تحديد اتجاهات المؤلفات الأصولية المتأخرة



د. فؤاد بن يحيى الهاشمي


تحديد اتجاهات المؤلفات الأصولية المتأخرة:
يقول ابن خلدون رحمه الله في المقدمة:
و كان من أحسن ما كتب فيه المتكلمون كتابه:
1- البرهان لأمام الحرمين
2- و المستصفى للغزالي
و هما من الأشعرية
3- و كتاب العهد لعبد الجبار
4- و شرحه المعتمد لأبي الحسين البصري
وهما من المعتزلة.
و كانت الأربعة قواعد هذا الفن و أركانه.
ثم لخص هذه الكتب الأربعة فحلان من المتكلمين المتأخرين و هما:
1- الإمام فخز الدين بن الخطيب في كتاب المحصول.
2- و سيف الدين الآمدي في كتاب الأحكام.
و اختلفت طرائقهما في الفن بين التحقيق و الحجاج:
فابن الخطيب: أميل إلى الاستكثار من الأدلة والاحتجاج
و الآمدي: مولع بتحقيق المذاهب و تفريع المسائل.
--------
وأما كتاب المحصول:
فاختصره تلميذ الإمام سراج الدين الأرموي في كتاب التحصيل
وتاج الدين الأرموي في كتاب الحاصل
واقتطف شهاب الدين القرافي منهما مقدمات وقواعد في كتاب صغير سماه التنقيحات.
وكذلك فعل البيضاوي في كتاب المنهاج.
وعني المبتدئون يهذين الكتابين و شرحهما كثير من الناس.
-----
و أما كتاب الإحكام للآمدي:
وهو أكثر تحقيقا في المسائل فلخصة أبو عمر بن الحاجب في كتابي المعروف بالمختصر الكبير.
ثم أختصره في كتاب آخر تداوله طلبة العلم و عني أهل المشرق و المغرب به وبمطالعته و شرحه و حصلت زبدة طريقة المتكلمين في هذا الفن في هذه المختصرات.
-----
قال أبو فراس: إذا أحسن ما كتب المتكلمون:
1- البرهان لإمام الحرمين .
2- المستصفى للغزالي .
3- كتاب العهد لعبد الجبار .
4- شرحه المعتمد لأبي الحسين البصري.
ولخص هذه الكتب الأربعة عالمان:
الأول: الرازي في كتابه "المحصول"
الثاني: الآمدي في كتابه "الإحكام"
وعلى هذين الكتابين جرى المتأخرون، فلخص الأول السبكي في جمع الجوامع ، ولخص الثاني ابن الحاجب في مختصره، وعليه فكل الشروح والمتخصرات على هذين الكتابين إنما هي راجعة إلى كتابي الرازي والأمدي، وكتابي الرازي والأمدي راجعة إلى الكتب الأربعة: البرهان والمستصفى والعهد وشرحه المعتمد.