فوائد مختصرة من تفسير سورة " الأحزاب " للعلامة ابن عثيمين


فهد بن عبد العزيز الشويرخ



الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من تفسير من سورة " الأحزاب " للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة, لا تزيد عن سطرين, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
أسماء الله الحسنى:
& الرقيب بمعني: الحفيظ, والإيمان برقابة الله عز وجل يُوجب للعبد كمال مُراقبة الله تعالى والخوف منه.
& الشهيد: هو الحاضر الذي لا يغيب المُطلع الذي لا يخفى عليه شيء...لكن ليس حاضراً بمعنى أنه في الأرض, بل هو في السماء على عرشه مطلع لا يخفى عليه شيء.
الإيمان والمؤمنون:
& زيادة الإيمان باعتبارات باعتبار قوة اليقين وباعتبار كثرة العمل وباعتبار الإخلاص فيه وباعتبار أن المعاملة المُتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام وباعتبار العامل نفسه
& المؤمن يزداد إيماناً عند رؤية الآيات الكونية أو الشرعية كقوله تعالى: ﴿ {وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً } ﴾
& التزام أحكام الشريعة في النكاح والطلاق من مُقتضيات الإيمان.
& محبة الله تعالى للمؤمنين, ومحبة الملائكة لهم, تُؤخذ من الثناء عليهم والصلاة عليهم, لأن من يحبك يُثني عليك, ومن يُبغضك يذُمكُ.
& البشرى العظيمة للمؤمنين, وأن الله نفسه جل وعلا يُحييهم بهذه التحية, لقوله تعالى: ﴿ {تحيتهم يوم يلقونه سلام } ﴾
& النبي صلى الله عليه وسلم,...الصلاة والسلام عليه من مقتضيات الإيمان, وزيادة في الإيمان. & المؤمن يمنعه إيمانه عن الظلم, ويمنعه إيمانه عن السفه والغي.
التقوى:
& الأمر المُوجه للإنسان بالتقوى لا يعني أنه غير متقٍ إذ قد يُراد به الأمر بالاستمرار على التقوى, ويدُلّ لذلك قوله: ﴿ { يا أيها النبي اتقِ الله} ﴾
& بالتقوى صلاح الأعمال, ومغفرة الذنوب.
& من اتقى الله تعالى جعل الله تعالى له هيبة في القلوب, اتقِ الله تعالى يتقك الناس, وخاف من الله تعالى يخفك الناس.
& كل من كان أتقى فهو أكرم عند الله تعالى, وأرفع منزلة.
& الإنسان العاصي ضال ضلالاً مبيناً, والإنسان المطيع فاز فوزاً عظيماً, انظر أي الطريقين تريد ؟ والجواب: الطاعة, التي بها الفوز العظيم في الدنيا والآخرة.
& العبرة بوجاهة الإنسان عند الله تعالى لا عند الخلق....وكلما كان الإنسان أعبد لله تعالى وأطوع له كان عند الله تعالى أوجه.
طالب العلم:
& العلم ليس بالأمر الهين, العلم يحتاج إلى تعب, ولهذا قال بعض السلف: العلم لا يُنال براحة الجسم. الذي يُريد أن يستريح لا يقول: إنه طالب علم.
& لا بد لطالب العلم أن يكون طالب علم على سبيل الحقيقة, وسيجد أثر ذلك فيما بعد, سيجد النتيجة والتحصيل.
& طالب العلم...قد يشقُّ عليه في أول الأمر أن يحبس نفسه على العلم لكن إذا اعتاد حبس نفسه على العلم صار ذلك سجية له. وطبيعة له...وجرب تجد.
ــــــــــ
الدعوة إلى الله عز وجل:
& لا تيأس كم قلب لان للحق وهو من أفسق عباد الله سبحانه وتعالى.
& ليس انتصار الإنسان بشخصه, بل انتصاره بما جاء به ودعا إليه, ولو كان على أيدي أتباعه, ولو كان ذلك من بعد موته.
& ينبغي لطالب العلم أن يكون له نشاط في مجتمعه, لا نسخة كتاب فقط, بمعنى أن يكون مُحركاً لضمائر الناس ومشاعرهم وتوجيههم ويكون لديه عزيمة في إصلاح الخلق
& لا يمكن أن تجني العسل إلا بعد ذوق شوك النحل, لا بد من تعب.
& الواجب على المرء...أن يتق الله عز وجل في بيان الحق والعمل به, لا يقل: إن الناس يسخرون مني...فإنه لا يزداد بهذه السخرية...إلا رفعة عند الله سبحانه وتعالى
مرض القلب:
& أكثر الناس اليوم حريصون على مداوة الأبدان...دون القلوب التي عليها مدار السعادة في الدنيا والآخرة.
& تجد الإنسان يمرض قلبه, وربما يصل إلى درجة الاحتضار, ولكنه لا يبالي به, فإذا أصيب بشوكه في بدنه هرع إلى الأطباء ولو حصل في ذلك مشقة وتعب.
& مرض القلب _ والعياذ بالله _ يوجب القلق النفسي وضياع الحياة كلها والموت المعنوي.
& إذا رأيت من نفسك أو أوقاتك ضائعة بلا فائدة فيجب عليك أن تلاحظ قلبك فإن هذا لا يكون إلا من غفلة القلب عن ذكر الله تعالى.
& العاقل المؤمن هو الذي يكون دائماً في نظر إلى قلبه ومرضه وصحته وسلامته وعطبه.
ــــــــــــ
& مرض القلب أخطر من مرض البدن بكثير, والعاقل يعتني بهذا عناية أشد.
& عليك أن تنتبه لمرض القلب وأن تبادر بمداوته, لأنه إذا تفشى المرض في القلب _ نسأل الله العافية _ قد يموت ويُطبع عليه, فلا يُحقُّ حقاً, ولا يُبطل باطلاً.
الصادق:
& تجد الصادقين تُنشر آثارهم, وتُوثر أقوالهم, ويُثنى عليهم في المجالس حتى بعد موتهم, بخلاف أهل الكذب _ والعياذ بالله _ والنفاق, فإنهم على العكس من ذلك
& لا تظن أن الصادق يخيب أبداً , كما يصور أحياناً للإنسان: أنه لو صدق لكان في ذلك ضرر عليه, فليكن كاذباً أو فليكذب, فإن هذا من وسواس الشيطان
& اعلم أن الصادق وإن كان الأمر مُراً عليه في أول مرة لكنه تكون له العاقبة في النهاية.
استخدام الخدم من غير المسلمين:
& مع بالغ الأسف أن يكون لدى المؤمنين خدم من غير المسلمين, لأن معنى ذلك أن الرجل أو المرأة يتصبح ويتمسى ينظر إلى من هو عدو الله ولرسوله وعدو له أيضاً
& لو لم يكن من مضرة هؤلاء الخدم الكافرات إلا أن هؤلاء _ الذين يقولون: إنهم مسلمون وهم كذلك _ تذهب عنهم الغيرة من نفوسهم وكراهة الكفار.
& بعضهم يحتضنهم فرحاً بهم, لأن الشيطان زين لهم أنهم أنصح في العمل وأتقن وأجلد وأصبر, وهذا من البلية والمحنة التي امتحن بها الناس في هذا الزمان.
& هؤلاء القوم الذين يستخدمون الكافرات والكافرين مخطئون خطأً عظيماً فادحاً
& إذا دعت الحاجة فلتكن مسلمة من الدول المسلمة الفقيرة التي ينتفع المسلمون بما يُدفع لهذه الخادم من الأُجرة.
ـــــــــــــ
اليهود:
& أهل غدر وخيانة,...منذ كان فيهم نبيهم موسى عليه الصلاة والسلام إلى يومنا هذا, فهم أشد الناس غدراً ومكراً وخيانةً.
& كل القبائل الثلاث من اليهود كلها عاهدت الرسول عليه الصلاة والسلام حين قدم المدينة, ومع ذلك نقضوا العهد: بنو قينقاع, وبنو النضير, وبنو قُريظة.
المنافقون:
& المنافق على اسمه منافق, إن لم يجد فرصة سكت وصانع وداهن, وإن وجد فرصة نطق وتكلم, وهذا دابهم.
