سبعة أسئلة توضح لك ما هي مجموعة فاغنز


. أحمد الزين



تلعب تلك الشركة أدورًا كبيرة في العديد من الدول، وتمثل ذراع روسيا الطويلة التي تمتد إلى العديد من البلدان، لقد أصبحت رقمًا صعبًا في الصراع الدائر بين روسيا وخصومها، وفي الاستراتيجية العسكرية الروسية بشكل عام.

1. ما هو الوصف التعريفي لمجموعة فاغنر؟



أن فاغنر هي وحدة شبه عسكرية تتمتع بالاستقلالية من الجهة القانونية لكنها في الواقع تابعة لوزارة الدفاع الروسية أو إن شئت قلت على سبيل التدقيق مديرية المخابرات الرئيسة

هي منظمة روسية شبه عسكرية. وقد وصفها البعض بأنها شركة عسكرية خاصة (أو وكالة خاصة للتعاقد العسكري)، التي قيل إن مقاوليها شاركوا في صراعات مختلفة، بما في ذلك العمليات في الحرب الأهلية السورية إلى جانب الحكومة السورية، وكذلك في الفترة من 2014 إلى 2015، في الحرب في دونباس في أوكرانيا، لمساعدة القوات الانفصالية التابعة للجمهوريات الشعبية دونيتسك ولوهانسك المعلن عنها ذاتيا.

2. هل تعد فاغنر شركة روسية أم تتمتع بالاستقلال؟

يرى البعض بما في ذلك التقارير الواردة في صحيفة نيويورك تايمز، أن فاغنر هي وحدة شبه عسكرية تتمتع بالاستقلالية من الجهة القانونية لكنها في الواقع تابعة لوزارة الدفاع الروسية أو إن شئت قلت على سبيل التدقيق مديرية المخابرات الرئيسة، وتستخدمها الحكومة الروسية في النزاعات التي تتطلب الإنكار، حيث يتم تدريب قواتها على منشآت وزارة الدفاع.

3. من مؤسس شركة فاغنز؟

ولد ضابط الاستخبارات العسكرية "ديمتري أوتكين" في عام 1970. وشارك في حربي الشيشان الأولى والثانية، ثم انتقل في عام 2000 إلى بلدة “بيتشوري” بالقرب من الحدود الإستونية، حيث خدم كقائد لفرقة العمليات الخاصة (سبستيناز) في اللواء الثاني التابع للمخابرات العسكرية الروسية. غادر أوتكين الخدمة في عام 2013، وعمل ضمن (مجموعة موران للأمن)، وشارك في بعثة شركة الفيالق السلافية.

أسس "أوتكين" شركة فاغنر في عام 2014 على اسم الموسيقار الألماني ريتشارد فاغنر(1813-1883) الذي يعشق موسيقاه. وقد ظهر أوتكين في بث فيديو لحفل استقبال أُقيم في الكرملين في 9 ديسمبر 2016. وبعد أن أنكر الكرملين في البداية أي معرفة بوجود أوتكين، أقر السكرتير الصحفي لبوتين ديمتري بيسكوف في النهاية أن أوتكين حضر حفل تكريم للعسكريين السابقين في الكرملين.

ظل أوتكين يقود فاغنر عسكريًا في حين بدأ دورها يتوسع بمرور الوقت في سوريا حيث استفاد عناصرها من القواعد العسكرية الروسية والشبكات اللوجستية الموجودة هناك. إلى أن برز دور رجل الأعمال يفجيني بريغوزين كرئيس لفاغنر في حين لم يتعد دور أوتكين جانب القيادة الفنية والميدانية.

4. من المالك الرسمي لمجموعة فاغنر؟

أظهر تحقيق أجرته "بي بي سي" عن الدور الذي يلعبه أحد الأوليغارش الروس في هذه المجموعة شبه العسكرية، ألا وهو "يفغيني بريغوزين"، المعروف باسم "طباخ بوتين"، ذاك اللقب الذي أطلق عليه لأن بداياته كانت كصاحب مطعم ومتعهد طعام للكرملين.



يعتقد البعض أن وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية (GRU)، تمول وتشرف سرًا على مجموعة فاغنر. وقد قالت مصادر من المجموعة لبي بي سي، إن قاعدتها التدريبية في مولكينو بجنوب روسيا

وتعمل شركة "ايفرو بوليس" التي يملكها بريغوزين في مجال خدمات الإطعام ومن بين زبائنها الجيش الروسي.

وتخضع العديد من شركات بريغوزين حاليًا لعقوبات أمريكية بسبب ما تصفه واشنطن بـ "نفوذه السياسي والاقتصادي الخبيث في جميع أنحاء العالم". لكن لطالما نفى بريغوزين أي صلة بمجموعة فاغنر. بل رفع دعوى قضائية ضد الصحفيين الذين زعموا أنه أسسها.

وأصبح هذا الرجل بفعل نفوذه لدى الكرملين من أصحاب المليارات، وباتت شركاته تحصد كل عقود وزارة الدفاع في قطاعات التغذية والخدمات، ومع شنّ روسيا حربها الأولى على أوكرانيا في عام 2014 ومن ثم على سوريا، تحول إلى متعهد عسكري.

وقد افتتح المبنى المؤلف من طوابق عدة بواجهة زجاجية وعليه لافتة بيضاء كبيرة مكتوب عليها "فاغنر".

وقال بريغوغين في بيانه "مهمة مركز فاغنر هي توفير بيئة مريحة لتوليد أفكار جديدة بغية تحسين القدرة الدفاعية لروسيا".

5. من يمول مجموعة فاغنر؟

يعتقد البعض أن وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية (GRU)، تمول وتشرف سرًا على مجموعة فاغنر. وقد قالت مصادر من المجموعة لبي بي سي، إن قاعدتها التدريبية في مولكينو بجنوب روسيا، توجد جنبًا إلى جنب مع قاعدة عسكرية روسية.

أثار تصنيف الولايات المتحدة لمجموعة "فاغنر" شبه العسكرية الروسية منظمة إجرامية دولية، الحديث عن حقيقة تلك المجموعة، ونطاق نشاطها وأسباب تواجدها في أوكرانيا.

وصنفت الولايات المتحدة مجموعة "فاغنر" الروسية على أنها "منظمة إجرامية دولية"، وفق ما أعلن البيت الأبيض، الجمعة، منددا بما تقوم به في أوكرانيا.

وقال البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات إضافية، الأسبوع المقبل، على مجموعة فاغنر العسكرية.

ونفت روسيا باستمرار أن يكون لفاغنر أي صلة بالدولة.

6. متى نشأت مجموعة فاغنز وكيف تجند أفرادها؟

ظهرت مجموعة فاغنر لأول مرة بالمشهد العام في شرق أوكرانيا في مارس 2014 في وقت كان فيه الكرملين بحاجة إلى خوض الحرب هناك بشكل سري لتخفيف الضغوط الدولية ضده. نشطت فاغنر في جزيرة القرم ودونباس ولوهانسك، وخاضت معارك ضارية ضد القوات الأوكرانية. كما تقول تريسي جيرمان، أستاذة الصراعات والأمن في جامعة كينغز كوليدج بلندن.

وتضيف: "يُعتقد أن مرتزقتها هم من الرجال (بالزي الأخضر) الذين احتلوا المنطقة.. ثم دعم حوالي ألف منهم الميليشيات الموالية لروسيا التي تقاتل من أجل السيطرة على منطقتي لوهانسك ودونيتسك".

ويقول صموئيل راماني، الزميل المشارك في معهد رويال يونايتد سيرفيسز: "تُجند فاغنر بشكل أساسي قدامى المحاربين الذين يحتاجون إلى سداد الديون وتغطية تكاليف الحياة..إنهم يأتون من مناطق ريفية حيث توجد فرص أخرى قليلة أمامهم لكسب المال". ووفقًا لما قاله فريد بليتجن من CNN في تقرير فيديو قدمه عن فاغنر فإن السجناء يشكلون الجزء الأكبر من عمليات التجنيد لدى "فاغنر".

يعيش المنشقون عن "فاغنر" في خوف، حيث يتم معاملة الأشخاص الذين يتركونها بوحشية، وأثار فيديو لمقتل يفغيني نوزين، المنشق عن فاغنر الذي استعاده الروس، الخوف بين المقاتلين الآخرين.

7. أين تعمل مجموعة فاغنر؟

بالإضافة إلى أوكرانيا وسوريا فإن مجموعة فاغنر تنتشر في العديد من الدول

فهي تنشط في ليبيا منذ 2016 وتدعم القوات الموالية للقائد العسكري خليفة حفتر. ويُعتقد أن ما يصل إلى ألف مرتزق من فاغنر شاركوا قوات حفتر في الهجوم الذي شنته على الحكومة الرسمية في طرابلس عام 2019.

ودعيت مجموعة فاغنر إلى جمهورية أفريقيا الوسطى عام 2017 لحراسة مناجم الماس، كما وردت تقارير إعلامية تفيد بأن المجموعة تنشط كذلك في السودان، حيث تعمل على حراسة مناجم الذهب.

قالت وزارة الخزانة الأمريكية في عام 2020 إن مجموعة فاغنر كانت "بمثابة غطاء" في هذه البلدان لشركات التعدين المملوكة لبريغوزين، مثل إم إنفست ولوبي إنفست، وجراء ذلك فرضت عليها العقوبات.

وفي الآونة الأخيرة دُعيت مجموعة فاغنر من قبل حكومة مالي في غرب أفريقيا لتوفير الأمن ضد الجماعات الإسلامية المتشددة. وقد كان لوصول المجموعة إلى مالي أثر على قرار فرنسا بسحب قواتها من البلاد عام 2021.


ويقول صموئيل راماني، الزميل المشارك في معهد رويال يونايتد سيرفيسز، إن مجموعة فاغنر لديها حوالي 5 آلاف مرتزق يعملون في جميع أنحاء العالم.