الزهد في جمع الكتب أو شرائها


أحمد قوشتي عبد الرحيم


ليس حسنا الدعوة إلى الزهد في جمع الكتب أو شرائها ، أو التقليل من أهمية حركة التأليف والنشر ، وإنما المطلوب : الدعوة للترشيد ، والتأني ، والإتقان ، والصبر وعدم الاستعجال في التصنيف ، وعدم التكرار غير المجدي ، ونبذ الغثاء ، وحسن الانتقاء ، وإيثار الكيف على الكم
ثم أمر آخر أشد أهمية : وهو التذكير بحقيقة العلم النافع والحرص على تحصيلة ، لا سيما وقد قد كثرت العلوم ، وتعددت الكتب ، وتشعبت أنواع المعرفة ، وربما يذهب الزمن وتفنى الأعمار دون الإحاطة التامة بما دون في علم واحد ، فضلا عن جملة من العلوم " وقد أوعبت الْأمة فِي كل فن من فنون الْعلم ايعابا، فَمن نور الله قلبه هداه بِمَا يبلغهُ من ذَلِك، وَمن أعماه لم تزِدْه كَثْرَة الْكتب الا حيرة وضلالا" ( ابن تيمية )
ومع أن العلم كله شريف فاضل ، وقيمة عظيمة ، وسبب لكل خير ، لكن يبقى العلم الأعلى على الحقيقة والكمال ، وأصل العلوم وأجلها : هو العلم بالله سبحانه ، وأسمائه وصفاته ، وما يقرب إلى رضوانه ، ويبعد العبد عن ما يسخط مولاه .

وكل علم لا يدل العبد على ربه ، ولا يقربه منه ، ولا يزيده خشية ومحبة لخالقه ، فهو وبال وحجة على صاحبه ، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال " والقرآن حجة لك أو عليك " فما بالك بغيره ؟
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " " «اللهم! إني أسألك علما نافعا، وأعوذ بك من علم لا ينفع» "