حُكم الإقامة ببلاد الكفار:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد كثر الحديث عن حُكم الشرع في الإقامة ببلاد الكفار، وأحببتُ أن أورد بعضا من أشهر الفتاوى في الموضوع، والخروج بخلاصة نهائية ..
والله المستعان.


١~ رأي الشيخ ابن باز رحمه الله:
قال رحمه الله:
(الواجب على جميع المسلمين المقيمين في بلاد الكفر، أن يهاجروا إلى البلاد الإسلامية التي تقام فيها شعائر الله إذا استطاعوا ذلك، فإن لم يتيسر ذلك فإلى البلاد التي هي أقل شرًا كما هاجر جماعة من الصحابة بأمر النبي ﷺ من مكة إلى الحبشة؛ لأن بلاد الحبشة ذاك الوقت أقل شرًا مما يقع على المسلمين في مكة من الشر قبل فتح مكة، فإن لم يستطيعوا فعليهم أن يتقوا الله في محلهم، وأن يحذروا ما حرم الله عليهم، وأن يؤدوا ما أوجب الله عليهم، ولا حرج عليهم في قبول المعاونة والمساعدة من الدولة الكافرة، إذا لم يترتب على ذلك ترك واجب أو فعل محظور ..).
مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (28/ 238).

٢~ رأي العثيمين رحمه الله:
قال رحمه الله:
( السفر إلى بلاد الكفار لا يجوز إلا بثلاثة شروط:
الشرط الأول: أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات.
الشرط الثاني: أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات.
الشرط الثالث: أن يكون محتاجاً إلى ذلك.)
(كتاب شرح ثلاثة الأصول للعثيمين ص 132)




شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " والشريعة جميعها مبنية على أن المفسدة المقتضية للتحريم ، إذا عارضتها حاجة راجحة : أُبيح المحرَّم"
انتهى من "مجموع الفتاوى" (29/49) .
وقال: " ما كان من باب سد الذريعة : إنما يُنهى عنه إذا لم يُحتج إليه ، وأما مع الحاجة للمصلحة التي لا تحصل إلا به : فلا ينهى عنه "
انتهى من " مجموع الفتاوى"
والمقصود بالحاجة: الحاجة الشديدة التي تكاد تلامس الضرورة لما يترتب على عدمها من الحرج والمشقة، ولذلك فإنها تنزل منزلة الضرورة، أو تكون الحاجة متضمنة لمصلحة راجحة على المفسدة المفضية إليها الوسيلة.



خلاصة:
ومن هنا يمكننا أن نستخلص أنه لا تجوز الإقامة ببلاد الكفار إلا بأربعة شروط مجتمعة:
الشرط الأول: أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات.
الشرط الثاني: أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات.
الشرط الثالث: أن يكون محتاجاً إلى ذلك.
الشرط الرابع: أن مدة الإقامة تكون حسب الحاجة والضرورة، فإذا قُضيت حاجة المضطر وأَمْكنَتْه الهجرة إلى بلاد الإسلام وجبتْ عليه الهجرة.
والله أعلم.