تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تتابع الكلمات عند المتنبي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,495

    افتراضي تتابع الكلمات عند المتنبي

    تتابع الكلمات عند المتنبي
    د. إبراهيم عوض




    تراكيب تكثر في شعر المتنبي










    (تتابع عدد من الكلمات من جنس واحد، من غير عطف)











    عدد مثل هذه الكلمات عند المتنبي كبير نسبيًّا، ويصل أحيانًا إلى أكثر من عشرين، وليس ذلك بالأمر الشائع، وهذه الكلمات قد تكون أسماءً، أو صفاتٍ، أو أفعالًا، أو مناديات... إلخ.







    وقد يتفنَّن المتنبي في إيرادها، بأن يوفر لها نوعين من التقسيم يضفي عليها تقابلًا وتوازنًا، فيتوهم القارئ (أو السامع) أنها ليست عدة كلمات يقفو بعضها بعضًا، بل كلمتان كلمتان، كل اثنتين منها لا علاقة لهما بالكلمات الأخرى، أو يُحدث فيها رنينًا موسيقيًّا يخلع عليهما جمالًا صوتيًّا؛ مثل:




    مُتلفٍ مخلفٍ وفيٍّ أبيٍّ

    عالمٍ حازمٍ، شجاعٍ جوادِ


    ♦♦ ♦♦



    قدَروا عَفَوْا، وعدوا وفَوْا سُئِلوا

    أغنوا، عَلَوْا أعلَوا، وَلُوا عَدَلُوا


    ♦♦ ♦♦



    مباركُ الاسمِ، أغرُّ اللقبْ

    كريمُ الجرشَّى، شريفُ النسبْ









    أما البيت التالي، فإن فيه توافقًا موسيقيًّا بين كلمتَيْه الأُوليَين، ومخالفة بين الإضافة في المنادى الرابع والإفراد في المناديات الخمسة الباقية، مما يخفف شيئًا من رداءة التتابع في مثل هذا العدد من الكلمات التي من جنس واحد:



    يا بدرُ، يا بحرُ، يا غمامةُ، يا ♦♦♦ ليثَ الشرى، يا حمامُ، يا رجلُ







    وأحيانًا يكون الرنين الموسيقي خافتًا ولا يجري على نظام؛ مثل:



    الأديبُ المهذَّبُ الأصيدُ الضَّرْ ♦♦♦ ـبُ الذكي الجعدُ السريُّ الهمامُ







    وأحيانًا لا يوجد في العبارة تقابل ولا رنين، فتشعر فيها بشي من القلق؛ مثل:




    أطعنها بالقناةِ، أضربُها

    بالسيفِ، جحجاحها، مسودُها



    شمسُ ضحاها هلالُ ليلتها

    درُّ تقاصيرِها زبرجدُها


    ♦♦ ♦♦

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,495

    افتراضي رد: تتابع الكلمات عند المتنبي

    الحازمَ اليَقِظَ الأغرَّ العالمَ الـ

    فطن الألدَّ الأرْيحيَّ الأروعا



    الكاتبَ اللبقَ الخطيبَ الواهبَ الـ

    ـندسَ اللبيبَ الهبرزيَّ المصقعا









    وأحيانَا أخرى يبرز هذا العيب للدرجة التي قد يتعثر اللسان في نطق العبارة، وذلك مثل قوله:




    دانٍ بعيدٍ محبٍّ مبغضٍ بهجٍ

    أغرَّ حلوٍ ممرٍّ لينٍ شرسِ



    ندٍّ أبي غر وافٍ أخي ثقةٍ

    جعدٍ سريٍّ نهٍ ندبٍ رضٍ ندسِ









    أما في البيت التالي فقد بلغ الوضع حدًّا بعيدًا...:




    عِشِ ابقَ اسمُ سُدْ جدْ


    قُدْ مُرِ انْهَ اسرِ فُهْ تسلْ



    عِظِ ارمِ صبِ احمِ اغزُ

    اسبِ رُعْ زَعْ دلِ اثنِ نَلْ









    بيد أن مثل هذا البيت إنما قاله المتنبي للتفكه وللإدلال بمقدرته على هذا اللون من النظم الطويل المعقد[1].







    [1] انظر في ذلك: د. الشكعة / أبو الطيب المتنبي في مصر والعراقين / 202، 315 - 316.
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •