النطق السليم للكلمات بالنسبة لمدرس اللغة


أسامة طبش




إن النطق الواضح والسليم للكلمات، عاملٌ حاسم في تعلُّم اللغة؛ لأن هذا النطق هو الذي يُمكِّن المتعلم من استيضاح فحوى ومعنى الكلام، وكلما كان النطق قريبًا من الناطقين الأصليين، عرَف المدرس نجاحًا باهرًا في تعليمه، وبالتالي سيتحسَّن مستوى المتعلم ويثق أكثر في قدرات مدرسه.


من العوائق التي يواجهها مدرس اللغة، إتقانه النطق بها؛ حيث إن لسانه قد تعوَّد على لغةٍ معينة، فيتعذَّر عليه إتقانُ غيرها، ويمثِّل ذلك نقطة ضَعفٍ عليه معالجتها؛ لأن المتعلم يُفرِّق جيدًا بين اللغة السليمة السلسة، واللغة الركيكة المتعثرة، ما يقلِّل من شأن المدرس في عين مُتعلمه، فيعزف عن تلقي الدروس على يديه، فالتنبُّه لهذا الأمر يقي المدرس تململًا قد يحصل لدى متعلميه.


ومن الوسائل الناجعة في علاج هذا النقص، تدريب اللسان المرة تِلو الأخرى، والغوص في اللغة إلى أبعد مدى، والاستماع إلى المتكلمين الأصليين باستمرار، فيُمرِّن المدرس لسانه، ويُحضِّر عقله، فيبدأ باكتساب الملكة اللغوية؛ لأن اللغة تحتاج إلى تدرُّج في تعلُّمها، والمدرس مهما بلغ من العلم، لن يَتمكَّن من كل خباياها.


المدرس الذي يعاني من عدم سلامة النطق، لا بد ألا ييئَسَ أبدًا، فطالما هو متمكِّن من جوانب اللغة الأخرى، وبالأخص سلامتها النحوية ومعارفها الأساسية، والمنهجية اللازمة في تدريسها، يُعتبر هذا من المكملات التي تأتي مع الزمن، ومسافة الألف ميل، لم يبقَ منها إلا خُطوات قليلة، فقط عليه الاقتناع بإمكانية الوصول إلى هدفه؛ لأنه قريب منه وسهل عليه إصابته.


إن اكتساب الجرأة في التحدث، والاستفادة من فن الخطابة، يُساعد على استيضاح معنى الكلمات على اللسان، فيُصبح المدرس يلعب دور متكلِّميها المتمكنين، وبهذا يكتمل بناءُ اللغة لديه؛ لتكون لها الجاذبية التي تُرى عبرَ الكلمات المنطوقة، فجمال اللغة داخلي وخارجي، وأول ما تلتقطه الأذن وقْعُ الكلمات المتناسق، والمدرس الذي اكتسبه كان أكثر إقناعًا.