& الحذر من المنافقين, لأنهم لا يألون المؤمنين خبالاً, كلما وجدوا مطعناً أو مكاناً للطعن هجموا, نسأل الله تعالى أن يعيذنا منهم.
& إرجاف المنافقين بالمؤمنين, والإرجاف: هو أن يذكر للإنسان ما يكون به الخوف والقلق.
& المنافقون أصحاب غدر وخيانة....وأهل جُبن وذُل وخوف ورعب....وأشدّ الناس ذُعراً.
الاعتزاز بالوطن:
& الاعزاز بالوطن _حميةً للوطن_ من صفات المنافقين, لقوله سبحانه وتعالى: ﴿ {يا أهل يثرب} ﴾ وقصدهم بذلك إحماء حميتهم الوطنية.
& الحديث الذي يروى " حب الوطن من الإيمان " فإنه كذب على الرسول عليه الصلاة والسلام.
& الاعتزاز بالوطن لكونه إسلامياً فهذا لا بأس به.
ــــــــــــ
الخوف والرعب:
& المخاوف تُربك الإنسان حتى في تصوراته, لقوله: ﴿ {وتظنون بالله الظنونا} ﴾ فإن الإنسان المستقر لا تكون عنده ظنون مُتباينة مُتعارضة, لأنه مستقر.
& إذا وقع الخوف في القلب فلا تسأل عن الخائف, إذ يظّن أن الشجر إنسان, فلا يتصور الأمر على حقائقها حتى لو ناداه أحد من أصحابه ظن أنه عدو يناديه ليقتله
& الرُّعب من أشدّ الأسلحة فتكاً للعدو.
ذكر الله عز وجل:
& كلّ عبادة فهي ذكر لله عز وجل حتى دراسة العلم هي من ذكر الله,...كل ما يُقرب إلى الله تعالى كل عبادة فهي من ذكر الله تعالى.
& الذكر حياة للقلب, لأن الله تعالى أمر به على وجه الكثرة, فلولا الفائدة العظيمة منه ما أمر به على سبيل الكثرة.
& نقص الذكر نقص في الإيمان.
الحزن:
& ينبغي مراعاة المؤمن بإدخال السرور عليه وانتفاء الحزن عنه, لقوله ﴿ولا يحزن ﴾ أي: لا يدخلهن الحزن والغم مما مضي.
& الشيطان يسعى لكل ما يحزن بني آدم كما قال تبارك وتعالى: ﴿ { إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا} ﴾ [المجادلة:10]
& كُلُّ من حاول إدخال الخزن على أخيه المسلم فإنه شبيه بالشيطان الذي يريد إدخال الأحزان على المؤمنين.

ـــــــــــــ
الإنسان الحازم:
& الإنسان الحازم يجعل من العادات عبادات, والإنسان الغافل يجعل من العبادات عاداتٍ.
& الإنسان العاقل الحازم المؤمن لا يزال يذكر الله سبحانه وتعالى لأن في كل شيءٍ من مخلوقاته آية تدل على وحدانيته سبحانه وتعالى وعلى حكمته.
تبرج النساء:
& المرأة إذا تبرجت فإن ذلك يعتبر جهلاً منها وسفهاً, ولهذا أُضيفت إلى الجاهلية.
& التبرج يكون بنوع اللباس, ويكون بالطيب, ويكون بتحسين البدن بالحناء, والتحمير, وتسويد العين بالكحل, وما يسمى...بالمكياج, وما يسمى بالمناكير.
& من أسباب عدم التبرج إقامة الصلاة, ولا ريب في هذا, لأن الله عز وجل يقول: ﴿ {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} ﴾ [العنكبوت:45]
الحجاب الشرعي:
& أكثر الناس يظنون أن الحجاب الشرعي هو أن تُغطى المرأة جميع جسدها إلا وجهها وكفيها وهذا خطأ فالحجاب الشرعي أول وأولى ما يدحل فيه حجاب الوجه
& تأبى حكمة الله سبحانه وتعالى أن ينهى عن ضرب المرأة برجلها لئلا يسمع خلخالها ثم يُرخص لامرأة من أجمل النساء أن تظهر وجهها وكفيها!!
& في الحجاب كفّ الأذى عن المرأة فيكون في ذلك كرامة لها, وإعزاز لها, ورفعة لها من أن تؤذى.
متفرقات:
& البقاء في الدنيا وإن طال فهو قليل, لقوله: ﴿ {وإذا لا تمتعون إلا قليلاً} ﴾
ــــــــــــ
& قوله تعالى: ﴿ {سراحاً جميلاً} ﴾ يعني: ليس فيه عداوة, وليس فيه بغضاء, وليس فيه حجر.
& النونية...من أحسن ما نُظم في التوحيد وأجمعه.
& علم المخلوق محفوف بنقصين: جهل سابق, ونسيان لاحق. أما علم الله عز وجل فإن علمه كامل, جملة وتفصيلاً في جميع الأحوال.
& الكافر والمنافق لا يمكن أن يكون ناصحاً للمؤمنين أبداً, ولو كان يُمكن أن يكون نُصح ما نهى تعالى عن طاعتهم مطلقاً, لأن الناصح يُطاع.
& الذي يدعي العصمة لغير الرسل رجل ضال كما يفعل الرافضة بأئمتهم وهذا ضلال بين, لأن أئمتهم قد يُخطئون كما يُخطئ غيرهم.
& الصحيح من أقوال أهل العلم رحمه الله أن من رمى بالزنا واحدة من أُمهات المؤمنين, فإنه يكون كافراً كفراً مخرج عن الملة.
& في باب القتال مُرجف ومُخذّل, والفرق بينهما أن المُرجف من يُخوف, والمُخذّل من يقلل الرغبة في الخير, فالمُرجف يرهبك, وأما المُخذّل فهو يُثبط عزيمتك.
& الشحيح هو المانع مع الحرص, والبخيل هو المانع بدون حرص.
& لا شك أن الإنسان قد يغلب خصمه بالكلام,...والإنس ان اللسن الذي عنده بيان وعند فصاحة قد يغلب ولو كان على باطل.
& لما جاء الغرب الخبيث القبيح المقلوب فطرة وديناً وصار يقدم النساء من أجل إثارة الفتنة بهن...تبعه الذين يتبعون كل ناعق وصاروا يقدمون النساء على الرجال.
& ينبغي للإنسان أن يدفع عن نفسه ما يُلام عليه به, فكل شيء تخشى أن يلومك الناس فيه فادفع الشُّبة عن نفسك.
ـــــــــــــــ
& علي بن أبي طالب رضي الله عنه...الأفضل أن يُقال له كما يقال لغيره من الصحابة: علي رضي الله عنه.
& " علي رضي الله عنه " أكمل من " علي عليه السلام ", وأكمل من " علي كرم الله وجهه ", لأن الرضا مرتبة عظيمة.
& الكفار...أن نذكر ما فيه تعلية شأنهم, وبيان مقدرتهم, وإلقاء الهيبة في قلوبنا منهم, فإن هذا لا يجوز.
& ينبغي للإنسان أن يُدخل على المؤمن ما يُقوي عزيمته ويُنشطه, سواء في الجهاد في سبيل الله أو في غيره من الأعمال النافعة.
& السنة الكونية فهي ما يُجريه الله تبارك وتعالى قدراً من العقوبات وغيرها, وهذه السنة لا تتبدل ولا تتغير.

& الساعة الخاصة التي هي موت كل إنسان, فإن من مات قامت قيامته, وقامت ساعته, لأنه انتهى من الدنيا إلى دار الجزاء.
& القنوت: الطاعة بدوام وذل ّ وسكون.
& كلُّ من نابذ عباد الله تعالى وأولياءه سلّط الله عليهم.
& السؤال عن الساعة ليس بذي فيمة كبيرة, القيمة الكبيرة ما أشار إليه النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال حين سأله رجل عن الساعة قال: انظر ماذا أعددت لها ؟
& تحريم تقليد العالم إذا تبين النضُّ,...فإذا تبين لك الحقُّ فلا تقل: قال العالم الفلاني, وقال الإمام الفلاني.