فضل من تعلق قلبه بالمسجد






فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: إمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأ فِي عِبَادَةِ الله عز وجل، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بالْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَى ذلك وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ عز وجل، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ».

قال ابنُ حجر في الفتح: 170/ 2 وقوله: ورجل قلبه معلق في المساجد، هكذا في الصحيحين، وظاهره أنه من التعليق كأنه شبهه بالشيء المعلق في المسجد - كالقنديل مثلًا - إشارة إلى طول الملازمة بقلبه - وإن كان جسده خارجًا عنه - ويدل عليه رواية الجوزقي: كأنما قلبه معلق في المسجد، ويُحتمل أن يكون من العلاقة، وهي شدة الحب، ويدل عليه رواية أحمد: معلق بالمساجد، وكذا رواية سلمان: من حبها، ومناسبتُها للركن الثاني من الترجمة - وهو فضل المساجد - ظاهرة، وللأول من جهة ما دل عليه من الملازمة للمسجد واستمرار الكون فيه بالقلب وإن عرض للجسد عارض؛ اهـ.

• وانظر إلى سيد البشر صلى الله عليه وسلم وكيف كان تعلقه بالمسجد، فقد أخرج الإمام مسلم من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة، جلس في مُصلاة حتى تطلع الشمس.
وكان يجلس في المسجد للإفتاء والتعليم واستقبال الوفود.


______________________________ ____________________ ____
الكاتب: الشيخ ندا أبو أحمد