تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: من مسائل الجاهلية الاغترار بالأكثر,ويحتجون به على صحة الشيء,ويستدلون على بطلان الشيء بغربته وقلة أهله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي من مسائل الجاهلية الاغترار بالأكثر,ويحتجون به على صحة الشيء,ويستدلون على بطلان الشيء بغربته وقلة أهله

    (أن من أكبر قواعدهم : الاغترار بالأكثر,ويحتجون به على صحة الشيء,ويستدلون على بطلان الشيء بغربته وقلة أهله ,فأتاهم بضد ذلك ,وأوضحه في غير موضع من القرآن)
    الشرح
    من مسائل الجاهلية:
    أنهم يستدلون بالأكثرين على الحق ,ويستدلون بالأقلين على غير الحق,
    فما كان عليه الاكثر عندهم فهو الحق ,
    وما كان عليه الأقل فهو غير حق
    ,
    هذا هو الميزان عندهم في معرفة الحق من الباطل . وهذا خطأ
    لأن الله جل وعلا
    يقول :(وإن تطع أكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله ان يتبعون إلا الضن وإن هم إلا يخرصون) ويقول سبحانه وتعالى
    (ولكن أكثر الناس لايعلمون) ويقول سبحانه وتعالى(وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنآ أكثرهم لفسقين) الى غير ذلك.

    فالميزان ليس هو الكثره والقله,
    بل الميزان هو الحق , فمن كان على الحق -وإن كان واحداً- فإنه هو المصيب
    وهو الذي يجب الاقتداء به,
    واذا كانت الكثرة على باطل فإنه يجب رفضها وعدم الاغترار بها,
    فالعبرة بالحق ,
    ولذلك يقول العلماء :
    الحق لايعرف بالرجال,وأنما يعرف الرجال بالحق .
    فمن كان على الحق فهو الذي يجب الاقتداء به.
    والله جل وعلا- فيما قص عن الامم- أخبر أن القله قد يكونون على الحق ,
    كما قال تعالى (ومآ ءامن معه الا قليل )
    وفي الحديث-
    الذي عرضت فيه الامم على النبي صلى الله عليه وسلم رأى النبي ومعه الرهط
    والنبي معه الرجل , والرجلان
    والنبي وليس معه أحد.
    فليست العبرة بكثرة الاتباع على المذهب أو على القول , وأنما العبرة بكونه حقاً او باطلاً
    فما كان حقاً- وإن كان عليه أقل الناس ,أو لم يكن عليه أحد ,
    مادام أنه حق - يتمسك به فإنه هو النجاة. والباطل لا يؤيده كثرة الناس أبداً,
    هذا ميزان يجب أن يتخذه المسلم دائماً معه.
    والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
    (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ)
    وذلك حين يكثر الشر والفتن والضلال
    فلا يبقى على الحق الا غرباء من الناس ونزاع من القبائل , يصبحون غرباء في المجتمع البشري,
    والرسول صلى الله عليه وسلم
    بعث والعالم كله يموج في الكفر والضلال
    ودعا الناس ,فاستجاب له الرجل والرجلان ,
    الى أن تكاثروا .
    وكانت قريش - وكانت الجزيره كلها , وكان العالم كله- على الضلال .
    والرسول صلى الله عليه وسلم وحده يدعو الناس . والذين أتبعوه قليل
    بالنسبه للعالم.
    فالعبرة ليست بالكثرة, العبرة بالصواب وإصابة الحق . نعم,
    إذا كانت الكثرة على صواب فهذا طيب ,
    ولكن سنة الله جل
    وعلا أن الكثرة تكون على الباطل (ومآ أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)
    (وأن تطع أكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله)

    (شرح مسائل الجاهلية: محمد عبد الوهاب) المسألة الخامسة/ شرح الشيخ صالح الفوزان/ص60

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: من مسائل الجاهلية الاغترار بالأكثر,ويحتجون به على صحة الشيء,ويستدلون على بطلان الشيء بغربته وقلة أهله

    قال الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن أبا بطين- كما في " الدرر السنية"12/172"-:
    ومن أعظم ما فتن به الشيطان في هذه الأزمنة المتأخرة أكثر العامة،
    بل كثيرا من ينتسب إلى علم الاغترار بالأكثر،
    فيقول أحدهم: هذه الأمور التي تنكرونها مما يفعل عند القبور، من دعاء أصحابها، وسؤالهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات والنذر، والذبائح لهم، منتشر مشتهر في أمصار المسلمين، وكذلك القصائد المتضمنة للاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم كما في البردة، ونظم الصرصري وغيرهما، متداول مستعمل لا ينكرونه، وهذا كلام فلان في قصيدته، وشرحها فلان وفلان، وتداولها العلماء ;
    وهذه هي الشبهة العظيمة التي قامت بقلوبهم، فلا يصغون إلا إليها، ولا يعولون إلا عليها،
    كأنهم لم يسمعوا بنبي مرسل ولا بكتاب منْزل.
    فيقال أولا: هؤلاء أصحاب موسى الكليم الذين صحبوه، فضلهم الله على عالمي زمانهم، وآتاهم الكتاب والحكمة، قد سألوا موسى أن يجعل لهم إلها،
    قال سبحانه:
    {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرائيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [سورة الأعراف آية: ١٣٨] .وكذلك الذين قالوا لنبينا - من أصحابه - اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال صلى الله عليه وسلم "الله أكبر! إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [سورة الأعراف آية: ١٣٨] ، لتركبن سنن من كان قبلكم"
    .فهؤلاء خفي عليهم أن الذي طلبوه بقولهم: اجعل لنا ذات أنواط، أنه من التأله لغير الله، ومن الشرك الذي حرمه الله ; وكذلك قول بني إسرائيل {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً} [سورة الأعراف آية: ١٣٨] ، خفي عليهم قبح ما طلبوه، وأنه من الشرك الذي ينهى عنه موسى عليه السلام ;
    فإذا كان قد خفي على المذكورين، فلا يستبعد خفاؤه على من دونهم
    .ويقال أيضا لمن يحتج بأكثر الناس،
    وأن الحق ما هم عليه خاصة:
    إذا كان المحتج ممن ينتسب إلى مذهب الإمام أحمد ;
    والحنابلة أكثر الناس في هذه الأزمان، مخالفون لما عليه الإمام أحمد وأصحابه، في كثير من صفات الرب سبحانه، منها: صفة علو الرب سبحانه فوق سماواته، واستوائه على عرشه،
    فأكثر الناس اليوم لا يثبتون هذه الصفة، ويبدعون من أثبتها ويضللونهم، وبعضهم يكفرهم، و
    يخصون الحنابلة بذلك،لأن مذهب الإمام أحمد وأصحابه:
    إثبات صفة علو الرب، واستوائه على عرشه حقيقة، من غير تكييف ولا تمثيل، وعلى ذلك سائر أئمة الإسلام، وكلامهم معروف في تضليل من لم يثبت هذه الصفة، وأكثرهم صرح بكفرهم.
    ومن ذلك: مسألة كلام الرب سبحانه،
    أكثر الناس اليوم يقولون:
    كلامه سبحانه هو المعنى النفسي، وأن حروف القرآن مخلوقة; ومذهب أحمد وأصحابه وسائر الأئمة: أن القرآن كلام الله حروفه ومعانيه، وليس شيء منه مخلوقا، ويضللون من قال بخلق الحروف؛ وخلاف الحنابلة مع هؤلاء معروف، ذكرنا هاتين المسألتين على سبيل المثال،
    وإلا فكثير الناس اليوم على خلاف ما عليه السلف في أكثر الصفات.
    وكذلك في الإيمان، فجمهور الناس في هذه الأزمان،
    يقولون:
    الإيمان هو التصديق،
    ويقولون:
    الأعمال ليست من الإيمان، وإن سميت إيمانا في بعض الأحاديث، فعلى سبيل المجاز ;
    ومذهب أهل السنة:
    أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص ; وكثير من السلف كفروا من قال: إن الإيمان هو التصديق فقط.إذا عرف ذلك، تبين للمحتج بأكثر - إن كان على مذهب الإمام أحمد وأصحابه، وجميع أهل السنة في إثبات الصفات - أن حجته حجة داحضة واهية،
    وعلم أن أهل الحق هم الأقلون عددا، الأعظمون عند الله قدرا،
    وقد روى ابن وضاح، عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قال: "تعلموا العلم تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله؛ فإنه سيأتي من بعدكم زمان ينكر فيه تسعة أعشارهم".
    ويشهد لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: " تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة" ،
    وقال:
    " بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء "
    وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لعمرو بن ميمون: "أتدري ما الجماعة؟ قلت: لا ; قال: إن جمهور الجماعة الذين فارقوا الجماعة ; الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك ; وفي طريق أخرى: إن جمهور الناس فارقوا الجماعة، وإن الجماعة ما وافق طاعة الله عز وجل".والله سبحانه علم ما يحدث في الأمة من الاختلاف والتنازع، وأوجب عليهم عند التنازع، الرد إلى كتابه وسنة نبيه،
    فقال:
    {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [سورة النساء آية: ٥٩] ،
    والنبي صلى الله عليه وسلم أمر الأمة عند الاختلاف، بالرد إلى سنته، وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، فقال: " إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ " .
    وقول بعض الناس: لو كان ما تقولون حقا، لكان غيركم أولى به منكم، يشابه قول الكفار: {لَوْ كَانَ خَيْراً مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} [سورة الأحقاف آية: ١١] ، {أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا} [سورة الأنعام آية: ٥٣] فقال الله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ } [سورة الأنعام آية: ٥٣] ، وقال سبحانه: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} [سورة القصص آية: ٦٨] ، وقال: {وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ} [سورة البقرة آية: ١٠٥] .
    والميزان العدل هو: الكتاب والسنة، وعليه تعرض أقوال الناس وأعمالهم،
    فما شهد له بالصحة فهو الحق، وماذا بعد الحق إلا الضلال.
    ونحن نتحقق:
    أن في أمصار المسلمين كثيرا ينكرون هذه الأمور الشركية، كما قد سمعنا من بعض من لقينا، وبلغنا عن بعض من لم نلق، لكن صارت الغلبة لضدهم،
    فإنا لله وإنا إليه راجعون.
    " الدرر السنية"12/172"

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •