حديث: الخير معقود بنواصي الخيل



الحديث:
«الخيرُ مَعقودٌ بنواصي الخيلِ إلى يومِ القيامةِ ، ومثلُ المنفقِ عليها كالمتكفِّفِ بالصدقةِ . »
[الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب ]
[الصفحة أو الرقم : 1244 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ]
الشرح:

الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ هو ذِرْوةُ سَنامِ الإسلامِ، وفيه تُبذَلُ الأمْوالُ والأنْفُسُ في سَبيلِ الله، لكِنَّ أجْرَهُ عظيمٌ، جعَل اللهُ الخَيلَ رمزًا للعَتادِ والقُوَّةِ في الحُروبِ والجِهادِ، فمَنْ أعدَّ خيلَه للجِهادِ نال بها الخيرَ الكثيرَ في الدُّنيا والآخِرَةِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "الخيْرُ"، أي: الأجْرُ والمَغْنمُ، كما جاء مُفسَّرًا في رِوايةِ الصَّحيحيْنِ، "مَعْقودٌ"، أي: مُلازِمٌ لَها كأنَّه مَعْقودٌ فيها، "بِنَواصي الخيْلِ"، النَّواصي: هي قِصاصُ الشَّعَر، والمُرادُ به: الشَّعْرُ المُستَرسِلُ عَلى الجَبْهةِ، والمعنى: أنَّ فيها الأجْرَ والغَنيمةَ، وتَفصيلُ ذلِك أنَّ مَنِ ارْتَبَطَها كان له ثوابُ ذلِك، فهو خيْرٌ آجِلٌ، وما يُصيبُ على ظَهْرِها منَ الغَنائِمِ، وفى بُطونِها منَ النِّتاجِ خيْرٌ عاجِلٌ، وخَصَّ النَّواصي بالذِّكْرِ؛ لأنَّ العَرَبَ تقولُ: فُلانٌ مُباركُ الناصيَةِ، فيُكنَّى بها عنِ الإنسانِ، "إلى يَومِ القِيامَةِ"، وهو إشارةٌ إلى أنَّ هذا الخيْرَ يظلُّ مُلازمًا لأهْلِ الجِهادِ لا يَنْقَطِعُ أبَدًا، "ومَثَلُ المُنْفِقِ عليها" بإطْعامِها وتَقْويتِها للجِهادِ، كالمُتَكفِّفِ بالصَّدقةِ"، أي: كالَّذي يُعطي بكَفِّهِ الصَّدقةَ.


الدرر السنية

منقول