تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الدلالة على المثبت بالمنفي عند المتنبي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,506

    افتراضي الدلالة على المثبت بالمنفي عند المتنبي

    الدلالة على المثبت بالمنفي عند المتنبي
    د. إبراهيم عوض




    عند المتنبي غرامٌ باستعمال النفي بدل الإثبات.

    وأحيانًا ما يبدأ باستعمال النفي ثم يقفي عليه بالإثبات.

    وأحيانًا ما ينفي النفي فيحصل بذلك على الإثبات.

    هل رغبة في لفت الأنظار بترك السبيل المتوقعة المباشرة أحيانًا إلى سبيل معاكسة ملفوفة؟

    إن هذا الميل إلى التعبير الملفوف واضح عند الكتاب الإنجليز، فهم مثلًا بدلًا من أن يقولوا: "Like him"، كثيرًا ما يقولون: "Not unlike him"، ولست أقصد بهذا أن أعقد مقارنةً بين أسلوب المتنبي والأسلوب الإنجليزي، فليس هناك وجه لمثل هذه المقارنة، وإنما الشيء بالشيء يذكر، والآن مع الأمثلة:




    يطأنَ مِن الأبطالِ مَن لا حملنه

    ومِن قصَدِ المرَّانِ ما لا يقوَّمُ



    ♦ ♦ ♦




    يقرُّ له بالفضلِ مَن لا يودُّهُ

    ويقضي له بالسعدِ مَن لا ينجمُ



    ♦ ♦ ♦




    فما بسطوا كفًّا إلى غير قاطعٍ

    ولا حملوا رأسًا إلى غير فالقِ



    لقد أقدَموا لو صادفوا غيرَ آخذٍ

    وقد هربوا لو صادفوا غيرَ لاحقِ



    ♦ ♦ ♦




    ومبثوتة لا تُتَّقى بطليعةٍ

    ولا يُحْتمى منها بغورٍ ولا نجدِ



    ♦ ♦ ♦




    لا بقومي شرُفتُ بل شرُفوا بي

    وبنفسي فخرتُ لا بجدودي



    ♦ ♦ ♦




    قد علمنا من قبلُ أنك مَن لا

    يمنعُ الليلُ همَّه والغمامُ



    (همه) هي المفعول، والفاعل (الليل)، (الغمام) معطوف عليه.

    يتبع
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,506

    افتراضي رد: الدلالة على المثبت بالمنفي عند المتنبي

    ♦ ♦ ♦


    أحببتُ تشبيهًا لها

    فوجدته ما ليس يوجد



    ♦ ♦ ♦




    ويقدمُ إلا على أن يفرَّ

    ويقدرُ إلا على أن يَجُودا



    ♦ ♦ ♦




    وذي لجبٍ لا ذو الجناحِ أمامَهُ

    بناجٍ ولا الوحشُ المثارُ بسالمِ



    ♦ ♦ ♦




    فإذا سُئلتَ فلا لأنك مُحوجٌ

    وإذا كتمتَ وَشَتْ بك الآلاءُ



    وإذا مُدِحتَ فلا لتكسبَ رفعةً

    للشاكرينَ على الإلهِ ثناءُ



    وإذا مُطِرت فلا لأنك مُجدِبٌ

    يسقى الخصيبُ وتُمطَر الدأماءُ





    وقد يصل بالمتنبي الغرام بمثل هذا التركيب إلى الحد الذي يقول فيه لأحد ممدوحيه:


    لم نفتقدْ بك مِن مزنٍ سوى لثقٍ

    ولا مِن البحرِ غير الريحِ والسفنِ



    ولا من الليثِ إلا قبح منظره

    ومن سواه سوى ما ليس بالحسنِ





    وذلك بدلًا من أن يقول: (إن فيك من الأشياء الأخرى كل صفة حسنة)، فانظر كيف أدى المتنبي هذا المعنى بأسلوبه..! وانظر كذلك هذه العبارة: (في لا مكان عند لا منال)، أو هذه: (حتى صرت ما لا يوجد)!

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •