كيف تصبح كاتبا؟
أسامة طبش



إن الكتابة فن جميل ورائع، يجذب إليه الأنفس المتشوِّقة لكل ما هو راقٍ، وللكتابة غاية مثلى وسامية، في التقريب بين الناس ونشر الخير، فمن اكتسب هذه الصفة، فقد حصَّل أمرًا ثمينًا، عليه الحفاظ عليه.




الكثير يرغب في أن يكون كاتبًا في يوم من الأيام، لما للكاتب من مكانة يُغبَط عليها، وللوصول إليها، يجب اتباع هذه النصائح:

إذا أردت أن تكون كاتبًا فلتقرأ كثيرًا، ولتكن قراءاتك متنوعة، وتجعلها شغلك الشاغل في جميع أيامك، فهي مدادك ومصادرك والثقافة التي تَغرف منها، فتضعها حبرًا على الورقة البيضاء.




إذا أردت أن تكون كاتبًا فلتتمتَّع بالصبر، وتُقاوم نزعاتك الشخصية؛ لأن الكتابة مغروسة في الكاتب، مهما حاول الابتعاد عنها، بقيت بداخله تضغط عليه، ليُعبِّر عما بجَعبته، بعدما كانت الأفكار مختلطة في ذهنه.




إذا أردت أن تكون كاتبًا فلتعزل نفسك عن كل الملهيات عند ممارستك إيَّاها؛ كالهاتف والإنترنت؛ حتى لا تقطع عليك حبل أفكارك، وتُسخِّر مهجتك للقلم الذي تحمله بيدك، واعلم أن الممارسة لها النسبة الأغلب، للتمكُّن من فن الكتابة.




إذا أردت أن تكون كاتبًا، فلتتحلَّ بالتواضع، ولا تظنه ابتذالًا بالنسبة إليك! عندما تتصل بدور النشر وتُرفَض؛ لأن الكاتب الناجح، ليس فقط من امتلك قلمًا جذابًا؛ إنما أيضًا من يعرف تسويق كتاباته للآخرين، والتعريف بها، حتى تنفذ إلى قلوبهم الشغوفة بالقراءة.




إذا أردت أن تكون كاتبًا، فلا تحرم نفسك من متع الحياة، فسافر وتواصل مع الناس، وخض معهم الحديث، فذلك سيُمكِّنك من التزوُّد بالأفكار من الواقع، وبالأخص بالنسبة لمن أراد كتابة رواية أو قصة أو شعر.




إذا أردت أن تكون كاتبًا، فاختر العنوان المناسب لنصِّك، واعتن العناية اللازمة بالمقدمة، فالناس لا يمتلكون وقتًا كثيرًا يُضيِّعونه! إنما من خلال المقدمة الجذَّابة، والأمور الجديدة الغريبة عنهم، هم ينجذبون إلى النص ككل، ويرغبون في مطالعة مضمونه الشائق.




إذا أردت أن تكون كاتبًا، فاكتب بأسلوبك وعلى سجيَّتِك، وتحرَّ الصدق، وتجاوز العوائق التي تَمنعك من التعبير عن نفسك بوضوح، فمن السهل على القُرَّاء استشفاف الكاتب الصادق من غيره.




إذا أردت أن تكون كاتبًا، فاختر التوجُّه الذي يليق بك، فالنصوص الصحفية على سبيل المثال، تعتمد على توصيل المعلومات بالدرجة الأولى، أما الأدب فيغلب عليه اللمسة الإبداعية، فأنت الذي تَعلَم ما يُناسبك لتختاره بحسب ميولك وقدراتك المتوافرة فيك.




إذا أردت أن تكون كاتبًا، فلتُوثِّق كتاباتك، ولكن لا تجعل ذلك يستأثر بكامل وقتك، فتفقد لذَّة الكتابة، والبساطة والسلاسة، والمباشرة في توصيل، وتبليغ المعنى إلى القرَّاء الذين يُتابعونك.




إن الكتابة ليست مهنة؛ بل هي إحساس وفطرة مُتجذِّرة، فأن تكون كاتبًا أو لا على الإطلاق، فإن لم تُحِسَّ في نفسك هذا الانجذاب والرغبة الشديدة في إفراغ ما بجعبتك على الورقة البيضاء، فاختر مجالًا مغايرًا، حتى لا تُضيِّع عليكَ الوقت!