تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: محاور ومرتكزات

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي محاور ومرتكزات

    محاور ومرتكزات (1)









    كتبه/ سعيد السواح

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

    ففي البداية سأسألك -أخي المسلم- سؤالًا يحتاج إلى إجابة، وهذه الإجابة لا بد أن تكون نابعة عن قناعة منك، وعن رؤية واضحة؛ لأن من خلال هذه الرؤيا سيكون انطلاقنا.

    والسؤال هو: ما الدور الذي ينتظرك؟!

    هل فكرت في ذلك ؟!

    وهل فعلًا حددت لنفسك دورًا تؤديه في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها أمتنا؟!

    فالمطلوب منك في هذه المرحلة: أن تتمثَّل الإسلام خلقًا وسلوكًا، وأن تكون صورة مشرفة للإسلام والمسلمين.

    فكيف السبيل إلى ذلك؟!

    أقول لك: عليك أن تُحكِم هذه الآيات، وهي تمثِّل آيات محورية في حياة كل مسلم، شهد لله بالوحدانية ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- بالنبوة والرسالة.

    وهذه الآيات هي مرتكزات ننطلق من خلالها إلى تفعيل حياتنا لتكون واقعًا تطبيقيًّا للإسلام وتعاليمه، فالإسلام هو مصدر عزنا وكرامتنا.

    آيات محورية في حياة كل مسلم:

    1- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) (البقرة: 208).

    2- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102).

    3- (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام:162-163).

    فهذه ثلاث آيات محورية لا بد من إحكامها.

    الآية الأولى: لقد أمرني ربي في هذا النداء أن أدخل دخولاً شموليًّا في الإسلام؛ لكي أتعرف على ديني، فأقف على أصوله وفروعه، وأتعلم تعاليمه ومعالمه.

    الآية الثانية: أوصاني ربي أن أستمسك بالإسلام حتى الممات فأستمر وأستديم في السير في الطريق بلا انقطاع حتى نهايته حتى يأتيني الموت.

    الآية الثالثة: حياتي لا بد أن تكون ترجمة للإسلام؛ لا أقول في عباداتي وقيمي وسلوكي فحسب، ولكن إسلامي مترجم في كلِّ جوانب حياتي، أي: تفعيل الإسلام في كل لحظاتي وشئوني.

    والسبيل للتعرُّف على تعاليم ديننا: أن نرجعَ إلى مصادر المعرفة والعلم إلى كتاب الله -تعالى-، وإلى سنة رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، ولقد قال لنا النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَبَدًا: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي) (رواه الحاكم، وحسنه الألباني).

    المرجعية تتمثَّل في الكتاب والسنة:

    فلا يعيش المسلم بلا مرجعية يرجع إليها في كلِّ شأن من شئون حياته؛ فحياة المسلم منضبطة حيث أنه لا يتقدَّم بقول ولا عمل إلا بعد الرجوع إلى كتاب ربه وسنن رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

    ويكفي في ذلك ما نقرأه ونتعلمه من كتاب ربنا:

    - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) (النساء: 59).

    - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الحجرات:1).

    لقد أنزل الله -تعالى- هذا الكتاب لإخراج العباد من الضلال إلى الهدى، ومن الظلمات إلى النور، (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (إبراهيم:1).

    كما أمرنا -سبحانه- باتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- ومحاكاته في أقواله وأفعاله، (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ *فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (الحشر: 7).

    فما المطلوب؟!


    المطلوب: اتباع ما جاء إلينا من الله -تعالى-: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (الجاثية: 18).

    وقال الله -سبحانه وتعالى-:

    - (اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ) (الأعراف: 3).

    - (وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الأنعام: 155).

    فهل لنا الحق في قبول بعض الأحكام وعدم قبول البعض الآخر؟! (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ . أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ) (البقرة: 85-86).



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: محاور ومرتكزات

    محاور ومرتكزات (2)






    كتبه/ سعيد السواح

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

    فالشريعة الإسلامية شريعة عظيمة كريمة؛ لأنها شريعة مَن لا تخفى عليه خافية لا في الأرض ولا في السماء؛ الذي يعلم عواقب الأمور، ويكفيك في ذلك هذا الإيضاح والبيان لشمولية الشريعة ووضوحها؛ قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (الأعراف: 52)، وقال: (أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (الأنعام: 114).

    الشريعة الإسلامية شريعة العليم -تبارك وتعالى-:

    قال الله -تعالى-: (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ . وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (الأنعام:59-60)، وقال -تعالى-: (اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ . عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ . سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ) (الرعد:8-10)، وقال -تعالى-: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الحديد: 4)، فالله يعلم وأنتم لا تعلمون؛ قال -تعالى-: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (البقرة: 216).

    الشريعة الإسلامية شريعة الحكيم -عز وجل-:

    قال الله -تعالى: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة:50)، وقال -تعالى-: (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) (يوسف:40).

    ويكفيك مِن البيان قصة الخضر مع موسى -عليهما السلام- لما قام بتنفيذ أوامر ربِّه التي لم يعلم حكمتها موسى -عليه السلام- حتى بيَّن له الخضر عليه السلام الحكمة مِن كلِّ أمر مِن هذه الأوامر التي أنكرها عليه موسى عليه السلام.

    - في خرق السفينة.

    - في قتله للغلام.


    - في بناء الجدار.

    القرآن كتاب تكفل الله بحفظه:

    قال الله -عز وجل-: (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ . لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت: 41-42)، وقال -تعالى-: (الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (هود: 1).

    فلننطلق الآن من خلال هذه الآيات المحورية، وليكن شعارنا جميعًا: "أسلمتُ لرب العالمين"، (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) (النساء: 125).


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •