الاستدراك في تعليم اللغات
أسامة طبش




إن الاستدراك من الوسائل المهمة بالنسبة للأستاذ، لأنه يمنحه فكرة واضحة عن نجاحه في العملية التعليمية، ولهذا الاستدراك فنيات نُبيِّنها في مجال تعليم اللغات، حتى يبلغ الأستاذ هدفه ويحقق مراده منه.


يجب الأخذ بعين الاعتبار بدايةً أن هذا الاستدراك يأتي بعد سلسلة من الدروس المقدمة، والغاية منه إصلاح الخلل والعطب لدى التلميذ، فاتباع هذا النشاط يلزم أن يكون بعناية ودراية.



تُختار التمارين الخاصة بهذا الاستدراك على أساس الكفاءة اللغوية التي نرغب في علاجها لدى التلميذ، وهي أربع: الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة، ففي الجانب الذي يلاحظ فيه الأستاذ الخلل، يعمل على علاجه حتى يُحقّق الهدف.


ربما يبدر إلى الذهن أن يكون الاستدراك كتابيًّا وتُمنح فيه العلامات، والذي نقصده أنه يتوجب التنويع فيه، فيمكن مثلاً إدراج حوارات تدفع التلميذ إلى ممارسة اللغة، والإحساس بالثقة والجرأة على التحدث، ويُتجنَّب منح العلامات، لأنه ثبت أن العلامة تفرض ضغطاً على المُتعلِّم، وتُسبِّب له الإحباط في حال سوئها، وغايتنا هنا هي التشجيع والدفع والحث على التغلب على نقاط الضعف.


يُستحسن اتباع منهجية خلال الاستدراك، ليشعر التلميذ بتسلسل التطبيقات وتحفيزها له بتنوعها، ويمكن القيام بالاستدراك على امتداد حصتين أو ثلاث، حتى يُحسَّ الأستاذ أنه تناول كل النقاط التي سجلها كملاحظات حول تطور مستوى التلميذ، ليواصل دروسه فيبني عليها، والأستاذ المنظم في ذلك هو الناجح.


إن الاستدراك فرصة حقيقية لمراجعة الدروس، وتكوين حوصلة عنها، لأن لكل درس أهمية، فتتكامل لتُشكِّل سلسلة مترابطة، تُبيِّن مسار ارتقاء كفاءات التلميذ، وتَحسُّنه المطرد في تعلُّمه.