((ولا ريب أن لذة العلم أعظم اللذات و " اللذة " التي تبقى بعد الموت وتنفع في الآخرة هي لذة العلم بالله والعمل له وهو الإيمان به وهم يجعلون ذلك الوجود المطلق . وأيضا فنفس العلم به إن لم يكن معه حب له وعبادة له بل كان مع حب لغيره كائنا من كان فإن عذاب هذا قد يكون من أعظم العذاب في الدنيا والآخرة وهم لا يجعلون كمال اللذة إلا في نفس العلم . و " أيضا " فاقتصارهم على اللذة العقلية خطأ والنصارى زادوا عليهم السمع والشم فقالوا : يتمتعون بالأرواح المتعشقة والنغمات المطربة ولم يثبتوا هم ولا اليهود الأكل والشرب ولا النكاح - وهي لذة اللمس - والمسلمون أثبتوا جميع أنواع اللذات : سمعا وبصرا وشما وذوقا ولمسا للروح والبدن جميعا وكان هذا هو الكمال)).
مجموع الفتاوى (14/162-163).