجردة عن تأييد مذهب على مذهب فإذا كان هذا الحديث كما يتوهم السائل يؤيد مذهب الحنفية فهل الحنفية يقولون أن الزاني زنا زنا كفر فالحديث نفسه لا يقول به الحنفية خلافا لما توهم السائل ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ) هم الأحناف أنفسهم وهذا في الواقع مما يقيم الحجة عليهم بكلامهم لا يجدون تفسيرا لهذا الحديث ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ) وهو مفسّر لهذا الحديث إلا على طريقة الجمهور من السلف الصالح الذين يقولون إن الإيمان ليس فقط في الاعتقاد بل وفيه يدخل أيضا العمل الصالح ومن هنا جاء إعتقادهم الآخر الصحيح أن الإيمان يزيد وينقص وهذا صريح في القرآن الكريم ولذلك فقوله عليه السلام في الحديث المذكور ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ) كيف تأوله الأحناف أنفسهم، قالوا ( وهو مؤمن ) كامل الإيمان إذًا الإيمان له مراتب وله درجات فيدخل فيه نقص ويدخل فيه زيادة فتأويلهم للحديث هو تأييد لرأي الجمهور الذين يقولون بأن الإيمان يزيد وينقص وأن الإيمان من معناه العمل الصالح .
    إذا عرفنا هذه الحقيقة ورجعنا إلى هذا الحديث فلا يمكن أن يفسّر هذا الحديث لا على مذهب الجمهور الذين يقولون بأن الإيمان يزيد وينقص ولا على مذهب الحنفية الذين يقولون الإيمان لا يزيد ولا ينقص وإنما هو حقيقة واحدة .
    السائل : ... .
    الشيخ : ترائي من ؟ ... فقوله ( إذا زنى الزاني خرج منه الإيمان فكان كالظلة ) نحن إذا نظرنا هنا إلى لفظتين أول الإيمان وثانيا الظلة فهل نأخذ لفظة الإيمان بالمعنى الجامد الذي لا يقبل الزيادة والنقص وهذا لا يقوله علماء السلف قاطبة وهنا بالذات لا يقوله الحنفية أيضا لأنهم لو قالوا خرج منه الإيمان معناها أنهم قالوا بقولة الخوارج وهو أن ارتكاب الذنب الكبير هو خروج من الدين وهذا والحمد لله لا يقول به الحنفية لذلك فهم سيضطرون إلى تأويل الإيمان هنا بمثل ما أولوا الحديث الآخر ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ) أي وهو مؤمن كامل الإيمان فهنا يخرج منه الإيمان كله وإلا الإيمان الكامل الذي يستلزم ألا يقع في مثل هذه المعصية، هذا التأويل الأول، أن نقول إيمان يعني الإيمان الكامل أما الإيمان المنجي من الخلود يوم القيامة فأقل منه بكثير ينجي .
    هذه اللفظة ينبغي النظر إليها أولا لفهم الحديث على الوجه الصحيح، اللفظة الأخرى ( فكان عليه كالظلة ) هذا لا يعني أن الإيمان خرج منه خروجا حتى لو فسرنا الإيمان بالإيمان المطلق أي خرج الإيمان .
    طيب اللفظة الأخرى ( فكان عليه كالظلة ) هذا لا يعني أن الإيمان خرج منه خروجا حتى لو فسرنا الإيمان بالإيمان المطلق أي خرج الإيمان الكامل والناقص بحيث لم يبق في قلبه شيء من الإيمان، لو فسرنا هذا التفسير أيضا فلا يعني الحديث أنه هذا الرجل خرج منه الإيمان وانفصل عنه بالكلية أي إنه مات موتا معنويا أي إنه صار كافرا، لا، لأنه خرج منه وصار متعلقا به تعلق الظلة بالمظلل بالظلة وأقرب شيء نستطيع أن نفسر تعلق الإيمان والحالة هذه بصاحب هذه الجريمة خروج الروح من الإنسان وهو نائم ففرق بين خروج الروح من الإنسان وهو نائم فهو لا يزال حيا لكن حياته غير الحياة الطبيعية وهو يقظ وعلى العكس من ذلك خروج الروح من بدن الإنسان نهائيا فيصبح بدنه كالخشبة، هكذا نستطيع أن نفرّق بين خروج الإيمان كله من الإنسان فيموت موتا معنويا كما يموت الجسد بانفصال الروح منه انفصالا كليا وبين أن يموت نصف موتة أو بعض موتة إذا صح التعبير بأن يخرج من الإنسان هذا الإيمان الكامل الذي لا يليق بهذا المجرم الذي ارتكب الزنا فإذًا هذا خروج لا يزال الإيمان متعلقا بصاحبه كما لا تزال الروح متعلقة بصاحبها في حالة نوم الجسد ولا تزال الروح متعلقة .
