بسم الله الرحمن الرحيم


وقفة مع قوله تعالى:" لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ":


يقول الله جل في علاه وتعالى في سماه: " وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10)"-القصص-.
ومعلوم أن أم موسى عليه السلام كانت من المؤمنين، فكيف قال لتكون من المؤمنين؟


ومما ظهر لي من أجوبة –والله أعلم وأحكم-:


1- لتكون من المؤمنين بوعد الله تعالى، فقد وعدها الله سبحانه برد ولدها بل وجعله من المرسلين، كما قال تعالى:" إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ".
وقد وجدت نحو هذا الجواب مذكور في الدر، حيث قال صاحبه رحمه الله تعالى:" < إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين > ! قال : قد كانت من المؤمنين ولكن بقول : ! < إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين >.


2- لتكون من المؤمنين بقضاء الله وقدره حق الإيمان فلا تجزع أدنى جزع وهذا لا يكون إلا للكمل من الناس. ولا ريب أنها حققت ذلك بفضل ما ربط الله تعالى على قلبها من الصبر واليقين.


3- لتزداد إيمانا ويقينا، فإنها إن صبرت وثبت إيمانها في تلك الشدة فإن الله تعالى يجازيها بزيادة إيمانها، كما قال تعالى:" وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ "-محمد:17-، وكما قال جل جلاله:" لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ"-الفتح-.


ومن الأجوبة التي ذكرها أهل العلم:
لتكون من المؤمنين: أي لتكون من كاملات الإيمان.
يقول العلامة ابن عاشور رحمه الله تعالى:" والمراد بالمؤمنين المصدقون بوعد الله ، أي لولا أن ذكّرناها ما وعدناها فاطمأن فؤادها. فالإيمان هنا مستعمل في معناه اللغوي دون الشرعي لأنها كانت من المؤمنين من قبل ، أو أريد من كاملات المؤمنين ."اهـــــــــ.