تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ}

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ}

    المسألة السادسة[الاحتجاج بالمتقدمين]
    كَقَوْلِهِ: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى} [طه:٥١] ،
    وَقَوْلِهِ: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ} [المؤمنون: ٢٤] .

    الشرح
    أي: إذا جاءتهم الرسل بالحق احتجوا بآبائهم، فإن موسى عليه السلام لما دعا فرعون إلى الإيمان احتج فرعون بما عليه الأولون {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى} [طه:٥١] يريد أن يحتج بما عليه القرون الأولى التي سبقته من الكفرة،
    وهذه حجة باطلة،
    وهي حجة جاهلية.

    وكما قال قوم نوح لما دعاهم إلى الله، قالوا: {مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ} [المؤمنون: ٢٤]
    فقابلوا دعوة نبي الله نوح بما عليه آباؤهم على أنه حق، وأن ما جاء به نوح باطل؛
    لأنه مخالف لما عليه آباؤهم.

    وكفار قريش يقولون: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلاقٌ} [صّ: ٧]
    أي: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا} الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم {فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ} ملة آبائهم وأجدادهم {إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلاقٌ} كذب،
    فهم وصفوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه كذب،

    لماذا؟ لأنه مخالف لما عليه آباؤهم، وهو عبادة الأوثان،
    ولم يرجعوا إلى دين أبيهم إبراهيم وإسماعيل؛
    بل رجعوا إلى ما كان عليه آباؤهم قريباً، وهم آباؤهم وأجدادهم في مكة من كفار قريش،

    فهذه سنة الكفار، وهذه سنة الجاهلية؛
    أن يحتجوا بمن سبقهم من الأمم.
    والواجب على العقلاء أن ينظروا ما مع الرسل، ويقارنوا بينه وبين ما عليه آباؤهم؛ ليتضح لهم الحق من الباطل،
    ويقارنوا بينه وبين ما عليه آباؤهم؛ ليتضح لهم الحق من الباطل،
    أمّا إغلاق الباب على أنفسهم،
    يقولون: ما نقبل إلا ما عليه آباؤنا، ولا نقبل ما يخالفه،
    فهذا ليس من شأن العقلاء فضلاً عن الذين يريدون النجاة لأنفسهم.
    والآن عُبّاد القبور إذا نُهوا عن عبادة القبور، قالوا: هذا عليه البلد الفلاني، وعليه الجماعة الفلانية، وعليه قرون مضت. وأصحاب الموالد إذا نهوا، قيل لهم: هذه بدعة
    قالوا: هذا شيء معمول به قبلنا، ولو كان باطلاً ما عملوه.
    وهذا احتجاج أهل الجاهلية،
    فليس العبرة بما عليه الناس، وإنما العبرة بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الناس يخطئون ويصيبون، لكن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو صواب قطعاً، والواجب اتباعه،
    والله لم يكلنا إلى آبائنا وأجدادنا، ولو كان الذي عند الآباء والأجداد يكفي ما احتجنا إلى الرسل.
    وهكذا الصوفية، يقولون:
    أحوالنا تكفي عن اتباع الرسول، ولنا أحوال، ولنا اتصال مع الله، ونأخذ عن الله مباشرة، وأهل السنة يأخذون دينهم عن أموات – يعنون رجال السند-، أما نحن فنأخذ ديننا عن الحي الذي لا يموت،
    ويقولون: الرسل إنما يحتاجهم العوام، أما الخواص فهؤلاء ليسوا بحاجة إلى الرسل؛ لأنهم وصلوا إلى الله، وعرفوا وليسوا بحاجة إلى الرسل، هكذا يقول لهم الشيطان، ويقول: إن أصحاب الطرق لا يحتاجون للرسل؛ لأنهم يأخذون عن الله مباشرة. وهذا من دين الجاهلية،
    والوقائع كثيرة من هذا النوع.
    (شرح مسائل الجاهلية: محمد عبد الوهاب) المسألة السادسة/ شرح الشيخ صالح الفوزان

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ}

    قال الامام محمد ابن عبد الوهاب فى مفيد المستفيد
    وفيه من العبر أيضا أنه لما قال : ( أرسلني الله ) . قال : بأي شيء أرسلك ؟ قال : بكذا وكذا . فتبين أن زبدة الرسالة الإلهية ، والدعوة النبوية ، هو توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له وكسر الأوثان ,
    ومعلوم أن كسرها لا يستقيم إلا بشدة العداوة وتجريد السيف ، فتأمل زبدة الرسالة .
    وفيه أيضاً أنه فهم المراد من التوحيد ، وفهم أنه أمر كبير غريب ،
    ولأجل هذا قال : من معك على هذا ؟ قال : ( حر وعبد )
    فأجابه أن جميع العلماء والعباد والملوك والعامة مخالفون له ولم يتبعه على ذلك إلا من ذكر ،
    فهذا أوضح دليل على أن الحق قد يكون مع أقل القليل وأن الباطل قد يملأ الأرض .
    ولله در الفضيل بن عياض حيث يقول :
    لا تستوحش من الحق لقلة السالكين ، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين .
    وأحسن منه قوله تعالى :
    ( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين ) .
    وفي الصحيحين أن بعث النار من كل ألف تسعة وتسعون وتسعمائة وفي الجنة واحد من كل ألف ،
    ولما بكوا من هذا لما سمعوه قال - صلى الله عليه وسلم - :
    ( إنها لم تكن نبوة قط إلا كان بين يديها جاهلية فيؤخذ العدد من الجاهلية فإن تمت وإلا أكملت من المنافقين )
    قال الترمذي حسن صحيح .
    فإذا تأمل الإنسان ما في هذا الحديث من صفة بدء الإسلام ، ومن اتبع الرسول - صلى الله عليه وسلم - إذ ذاك ،
    ثم ضم إليه الحديث الآخر الذي في صحيح مسلم أنه - صلى الله عليه وسلم -
    قال : ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ ) تبين له الأمر إن هداه الله
    وانزاحت عنه الحجة الفرعونية : ( فما بال القرون الأولى )
    والحجة القرشية : ( ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة ) .
    مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد للامام محمد ابن عبد الوهاب

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •