إعراب بسم الله الرحمن الرحيم


أ. د. أحمد محمد عبدالدايم عبدالله



بسم[1] الله الرحمن الرحيم:
الباء: حرف جر مبني على الكسرة لا محل له من الإعراب.
اسم: اسم مجرور بالباء وعلامة الجر الكسرة الظاهرة تحت الميم، وسقطت الألف منها؛ لأنها ألف وصل، وهي مضاف.
الله: لفظ الجلالة مضاف إليه؛ حيث أُضيف "اسم" إلى "الله"، وهو لفظ مجرور بالكسرة.
وكلمة (بسم الله) في محل رفع خبر، والمبتدأ مقدَّر تقديره (ابتدائي)، ومنهم مَن أضمَر قبلها فعلًا، فكأنهم قالوا: (أبدأ باسم الله) أو (أركب باسم الله)، وقد استغنوا عن هذا الفعل المضمر بالباء الداخلة على (اسم) لكثرة استعمالهم لها؛ لأن الرجل لا يتحرَّك في شيء من أمره إلا قال: (بسم الله)[2].
الرحمن: مجرورة بالكسرة؛ لأنها صفة لله عز وجل، والصفة تتبع الموصوف.
الرحيم: مجرورة بالكسرة الظاهرة؛ لأنها صفة لله عز وجل، والصفة تتبع الموصوف، فهي تجري مجرى الاسم في رفعه ونصبه وجره، وعلمنا أنها صفة؛ لأن الصفة تُعرف بعلامتين:
1- إذا كان في الاسمين (الصفة والموصوف) الألف واللام.
2- أو كان الاسمان مُنوَّنين.
الألف واللام؛ نحو: اشتريت الكتاب المفيد.
التنوين؛ نحو: اشتريتُ كتابًا مفيدًا.
سؤال:
حينما نقول: بسم الله الرحمن الرحيم، لا تظهر في النطق الألف في (اسم) وألف (أل) في (الله) و(الرحمن) و(الرحيم)، فلماذا اختفت تلك الألفات؟
الإجابة:
اختفت تلك الألفات في وصل الكلام؛ لأنها ألفات وصل، وعلمنا أنها ألفات وصل للآتي[3]:
الألف للوصل في (اسم)؛ لأنها سقطت حينما قلنا (بسم).
والألف للوصل في (الله والرحمن والرحيم)؛ لأنها سبقت لام التعريف، ولأنها سقطت في وصل الكلام.
سؤال آخر:
أين اللام في (الرحمن الرحيم)؟
الإجابة:
أُدغِمتا إلى الراء، وتُدغَم اللام أيضًا في ثلاثةَ عشرَ حرفًا تُنطق مُشدَّدة، وهي: (التاء - والثاء - والراء - والزاي - والدال - والذال - والسين - والشين - والصاد - والضاد - والطاء - والظاء - والنون) بشرط أن تسبق اللام هذه الحروف، أما إذا جاءت بعدها فلا تُدغَم؛ نحو: (الرحمن - التواب - الثواب)، أدغمت اللام فيما بعدها.
أما قولنا: (مُرْ لزيدٍ بشيء)، فإن الراء سبقت اللام فلا تُدغَم.


[1] الأصل فيها: باسم، حُذِفت الألف من (اسم)؛ لأنها ألف وصل أو همزة وصل، تسقُط في وصْل الكلام، والدليل على أنها (همزة وصل) سقوطها عند تصغير الكلمة؛ حيث تقول: (سُميٌّ).
وألفات الوصل في كلام العرب ثلاثة:
1- كل ألف مع اللام (ال) تدخل في تعريف الاسم، فهي ألف وصل؛ نحو: (الفرس - والرجل - والغلام).
2- وكل ألف تقع في الاسم؛ نحو: (ابن - ابنة - امرأة) وهي التي تسقط في التصغير كما في كلمة "اسم" التي وردت في "باسم الله"؛ حيث نقول: (بُنيٌّ - بُنيَّة - مُرية - سُميٌّ) تصغير (ابن - وابنة - وامرأة - واسم).
3- والألف التي في فعل الأمر المشتق من المضارع الثلاثي المفتوح الياء؛ نحو: (انصر - اضرب - اكتب)؛ حيث تسقط من المضارع، فتقول: (يَنصر - يَضرب - يَكتب) بفتح الياء.

[2] "تلقين المتكلم فن النحو"؛ لابن قتيبة، رسالة ماجستير لمحمد سلامة الله (ص59).


[3] علِمنا ماهية ألفات الوصل، أما ألفات القطع فهي التي تتحقق في النطق والكتابة؛ نحو: (أحمد - أحكم)، وألفات القطع في كلام العرب نوعان: ألف في الفعل، وألف في الاسم.
*أ) أما التي في الفعل فهي التي تكون فيما يشتق من المضارع المضموم الباء؛ نحو: (يُحكم - يُكرم - يُحسن)؛ حيث تظهر في الماضي، فنقول: (أحكم - أكرم - أحسن)، ونقول في الأمر: (أحكم - أكرم - أحسن).
*ب) أما التي في الاسم، فهي التي لا تسقط في التصغير؛ نحو ألف: (أب - وأخت)؛ لأننا نقول: (أُبيٌّ - وأُخيَّة).