السلام عليكم،
مصطلح النسوية الاسلامية *
كـتبته د.أ فتيحة محمد بوشعالة
أستاذة محاضرة بجامعة الامير عبد القادر الإسلامية بقسم الكتاب والسنة بقـسنطينة - الجزائر
بتاريخ 21 يناير 2023م

قرأت قبل قليل مقالا عن مصطلح (النسوية الاسلامية)
والتأريخ لظهورها تزامنا مع النسوية الغربية.
قلت في نفسي..
لماذا كلما ظهر مصطلح فلسفي او فكري في الغرب ، نتجاوز ونقفز على فكرة مناقشة قبوله او رفضه الى فكرة البحث عن جواب له في فكرنا ومن ثم نعمل على التأصيل له قبولا ورفضا؟ (النسوية نموذجا)
ونحن بذلك نتقبله ونسلم له ابتداء ، حينما نتعاطى معه قبولا ورفضا ، استحسانا أو استقباحا ،
بهذا نحن دوما نلعب دور المتلقي سلبا أو إيجابا ، وهذا ينم عن كوننا ما زلنا في خانة المستعمرات المستهلكة للسلعة الغربية للاسف.
لم نتجاوز مرحلة التبعية الى مرحلة انشاء الفكرة.. فمتى ننشئ الفكرة؟
ننشئ الفكرة حين نؤمن بمصادرنا انها مستقلة عن الغرب ومغايرة له ، بل ومناقضة لأسسه العقدية والفكرية.
حين ننطلق من ذواتنا ، ونعرف خصوصياتنا ونؤمن بها. حينها يمكننا إنشاء الفكرة وحتى الدعوة اليها ، وبمصطلح العصر التسويق لها.
أنا أرفض هذا المصطلح ابتداء ، لأنه بكل بساطة ، يتنافى مع جوهر الإسلام ومقاصده ، إن منطلق الإسلام في هذا حدده قوله تعالى :
{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ} -آل عمران:195-.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} -الحجرات:13-
والتمايز الذي بين الذكر والأنثى وظيفيا فحسب لا تفضيلي.
أما الممارسات الخاطئة فالإسلام ليس مسؤولا عنها ، بل الفهوم القاصرة للمسلمين.
يمكننا ان ندافع عن حقوق النساء ولكن من منطلق اصولنا ، لا من منطلق غربي إلحادي ، فالنسوية الغربية هي التي أوصلت الغرب إلى المثلية.
والصراع الحقيقي في الحياة الدنيا هو بين الحق والباطل ، بين إقامة العدل وبين الظلم والاستكبار العالمي ، وليس بين أنثى وذكر. اهـ.
*المصدر الصفحة الرسمية للأستاذة على الفيسبوك.