    فإذًا خرج منه الإيمان الكامل ولم يخرج منه خروجا مطلقا بحيث لم يبق له علاقة فإذا انقلع هكذا جاء في اللفظ وأظن أقلع رجع إليه الإيمان فأخذ الحديث، خلاصة القول، أخذ الحديث ودراسته دراسة سطحية ظاهرية هذا أولا ليس من طريقة العلماء إطلاقا لا فرق بينهم بين الماتوريدية مثلا والأشاعرة في ما يتعلق بموضوع الإيمان زيادته وعدم زيادته .
    وماذا يقول السائل في مثل الحديث الصحيح وهو أصح من هذا ( لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له ) هل نفسره هكذا على الظاهر؟ لا إيمان مطلقا، لا أحد يقول بهذا لا حنفي ولا شافعي إذًا لا إيمان كاملا ( ولا دين لمن لا عهد له ) لا دين كاملا وهكذا.
    كذلك هذا الحديث ينبغي أن يُفسّر ملاحظا فيه الإيمان الكامل أولا وشيء زايد وهو أن يكون عليه كالظلة ليس منفصلا عنه بالكلية لذلك إذا ما أقلع عن الذنب عاد هذا الإيمان إلى صاحبه لأنه لم ينفصل عنه بالكلية .
    ومن هذا البيان والشرح أظن يؤخذ الجواب عن سؤال السائل حين أتبع ما سبق بقوله وقال أحمد حدثنا عبد الرحمان بن مهدي عن سفيان عن إبراهيم المهاجر عن مجاهد عن ابن عباس أنه قال لغلمانه " من أراد منكم الباءة زوجناه لا يزني منكم زان إلا نزع الله منه نور الإيمان فإن شاء أن يرده رده وإن شاء أن يمنعه منعه " فهنا نزع الله منه نور الإيمان بُيّن المنزوع وليس هو الإيمان نفسه وإنما نوره وهذا بدهي، يقول السائل الأحاديث السابقة تدل حسب ما بدى لي أن الإيمان يثبت مرة أو يُنفى مرة واحدة، يُثبت مرة أو يُنفى مرة واحدة فكيف يُجمع بينها وبين الأيات التي تدل على زيادة الإيمان؟ قد عرفنا يا أخي الجواب إنه مادام الإيمان يزيد وينقص فالمنفي هو الإيمان الكامل وليس أصل الإيمان وقد ضربت مثلا آنفا واضحا جدا ( لا إيمان لمن لا أمانة له )
    ومثله أحاديث كثيرة لا إيمان كاملا وإلا إذا أخذنا الأحاديث وفسرناها على ما يريد السائل تركنا مذهب أهل السنة جميعا على مابينهم من اختلاف في زيادة الإيمان ونقصانه والتحقنا بالخوارج الذي يكفرون المسلمين بمجرد وقوعهم في بعض المعاصي الكبيرة .

    https://alathar.net/home/esound/inde...vi&coid=164837

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: إذا زنى العبد خرج منه الإيمان و كان كالظلة ، فإذا انقلع منها رجع إليه الإيمان

    ما جاء عند أبي داود من أن الزاني يرتفع الإيمان فوقه؟

    تحميل المادة

    الجواب:كما جاء في الحديث: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن يعني الإيمان الكامل، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن يعني الإيمان الكامل، ما يَكْفُر، خلافًا للخوارج، ولهذا يُقام عليه الحد الشرعي ويُصلّى عليه.
    س: ما فيه معنى زائد: أنه يرتفع ويكون فوقه كالظلة؟
    الشيخ: المعنى مقارب، المعنى إيضاح أن إيمانه معه؛ أصل الإيمان، ويرتفع عنه كمال الإيمان، فإذا تاب رجع إليه.


    https://binbaz.org.sa/fatwas/23479/%...88%D9%82%D9%87

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •